فايز سعد.. 50 عامًا من الخدمة والتفاني مع الأنبا باخوميوس
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الـ50 عامًا ليست فترة زمنية بسيطة، خاصةً عندما تكون مليئة بالذكريات والتضحيات. فمن عاش تجربة فقدان شخص قريب يعرف تمامًا شعور الإنكار الذي يعايشه عقله في اللحظات الأولى بعد سماع الخبر، فالمخ يرفض التصديق، ويبقى الشخص في حالة من الإنكار لعدة أيام، حتى يعجز عن استيعاب ما حدث.
في الصور التي نعرضها، نشاهد عم فايز سعد، السائق الخاص لسياره الأنبا باخوميوس، مطران الغربيه والخمس مدن وهو يتأكد من تنفس سيدنا، في لحظةٍ لم يستطع فيها استيعاب الخبر.
عم فايز الذي عاش مع سيدنا أكثر من معيشته مع أهله، كان شريكًا له في كل تفاصيل حياته، وكان شاهدًا على العديد من المواقف التي لا يعرفها أحد سوى الله.
خدمة دامت خمسين عامًا
طوال خمسين عامًا، كان عم فايز أكثر من مجرد سائق؛ فقد كان خادمًا أمينًا وكاتمًا للأسرار، يرافق الأنبا باخوميوس في كل مكان. وفي تلك الفترة الطويلة، أصبح عم فايز جزءًا لا يتجزأ من حياة المطران ، بل كان له دورٌ كبير في تيسير مهامه اليومية، خاصةً في التنقل بين الأماكن المختلفة، سواء داخل إيبارشية البحيرة الكبيرة أو خارجها.
وفي أحد الأيام، وقبيل رحيل الانبا باخوميوس كان فادي، ابن عم فايز، برفقة المطران . وفي تلك اللحظة، طلب الانبا باخوميوس من فادي أن يشكر عم فايز على جهوده الكبيرة طوال تلك السنوات، وعلى تعبه وكثرة السفر. كما طلب منه أن يضع صورة السيدة العذراء الظهور في صندوقه عند وفاته، وهو ما تحقق وفقًا للترتيب الإلهي، حيث توفي المطران في يوم تذكار العذراء مريم، ليوافيه الموت في اليوم الثالث لتذكار ظهور الزيتون.
لقب “النسر الطائر”
لعل من أبرز الألقاب التي أُطلقت على الأنبا باخوميوس هو “النسر الطائر”، وذلك بسبب كثرة سفره وتنقله بين الأماكن المختلفة. فقد كانت إيبارشية البحيرة ضخمة وواسعة، مما جعل التنقل بين مدنها المختلفة أمرًا يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرًا. وكان السفر أيضًا يتعدى حدود الإيبارشية ليشمل السفر إلى أماكن أخرى.
مشاعر الوداع
الصور التي تلتقط لحظات وداع عم فايز وفادي تُعبّر عن مشاعر مليئة بالحزن والحب. إنها لحظات لا تُنسى، تروي قصة رجل عاش لخدمة سيده بكل إخلاص وتفانٍ، حتى اللحظات الأخيرة.
هذا هو الوفاء، وهذا هو الحب الذي لا ينتهي، بل يستمر عبر الزمن في الذكريات التي يحملها أولئك الذين عاشوا هذه اللحظات جنبًا إلى جنب مع رجال الله.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الاقباط الأنبا باخومیوس
إقرأ أيضاً:
الكويت تعيد إذن المغادرة للوافدين.. هل يعود نظام الكفيل؟
أعلنت الهيئة العامة للقوى العاملة الكويتية إلزام جميع العمال الأجانب في القطاع الخاص بالحصول على "إذن مغادرة" من صاحب العمل قبل مغادرة البلاد، بدءًا من الأول من تموز / يوليو المقبل، بموجب تعميم وزاري أصدره النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، الشيخ فهد يوسف سعود الصباح.
وقالت الهيئة في بيان رسمي نُشر عبر منصة "إكس"، إن هذا القرار "يأتي في إطار تنظيم العلاقة التعاقدية بين أصحاب الأعمال والعمالة الوافدة، وضبط حركة المغادرة بما يقلل من المخالفات المرتبطة بالسفر دون إشعار مسبق، ويحقق التوازن في الحقوق والواجبات للطرفين".
ورغم وصف السلطات للخطوة بأنها "تنظيمية"، إلا العمال اعتبروها عودة صريحة لأحد أبرز أركان نظام الكفالة التقليدي، الذي ظل محل انتقاد لسنوات من منظمات حقوق الإنسان الدولية، بسبب ما يمنحه من سلطة لصاحب العمل للتحكم بحرية العامل في التنقل والسفر.
"إذن مغادرة" إلزامي للعمالة الوافدة قبل السفر من الكويت #الهيئة_العامة_للقوى_العاملة#manpower_kuwait pic.twitter.com/cu6tcUsIKR — الهيئة العامة للقوى العاملة (@manpowerkwt) June 11, 2025
ويُعيد هذا القرار العمل بصيغة "الخروج بإذن الكفيل"، والتي سبق أن خففتها الكويت جزئيًا خلال السنوات الأخيرة ضمن جهودها لإصلاح سوق العمل وتحسين بيئة الاستثمار والامتثال للمعايير الدولية، وكانت السلطات قد سمحت سابقًا للعمال بتغيير صاحب العمل في حالات محددة، دون موافقة الكفيل، في محاولة لكسر بعض القيود المرتبطة بالكفالة.
وبحسب بيانات رسمية، تستضيف الكويت أكثر من مليوني عامل وافد، يشكّلون نحو 70 بالمئة من القوى العاملة في البلاد، معظمهم يعملون في القطاع الخاص.
وقد أدى نظام الكفالة إلى بروز قضايا عديدة تتعلق بانتهاكات حقوق العمال، من بينها حجز جوازات السفر، والتأخر في صرف الأجور، ومنع السفر أو إنهاء العقود دون أسباب واضحة.
وعلى مستوى الخليج، لا تزال السعودية تفرض قيودًا مشابهة من خلال نظام "الخروج والعودة"، فيما اتخذت قطر خطوات متقدمة عبر إلغاء إذن الخروج منذ عام 2018، حتى للعمالة المنزلية في 2020، أما الإمارات، فتنص قوانينها على عدم أحقية صاحب العمل باحتجاز جواز السفر، أو منع المغادرة دون أمر قضائي.
حتى الآن، لم تُصدر منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش أو منظمة العفو الدولية بيانات بشأن القرار الكويتي الجديد، إلا أن مواقفها السابقة تشي برفض واضح لأي تدابير تعيد سلطة الكفيل على حركة العامل، وكانت تلك المنظمات قد طالبت مرارًا بإلغاء إذن الخروج ووصفت الكفالة بأنها "نظام يفتح الباب للعبودية الحديثة".