سلط مقال نشرته صحيفة "إل باييس" الإسبانية الضوء على الخطط الإسرائيلية لإخلاء كامل جنوب قطاع غزة من سكانه، في خطوة قد تشمل تدمير مدينة رفح بالكامل، ضمن مساعٍ للسيطرة على المنطقة بأكملها.

وأشار الكاتب لويس دي فيغا إلى أن هذا المخطط يغطي مساحة تُقدّر بنحو 75 كيلومترا مربعا، أي ما يعادل 20% من إجمالي مساحة القطاع الفلسطيني، وهو ما عده المقال ضربة جديدة لمساعي إنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى.

محو رفح

وتقضي الخطة وفق مقال إل باييس" بضم مدينة رفح -التي كان عدد سكانها قبل اندلاع الحرب يبلغ نحو 200 ألف فلسطيني- إلى حزام أمني يعمل الجيش الإسرائيلي على إنشائه منذ أسابيع داخل القطاع، بمحاذاة الجدار الفاصل بين غزة وإسرائيل.

وأشار الكاتب إلى تسريبات أوردتها صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية -نقلا عن مصادر بوزارة الدفاع- مفادها أن هذه الخطوة تأتي في إطار إستراتيجية للقضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وهو ما يتطلب السيطرة الكاملة على الحدود بين غزة ومصر.

ولا تستبعد المصادر أن تشمل الخطة الإسرائيلية تدمير معظم مباني رفح أو جميعها، مما يعني فعليا محو هذه المدينة من الخريطة.

ممر جديد

وكانت السلطات الإسرائيلية -حسب المقال- قد أعلنت قبل نحو أسبوع نيتها ضم أجزاء واسعة من غزة وتقسيمها إلى مناطق معزولة، في إطار خطة لإعادة رسم خريطة القطاع.

إعلان

وفي هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إنشاء ممر جديد يُعرف باسم موراغ -نسبة لمستوطنة سابقة تم إخلاؤها عام 2005- سيعزل جنوب القطاع عن بقية المناطق.

وذكر الكاتب أن عرض هذا الممر قد يصل إلى كيلومتر واحد بعد إزالة المباني القائمة، لينضم إلى محور نتساريم شمالي القطاع، ومحور فيلادلفيا المحاذي للحدود مع مصر.

تصعيد إسرائيلي

وحسب المقال، كثف الجيش الإسرائيلي تحركاته منذ استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس/آذار الماضي، عقب هدنة استمرت قرابة شهرين، تنفيذا لسياسات رئيس الوزراء الذي التقى مجددا بالرئيس الأميركي في واشنطن.

وأضاف أن إسرائيل تواصل منذ أكثر من 6 أسابيع فرض حظر شامل على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك الغذاء والماء والوقود والأدوية، وتصر على تجاهل الدعوات الدولية المتكررة لفك الحصار، وآخرها من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وحسب الكاتب، تسعى إسرائيل من خلال إنشاء "منطقة أمنية دائمة" إلى تقليص مساحة غزة ومنع تكرار هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الذي يُعد الأعنف في تاريخ إسرائيل منذ تأسيسها قبل 76 عاما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تريد طمس الحقيقة من الجو.. حظر التصوير في رحلات إسقاط المساعدات

في خطوة أثارت انتقادات واسعة، منعت السلطات الإسرائيلية القوات الجوية المشاركة في عمليات إسقاط المساعدات فوق قطاع غزة من السماح للصحفيين بتوثيق مشاهد الدمار الكبير الذي خلفته الحرب.

وقالت صحيفة هآرتس، أمس الأربعاء، إن السلطات الإسرائيلية شددت على عدم السماح للصحفيين بتصوير مشاهد الدمار خلال رحلات الإنزال الجوي، وهددت بوقف هذه العمليات إن نُشرت فيديوهات أو صور توثق حجم الكارثة في القطاع.

وأثار هذا القرار ردود فعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات للاحتلال بمحاولة التستر على حجم الكارثة الإنسانية، ومنع نقل الصورة الحقيقية لما يحدث في غزة.

وجاء ذلك عقب نشر وكالة رويترز صورا التقطت من داخل إحدى طائرات الإنزال الجوي يوم الاثنين الماضي، أظهرت بعض مشاهد الدمار من الجو.

هذه صورة من 4 صور نشرتها وكالة رويترز على موقعها من إحدى طائرات الإنزال الجوي التي ألقت مساعدات فوق القطاع يوم 28 يوليو الماضي.

اليوم كشفت صحيفة هآرتس أن الاحتلال حظر على الصحفيين المشاركين في عمليات الإنزال نشر أي فيديوهات توثق الدمار الهائل في القطاع

في الحقيقة، هذه الصور لا… pic.twitter.com/XM4v6qh3uM

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) July 30, 2025

ورأى مغردون أن الصور المنشورة لا تعكس إلا جانبا بسيطا من "الدمار المرعب" الذي ينهش غزة منذ نحو 22 شهرا، معتبرين أن ما يجري هو عملية محو شامل للقطاع بكل مكوناته، تتجاوز في فظاعتها مفاهيم التطهير العرقي والإبادة الجماعية، وتمثل نسفا ممنهجا للوجود الفلسطيني.

وأشار كثيرون إلى أن الاحتلال يسعى لطمس الحقيقة وإبقاء العالم رهينة روايته الكاذبة بما يتماشى مع سرديته "المضللة"، في محاولة لتقييد التغطية الإعلامية ومنع الرأي العام العالمي من الاطلاع على حجم الجريمة.

جيش الاحتلال حذر الصحفيين الأجانب المرافقين لعمليات إسقاط المساعدات الإنسانية في قطاع غزة من أنه إذا نشروا صوراً للقطاع من الجو، قد تتوقف عمليات الإسقاط.

يريد طمس الحقائق ويبقيها اسيرة لروايته الكاذبة التي غرقت في بحر دماء غزة

— م.محمد الشريف-غزة (@emshareif) July 29, 2025

إعلان

وأوضح مغردون آخرون أنه حتى القنوات والوكالات المعروفة بانحياز تغطيتها لمصلحة الاحتلال الإسرائيلي رغم المجازر في غزة، صدمت من حجم الدمار عند تحليقها فوق غزة.

حتى مراسلو قناة BBC
المعروفة بانحياز تغطيتها لصالح الكيان الصهيوني الغاصب المحتل رغم المجازر في غزة، صُدموا من حجم الدمار عند عبورهم فوق القطاع.
وأكدوا أن سلطات الاحتلال منعتهم من التصوير الجوي، حتى لا تُكشف الكارثة للعالم pic.twitter.com/XJUMAkuyr9

— Ahmad AlBarjas أحمد البرجس (@ahmadalbarjas) July 30, 2025

وفي السياق ذاته، رأى ناشطون أن" الصور أبلغ من الكلام"، إذ توثق الدمار الممنهج الذي شمل كافة أرجاء القطاع، في مشهد يكشف أن الاحتلال لا يريد للحياة أن تستمر في غزة، بل يسعى لتهجير سكانها قسرا عبر تدمير كل مقومات الحياة.

مراسلة أجنبية مشاركة في عملية إنزال المساعدات من الجو على غزة تفضح إسرائيل وتقول :
نحن الآن في طريقنا الى شمال غزة ، وسيتم اسقاط هذه الحاويات ، حيث ان الجيش الإسرائيلي لا يسمح لنا أن نعرض لكم لقطات لغزة من الجو.
وتضيف : لقد تلقينا تعليمات صارمة تقول بأننا إذا صورنا غزة من الجو… pic.twitter.com/ENL53QNQ0g

— الجنرال مبارك الخيارين (@GenAlkhayareen) July 30, 2025

وكتب أحد الناشطين "لا يريدون أن يفضحهم أحد.. يريدون قتلنا وإبادتنا بصمت". وأضاف آخر "لا يريدون للعالم رؤية دمار قطاع غزة.. كل شيء دمار وخراب ومهدم بالكامل".

كما تساءل مدونون: "ماذا يخفي الاحتلال؟ ولماذا يخاف من صورة تلتقط من الأعلى؟"، مشيرين إلى أن الاحتلال لا يخشى الكاميرا فقط، بل يرتعب منها، لأنها السلاح الوحيد القادر على فضح جرائمه، ولهذا يستهدف الصحفيين وعائلاتهم بلا هوادة.

ورأى المدونون أن الاحتلال لا يريد للحقيقة أن تعرض، لأن ما يظهر من السماء أكثر فظاعة مما قد تنقله الكلمات؛ فالمدن تحولت إلى رماد، والأطفال يموتون بصمت، وطوابير الجوع تمتد كالألم.

والسبت الماضي، بدأت عمليات جوية محدودة لإنزال مساعدات فوق غزة بمشاركة أردنية وإماراتية، وأعلنت دول أوروبية، منها إسبانيا وبريطانيا، أنها ستنضم إلى هذه العمليات.

وأحدث العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 دمارا غير مسبوق، وفي وقت سابق من العام الجاري قدرت الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 70% من المباني في القطاع دُمر أو تضرر.

وعن طريق القصف الجوي والمدفعي ونسف المباني بالمتفجرات، دمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي معظم مناطق مدينة رفح (جنوب) وأحياء وبلدات عدة في خان يونس القريبة، ومناطق عدة شمالي القطاع على غرار بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا، إضافة إلى المناطق الشرقية لمدينة غزة.

وقدرت الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى حجم أنقاض المباني المدمرة في غزة بأكثر من 40 مليون طن، مؤكدة أن رفعها وإعادة إعمار ما دمره القصف يحتاج إلى سنوات عديدة.

مقالات مشابهة

  • وزير إسرائيلي يدعو لاحتلال غزة بالكامل والتخلي عن الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة
  • كاتب إسرائيلي: ما تفعله إسرائيل في غزة إبادة جماعية
  • خمس ساعات في غزة.. تفاصيل زيارة ستيف ويتكوف إلى القطاع
  • سفارة المملكة بالقاهرة تُنسق لإخلاء طبي عاجل لمواطن إلى المملكة.. صور
  • مقال بواشنطن بوست: حتى المدافعون عن إسرائيل بدؤوا أخيرا الاعتراف بالحقيقة
  • إعلام عبري يكشف تفاصيل ملاحظات إسرائيل على رد حماس
  • ارتفاع ضحايا الإبادة الإسرائيلية في غزة إلى 60 ألفا و249 شهيدا
  • رحيل الكاتب الكويتي صلاح الهاشم
  • إسرائيل تريد طمس الحقيقة من الجو.. حظر التصوير في رحلات إسقاط المساعدات
  • معسكر إسباني لألعاب القوى