تلعب المرأة الريفية دورًا حيويًا ونشطًا في مختلف جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية في مجتمعها الريفي من خلال المشروعات المتنوعة التي تقوم بها، حيث تعمل المرأة الريفية في أنشطة المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية وإنتاج وصناعة المواد الغذائية التي تدعم السوق المحلي، مما يضيف قيمة مضافة للمنافسة في السوق.

وتشكل النساء الريفيات نسبة كبيرة من العاملات في القطاع الزراعي، وذلك يعود إلى وفرة المشروعات وتنوعها التي يوفرها هذا القطاع، الذي يعتبر في الوقت ذاته مجتمع المرأة الريفية.

تهتم وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بجميع المديريات في محافظات سلطنة عُمان بإبراز دور المرأة الريفية في المجتمع، وذلك من خلال دعم وتنفيذ مشروعاتها باعتبارها جوهر التنمية الريفية الزراعية المستدامة، حيث تُعزز هذه المشروعات من دور المرأة في دفع عجلة الاقتصاد الوطني، إذ تقوم الوزارة، ممثلةً بأقسام التنمية الريفية، بمشروعات ومبادرات مختلفة لتنمية قدرات المرأة الريفية ودعمها المستمر، ويشمل ذلك تزويدها بالأدوات والمهارات اللازمة لتطويرها وتمكينها من ترويج منتجاتها في السوق المحلية.

الدعم المستمر

تقول جوخة بت محمد الحبسية رئيسة قسم التنمية الريفية بالمديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه بمحافظة شمال الشرقية: يقوم قسم التنمية الريفية بتنظيم برامج تنموية وتطويرية تهدف إلى تطوير وتنمية وتمكين قدرات المرأة والفتيات الريفيات في الجوانب الإنتاجية والتصنيعية والتسويقية، كما نعمل على زيادة فعالية مشاركتها في العمل الاقتصادي في الجانبين الزراعي والحيواني، مما يُحسّن دخل الأسرة الريفية ويعزز مستواها الاقتصادي والاجتماعي.

وأضافت: بشكل عام، تعتبر المشروعات التنموية من أهم الأدوات التي تساعد في نشر المعرفة والوعي وغرس المفاهيم والأساليب الزراعية الحديثة لدى المرأة الريفية، ومن الأمثلة على المشروعات التنموية التي يتم تنفيذها حاليًا للمرأة الريفية هي مشروع دعم معدات خطوط الإنتاج للصناعات التحويلية كالتمور والعسل والبهارات والقهوة والمنتجات المعلبة والمجففة الزراعية، ومشروع تأهيل حظائر لمربي المواشي والدواجن، ومشروع تربية وإنتاج نحل العسل بالتعاون مع جمعية دار العطاء، ومشروع زراعة الحدائق المنزلية بتوفير بذور الحاصلات الورقية.

وتختم الحبسية قائلة: هناك جهود مضنية وتشكر للجهات الداعمة لمشروعات المرأة الريفية التي تتكاتف مع قسم التنمية الريفية لدعم المشروعات وتطويرها وإثبات وجودها في السوق المحلي، مثل بنك التنمية العُماني وجمعية دار العطاء وجمعيات المرأة العُمانية في جميع ولايات المحافظة وغرفة تجارة وصناعة عُمان والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب الزيارات الميدانية التي يقوم بها القسم لجميع المشروعات لمتابعتها بشكل مستمر.

مشروعات ريفية متنوعة

تتنوع أفكار المشروعات لدى المرأة الريفية ما بين المواشي والدواجن والتمور ونحل العسل، إذ تحرص المرأة الريفية على استغلال ما يمكن استغلاله في بيئتها لإنتاج مشروعات متنوعة. تشارك إيمان بنت راشد العذوبية في الحديث عن مشروعها (مهرة الأرياف) فتقول: فكرة المشروع هي معصرة زيوت تصنيع منتجات طبيعية بالأعشاب مع الاهتمام بالطب الشعبي. أقيم المشروع في المنزل بعد استصلاح أرض زراعية وزراعة بعض المحاصيل والحبوب التي نحتاجها للمشروع.

تشمل زيوت المشروع زيت الشوع، وزيت الحنظل، وزيت النيم، وزيت السمسم، وزيوتًا أخرى متعددة.

وتضيف: قمنا بعمل تركيبة من الزيوت العلاجية والأعشاب لعلاج الإكزيما، بالإضافة إلى إنتاج مرهم لعلاج آلام المفاصل والعضلات.

وفي جانب التسويق، تقول إيمان: نحن دائمًا سباقون للمشاركة في معارض الأسر المنتجة المصاحبة للمهرجانات والفعاليات. كما حرصت على تطوير المشروع من خلال حضور الندوات وحلقات العمل.

وتتحدث نجاة بن عامر المحرزية عن مشروعها (تمور الباسقات) قائلة: لطالما أردت أن أملك مشروعًا خاصًا بي، وفكرت في طبيعة ولاية دماء والطائيين التي حباها الله بكثرة النخيل، لذا، بدأت مشروع تصنيع التمور من مختلف الأصناف، بإضافة بعض النكهات ليكون جزءًا من التحلية في المناسبات.

وتضيف نجاة: أصبح مشروعي سهلًا جدًا بفضل دعم وزارة الثروة الزراعية وموارد المياه، حيث ساعدتني في المشاركة في الفعاليات لتسويق المنتج.

مشروعات الألبان والتمور

تقول ريا المنجية، صاحبة مشروع الماسي للتمور والعسل: بداية مشروعي كانت في عام 2016م، إذ كانت فكرته مقتصرة على تصنيع كرات التمر، بعد ذلك، جئت بفكرة إضافة نكهات للتمور لجذب الأطفال.

وأضافت: لقد بدأت مشروعي في المنزل، ثم أصبحت عضوة في صاحبات الأعمال تحت مظلة غرفة تجارة وصناعة عمان.

رحيمة بنت حمد الحسينية تتحدث عن مشروعها قائلة: أنشأت مشروعًا يدمج بين بيع التمور وبيع الألبان ومشتقاتها.

وأضافت: مشروعي لاقى إقبالًا واسعًا، مما يدل على قوة المنتج المحلي وثقة المستهلكين.

المشروعات الحيوانية

في جانب آخر، يتحدث مشروع مزارع ضياء للدواجن، التي بدأت بأعداد بسيطة جدًا، حتى جاء الدعم من قسم التنمية الريفية، حيث تم توفير حظائر وزيادة عدد الدواجن، وقد تم إنشاء مصنع مصغر للدواجن بفضل متابعة الجهات المعنية والدعم المستمر. وبهذا، تساهم المرأة الريفية وبشكل فعال في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال مشروعاتها المتنوعة، مما يعكس قدرة المرأة على الابتكار والتكيف مع احتياجات السوق.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المرأة الریفیة من خلال

إقرأ أيضاً:

مشروعات الكهرباء بجنوب الباطنة تُحرز تقدمًا ملحوظًا خلال الربع الثاني من العام الجاري

العُمانية : أظهرت المؤشرات التنموية لقطاع الكهرباء تقدمًا ملحوظًا في تنفيذ مشروعات البنية الأساسية بمحافظة جنوب الباطنة، وفقًا للتقرير الصادر عن المؤشر السابع في "التقارير الاقتصادية والتنموية -خطة قطاع الكهرباء" للربع الثاني من عام 2025.

وقالت شركة نماء للتوزيع إن النتائج التشغيلية تعكس التزامها بتطوير شبكات الكهرباء بهدف تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية مشيرة إلى أن "بعض المشروعات التي تشرف عليها تجاوزت الأهداف المخطط لها في بعض المناطق، فيما يواجه بعضها الآخر تحديات لوجستية على أمل تجاوزها وفق خطط الشركة المدروسة".

وذكرت الشركة أن مشروع تشييد محطة محولات كهرباء الشعبية الجنوبية في ولاية المصنعة سجّل نسبة إنجاز فعلية بلغت 100%، متجاوزًا الخطة المستهدفة حسب الجدول الزمني المحدد. وفي ولاية وادي المعاول، بلغ الإنجاز الفعلي لمشروع المحطة 45 بالمائة مقارنة بنسبة مستهدفة قدرها 65 بالمائة.

أما مشروع محطة محولات كهرباء خزائن في ولاية نخل، فقد وصلت نسبة الإنجاز فيه إلى 53 بالمائة مقابل نسبة مستهدفة بلغت 62 بالمائة. وفي ولاية الرستاق، حقق مشروع إعادة تأهيل شبكة الكهرباء جهد 33 و11 كيلوفولت في مناطق الأودية نسبة إنجاز فعلية قدرها 90 بالمائة مقارنة بـ98 بالمائة مستهدفة، وأوعزت الشركة التباطؤ في إنجاز بعض المشروعات إلى صعوبة الأعمال داخل الأحياء السكنية.

وأوضح التقرير الصادر عن المؤشر السابع أن نسبة إنجاز مشروعات التمديدات الكهربائية على مستوى المحافظة بلغت 50 بالمائة مقابل نسبة مستهدفة بلغت 54 بالمائة، وهو ما اعتبره المصدر تقدمًا جيدًا في تلبية الاحتياجات المتزايدة من الطاقة في ولايات جنوب الباطنة.

وتعد هذه المشروعات خطوة مهمة نحو تعزيز البنية الأساسية الكهربائية في المحافظة، بما يسهم في دعم التوسع العمراني والاقتصادي، وضمان توفير إمدادات طاقة موثوقة ومستدامة خلال السنوات المقبلة.

مقالات مشابهة

  • التعاون الأفريقي تبحث تعزيز التواجد المصري في أسواق غرب القارة
  • «تمكين المرأة وذوي الهمم في الصدارة».. أسوان تعلن عن دعم كامل لجهود التنمية الشاملة
  • انطلاق أولى جلسات الحوار المجتمعي حول مشروع قانون التعاونيات الزراعية الجديد
  • الشيخ : الحرب الاقتصادية التي يشنها الاحتلال لا تقل خطوة عن العسكرية
  • لجنة التعاون الإفريقي تبحث مع وزير خارجية كوت ديفوار تعزيز الشراكة الاقتصادية
  • جمال عاشور يكتب: من المكتب إلى الميدان.. كيف يحقق محافظ المنيا معادلة التنمية والإنسان؟
  • بروتوكول تعاون لتمويل 3500 مشروعًا متناه الصغر بنصف مليار جنيه.. تفاصيل
  • مديرية الزراعة بأسيوط تستقبل وفدا من الاتحاد الأوروبي لتعزيز التنمية الريفية
  • مشروعات الكهرباء بجنوب الباطنة تُحرز تقدمًا ملحوظًا خلال الربع الثاني من العام الجاري
  • سفيرة مصر في فريتاون تبحث مع وزير التجارة السيراليوني تعزيز العلاقات الاقتصادية