حكايات الحرب و النزوح .. ناجون بأحلام العودة وواقع محفوف بالمعاناة و الضياع
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
تقترب الحرب في السودان من إكمال عامها الثاني منذ اندلاعها في منتصف أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مخلفة وراءها أكبر كارثة إنسانية في تاريخ البلاد و هناك آلاف المدنيين بين نازحين ولاجئين وآخرون ما زالوا عالقين في مناطق النزاع يعيشون أوضاعا مأساوية تزداد سوءا يوما بعد يوم.
التغيير ــ فتح الرحمن حمودة
وفي ظل هذه الكارثة المستمرة تتناقل وسائل التواصل الاجتماعي يوميا آلاف القصص المؤلمة للناجين من مناطق العمليات العسكرية و من بين هذه القصص تبرز حكايتا «ح.
و تقول «ح. ع » وهي سيدة في الأربعين من عمرها إن حياتها قبل اندلاع الحرب كانت مستقرة حيث كانت تعيش مع أسرتها دون الحاجة إلى العون من أحد وتعمل في التجارة كمصدر رزق رئيسي إلا أن الحرب قلبت حياتها رأسا على عقب وأدخلتها في دوامة من الجوع والحرمان.
وتتابع قائلة :«مررنا بأيام لم يكن فيها طعام أو ماء أو حتى مال و أطفالي كثيرا ما ناموا وبطونهم خاوية كنت أعمل وأكسب أما الآن فلا مورد لي حتى زراعة الأرض أصبحت مستحيلة».
وتشير إلى أنها في أوقات الضيق كانت تلجأ إلى الجيران الذين تلقوا مساعدات من أقاربهم طلبا لصابونة أو حفنة سكر وتصف ليالي الهروب المستمرة مع أسرتها بحثا عن الأمان بعد امتلاء المساجد والشوارع بالنازحين بالقاسية، قائلة بتنا مشردين و لا نعرف إلى أين نذهب ومتى سنعود إلى بيوتنا.
و كانت حياة العديد من هذه الأسر مثل أسرة «ح. ع» أكثر استقرارا نسبيا قبل اندلاع الحرب إذ كانوا يعتمدون في معيشتهم على مصادر رزق يومية رغم التحديات الاقتصادية التي صاحبت فترة ما بعد انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر إلا أن اندلاع الحرب لاحقا جاء ليقضي على ما تبقى من مظاهر الاستقرار مدمرا كل شيء.
أما «ك. م» فتقول إنها فقدت كل شيء بعد أن تعرضت للضرب وأجبرت على مغادرة منزلها، و في مخيم الحصاحيصا لم تتمكن حتى من أخذ حاجياتها الشخصية وأصابها المرض وسط ظروف بالغة القسوة.
وتضيف :لم أعد أملك حتى زجاجة ماء أنام على الأرض بحصيرة واحدة دون غطاء يحمي من البرد فالوصول إلى الماء صعب ولا أملك وسيلة لحمله حتى إذا وجدته و أعتمد على جيراني الذين يشاركونني بفتات من الدقيق.
وتصف «ك. م» يومياتها بقولها عدت إلى منزلي القديم فوجدت القليل مما أملك من ملابس وأدوات مطبخ ملقيه في الخارج و نأكل فقط إن شاركنا أحدهم وإن لم يفعل نصبر هذه هي حياتنا الآن.
وبات كثيرون مثل «ك. م » يتشبثون بأمل العودة إلى منازلهم واستئناف حياتهم الطبيعية في انتظار اليوم الذي يتمكن فيه أطفالهم من العودة إلى مقاعد الدراسة بعد أن طالهم التشريد لفترة طويلة بسبب النزاع المستمر الذي لا يزال يتسع ويتفاقم يوما بعد يوم.
وتبقى العديد من القصص الإنسانية لم تحظ بالاهتمام الإعلامي غالبا بسبب الانقطاع المستمر في خدمات الاتصالات والإنترنت كما أن وجود بعض هذه الأسر داخل البلاد يعرضها لمخاطر أمنية محتملة أو يفرض عليها قيودا تجعل من الصعب عليها التعبير عن معاناتها أو مشاركة ما تمر به.
الوسومالعودة النزوح لاجئين مخيماتالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: العودة النزوح لاجئين مخيمات
إقرأ أيضاً:
"كتالوج".. دراما مصرية جديدة تسرد حكايات الأبوّة والعائلة والأمل في لحظات الشدة
مسقط- الرؤية
كشفت شبكة نتفليكس عن الإعلان الرسمي لمسلسلها الجديد "كتالوج"؛ دراما إنسانية دافئة تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الأهل في تربية أبنائهم، وقوة الروابط العائلية، والقدرة على التماسك في وجه الخسارة.
تدور أحداث المسلسل حول يوسف (محمد فراج)، الذي يجد نفسه مضطرًا لتربية أولاده وحده بعد وفاة زوجته أمينة (ريهام عبد الغفور) بشكل مفاجئ. لم يكن يعلم يوسف أن تربية ابنته المراهقة كريمة (ريتال عبد العزيز)، التي ما زالت تحاول التكيف مع غياب والدتها، وأخيها الصغير منصور (علي البيلي)، الذي يجد في كرة القدم ملاذًا خاصًا به، ستحمل في طياتها هذا الكم من التحديات. فبين نسيانه تحضير الوجبات المدرسية، والغياب عن عرض أحدهما المسرحي، يكتشف يوسف أن تربية الأولاد مهمة شاقة لطالما ارتبطت بالأم.
ومن هنا، يعثر يوسف على سلسلة من الفيديوهات التي كانت أمينة قد نشرتها في قناتها على "يوتيوب"، والتي تحتوي على نصائح تربوية تساعده على التواصل مع أطفاله واحتواء مشاعرهم المختلفة. فهل يمكن لكتالوج أمينة أن يعيد الحياة إليه وإلى أولاده؟
تحيط العائلة مجموعة من الشخصيات الداعمة والمؤثرة، لكل منها دور محوري في رحلة التعافي: أم هاشم (سماح أنور)، المربية الصارمة ذات القلب الحنون التي تدير المنزل بحكمة وعطف، أسامة (أحمد عصام)، شقيق أمينة يٌضفي بروحه المرحة إيجابية ويتحول إلى سند حقيقي ليوسف، حنفي (خالد كمال)، الشقيق الأكبر ليوسف، يلعب دور السند الثابت والأب البديل لمنصور في لحظات ضعف يوسف، الآنسة هويدا (تارا عماد)، معلمة الأطفال التي تقدم دعماً عاطفياً حقيقياً للعائلة وجورج (بيومي فؤاد) الجار الطيب الذي يمدّ العائلة بالحكمة في أوقات الحاجة.
"كتالوج" هو قصة عن العائلة في أوقات الشدة، وعن الأمل بعد ألم الفقد. ويذكرنا أن التشافي رحلة مليئة بالحب والصبر، تبدأ بخطوات صغيرة… يومًا بعد يوم.
المسلسل من إخراج وليد الحلفاوي، وإنتاج أحمد الجنايني، وتأليف أيمن وتار، ويضمّ "كتالوج" نخبة من النجوم، من بينهم: محمد فراج (يوسف)، وضيفة المسلسل ريهام عبد الغفور (أمينة)، وتارا عماد (هويدا)، وخالد كمال (حنفي)، وبيومي فؤاد (جورج)، وسماح أنور (أم هاشم)، وصدقي صخر (تامر)، ودنيا سامي (هالة)، وعلي البيلي (منصور)، وريتال عبد العزيز (كريمة)، وأحمد عصام السيد (أسامة).
ويُعرض مسلسل "كتالوج" في 17 يوليو، حصريًا على نتفليكس.