لبنان – أكد وزير خارجية لبنان يوسف رجي، امس الخميس، أن مسألة إعادة عمار بلاده وتلقيها المساعدات مرهونة بحصرية السلاح بيد الدولة في شمال نهر الليطاني وجنوبه.

جاء ذلك خلال مقابلة صحفية، بيّن فيها أن رئيس الحكومة اللبناني نواف سلام، سيبحث مع الرئيس السوري أحمد الشرع، خلال زيارته إلى دمشق ملفات النازحين والحدود الشرقية والمفقودين اللبنانيين (بسوريا).

وقال رجي، إن “لبنان تم إبلاغه بوضوح بأنه لا إعادة إعمار ولا مساعدات دولية قبل حصرية السلاح شمال الليطاني وجنوبه”، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية على موقعها الالكتروني.

وأضاف أن “آخر من أبلغ هذا الموقف للبنان هي المبعوثة الأمريكية مورغان أورتاغوس، التي زارت بيروت نهاية الأسبوع الماضي، والتقت قسما كبيرا من المسؤولين اللبنانيين”.

وتابع رجي: “أورتاغوس، تحدثت عن أن لدى لبنان حاليا نافذة مفتوحة، بحيث أن الإدارة الأمريكية تريد مساعدته لتحرير أرضه وإعادة الإعمار والنهوض بالاقتصاد”.

واستطرد: “لكن هناك في المقابل ما هو مطلوب منا، سواء لجهة الإصلاحات الاقتصادية، وهذا مطلب دولي وعربي خليجي وحتى لبناني، أو لجهة حصرية السلاح، إذ يريد المجتمع الدولي أن تبسط الدولة اللبنانية سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية وليس فقط جنوب الليطاني”.

وأوضح رجي: “كما أن لا دولة في العالم يفترض أن تقبل بأن يكون هناك سلاح خارج إطار مؤسساتها، وبالتالي كما هو مطلب دولي، فكذلك هو مطلب لبناني، وعبرنا عن ذلك بوضوح في البيان الوزاري وخطاب القسم”.

ونفى “أن تكون أورتاغوس قد تحدثت عن رزنامة زمنية لإنجاز حصرية السلاح”.

ولفت إلى أنها قالت إن “ذلك يُفترض أن يحصل في أسرع وقت ممكن”.

وأكمل: “هي رأت أن ما يحصل في هذا المجال جيد لكنه غير كاف، إذ يريدون خطوات أكبر وأسرع”.

وفي وقت سابق الخميس، قال الرئيس اللبناني جوزاف عون، إن “حزب الله” أبدى “الكثير من الليونة والمرونة” في مسألة التعاون حول موضوع السلاح وفق خطة زمنية معينة.

والاثنين، قال عون، إن “سحب سلاح حزب الله، يتطلب اللجوء إلى الحوار”، وكشف عن البدء قريبا في “صياغة استراتيجية للأمن الوطني”.

وبشأن الجارة سوريا، قال وزير الخارجية اللبناني إن بلاده تلقت وعودا من دمشق بعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

واعتبرا أن ملف النزوح من سوريا يشكل “تهديداً وجوديا”.

ووصف رجي، الحكومة الجديدة في سوريا بأنها “في كل الأحوال، أفضل من النظام السابق”.

واستشهد بذلك أنه “منذ الاستقلال، لم يقل أي نظام في سوريا بوضوح إنه يعترف بالدولة اللبنانية ككيان وباستقلالها ويحترم سيادتها، لكننا الآن تلقينا وعودا من المسؤولين السوريين بعدم التدخل في شؤوننا الداخلية”.

وأشار إلى أن رئيس الوزراء اللبناني، سيطرح مع الرئيس الشرع، ملف النزوح السوري، الذي “يشكل لنا راهنا أولوية الأولويات”.

واستدرك: “فلبنان لم يعد يحتمل التداعيات السلبية للنزوح الذي ضرب التوازن الديموغرافي في البلد، وبات يشكل تهديدا وجوديا، إضافة إلى التهديد الاجتماعي والاقتصادي”.

وفي 2 أبريل/ نيسان الجاري، أعرب سلام خلال اتصال أجراه مع الشرع، عن “رغبته في القيام بزيارة رسمية إلى دمشق، على رأس وفد لبناني، بهدف بحث القضايا المشتركة وتعزيز أواصر التعاون بين البلدين”، دون تحديد موعد لها.

 

الأناضول

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

سوريا وثروتها المخبأة.. مناجم عملاقة تشكل رافعة اقتصادية واعدة بمرحلة إعادة الإعمار

تضم سوريا بين ثراها الطبيعية مجموعة من أبرز 5 مناجم تمتلك احتياطيات ضخمة ومتنوعة تشمل الفوسفات، الملح، الرخام، الحجر الكلسي، والبازلت، ما يجعلها من الركائز الاقتصادية الحيوية في البلاد، خاصة في مرحلة إعادة الإعمار.

وبحسب تقرير منصة “الطاقة”، تتميز هذه المناجم بتنوع جيولوجي عميق يفتح آفاقاً استثمارية واعدة رغم التحديات الأمنية والاقتصادية، ويؤكد التقرير أن هذه المناجم تمثل رافعة استراتيجية أساسية للاقتصاد السوري.

وعلى رأس هذه المناجم يأتي منجم الشرقية أو “الصوانة الشرقية” الذي يبعد 45 كيلومتراً جنوب غربي تدمر، ويُعد الأكبر من حيث الاحتياطيات بإجمالي 858 مليون طن من الفوسفات القابل للاستثمار، بطاقة إنتاجية تصل إلى 1.5 مليون طن سنوياً، ويتم استخراج الفوسفات فيه عبر تقنيات متطورة ونقله إلى مصانع الأسمدة في حمص وميناء طرطوس.

يليه منجم خنيفيس، الذي بدأ العمل فيه في السبعينيات، ويتميز بارتفاع جودة خامس أكسيد الفوسفور بين 28% و34%، مع احتياطات تصل إلى 24.6 مليون طن، وطاقة إنتاجية سنوية تبلغ نحو مليون طن، إضافة إلى معمل تجفيف بطاقة 650 ألف طن.

ومنجم الجبول في سبخة الجبول جنوب شرقي حلب، هو من أكبر مصادر الملح الصناعي في سوريا، ويحتوي على نحو 350 مليون طن من الاحتياطيات، ويستخدم الملح في الصناعات الكيميائية والغذائية، إضافة إلى دعمه للاقتصاد المحلي.

أما الرخام والحجر الكلسي فموزعة في محافظات عدة كحلب واللاذقية وإدلب وحمص، وتتنوع أنواعهما وألوانه، مستخدمين في الإكساءات، الأرضيات، والديكور، بينما يُستخرج الحجر الكلسي من مناطق مثل كفربهم وأوغاريت ويُستخدم في صناعة الأسمنت والبناء.

وفي الجنوب السوري، تنتشر صخور البازلت في محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة، وهي مادة أساسية في البناء وصناعة الأسمنت والزلط، حيث يتم استخراجها من خلال الحفر والتفجير قبل تشكيلها في المعامل.

وتؤكد منصة “الطاقة” أن هذه المناجم ليست مجرد موارد طبيعية فحسب، بل تشكل مستقبل الاقتصاد السوري الواعد في مرحلة التعافي، خاصة مع الاهتمام الدولي المتزايد بقطاع التعدين، ما يجعل الاستثمار الأمثل في هذه المناجم ضرورة لتعزيز النمو الاقتصادي والتصدير ضمن بيئة قانونية واقتصادية ملائمة.

مقالات مشابهة

  • سوريا تعتمد خارطة طريق بين إعادة الإعمار والطاقة النظيفة
  • سوريا وثروتها المخبأة.. مناجم عملاقة تشكل رافعة اقتصادية واعدة بمرحلة إعادة الإعمار
  • إعادة افتتاح المسرح الوطني اللبناني يعيد شارع الحمرا إلى الواجهة الثقافية
  • في إطار مساعي إعادة الإعمار.. «الاتحاد الأوروبي» يعتمد إجراءات قانونية لرفع العقوبات عن سوريا
  • الصفدي وباراك يبحثان تطورات الأوضاع في سوريا وجهود دعمها في عملية إعادة الإعمار
  • وزير الأشغال يؤكد تسخير إمكانات الأردن الهندسية والإنشائية لإعادة إعمار سوريا
  • عون: الانتشار اللبناني هو ثروة لبنان الكبرى وركيزة إعادة الإعمار
  • رد لبناني على اورتاغوس
  • أي سلاح سيُسلّم إلى الدولة قبل الآخَر... الفلسطيني أم اللبناني؟
  • عون يزور العراق والثنائي يخوض معركة إعادة الإعمار بوجه الحكومة