تقترب الحرب في السودان من إكمال عامها الثاني منذ اندلاعها في منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مخلفة وراءها أكبر كارثة إنسانية في تاريخ البلاد و هناك آلاف المدنيين بين نازحين ولاجئين وآخرون ما زالوا عالقين في مناطق النزاع يعيشون أوضاعا مأساوية تزداد سوءا يوما بعد يوم.

التغيير  ــ فتح الرحمن حمودة

وفي ظل هذه الكارثة المستمرة تتناقل وسائل التواصل الاجتماعي يوميا آلاف القصص المؤلمة للناجين من مناطق العمليات العسكرية و من بين هذه القصص تبرز حكايتا «ح.

ع »و «ك. م» وهما امرأتان تمثلان نموذجا لمعاناة لم تجد نصيبها الكافي من التوثيق أو التغطية على وسائل الإعلام .

و تقول «ح. ع » وهي سيدة في الأربعين من عمرها إن حياتها قبل اندلاع الحرب كانت مستقرة حيث كانت تعيش مع أسرتها دون الحاجة إلى العون من أحد وتعمل في التجارة كمصدر رزق رئيسي إلا أن الحرب قلبت حياتها رأسا على عقب وأدخلتها في دوامة من الجوع والحرمان.

وتتابع قائلة :«مررنا بأيام لم يكن فيها طعام أو ماء أو حتى مال و أطفالي كثيرا ما ناموا وبطونهم خاوية كنت أعمل وأكسب أما الآن فلا مورد لي حتى زراعة الأرض أصبحت مستحيلة».

وتشير إلى أنها في أوقات الضيق كانت تلجأ إلى الجيران الذين تلقوا مساعدات من أقاربهم طلبا لصابونة أو حفنة سكر وتصف ليالي الهروب المستمرة مع أسرتها بحثا عن الأمان بعد امتلاء المساجد والشوارع بالنازحين بالقاسية، قائلة بتنا مشردين و لا نعرف إلى أين نذهب ومتى سنعود إلى بيوتنا.

و كانت حياة العديد من هذه الأسر مثل أسرة «ح. ع» أكثر استقرارا نسبيا قبل اندلاع الحرب إذ كانوا يعتمدون في معيشتهم على مصادر رزق يومية رغم التحديات الاقتصادية التي صاحبت فترة ما بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر إلا أن اندلاع الحرب لاحقا جاء ليقضي على ما تبقى من مظاهر الاستقرار مدمرا كل شيء.

أما «ك. م» فتقول إنها فقدت كل شيء بعد أن تعرضت للضرب وأجبرت على مغادرة منزلها، و في مخيم الحصاحيصا لم تتمكن حتى من أخذ حاجياتها الشخصية وأصابها المرض وسط ظروف بالغة القسوة.

وتضيف :لم أعد أملك حتى زجاجة ماء أنام على الأرض بحصيرة واحدة دون غطاء يحمي من البرد فالوصول إلى الماء صعب ولا أملك وسيلة لحمله حتى إذا وجدته و أعتمد على جيراني الذين يشاركونني بفتات من الدقيق.

وتصف «ك. م» يومياتها بقولها عدت إلى منزلي القديم فوجدت القليل مما أملك من ملابس وأدوات مطبخ ملقيه في الخارج و نأكل فقط إن شاركنا أحدهم وإن لم يفعل نصبر هذه هي حياتنا الآن.

وبات كثيرون مثل «ك. م » يتشبثون بأمل العودة إلى منازلهم واستئناف حياتهم الطبيعية في انتظار اليوم الذي يتمكن فيه أطفالهم من العودة إلى مقاعد الدراسة بعد أن طالهم التشريد لفترة طويلة بسبب النزاع المستمر الذي لا يزال يتسع ويتفاقم يوما بعد يوم.

وتبقى العديد من القصص الإنسانية لم تحظ بالاهتمام الإعلامي غالبا بسبب الانقطاع المستمر في خدمات الاتصالات والإنترنت كما أن وجود بعض هذه الأسر داخل البلاد يعرضها لمخاطر أمنية محتملة أو يفرض عليها قيودا تجعل من الصعب عليها التعبير عن معاناتها أو مشاركة ما تمر به.

الوسومالعودة النزوح لاجئين مخيمات

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: العودة النزوح لاجئين مخيمات

إقرأ أيضاً:

أبرز تصريحات أمير المصري في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي

تصدر الفنان أمير المصري، مؤشرات البحث عبر تريند «جوجل» ومنصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، ذلك بالتزامن مع عرض فيلم «القصص» بالتعاون مع المخرج أبو بكر شوقي ضمن فعاليات المهرجان المقام في جدة حاليا.

وكشف أمير المصري، عن تفاصيل مشاركته بفيلم «القصص»، قائلا: أن أحداث العمل ادور حول عائلة بسيطة وطموحة تسعى إلى أن تنجح و تفوز بشئ لمرة واحدة، مشيرة إلى أن هذا التعاون الأول الذي يجمعه بالمخرج أبو بكر شوقي، مردفا: شعرت وكأني أعرفه منذ فترة طويلة، لأنه وجد تفاهم كبير بينهما، مؤكدا أن أبو بكر شوقي سيكون مخرج عالمي ويتحدى أي شخص يقول غير ذلك.

وأشار أمير المصري، إلى أن عمر الشريف دعاه على عرض فيلم حسن ومرقص وجلس بجوار السيناريست يوسف معاطي وعرض عليه المشاركة في فيلم مبروك ابو العلمين حمودة وكانت البداية في مصر.

يضم الفيلم نخبة من النجوم ابرزهم: أمير المصري، نيللي كريم، فاليري باشنر، كريم قاسم، أحمد كمال، صبري فواز، شريف الدسوقي، خالد مختار، أحمد الأعزر وعمرو عابد.وتدور أحداثه حول أحمد، عازف البيانو الطموح، الذي تنمو صداقته بالمراسلة مع فتاة نمساوية بينما يواجه تحولات تمتد بين التوترات العائلية والحب والتغيرات التي شهدتها مصر حتى مطلع الثمانينيات.

وأظهر البرومو الرسمي لفيلم «القصص» الكثير من التفاصيل المشوقة للعمل قبل انطلاقة عرضه ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي، ومن المتوقع أن ينال إعجاب الكثيرين.

اقرأ أيضا:

«حفل عربي على الطريقة اليونانية».. أمير المصري يهنئ أمينة خليل بزفافها

أمير المصري يشارك بفيلمين في مهرجان لندن السينمائي

في أولى ليالي عرضه.. فيلم الشاطر يعتلي قمة إيرادات شباك التذاكر بـ السينما

مقالات مشابهة

  • انتصار الحبسية.. فنانة تنسج حكايات الماضي في صورة
  • برد وجوع وانهيارات.. صرخة استغاثة من مخيمات النزوح في غزة
  • حكايات سودانيين هربوا من الرصاص ببلادهم ليواجهوا الجوع في تشاد
  • دور غامض يجعل كريم قاسم يعيد حساباته قبل الانضمام لـ فيلم "القصص"
  • كريم قاسم: واجهت ترددا في الموافقة على فيلم القصص في البداية
  • «الست».. حكايات إنسانية فى حياة أم كلثوم
  • مفقودو حرب السودان.. مأساة أسر كاملة في كردفان
  • 250 ألف أسرة بغزة تعاني في مخيمات النزوح نتيجة الأمطار
  • أبرز تصريحات أمير المصري في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي
  • بين حظر أستراليا وواقع المنطقة المعقّد: كيف يستخدم الشباب العرب منصّات التواصل الاجتماعي؟