البلاد – القاهرة
تسابق مصر الزمن لوقف دوامة الدم في غزة، في وقت بلغت فيه آلة الحرب الإسرائيلية ذروتها، وسط معاناة إنسانية بالغة القسوة لأهل القطاع بفعل القصف والتجويع والحصار. وفي تطور جديد، كشفت مصادر متطابقة عن تقديم القاهرة – مرة أخرى – مقترحًا معدّلًا لاستعادة التهدئة بين إسرائيل وحركة “حماس”، يعيد الأمل بإمكانية وقف إطلاق النار، فيما يبدو أن ذلك مرهون بمدى تدخل وضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتنص المبادرة المصرية، التي سُرّبت خطوطها العريضة خلال الساعات الأخيرة، على إطلاق سراح 8 رهائن أحياء تحتجزهم “حماس”، بينهم إسرائيلي يحمل الجنسية الأمريكية، مقابل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، ووقف لإطلاق النار لمدة تتراوح بين 40 و70 يومًا، وإفراج إسرائيل عن أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، في إطار صفقة تبادلية تمهّد لمرحلة تفاوضية أوسع.
وتُعد هذه المبادرة نقطة وسط بين الموقفين المتباعدين للجانبين؛ إذ طالبت إسرائيل بالإفراج عن 11 رهينة، فيما عرضت “حماس” إطلاق سراح اثنين فقط، على أن يُبحث مصير الرهائن الآخرين ضمن مفاوضات المرحلة الثانية، المشروطة بدورها بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي شامل من القطاع.
وتعكس طبيعة المبادرة المصرية إدراكًا لحراجة اللحظة وضرورة كسر الجمود، خصوصًا أن الأوضاع الإنسانية في القطاع باتت تضغط بشدة على صانع القرار داخل “حماس”، وسط دمار واسع ونقص حاد في الإمدادات. وفي المقابل، يبدو أن حظوظ تمرير المبادرة ستتوقف إلى حد كبير على قدرة الرئيس ترامب على ممارسة ضغط فعلي على رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ما زال يراوغ في الالتزام بتعهداته السابقة.
وأبدى ترامب مؤخراً رغبته في وقف الحرب على غزة، وذلك خلال استقباله نتنياهو في البيت الأبيض، وقال: “أود أن أرى الحرب تتوقف، وأعتقد أنها ستتوقف في وقت ما، ولن يكون ذلك في المستقبل البعيد”، لكنه أضاف أن “سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وامتلاكها له” سيكون أمرًا جيدًا، مجددًا اقتراحًا طرحه مرات عدة خلال الأسابيع الأولى من ولايته.
ويُشار إلى أن “حماس” كانت قد رفضت في وقت سابق مقترحات قدمها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بدعم إسرائيلي، تتضمن إطلاق سراح رهائن إضافيين قبل الدخول في مفاوضات تثبيت الهدنة، ووصفت تلك المقترحات بأنها منحازة بالكامل لإسرائيل.
وحقيقة الأمر أن العقدة الأبرز لوقف الحرب تظل في ملف سلاح “حماس”، إذ تصر كل من إسرائيل والولايات المتحدة على نزع سلاح الحركة كشرط أساسي لأي اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار والانسحاب الشامل من القطاع.
وترفض “حماس” بشكل قاطع أي طرح يتضمن نزع سلاحها، معتبرة أن السلاح هو جزء من أدوات المقاومة الشرعية، ولا يمكن مناقشة مصيره إلا بعد زوال الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. في المقابل، تتمسك تل أبيب وواشنطن برؤية تقوم على جعل غزة منطقة منزوعة السلاح وخارجة عن سيطرة “حماس”، ما يضع الحركة أمام خيارين مصيريين: إما الدخول في تسوية سياسية شاملة تتخلى خلالها عن سلاحها، أو مواجهة حرب استنزاف شاملة تستهدف تصفيتها عسكريًا وتنظيميًا، بما في ذلك تنفيذ عمليات اغتيال خارج القطاع.
ويبلغ عدد الرهائن الذين تحتجزهم “حماس” منذ عملية السابع من أكتوبر نحو 59 شخصًا، يُعتقد أن 24 منهم على قيد الحياة. وانتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مطلع مارس الماضي، لتعاود إسرائيل شن ضرباتها، وتغلق المعابر، وتمنع تدفق المساعدات إلى القطاع المنكوب.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

تستهدف 400 ألف مواطن في 20 محافظة.. إطلاق مبادرة المسؤولية المجتمعية والسكن الكريم

تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وبمشاركة قادة البنوك والشركات وقطاعات المسئولية المجتمعية، تستعد وزارتا التنمية المحلية والتضامن الاجتماعي ومؤسسات مصر الخير والأورمان وحياة كريمة مطلع الأسبوع المقبل لإطلاق مبادرة « المسئولية المجتمعية والسكن الكريم»، والتي تأتي في إطار التكامل مع مبادرة فخامة رئيس الجمهورية لتطوير الريف المصري «حياة كريمة».

وصرحت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، بأن مبادرة «المسئولية المجتمعية والسكن الكريم» تعبر عن مستوى التنسيق بين منظمات المجتمع المدني وقطاعات المسئولية المجتمعية من جانب، والجهات الحكومية من جانب آخر، وتؤكد على اهتمام الحكومة والمجتمع المدني والقطاعين الخاص والمصرفي بالعمل معاً في إطار متكامل بما يحقق مستهدفات رؤية مصر للتنمية المستدامة ويدعم المشروعات القومية التي تستهدف إحداث تحسن مستدام في مستوى معيشة الفئات الأولى بالرعاية وبالتوازي مع نهو أعمال التطوير الشامل للبنية الأساسية والمرافق في القرى المستهدفة.

وأضافت وزيرة التنمية المحلية أن المبادرة التي سيتم إطلاقها تستهدف التعاون بين قطاعات المسئولية المجتمعية في البنوك والشركات من جانب ومؤسسات مصر الخير والأورمان وحياة كريمة من جانب آخر وبدعم من وزارتي التنمية المحلية والتضامن الاجتماعي، من أجل تطوير ورفع كفاءة نحو 80 ألف منزل من منازل الأسر الأولى بالرعاية في 1477 قرية موزعة على 20 محافظة ضمن المرحلة الأولى للمبادرة الرئاسية " حياة كريمة".

وأكدت منال عوض، أن المبادرة سيستفيد منها بشكل مباشر أكثر من 400 ألف مواطن، كما ستساهم في توفير فرص عمل للمقاولين وشركات المقاولات المحلية وأبناء المحافظات المستهدفة، وهو ما يؤكد الأثر الكبير المتوقع لهذه المبادرة خلال المرحلة المقبلة.

كما لفتت وزيرة التنمية المحلية النظر إلى أن منظمات المجتمع المدني المصرية وقطاعات المسئولية المجتمعية بالبنوك والشركات الكبرى أظهرت خلال السنوات الماضية التزاما متزايدا بدعم جهود الدولة والتدخل للمساهمة في تنمية وتحسين حياة ملايين الأسر بالمحافظات

اقرأ أيضاًوزيرة التنمية المحلية تتفقد أعمال تنفيذ المرحلة الأولى من تطوير سوق العتبة بالقاهرة

وزيرة التنمية المحلية تتابع جهود سير العمل في منظومة المراكز التكنولوجية بالمحافظات

وزيرة التنمية المحلية تتابع نتائج المرور الميداني على 6 مراكز تكنولوجية في 3 محافظات

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تلوّح بحرب ممتدة مع إيران وترامب يستبعد الضغط لوقف الهجمات
  • بالصور .. تجمع جازان الصحي يطلق مبادرة «اسأل طبيبك» لمنسوبي فرع «الموارد البشرية»
  • استشهاد مواطن لبناني في خرق صهيوني جديد لوقف إطلاق النار
  • أستاذ علوم سياسية: استمرار الضربات الإيرانية قد يدفع إسرائيل لوقف إطلاق النار
  • الكرملين يحذر من “دوامة تصعيد رهيبة” في حال تدخل أمريكا
  • الرئيس الصيني يدعو أطراف النزاع الإيراني الإسرائيلي لوقف إطلاق النار
  • تستهدف 400 ألف مواطن في 20 محافظة.. إطلاق مبادرة المسؤولية المجتمعية والسكن الكريم
  • وزير الخارجية: مصر تواصل جهودها لوقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات
  • “شركاء بالصحة.. شركاء بالقرار”… مبادرة صحية في طرطوس
  • رشقة صاروخية جديدة من إيران باتجاه “إسرائيل”