تامر حسني عن تكريمه في مهرجان الدراما: شكرا لكم من أرض أم الدنيا
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
شارك الفنان تامر حسني عبر حسابه بموقع تبادل الفيديوهات والصور «إنستجرام»، فيديو تكريمه خلال مهرجان القاهرة للدراما.
وعلق تامر حسني على الفيديو قائلا: «كل الشكر لمهرجان العلمين الكبير من على أرض مصر أم الدنيا على تكريمي النهارده بجائزة starscrapers».
View this post on Instagram
.المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مهرجان العلمين تامر حسني الفنان تامر حسني مهرجان القاهرة للدراما
إقرأ أيضاً:
أسبوع من الدنيا في لبنان
في بيروت:
«كنتُ أكتشف الدنيا لأولِ يومٍ
كنتُ أكتشف الدنيا...
وأرجعُ من موتي
وأنتحرُ».
من قصيدة «صُور سياحية للأبيضِ المتوسط».
لم نكد ننتصر بتحرر جورج إبراهيم عبدالله من سجنه الفرنسي وعودته إلى بيروت، بعد واحد وأربعين عامًا، حتى باغتنا زياد الرحباني بفقده المفاجئ في اليوم التالي. لكن الدنيا هي الدنيا؛ تلك عادتها القديمة ما بين مولودٍ ومفقود. والدنيا هي الدنيا، تجري في لبنان كما تجري في أي مكان آخر، إلا أنها تمتاز هناك بفُكاهة استثنائية تخفف تركيز المأساة، فتعدِّل مزاج القانطين حتى حين.
لحظةً بلحظة كنتُ أتابع البثَّ الحي لاستقبال جورج عبدالله على قناة «الميادين». كم تمنيتُ لو كنتُ هناك بين اللبنانيين واللبنانيات الذين توافدوا لاستقباله حتى لا أشعر هنا بالوحدة أمام المشهد المنتظر! ربما لم يتوقع أحد منّا أن يخرج المناضل السبعيني من سجنه المديد بتلك الطاقة الثورية الشابة التي بدت في حديثه المرتجل أمام الإعلام والناس الذين طوقوه على باب المطار. في عودته عودةٌ للغة مهجورة لم يعد يتكلم بها أحد، بل أصبحت موصومة بـ«المراهقة الثورية»، لغة تتحدث عن مقاومة الاستعمار والصهيونية والإمبريالية العالمية وكأنها تعيدنا إلى زمن وديع حداد وشعاره «وراء العدو في كل مكان»، الشعار الذي دفع جورج عبدالله في سبيله أكثر من نصف عمره في السجون الفرنسية. لغة جورج عبدالله التي تنفض الغبار عن الكلمات المنسية هي في واقع الأمر تحرج «الجماهير» و«المناضلين المتقاعدين» أكثر مما تحرج الأنظمة والحكومات، ولعل الأسير المحرر كان يعي ذلك ويقصده في هذا المناخ العام من الهزيمة. ولذلك أيضًا لا بدَّ أن نخشى عليه من لحظة إدراك يدرك فيها أن زمنه الثوري الموازي لم يعد يشبه زمن الناس المهزومين. نخشى عليه من غربة في الوطن، كما نخشى عليه من أي انتقام صهيوني أمريكي قد يتهدده.
أسبوع لبناني مشحون بالأيقونات الرمزية: جورج عبدالله وزياد الرحباني وفيروز. لبنان الثقافي والسياسي يتجلى في أسبوع استقبال ووداع غريب. حضور فيروز الصامت في عزاء ابنها كان الأكثر بلاغة في ذلك الطقس الحزين الذي لم يخلُ من حفلة نفاق تنكرية ودموع «14 آذارية» كان أصحابها دائمًا على النقيض الصارخ الذي لا يشبه زياد الرحباني، خاصة في موقفه من المقاومة والصراع مع إسرائيل. ولكن ليس لأحد أن يُصادر دموع أحد ما دمنا نتحدث عن فنان وساخر هو زياد الرحباني الذي «يحق لأي إنسان أن يدّعي صداقته لو لم يره حتى» كما كتب الفنان السوري بسَّام كوسا في صحيفة الأخبار.
ضاق لبنان على نفسه. ضاق من احتقانه بالصدى، ومن لعنة سايكس بيكو التي خلقت منه قطعة انفصال واتصال وظيفية ما بين الجوار السوري والجوار الفلسطيني المحتل، لولا نافذته المفتوحة على الأبيض المتوسط. وهو الآن رهينة لابتزاز دولي وإقليمي يقوده الموفد الأمريكي: لا دولارات من أجل إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل إلا بعد نزع سلاح المقاومة وتدميره! شرط يضع لبنان على حافة حرب أهلية. الأخبار تتحدث هذا الأسبوع أيضًا عن عودة مرتقبة لمورجان أورتاجوس لاستلام المهمة، وذلك بعد أيام من تصريح توم براك الذي هدد لبنان بإلحاقه ببلاد الشام في حال لم ينصع للشروط الأمريكية.
أسبوع من الدنيا في لبنان يكفي لنتأمل شغل التناوب المرهق، بين إشارات الأمل وإشارات اليأس، بين شارات النصر المرفوعة على باب المطار في استقبال المناضل المُحرر بقميصه الأحمر، وأجراسِ الجُنَّاز في وداع العبقرية الموسيقية. يجرحنا هذا التناوب في بلد يتصدَّع بالتناقضات. يجرحنا، نحن كبعيدين عن بلد الأرز، مشغوفون بصورته السياحية، أن ننظر إليه من خارجه وهو يتغرَّب اليوم أكثر فأكثر عن صورته، تلك التي ساهم الرحابنة في اختراعها، والتي كان زياد الرحباني نفسه قد وصفها بأنها «شِي فاشل»... ويجرحنا أن لبنان الذي نعرفه بات يتصحَّر بهجرات أبنائه وموت مبدعيه بلا ورثة. لكننا لا نستطيع أن نطالب لبنان الجميل بأكثر من طاقته؛ لا نطالبه الآن إلا بالحفاظ على نفسه.
سالم الرحبي شاعر وكاتب عُماني