يعد متحف "فن الفيروسات" في العاصمة الفنلندية هلسنكي من المتاحف القليلة التي تعبّر عن الجانب المخيف للتكنولوجيا بطريقة فنية وإبداعية، إذ يدمج المتحف التكنولوجيا في الثقافة في قالب فني عن طريق أعمال رمزية تستعرض تاريخ عالم الفيروسات الرقمية بداية من 1987 وحتى 2024.

نستعرض في هذا المقال أبرز الأعمال التي يضمها هذا المتحف الفريد من نوعه:

"انقر من أجل الحب"

"انقر من أجل الحب" مستوحى من برمجية "أحبك" (ILOVEYOU) الخبيثة التي انتشرت بسرعة عبر البريد الإلكتروني عام 2000، تاركة أثرًا مدمرا على العالم الرقمي.

فقد استغل الفيروس الحالة العاطفية للمستخدمين لإدخال الفيروس السيئ السمعة عندما أغراهم بالنقر لفتح ملف كان بعنوان "LOVE-LETTER-FOR-YOU.TXT.vbs"، مما تسبب في إصابة أجهزة الحاسوب الخاصة بهم على الفور.

وبهذا أصبحت الفأرة -أداة التفاعل البسيطة- سببا في دمار واسع النطاق، مما ألهم الفنانان هوغو لانكينين وكاسبر هيلدن لتصميم هذا العمل على شكل قلب من مجموعة فأرات حواسيب، في محاولة لتصوير تقاطع الحب والتكنولوجيا والضعف في العصر الرقمي. جُمعت هذه الفأرات الحاسوبية من جميع أنحاء العالم، في دلالة على انتشار الفيروس عالميا.

إعلان "أرانيومورف"

هو تمثال يرمز إلى عملية التشفير أثناء هجوم ببرنامج فدية، مستوحى من صناديق الألغاز، ويحرسه شكل يشبه العنكبوت، حيث يمثل الصندوق المكان الذي تختفي فيه البيانات، ويمثل العنكبوت الهاكر الذي يحتجزها رهينةً.

في قلب هذا الهيكل، يكمن رمزٌ يُستخدم في التقاليد الصوفية لتمثيل النوايا الخفية من مثل كيفية تشفير التشفير للمعنى بأشكال معقدة وغير قابلة للقراءة. يدمج العمل بين التقنيات القديمة والحديثة مقارنًا بين التجريد الرمزي وخوارزميات التشفير، ومُسلّطًا الضوء على الطرق المعقدة التي يُمكن من خلالها تشفير المعلومات وفك تشفيرها.

كما يوجد كاميرا مثبتة في رأس العنكبوت، في دلالة على أن الهاكر يستطيع أن يرانا.

"تاريخ البرمجيات الخبيثة من عام 1987 إلى عام 2024"

يتتبع هذا الأرشيف المصور تطور التهديدات الرقمية من فيروسات "إم إس- دوس" (MS-DOS) المبكرة إلى برامج الفدية المعقدة، ملتقطًا التأثير التكنولوجي والثقافي لأشهر البرمجيات الخبيثة في كل عصر. ويمنح المشاهد القدرة على استكشاف براعة وتعقيد الشفرات المصممة للتعطيل والخداع والتدمير ومدى تطورها عبر الزمن.

أرشيف مصور  يظهر تطور التهديدات الرقمية من فيروسات إم إس- دوس" المبكرة إلى برامج الفدية المعقدة (وذ سكيور) "دبليو/ثريت سكايب"

"دبليو/ثريت سكايب" (W/Threatscape) هو عمل فني تفاعلي يتيح للمشاهدين رؤية البرمجيات الخبيثة والتقاطها بأيديهم من بيانات عشوائية في الوقت الفعلي تقريبًا.

يجمع العمل بين التعرف على الإيماءات والبرمجة البصرية ونماذج نشر الصور بطريقة فريدة، مما يجعل التهديدات السيبرانية غير المرئية سابقًا ملموسة، ويحفز على التأمل في مشهد الأمن السيبراني المتغير باستمرار.

لوحات "إنديستروير"

صُممت هذه القطع الفنية من شفرة برمجية "إنديستروير" (Industroyer) الخبيثة، التي استخدمتها روسيا لقطع الكهرباء في أوكرانيا خلال الحرب الحالية.

إعلان

صُممت الصور باستخدام نظام ذكاء اصطناعي مخصص طوّره الفنان غريغ لينارز.

شغّل نظام خاص البرمجية الخبيثة داخل صناديق رمل، وتم تعيين أسماء قيم إنجليزية لأجزاء الشفرة البرمجية لربطها بموجهات الذكاء الاصطناعي. تمت تغذية الإرشادات إلى خوارزمية توليد الصور، جنبًا إلى جنب مع مواد مثل خريطة أوكرانيا، مما أدى إلى توليد الذكاء الاصطناعي الصور التي نراها بالمتحف.

صور باستخدام نظام ذكاء اصطناعي مخصص طوّره الفنان غريغ لينارز.  (وذ سكيور) تجربة جميلة لزوار هلسنكي من عشاق التقنية

يحتوي المتحف على عدة أعمال أخرى مثيرة للانتباه ومصممة بشكل إبداعي، كما أن المتحف، وهو تابع لشركة "وذ. سكيور" (With.SECUR) الفنلندية والمتخصصة بأنظمة الحماية الرقمية، يقدّم محاضرات توعوية حول خطورة الفيروسات ومستقبل الأمن الرقمي، ويمكن الدخول للمتحف مجانا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

عيد الأب.. متحف المركبات يبرز مقتنيات ترمز لعلاقة الآباء بالأبناء

سلّط متحف المركبات الملكية الضوء على واحدة من المقتنيات المميزة التي تُجسد رمزية العلاقة بين الآباء والأبناء في الأسرة العلوية، وتُبرز جانبًا من مساهماتهم في النهضة التعليمية بمصر الحديثة.

عيد الأب 

جاء ذلك على هامش الاحتفال بعيد الأب، والتى جاءت فكرته من الكاتب الصحفي المصري الراحل مصطفى أمين، منذ عشرات السنين، تكريمًا للآباء الذين ضحوا وعانوا لتربية أولادهم.


أوضحت إدارة متحف المركبات الملكية ،أنه تم عرض ميدالية تذكارية نادرة من المعدن المطلي، تُنسب إلى الملك فاروق الأول، أُصدرت بمناسبة وضع حجر الأساس لمدينة فاروق الأول الجامعية في 12 فبراير عام 1946م.
أفادت إدارة المتحف ، أن  الميدالية تظهر نحتًا بارزًا مزدوجًا لبروفايل الملك فاروق ووالده الملك فؤاد الأول، في تجسيد رمزي واضح لاستمرارية العطاء والقيادة بين جيلين من ملوك مصر.
أِارت إدارة المتحف ، أنه نُقش على الميدالية عبارة بارزة تقول :"جامعة فؤاد الأول – مدينة فاروق الأول"، إلى جانب التاريخين (1910 - 1946م)، في إشارة إلى عام تأسيس جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا) وعام إنشاء المدينة الجامعية.
تيذكر أن ُتجسد هذه الميدالية التذكارية صورة الأب الراعي وابنه الذي يسير على خطاه، وتُعبر عن تقدير الأسرة الملكية للتعليم ودوره في بناء مستقبل الأمة.
ويُعد عرض هذه القطعة النادرة في المتحف فرصة للتأمل في القيم التي تجمع بين الأجيال، لا سيما في مناسبة عيد الأب التي تُكرم الدور الأبوي في التنشئة والقيادة، وتحتفي بالعطاء الذي لا ينقطع.
 

طباعة شارك متحف المركبات الملكية متحف المركبات المركبات الملكية عيد الأب

مقالات مشابهة

  • المؤامرة على إيران… سنوات من الهندسة الخبيثة
  • وزير السياحة والآثار: جاري الانتهاء واستلام متحف مراكب الملك خوفو بالمتحف المصري الكبير
  • متحف الآثار في إسطنبول.. مرآة لتاريخ الحضارات المتعاقبة على تركيا
  • سياحة جاك السفاح في لندن..ما سر شهرة رجل قتل أكثر من 5 نساء؟
  • تأهيل 63 طالبا بمختبرات الفيروسات والطفيليات وسلامة الأسماك بالشرقية 
  • احتيال رقمي بوجه ترفيهي.. كيف تحوّل تيك توك إلى ساحة لنشر البرمجيات الخبيثة؟
  • عيد الأب.. متحف المركبات يبرز مقتنيات ترمز لعلاقة الآباء بالأبناء
  • داء القلق
  • طفلة لا تعرف الخوف
  • ذكريات الصور