الحوار الوطنى.. مكاسب وتحديات
تاريخ النشر: 24th, August 2023 GMT
مع اقتراب وصوله إلى محطته النهائية، يجب التأكيد على نجاح الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تحقيق عدد من المكاسب المهمة، فمنذ انطلاقه تم مناقشة عدد كبير من القضايا والموضوعات التى تشغل المواطنين والقوى السياسية والحزبية، والتى تنوعت ما بين قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية، فقد خلق الحوار حالة من الزخم داخل كافة المؤسسات والأحزاب، ولحرص القيادة السياسية على توسيع دائرة المشاركة فى الحوار فى مراحله الأولى، وصل هذا الزخم إلى كل شبر من أرض مصر، لتستقبل الإدارة الفنية للحوار الوطنى مئات الآلاف من المشاركات من كافة أطياف الشعب المختلفة، مما ساهم فى إعلاء لغة الحوار بين مختلف التيارات السياسية والفكرية، وإحداث حراك إيجابى على مستوى الحياة السياسية المصرية.
كما حرصت الدولة على إبداء المزيد من الجدية فى التعامل مع مخرجات الحوار، من خلال الاستجابة لمطالب القوى السياسية بإعادة النظر فى ملف السجناء، حيث تم تفعيل لجنة العفو الرئاسى التى ساهمت فى خروج عدد من المحكوم عليهم والمحبوسين على دفعات متتالية، كما نجح الحوار الوطنى فى ترسيخ مبدأ هام افتقدناه كثيرا خلال السنوات الماضية، وهو قبول الاختلاف والقدرة على إدارته دون أن يتحول إلى خلاف، من أجل تحقيق المصلحة الوطنية، التى كانت هدفا رئيسيا لجميع المشاركين فى الحوار الوطني، حيث حرص الجميع على تنحية المصالح الشخصية والحزبية جانبا، من أجل تحديد أولويات العمل الوطنى خلال السنوات القادمة.
وهنا أؤكد أن الدولة المصرية من خلال هذا الحوار نجحت فى وضع اللبنة الأولى فى بناء نموذج مصر فى الانفتاح والإصلاح السياسي، حيث تجاوز التسييس لصالح الشمولية، فقد تطرق لقضايا اجتماعية واقتصادية وسياسية، كما أنه نجح فى تجاوز الإشكاليات التى حاول البعض فرضها مع انطلاق الدعوة من أجل عرقلة هذا الحوار، ليحدد أولويات واضحة للحوار دون الانزلاق فى قضايا فرعية لا علاقة لها بالتحول الديمقراطي، وبناء دولة ديمقراطية مستدامة، الديمقراطية والتنمية بينهما علاقة تكاملية فلا يمكن التخلى عن إحداهما لصالح الأخرى، خاصة أن الظروف الراهنة والمتغيرات العالمية خاصة على المستوى الاقتصادى تجعل قضايا التنمية أكثر إلحاحا.
أما فيما يتعلق بالهدف الأساسى من الحوار الوطني، فقد نجح الحوار فى الوصول إلى مقترحات وتوصيات ثرية للغاية، تنوعت ما بين مقترحات تشريعية، وإجراءات تنفيذية، فى كافة المحاور السياسية والاقتصادية والمجتمعية، ربما تسهم فى إحداث نقلة نوعية فى أغلب القطاعات، خاصة بعد إعلان رئيس الجمهورية إحالتها للجهات المختصة لدراستها وبحثها، وتطبيق ما يمكن منها فى إطار الصلاحيات القانونية والدستورية، وأهم ما يميز هذه المخرجات من وجهة نظرى أنه تم صياغتها بمشاركة متميزة ومتنوعة من الحضور من ذوى الخبرة والتخصص والمعنيين، بمراعاة تمثيل وجهات النظر والتوازن السياسى.
لذلك لمسنا جميعاً حالة الجدية فى الحوار والإرادة السياسية لإنجاحه من خلال تحويل مخرجاته وتوصياته لواقع، سواء فى صورة تشريعات أو قرارات وإجراءات تنفيذية، وفى ضوء المعطيات ونتائج الحوار حتى الآن ننتظر خلال الفترة المقبلة عددًا من مشروعات القوانين من نتاج جلسات الحوار الوطنى ستعرض على البرلمان، بجانب قرارات تنفيذية ستصدر، فى مجالات مختلفة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً.. تشمل حلولا لقضايا ملحة وتعزيزا لجهود الدولة المصرية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وجذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، وإزالة معوقات توطين الصناعة والاستثمار وتعزيز الإنتاج، بجانب حلحلة فى الحياة السياسية سواء بإصدار تشريعات تتعلق بانتخابات المجالس النيابية والمحلية وغيرها.
لذا نأمل فى القريب العاجل تفعيلًا حقيقيًا ملموسًا لمخرجات الحوار الوطنى لنحقق الهدف المنشود ومواجهة التحديات الحقيقية والتى تتمثل، ليس فقط فى قوى الشر التى تسعى بكل السبل لتقليل حجم الإنجاز من مخرجات ومكاسب، ولكن أيضا فى ضرورة الترويج السياسى لتلك المخرجات حتى يكون المواطن المصرى على علم ودراية كافية بما يتحقق من مكاسب ولنعمل جميعا «نحو جمهورية جديدة تسع الجميع».
عضو مجلس الشيوخ
عضو الهيئة العليا لحزب الوفد
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حازم الجندي عضو مجلس الشيوخ المواطن المصري الرئيس عبدالفتاح السيسي الحوار الوطني الحوار الوطنى
إقرأ أيضاً:
806.1 مليون ريال مكاسب القيمة السوقية لبورصة مسقط في مايو
مسقط- العُمانية
سجلت بورصة مسقط في شهر مايو مكاسب بـ806.1 مليون ريال عُماني في قيمتها السوقية التي ارتفعت بنهاية التداولات إلى 27 مليارًا و927.3 مليون ريال عُماني، مستفيدةً من ارتفاع أسعار الأسهم وسط العديد من المؤشرات الاقتصادية الإيجابية وتحسن ثقة المستثمرين وتراجع الضغوط التي سادت التداولات في الأشهر الأربعة الأولى من تداولات العام الجاري.
وارتفع المؤشر الرئيسي لبورصة مسقط في شهر مايو 244 نقطةً، وأغلق على 4561 نقطةً مسجلًا أول ارتفاع شهري له خلال العام الجاري بعد أن تكبّد خسائر بأكثر من 260 نقطة في الأشهر الأربعة السابقة. وسجلت المؤشرات القطاعية في شهر مايو صعودًا جماعيًا، فقد ارتفع مؤشر قطاع الصناعة 604 نقاط، وارتفع مؤشر القطاع المالي 300 نقطة، وسجل مؤشر قطاع الخدمات صعودًا بـ87 نقطة، وارتفع المؤشر الشرعي 42 نقطةً وأغلق على 445 نقطةً مسجلًا أعلى نسبة صعود بين المؤشرات القطاعية خلال الشهر الماضي بعد أن ارتفع بنسبة 10.4 بالمائة.
وشهدت بورصة مسقط في شهر مايو ارتفاعًا بنسبة 43.4 بالمائة في قيمة التداول التي صعدت إلى 149.4 مليون ريال عُماني مقابل 104.2 مليون ريال عُماني في أبريل. وتعد تداولات مايو ثاني أعلى قيمة للتداول خلال العام الجاري، فيما سجل شهر فبراير تداولات استثنائية عند 234.5 مليون ريال عُماني من بينها صفقات خاصة على سهم البنك الأهلي بقيمة 162.7 مليون ريال عُماني نتيجةً لقيام البنك الأهلي المتحد ببيع حصته البالغة 35 بالمائة من رأسمال البنك الأهلي لكل من شؤون البلاط السلطاني وعدد من المستثمرين من سلطنة عُمان.
وسجلت بورصة مسقط في شهر مايو مستوىً قياسيًا لعدد الصفقات المنفذة خلال العام الجاري والتي بلغت 32 ألفًا و736 صفقةً مقابل 23 ألفًا و246 صفقةً في أبريل و17 ألفًا و843 صفقةً في مارس.
واستحوذت أوكيو للصناعات الأساسية على 17.5 بالمائة من إجمالي قيمة التداول بعد أن شهدت تداولات بنحو 26.3 مليون ريال عُماني، وجاءت أوكيو للاستكشاف والإنتاج في المرتبة الثانية بتداولات عند 22.9 مليون ريال عُماني، وحل بنك مسقط ثالثًا بـ20 مليون ريال عُماني، فيما جاء بنك صحار الدولي في المرتبة الرابعة بـ17.5 مليون ريال عُماني، وحلت أوكيو لشبكات الغاز خامسًا بتداولات عند 15.4 مليون ريال عُماني تمثل 10.3 بالمائة من إجمالي قيمة التداول.
وارتفعت في شهر مايو أسعار 63 ورقةً ماليةً مقابل 27 ورقةً ماليةً تراجعت أسعارها و9 أوراقٍ ماليةٍ استقرت عند مستوياتها السابقة. وجاء سهم المها للسيراميك في مقدمة الأسهم الرابحة مرتفعًا بنسبة 53 بالمائة وأغلق بنهاية تداولات مايو على 306 بيسات، وارتفع سهم الكروم العُمانية بنسبة 30.1 بالمائة وأغلق على 3 ريالات و983 بيسةً، وصعد سهم أسمنت عُمان من 385 بيسةً إلى 488 بيسةً مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 26.7 بالمائة، وارتفع سهم الدولية للاستثمارات المالية القابضة بنسبة 23.7 بالمائة وأغلق على 99 بيسةً، وصعد سهم أوريدو إلى 210 بيسات مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 23.5 بالمائة.
وجاء سهم زجاج مجان في مقدمة الأسهم الخاسرة متراجعًا بنسبة 33.3 بالمائة وأغلق على 12 بيسةً، وتراجعت سندات العُمانية لخدمات التمويل 2025 بنسبة 29 بالمائة وأغلقت على 71 بيسةً، وهبط سهم مطاحن صلالة إلى 467 بيسةً مسجلًا تراجعًا بنسبة 16.6 بالمائة، وتراجع سهم بركاء للمياه والطاقة بنسبة 15.3 بالمائة وأغلق على 220 بيسةً، وسجل سهم عُمان كلورين تراجعًا بنسبة 10.2 بالمائة وأغلق على 299 بيسةً.