مقال: نتنياهو يراهن على جبهة إيران هربا من وصمة الفشل بغزة
تاريخ النشر: 5th, April 2025 GMT
في تحليل نفسي سياسي لافت، اعتبرت الباحثة في علم السلوك الرقمي بجامعة رايخمان في هرتسيليا، د. ليراز مارجليت، أن القلق الذي ينتاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا ينبع فقط من احتمال فقدانه للسلطة في حال فشله في تحقيق إنجاز عسكري في غزة، بل من خوف أعمق متعلق بفقدان "النموذج العقلي الذي بناه لنفسه منذ صغره، ويرى فيه نفسه مبعوثا من الرب يهدف إلى حماية الشعب اليهودي من الانقراض"!
وتؤكد الباحثة المعروفة بتحليلاتها حول الأمن والإستراتيجيات العسكرية، وخاصة فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، في مقال بصحيفة "معاريف" أنه "في حين أن الجمهور يهتم بشكل أساسي بمسألة بقاء نتنياهو السياسي، فإن الأمر الأكثر إثارة للقلق له هو فقدان المعنى وفقدان الشعور بأن حياته السياسية لها هدف تاريخي، ولذلك، فإنه من خلال اتجاهه للجبهة الإيرانية بالتحديد يستطيع إنشاء صورة لخطوة تاريخية "لا تنسى"، والتي ستعيد له دور المنقذ الوطني".
وكتبت مارجليت، أن نتنياهو يدرك أن الحرب في غزة قد لا تنتهي بتحقيق "نصر واضح" أو إطلاق سراح جميع "الرهائن"، ما يعني أنه سيبقى ملطخا في نظر الجمهور وصناع التاريخ بـ"وصمة عار لا تُمحى"، الأمر الذي قد يدفعه –نفسيا أكثر منه إستراتيجيا– إلى خيار ثالث يعتقد أنه وحده قادر على محو هذا الفشل، وهو: ضرب المشروع النووي الإيراني.
وتضيف الكاتبة أن هذا المسار لا يستند فقط إلى حسابات عقلانية أو تقييمات أمنية، بل إلى ديناميكيات نفسية شخصية شبه وجودية، إذ يشعر نتنياهو بأنه إذا لم يكتب السطر الأخير في قصته السياسية بنفسه، فإن التاريخ سيكتبه عنه، وربما بشكل يُنهي صورته كمنقذ قومي.
إعلانواستعانت مارجليت بمفهوم "لعبة الدجاج" في نظرية الألعاب، وهي حالة يندفع فيها طرفان نحو التصادم دون أن يتراجع أي منهما، ليصبح الاصطدام حتميا إذا لم يرمش أحد.
وفي هذه الحالة، -كما تقول-، تلعب إسرائيل دور الراكب الثالث الذي يشجع أحد السائقين من الخلف مما يجعل اللعبة أكثر جنوناً وخطورة.
ووفق المقال فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يمثل عنصرا رئيسيا في هذه المعادلة. فبعد فوزه بالانتخابات، بات مستعدا لتحمل مخاطر أعلى، وثقته المفرطة بنجاحاته السابقة –مثل اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني– جعلته سجين "وهم السيطرة"، معتقدا أنه قادر على إدارة التصعيد مع إيران دون الانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة.
وبينما دفع هذا التوجه الولايات المتحدة لنشر قاذفات "بي-2" في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي تحضيرا محتملا لضربة ضد إيران، ردت طهران بتهديدات شملت مهاجمة قواعد أميركية في المنطقة، ولم تستثن إسرائيل من الرد.
وتعلق الباحثة على ذلك بالقول "ببساطة.. قد تجد إسرائيل نفسها متورطة في حرب لم تكن شريكة في قرار خوضها".
بحسب الكاتبة، فإن نتنياهو عاش طوال حياته وهو يردد سردية الذات "المرسلة من التاريخ لحماية إسرائيل"، وقد بنى مجده السياسي على صورة الزعيم الذي يتنبأ بالخطر ويتفاداه. لكن بعد سنوات من الحذر، يعيش اليوم تحت ضغط شديد قد يدفعه لاتخاذ قرار غير مسبوق.
"وتقول مارجليت إذا لم تنته الحرب بصورة نصر واضحة، فإن هذه البقعة سترافق نتنياهو طوال حياته السياسية"، وتضيف أن "نتنياهو قد يلجأ لضرب إيران ليس فقط كخيار إستراتيجي، بل كفصل أخير يصنع به خاتمة درامية لقصة حياته: وهي أنه الرجل الذي أوقف البرنامج النووي الإيراني".
وتشير الكاتبة إلى أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لا تتجاهل هذا السيناريو، بل تستعد لاحتمالاته، بما في ذلك "هجوم منسق على عدة جبهات" و"حزمة واحدة" من الردود الإيرانية، بحسب ما يتم تداوله داخل أجهزة الاستخبارات.
وترى مارجليت أن طهران تجسد ما تصفه بـ"مفارقة الفاعل الضعيف"، إذ تتيح لها دونيتها العسكرية النسبية اتخاذ مواقف متطرفة مدفوعة بثقافة "اقتصاد الشرف"، حيث يُعتبر تحدي الغرب مكونا حيويا للبقاء السياسي للنظام الإيراني.
إعلانوتقول إن القيادة الإيرانية مستعدة لتحمل ضربة قاسية طالما أنها لا تُجبر على الركوع، مما يجعل من الصعب ردعها، ويضيف طبقة جديدة من التعقيد على أي سيناريو مواجهة، خاصة إذا كان مصدر القرار فيه نفسيا وشخصيا كما هو حال نتنياهو.
وتختم مارجليت بأن على المحللين وصناع القرار ألا يكتفوا بحسابات الأسلحة والبطاريات أو نسب تخصيب اليورانيوم، بل أن يدرسوا العوامل النفسية التي تحرك الزعماء، وخاصة نتنياهو، الذي يشعر أنه إذا لم يختم روايته بنفسه، فالتاريخ سيفعل ذلك عنه، وربما لا يرحمه.
في ظل هذا المزاج، تقول الباحثة، إن القرار الإسرائيلي التالي لن يكون بالضرورة قرارا أمنيا صرفا.. بل قد يكون فصلا شخصيا أخيرا لرجل يسابق الزمن ليحفظ مكانه في كتب التاريخ، ولو على حساب المغامرة بمستقبل المنطقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان إذا لم
إقرأ أيضاً:
أكاديمية الفنون تفتح باب التقديم لمسابقة أفضل مقال عن الأفلام القصيرة جدا
أعلنت أكاديمية الفنون وإدارة مهرجان VS-FILM عن فتح باب الاشتراك في النسخة الثانية من مسابقة أفضل مقال أو دراسة نقدية عن الأفلام القصيرة جدا خلال الفترة من ٢٧ يوليو وحتي ٢٠ سبتمبر 2025.
ومن المقرر إعلان أسماء الفائزين في احتفالية تقام لهذا الغرض بقاعة ثروت عكاشة بأكاديمية الفنون يوم 14 أكتوبر المقبل.
وقالت الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون، إن باب الاشتراك مفتوح أمام الدارسين والمواهب والنقاد من كافة الجنسيات العربية بدون استثناء.
وأضافت أن من شروط المشاركة أن يكون موضوع المقال أو الدراسة عن الأفلام القصيرة جدا التي لاتتجاوز الـ10 دقائق و ألا يقل عمر صاحب المقال أو الدراسة عن 18 عاما وألا يكون البحث أو المقال سبق نشره عبر أي وسيلة صحفية مطبوعة أو إلكترونية وأن يكون من وحي إبداعه الشخصي وألا يكون مقتبسا من مقالات أو دراسات إخري.
وأوضحت أن الاحتفالية التي تقام لتوزيع الجوائز ستتضمن تكريما لأكثر من شخصية نقدية بارزة قدمت الكثير من إبداعاتها في مجال النقد الفني وخاصة السينمائي منه
وقال الدكتور أسامة أبو نار رئيس مهرجان VS-FILM للأفلام القصيرة جدا، إن النسخة الأولي من المسابقة حققت مردودا سينمائيا ونقديا كبيرا وساهمت في ترسيخ صناعة الفيلم القصير جدا لأن هذه النوعية من الأفلام تشكل مستقبل صناعة السينما والدراما في العالم خاصة بعد إنتشار المنصات الإلكترونية المختلفة التي فتحت شاشتها أمامها والكثير منها إتجه الي إنتاجها بخلاف التأثير السريع الذي يتركه الفيلم القصير جدا في مشاهده.
من جانبه كشف زياد باسمير نائب رئيس المهرجان، أن الأعمال الفائزة يحصل أصحابها على الجوائز المالية التي تصل قيمتها إلي نحو 30 ألف جنيه، كما ستنشر هذه المقالات والدراسات عبر حسابات المهرجان والإحتفاء بها في كافة المطبوعات التي يصدرها خلال فترة انطلاقه هذا العام بين مدن السويس و الجلالة والعين السخنة بمشاركة أفلام من العديد من دول العالم.
وشدد على أن إدارة المهرجان والمسابقة كانت حريصة علي فتح باب المشاركة أمام كافة المواهب من الدول العربية حتى تتسع الدائرة ويكون هناك تنافسا قويا بين الدراسات والمقالات بهدف تنشيط الحركة النقدية بما يعود بالفائدة على إنتاجات الأفلام القصيرة جدا.
يشار الي أن الفائز الأول يحصل علي جائزة مالية قدرها 15 ألف جنيه فيما يحصل صاحب المركز الثاني على 10 ألاف جنيه والمركز الثالث علي 5 ألاف جنيه.