من جزيرة مهملة إلى حاملة طائرات ثابتة بقلب المحيط.. هذا ما نعرفه عن دييغو غارسيا
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
تسلط التحشدات الأمريكية بالقاذفات الاستراتيجية بعيدة المدى، في أرخبيل تشاغوس في قلب المحيط الهادي وتحديدا في قاعدة دييغو غارسيا، الضوء على المنطقة المعزولة وسط المحيط، وتاريخها وأهميتها الاستراتيجية، فضلا عن أنواع الأسلحة القادرة على استيعابها رغم صغر مساحتها.
وبرزت أهمية الجزيرة وقاعدتها العسكرية، في ظل تهديدات الولايات المتحدة لإيران، في حال عدم التوصل لاتفاق بشأن برنامجها النووي، بضربها عسكريا.
ونستعرض في التقرير التالي كل ما نعرفه عن المنطقة والأسلحة التي تستوعبها:
يقع أرخبيل تشاغوس المشكل من العديد من الجزر في قلب المحيط الهندي، على مسافة تقارب 1600 كيلومتر جنوب الساحل الهندي وسريلانكا، والذي يطلق عليه إقليم المحيط الهندي البريطاني، ومساحة جزيرة دييغو غارسيا، التي تضم القاعدة، تمتد إلى 60 كيلومترا، على شكل حلقة من اليابسة بداخلها مسطح مائي ضحل بطول 19 كيلومترا وعرض 8 كيلومترات.
رغم أن البحارة البرتغاليين هم أول من اكتشف الأرخبيل في القرن السادس عشر، إلا أنه لم يصبح جزءا من الإمبراطورية البرتغالية، ربما لأنه لم يكن يمثل أي أهمية اقتصادية أو سياسية لها.
البحارة البرتغاليون أول من اكتشف الأرخبيل في القرن السادس عشر، لكنه لم يصبح جزءا من الإمبراطورية البرتغالية، لعدم النظر له كمكان استراتيجي، لكن الفرنسيين أعلنوا سيادتهم على المكان، في القرن الثامن عشر، وأنشأوا فيه مزارع لجوز الهند باستخدم العبيد.
وفي عام 1810، احتلت بريطانيا جزيرة مريشيوس، مركز الأرخبيل، وبذلك انتقلت السيادة على المنطقة بأكملها إليهم، وفقا لمعاعدة مع الفرنسيين، وجرى تهجير سكان الجزيرة الأصليين بالقوة في الستينيات والسبعينيات، وتحولت إلى قاعدة عسكرية مشتركة بين بريطانيا والولايات المتحدة.
صعد التعاون البريطاني الأمريكي في الجزيرة، على وقع التجارب النووية العالمية التي أجريت، خاصة الصين 1965، والاتحاد السوفيتي في الستينيات، وتصاعد وجوده في المنطقة.
تحولت الجزيرة إلى نقطة مراقبة لأنشطة الأسطول السوفيتي في المحيط الهندي، كما جرت مراقبة التجارب الصاروخية الصينية في المحيط.
احتجاجات ورفض
تحول الجزيرة إلى قاعدة عسكرية ضخمة للولايات المتحدة، تضم أسلحة استراتيجية، أثار غضب الدول المحيطة بالمنطقة، وأعلنت الهند في ستينيات القرن الماضي، رفضها تحويل الجزيرة لمركز عسكري، وطالبت بخلو المنطقة من الأسلحة النووية.
كذلك أعرب الاتحاد السوفيتي السابق، والصين وسيلان وفيتنام وأستراليا، عن قلقهم من التواجد العسكري في الجزيرة، وحتى أن حكومة حزب العمال البريطاني أعلنت نيتها عام 1974 مراجعة الاتفاق الخاص بالجزيرة لكن الأعمال العسكرية تواصلت فيها.
قدرات تقنية
تعتبر القاعدة اليوم، إحدى المواقع الهامة في شبكة الاتصالات العالمية، وتضم على أرضها أحد 5 هوائيات تشكل أعمدة نظام تحديد المواقع الجغرافية العالمي "جي بي أس".
مشاركة في الحروب
استخدمت الجزيرة للمشاركة في العمليات العسكرية خلال الحرب الباردة، وشاركت في غزو أفغانستان عام 2001 بانطلاق القاذفات الثقيلة منها، وحرب الخليج الثانية، إضافة إلى غزو العراق عام 2003، وكافة الأعمال العسكرية في الشرق الأوسط، رغم وجود قاعدة العديد الأمريكية في قطر.
قدراتها العسكرية
قاذفة الشبح "بي 2":
تحتوي الجزيرة على قاعدة عسكرية ومطار قادر على استيعاب القاذفات الاستراتيجية الكبيرة ومنها الشبح "بي 2"، وهي طائرة مصممة، بقدرات تقلل بصمتها الرادارية والحرارية، ومن الصعب على الدفاعات الجوية كشفها، وتحلق بمدى يتجاوز 11 ألف كيلومترا.
وتحمل الشبح قرابة 18 طنا من الأسلحة منها القنابل الموجهة بالليزر والأقمار الصناعية، والقنابل الخارقة للتحصينات الأرضية العميقة ورؤوس نووية تكتيكية واستراتيجية.
وتعتبر واحدة من أهم قدرات القوة الأمريكية الجوية، بسبب منظومات الاتصالات والحرب الإلكترونية والتخفي.
قاذفات "بي 52":
تعتبر من أقدم ترسانة الولايات المتحدة الجوية، ويعود إنتاجها إلى الخمسينيات، لكنها لا تزال تتمتع بقوتها في تنفيذ المهام، ويعتمد عليها سلاح الجو بصورة أساسية، في العمليات البعيدة، وقدراتها على حمل كميات كبيرة من الذخائر.
تمتاز القاذفة الأشهر في تاريخ أمريكا، بحاجتها إلى مدارج طيران واسعة وكبيرة، لا توجد في غالبية مطارات العالم، ويمكنها التحليق حتى 14 ألف كيلومتر دون التزود بالوقود، لكنها تضم تقنيات محدثة للحرب الإلكترونية والاتصالات.
يمكن للقاذفة حمل أكثر من 31 طنا من الذخائر، منها صواريخ كروز بعيدة المدى، قنابل موجهة ذكية، رؤوس نووية، قنابل تقليدية متعددة الأغراض،
شاركت في العديد من الحروب والعمليات العسكرية، خاصة في غزو أفغانستان وغزو العراق وتسببت في دمار كبير بالبلدين فضلا عن أعداد الضحايا الكبيرة بفعل القنابل التي ألقتها ولا تزال آثارتها لغاية اللحظة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية قاعدة الجزيرة إيران امريكا جزيرة قاعدة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
ماذا لو دخلت أميركا الحرب مباشرة؟ وما الأهداف التي لا تتنازل عنها؟
خطورة التدخل الأميركي أهداف لا تنازل عنها الرد الإيراني لماذا المقامرة الأميركية؟
يقف العالم على أعتاب لحظة حاسمة عقب تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن اتخاذ ما قد يكون أخطر قرار في مسيرته السياسية، وهو توجيه ضربة عسكرية ضد البرنامج النووي الإيراني، استكمالا لما بدأه جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ الجمعة الماضي.
وفي مواجهة هذا التصعيد المحتمل، تظهر المواقف الإيرانية رافضة لأي استسلام أو إملاءات خارجية، وجاءت الرسالة على لسان المرشد الإيراني علي خامنئي، وتحمل كلماتها تحديات أكّد فيها استعداد القوات المسلحة والشعب للدفاع عن البلاد، محذرًا من أن الهجمات الأميركية ستقود إلى "عواقب وخيمة لا يمكن إصلاحها".
وأمام هذا المشهد الذي تتباين فيه "تقديرات الردع والرد"، يشير محللون -في مقابلات مع الجزيرة نت- إلى أبعاد أوسع للصراع، تشمل بنية النظام الإقليمي، وتغيير خريطة المنطقة وفق رؤية ممارسات القوة الحالية، ومستقبل جديد من التوازنات في الشرق الأوسط، مؤكدين أن أي خطأ في الحسابات قد يزج المنطقة بأسرها في نفق التصعيد وأبواب قد تُفتح على مجهول.
خطورة التدخل الأميركي
ويشير التوجه الأميركي -وفقا لتصريحات المسؤولين الأميركيين- إلى تحريك قوات عسكرية ونقل مقاتلات متطورة إلى الشرق الأوسط، ومنها طائرات "إف-16″ و"إف-22" و"إف-35″، إضافة إلى قاذفات "بي-52" الموجودة حاليا في قاعدة "دييغو غارسيا" بالمحيط الهندي.
وهناك خيارات أخرى تدرسها الإدارة الأميركية مثل التدخل المباشر في المواجهات، عبر شن هجوم عسكري واسع النطاق ضد منشآت إيران النووية، وعلى رأسها "منشأة فوردو" المحصنة داخل الجبال.
وحسب الكاتب والباحث السياسي أسامة أبو أرشيد من واشنطن، فإن دخول الولايات المتحدة المباشر إلى المواجهة مع إيران سيغيّر موازين القوة بشكل جذري، إذ إن قدراتها الجوية والبحرية تفوق بكثير ما يمكن أن توفره إسرائيل وحدها، خاصة مع امتلاك واشنطن قنابل خارقة للتحصينات ذات قدرة -ولو نظريا- على تدمير المنشآت النووية المحصنة بالكامل.
إعلانوفي ما يتعلق بهذه النقطة تحديدا، فقد أعربت الحكومة الإسرائيلية في مناسبات عدة عن أنه يمكنها تعطيل البرنامج النووي وإرجاعه عدة سنوات للوراء، لكنها تفتقر للقدرات التي تمكنها من تدمير هذا البرنامج من دون دعم أميركي مباشر.
وأمام هذه الرؤية التي تتجلى شيئا فشيئا مع مرور الساعات من عمر المواجهات بين إيران وإسرائيل، يذهب المحلل السياسي إبراهيم المدهون إلى أن واشنطن انتقلت فعليا إلى "مرحلة التهيئة" للتدخل المباشر في الحرب، وأن "الحشود العسكرية والتصريحات التصعيدية للرئيس ترامب تؤكد دخول الولايات المتحدة شريكا مباشرا في هذه الحرب، حتى لو لم يُعلن ذلك رسميا بعد".
ومع ذلك، فإن واشنطن تدرك فداحة كلفة حرب طويلة في المنطقة، ولهذا تميل إلى سياسة "التدخل المتدرج"، بحيث تترك لإسرائيل الدور الأكبر في المراحل الأولى وتتدخل في لحظة الحسم فقط، وفقا للمدهون.
لكن في الجهة المقابلة، يقلل مدير مركز الرؤية الجديد للدراسات والإعلام في إيران مهدي عزيزي من احتمالية التدخل الأميركي المباشر، ويرى أن الولايات المتحدة تمارس في الوقت الحالي حربا نفسية وإعلامية هدفها الضغط على طهران وإرباك الخصم، وذلك "في ظل استنزاف القدرات الإسرائيلية وعجزها عن خوض حرب استنزاف طويلة".
وتضع فداحة كلفة التدخل المباشر للولايات المتحدة في الحرب سقوفا مرتفعة لما يجب على الإدارة الأميركية تحقيقه من أهداف، وهذه الأهداف -وفق تصريحات ترامب وكبار معاونيه- تتوزع بين هدف عاجل وآخر إستراتيجي طويل الأمد.
ويصف أبو أرشيد الهدف الآني المعلن لترامب بأنه "استسلام كامل من دون شروط" من قبل إيران، بحيث يجري تفكيك البرنامج النووي الإيراني كليا، وتصفير قدرة التخصيب داخل الأراضي الإيرانية، على أن تقتصر إمكانية إنتاج الطاقة النووية على استيراد الوقود النووي المخصّب من الخارج.
ويشير الباحث السياسي من واشنطن إلى أن هذا الهدف قد يتطور ليشمل تفكيك برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، الذي تعده إسرائيل تهديدا مباشرا لأمنها ولمصالح أميركا وحلفائها في المنطقة، ومنها القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في الخليج والعراق.
كما أشار المتحدث نفسه إلى هدف ثالث يتبناه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو تفكيك "محور المقاومة" الإيراني في المنطقة، أو ما تسميه واشنطن "محور الشر"، وربما الدفع نحو تغيير النظام نفسه.
أما المدهون فيذهب أبعد من ذلك، ويرى أن المشروع الحقيقي لواشنطن هو "إعادة ترتيب المنطقة بالكامل"، وربما السعي نحو "سايكس بيكو جديد" بإشراف أميركي إسرائيلي.
مضيفا أن الهدف النهائي ليس فقط إخضاع إيران واستسلامها، بل تغيير شكل النظام السياسي والاجتماعي الإيراني بما يخدم الرؤية الأميركية ومصالحها في المنطقة. و"لا يستبعد أيضا أن يكون تفكيك إيران وتقسيمها أحد السيناريوهات المطروحة إذا تحقق انتصار أميركي سريع".
وفي مقابل هذه الأهداف المعلنة أميركيا وإسرائيليا، يؤكد الخطاب الإيراني أن طهران مستعدة "للدفاع عن مقدساتها مدعومةً من المسؤولين وكل أبناء الشعب"، وأن أي هجوم أميركي "ستكون له عواقب وخيمة لا يمكن إصلاحها"، حسب المرشد الإيراني.
إعلانوشدد خامنئي على أن الشعب الإيراني "لن يخضع لأي إملاءات"، وأن إيران "لن يُفرض عليها سلام أو حرب".
ووفق تحليل أسامة أبو أرشيد، فإن الرد الإيراني سيكون عبر استهداف القواعد الأميركية في المنطقة، خاصة تلك الموجودة في العراق والخليج، والتي تقع ضمن المدى الصاروخي الإيراني، بالإضافة إلى تحريك الحلفاء الإقليميين لفتح جبهات متعددة ضد المصالح الأميركية والإسرائيلية، مع تهديدات بإغلاق مضيق هرمز وتعطيل الملاحة الدولية.
ويذهب عزيزي إلى تفاصيل أكثر في الرد الإيراني، فحسب تحليله فإن إيران لن تتخلى عن حقوقها في تخصيب اليورانيوم وتطوير قدراتها الدفاعية والصاروخية، و"كل الخيارات مفتوحة دفاعا عن مصالح إيران حتى ولو أدى الأمر إلى إغلاق مضيق هرمز وخلق أزمة إقليمية ودولية في مجال الطاقة".
في حين يوضّح المدهون أن إيران قد تجد نفسها مضطرة -إذا واجهت ضربة أميركية ساحقة تستخدم فيها واشنطن "قوة غير تقليدية"- إلى عدم الرد حفاظا على ما تبقى من الدولة، و"حتى لا تفتح على نفسها باب الدمار الكامل".
التأمل في تشابك المصالح الأميركية في المنطقة، وتوزعها على مساحات جغرافية متعددة، وبقياس حسابات المكاسب والخسائر، قد يضعنا أمام معادلة تقول: إن أميركا بتبنيها الحرب الإسرائيلية على إيران "تقامر" بمصالحها ومكاسبها في المنطقة أمام مكسب إستراتيجي نعم لكنه قد لا يتحقق أمام رد الفعل الإيراني.
وهنا، يقول أبو أرشيد إن تحميل إسرائيل وحدها مسؤولية جرّ الولايات المتحدة للمواجهة مع إيران فيه تبسيط مخل، إذ يرى أن "التوسع وفرض الهيمنة هما جزء من الجينات الوراثية للولايات المتحدة" منذ نشأتها، وهي لا تقبل بوجود منافسين إستراتيجيين في مناطق تعدّها حيوية لمصالحها.
وهذه الرؤية تعززها عقيدة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر (في الثمانينيات) التي تؤكد أنه لن يُسمح لأي قوة أخرى بمنافسة النفوذ الأميركي في الخليج العربي، وتجارب واشنطن في فيتنام وأفغانستان والعراق تؤكد أن أميركا لا تتردد في استخدام قوتها حين ترى مصالحها مهددة، حتى لو كانت الخسائر أكبر من المكاسب الفعلية، حسب ما بيّنه أبو أرشيد.
أما المدهون، فيرى أن واشنطن "تقامر" في كل مرة بمصالحها من منطلق تصور قدرتها على فرض نظام عالمي جديد، مستندة إلى تفوقها العسكري وقناعتها بأن الهيبة الأميركية تتطلب ضرب خصومها في عقر دارهم ومنعهم من امتلاك أدوات الردع.
يذكر أنه منذ الجمعة الماضي شهدت المنطقة تصعيدا خطيرا بين إيران وإسرائيل، تمثل في سلسلة من الضربات الجوية المتبادلة وتوسيع دائرة الاشتباك لتشمل جبهات جديدة، وكشفت إسرائيل عن تنفيذ هجمات جوية على مواقع داخل إيران استهدفت منشآت مرتبطة ببرنامجها النووي، واغتالت عددا من القادة العسكريين وعلماء الطاقة الذرية في إيران.
وفي المقابل، ردت إيران بإطلاق رشقات صاروخية على مواقع عسكرية إسرائيلية في عدة مناطق، مع تفعيل منظوماتها الدفاعية. وأكدت المصادر الإيرانية أن الردود الإيرانية ستستمر في حال توسعت دائرة العدوان، وهو ما دفع واشنطن لإرسال مزيد من التعزيزات العسكرية إلى الشرق الأوسط تحسبا لانفجار إقليمي أوسع.