اليمن ... بين عدوانين وتبادل الأدوار !
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
على الرغم من إن دويلة الإمارات لا ترتبط بحدود جغرافية مباشرة مع اليمن ولكنها أبدت اهتماما به بشكل كبير ورمت بثقلها العسكري والسياسي عندما شاركت في شن العدوان على اليمن .
- امريكا
انشطر الدور الأمريكي في العدوان الأول على اليمن في 26 مارس 2015م , إلى شطرين الأول : دبلوماسي بشرعنة العدوان على اليمن تحت مظلة الأمم المتحدة والتي اصبحت اداة تخدم الأهداف الامريكية , والثاني : عسكري بدعمها لدول العدوان عسكريا ولوجستيا واستخباراتيا .
-بريطانيا
فيما ساهمت بريطانيا بدور كبير في دعم العدوان على اليمن لصالح السعودية التي تقود العدوان وبمشاركة دويلة الأمارات من خلال مبيعات الأسلحة بمليارات الدولارات و إلى الدعم اللوجستي والعمليات على الأرض , إلا أن الدور البريطاني كان مهتم بدعم العدوان السعودي – الاماراتي , وخاصة في عمليات القصف السعودي على مواقع مدنية وبنى تحتية .
-العدو الصهيوني
شعر العدو الصهيوني بالقلق من اليمن عام 2014م , و قبل أشهر من العدوان عليها , بدأ حملة تحريض واسعة ضدها , فقد كان يرى الصهاينة أن سيطرة صنعاء واستعادها لليمن كاملا يمكن أن تقطع عليه مضيق باب المندب وبذلك لا يستطيع العدو الصهيوني المرور إلى المحيط الهندي , وتمن غواصاته من الانتشار بسهولة في المحيط الهندي والخليج العربي .
لذلك كانت مشاركة العدو الصهيوني في العدوان العسكري الذي قادته السعودية على اليمن بسرب من طائرات ( F16 ) بحجة الدفاع عن مصالحها في البحر الأحمر ومضيق باب المندب , عبر مشاركة الضباط الصهاينة والامريكيون في عملية العدوان بالقصف الجوي , انطلاقا من قاعدة الملك فيصل في تبوك بالسعودية .
-نفوذ عسكري - اقتصادي
تنظر السعودية ودويلة الامارات إلى اليمن في امتلاكها موقع جغرافي استراتيجي هام , وأطلاله على المحيط الهندي , وهو من العوامل التي تشجهم لتصدير النفط من خلال مد أنابيب نفط من الخليج العربي إلى المحيط الهندي عبر اليمن , وهو ما يجنبها مخاطر الملاحة في الخليج .
لذلك كان من بين أهداف العدوان السعودي - الاماراتي على اليمن هو أرساء نفوذ عسكري لهما في اليمن وفي نفس الوقت الحصول على اتفاقات اقتصادية مجحفة تمكنهم من السيطرة على موانئ وثروات اليمن وخاصة المحافظات الجنوبية من اليمن .
كذلك اراد ابن سلمان من التدخل السياسي والعدوان العسكري على اليمن أن يحقق عدة اهداف منها سياسيا داخلية ان يكتسب لمشروع وراثة العرش من جانبه لإعطاء شرعية جماهيرية له في الداخل السعودي بعد الانقلاب على ولي العهد محمد بن نايف في 21 يونيو 2017م .
-تشجيع الانفصال
على الرغم من أن دويلة الإمارات لا ترتبط بحدود جغرافية مباشرة مع اليمن ولكنها أبدت اهتماما به بشكل كبير ورمت بثقلها العسكري والسياسي عندما تدخلت في شن العدوان على اليمن لتحقيق مكاسب اقتصادية وسيطرتها على مواني وجزر يمنية .
مع ولادة المجلس الانتقالي الجنوبي في الخامس من مايو 2017م , ومنذ تلك اللحظة بدأت تتشكل ملامح جديدة في جنوب اليمن اكثر قتامة عبر مشروع انفصالي مدعوما اماراتيا .
فدويلة الامارات ترى أن انفصال الجنوب اليمني يمثل مفتاح التحكم والسيطرة والنفوذ لها في جنوب اليمن , لذلك كان موقف أبوظبي منذ وقت مبكر ضد الوحدة التي تحققت عام 1990م , حيث لم تنفك الرؤية الإماراتية المعادية للوحدة اليمنية عن النهج الذي تتبناه السعودية في رغبتها الإبقاء على اليمن منقسما .
وعندما اندلعت الحرب الأهلية عام 1994م , كان موقف دويلة الإمارات واضحا في الاصطفاف مع مشروع الانفصال ودعمه .
وفي أعقاب العدوان على اليمن 2015م , احتلت دويلة الإمارات عبر وكلائها ومرتزقتها المحليين على معظم الخطوط الجوية والقواعد والموانئ على طول الساحل الجنوبي الاستراتيجي لليمن , ولجأت أبوظبي هذه المرة إلى البدء بإطلاق دعاية إعلامية للترويج للانفصال , وقدمت دعمها لما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي في إنشاء قناتين فضائيتين .
وتمكنت من احتلال مدينة عدن في العاشر من اغسطس 2019م , من خلال مرتزقتها المجلس الانتقالي الجنوبي والتي انشأته وتدعمه ماديا وعسكريا ليكون بوق لها لترويج الانفصال وعبره تمكنت من التمدد نحو شبوة وابين بل واحتلال جزيرة سقطرى وقبلها جزيرة ميون بعد ان اوجدت ذراع لها ووكيل داخليا في منطقة المخا المشرفة على مضيق باب المندب وجزيرة ميون .
-شركاء بالعدوانين
بدون إعلان وبحجة الدفاع عن مصالحهم في البحر الأحمر ومضيق باب المندب شاركت وبدعم عسكري ولوجستي واستخباراتي وميداني كل من أمريكا وبريطانيا و العدو الصهيوني بالعدوان على اليمن و التي قادته السعودية ودويلة الإمارات فجر الخميس 26 مارس 2015م .
وبعدوان اليوم مساء يوم السبت 15 مارس 2025م, شنت امريكا عدوانها على اليمن بعملية عسكرية جوية كتبادل أدوار وقيادة بين عدوان مارس الأمس ومارس اليوم على اليمن لكنهم شركاء بالعدوانيين وان اختلفت المهام بينهم مباشرة او غير مباشرة .
فستبقي القواعد الامريكية في السعودية والخليج العربي مسخرة للعمليات العسكرية العدوانية على اليمن سابقا او اليوم سواء شن العدوان مباشرة عبر امريكا وبريطانيا والعدو الصهيوني أو عبر وكلاء امريكا وبريطانيا في المنطقة السعودية ودويلة الإمارات .
فلا يمكن أن تنأى الرياض وابو ظبي عن مشاركتهم امريكا بعدوانها اليوم على اليمن .
فدويلة الإمارات و احتلالهما لجنوب اليمن وجزره و انشاء مطارات مشبوهة بخدماتها وتسخيرهما للدعم اللوجستي للقوات الامريكية واساطيله لشن عدوانه المستمر على اليمن وتسخير عملائها ووكلائها في المناطق اليمنية المحتلة وتحركاتهم المشبوهة لخدمة العدوان الامريكي متي استدع الأمر بذلك .
من جانب آخر فيما يخص الرياض فبعد أسبوع من شن امريكا عدوانها على اليمن وفي 21 مارس 2026م , أعلنت وزارة الخارجية الامريكية الموافقة على بيع أسلحة متطورة للسعودية بمبلغ مائة مليون دولار ذات قدرات دقيقة بالإضافة إلى معدات متعلقة كل ذلك يشير إلى وضع علامات استفهام نحو تورط أبو ظبي والرياض بشكل او بآخر بتبادل الادوار بالشراكة والقيادة مع امريكا في العدوانيين على اليمن ؟! .
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: العدوان على الیمن العدو الصهیونی دویلة الإمارات المحیط الهندی باب المندب
إقرأ أيضاً:
اقتراح مصري قطري جديد لوقف الحرب في غزة وتبادل الأسرى.. هذه تفاصيله
قالت وكالة أنباء أسوشيتد برس الأمريكية، إن مصر وقطر تعملان على صياغة مقترح جديد لإطلاق الأسرى الإسرائيليين في غزة، وإنهاء الحرب في القطاع، وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع.
وبحسب ما نقلت وسائل إعلام عبرية عن الوكالة، فإن المقترح الجديد يحظى بدعم دول خليجية استنكرت قرار دولة الاحتلال، احتلال قطاع غزة.
وقال مسؤول عربي مشارك بشكل مباشر في الوساطة إن المناقشات الحالية تركز على "تجميد" سلاح حماس بدلا من نزعه.
كما يطلب المقترح من حماس التخلي عن السيطرة على القطاع.
كما تقضي الخطة بتشكيل لجنة عربية فلسطينية لحكم غزة والإشراف على إعادة الإعمار حتى يتم تشكيل "حكومة فلسطينية"، مع قوة شرطة مدربة من قبل حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط.
على جانب آخر، أفادت قناة "كان" العبرية، نقلا عن مصادر مطلعة، السبت، بأن "واشنطن والوسطاء يمارسون ضغطًا على حماس وإسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات" الخاصة بوقف الحرب في قطاع غزة.
يأتي ذلك غداة إقرار الحكومة الإسرائيلية، فجر الجمعة، "خطة تدريجية" عرضها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لاحتلال قطاع غزة بالكامل، وتهجير الفلسطينيين من الشمال إلى الجنوب، في خطوة إذا تم تنفيذها ستغلق، وفق مراقبين، أبواب العودة للتفاوض.
وقرار احتلال غزة نددت به مصر وقطر (الوسيطين العربيين بالمفاوضات)، فيما تتجاهله واشنطن، لكن الرئيس دونالد ترامب علق قبل أيام على سؤال بخصوص الموضوع قائلا إن "الأمر متروك لإسرائيل"، وهو ما اعتبره مراقبون ضوءا أخضر لنتنياهو.
ونقلت قناة "كان" التابعة لهيئة البث الرسمية، عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمه قوله، إن "إمكانية التوصل إلى صفقة لم تغلق، وإن ذلك ممكن رغم معارضة وزراء في المجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر ".
وأضافت القناة أن "الولايات المتحدة أشارت بأنه حتى إذا بدأت عملية احتلال غزة يمكن وقفها لصالح صفقة".
وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة منذ بدء الإبادة الإسرائيلية بغزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 دور وساطة لوقفها، إذ نجحت في إبرام هدنتين إحداهما أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2023، والثانية في يناير/ كانون الثاني 2025.