إلا أن دعم بريطانيا والقوى الإمبريالية وتبنيها للدولة الصهيونية، كان العامل الأساس في الانتقال إلى الخطوات الميدانية لاستيطان عدد من القرى والبلدات الفلسطينية وتهجير سكانها بقوة السلاح، بتشجيع من بريطانيا التي كانت تحتل فلسطين وعدد من الدول العربية وأهمها مصر والعراق والأردن.

غير أنه وبهدف التسريع من وتيرة بسط اليهود الصهاينة على فلسطين، تولت العصابات الصهيونية المسلحة الدور الأكبر في تنفيذ المشروع الصهيوني وارتكاب عشرات المذابح والمجازر الدموية بحق الشعب الفلسطيني، الذي كان يفتقر حينها لأبسط مقومات الدفاع عن النفس، بينما كان اليهود في تسليح منظم ومتصاعد، مع دعم مباشر من قوات الاحتلال البريطاني، الذي كان قوامه لا يقل عن مائة ألف جندي، والآلاف من المعدات والأسلحة الثقيلة المتطورة.

كان المخطط الصهيوني ولا يزال قائم على التهجير القسري لأهل فلسطين، وتحويلها إلى ديموغرافيا يهودية أرضا وسكانا، وفي سبيل ذلك باشرت العصابات الصهيونية وعلى رأسها ” الهاجاناة ” إلى ارتكاب عشرات المذابح والمجازر الدموية، ومن أبرز وأبشع هذه الجرائم مذبحة دير ياسين.

في مثل هذا الشهر وقبل 77 عاما، تحديدا في 9 إبريل 1948م، اقتحمت العصابات الصهيونية بقيادة مناحم بيجن ( الذي سيكون رئيسا لوزراء دولة الكيان بعد 30 عاما على هذه المذبحة ) قرية دير ياسين غربي القدس، وارتكبوا فيها مجزرة مروعة، قتلوا فيها المئات من المدنيين بينهم نساء وأطفال.

وإمعانا في التوحش والترويع، بقروا بطون النساء وقطعوا آذان الرجال وألقوا بالأطفال في الأفران المشتعلة، وأسروا العشرات من الأحياء واستعرضوا بهم في الشوارع، ثم قاموا بإعدامهم رميا بالرصاص، وفجروا العشرات من البيوت.

كان وقع المذبحة كبيرا، خاصة أنها لم تكن الوحيدة وإن كانت الأكثر بشاعة، ما اضطر عشرات القرى المجاورة للهرب والنزوح إلى الأراضي العربية المجاورة، فيما كانت الجيوش العربية تستعد للمواجهة وإنقاذ الموقف، خاصة وقد أعلنت العصابات الصهيونية عن قيام دولة إسرائيل، وسارعت الدول الكبرى للاعتراف بها.

وحسب المصادر التاريخية، فإن اليهود احتفلوا بالمذبحة بعد عام من احتلال فلسطين ودير ياسين، واعترف بعض قادتهم بمدى النتائج غير المتوقعة لمذبحة دير ياسين وغيرها، حين خلقت الرعب في أوساط الفلسطينيين والعرب، وساعدت على سقوط عشرات المدن والقرى الأخرى بدون قتال.

ومما لا شك فيه أن سيناريو استباحة الدم والقتل الجماعي لا يزال دأب اليهود المغتصبين، وما يزالون يرتكبون جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني منذ مذبحة دير ياسين، وحتى مئات المجازر التي يتعرض لها أهلنا في غزة ولم تتوقف منذ 7 أكتوبر 2023، وما يزال الهدف الرئيس هو التهجير القسري للسكان، وما تزال الدول الكبرى وبالذات أمريكا وبريطانيا ترعى هذا الإجرام، وتدعم المذابح الدموية وتشجع اليهود على سياسة التهجير القسري واحتلال المزيد من الأراضي العربية..

بعد 77 عاما ما زالت المأساة ماثلة مع فارق أن مذبحة دير ياسين لم يعرف بها العرب إلا بعد فوات الأوان، ومع ذلك تحركت الجيوش العربية وحاولت أن تعمل شيئا لكنها فشلت، أما اليوم فشلال الدم في غزة وفلسطين المحتلة على مرأى ومسمع من العالم، ولكن لا حياة لمن تنادي، أما الجيوش العربية فكأنما ابتلعها الطوفان، وهو ما يشجع اليهود المجرمين على التمادي وارتكاب المزيد من جرائم الإبادة والتطهير العرقي في غزة والضفة الغربية.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: العصابات الصهیونیة مذبحة دیر یاسین

إقرأ أيضاً:

الدفاع الجوي الإيراني يسقط عدداً من الطائرات الصهيونية

الثورة نت/..

تمكنت وحدات الدفاع الجوي الإيرانية اليوم السبت من تعقب وإسقاط عدد من الطائرات المعادية التابعة للكيان الصهيوني في بندر لنكه وبندر عباس جنوب البلاد.

وطبقا لوكالة “تسنيم” الإيرانية؛ أعلنت العلاقات العامة لفيلق “عاشورا” في محافظة أذربيجان الشرقية، إسقاط سادس طائرة مسيّرة تابعة للكيان الصهيوني، في وقت أذان المغرب بواسطة الدفاع الجوي في المحافظة.

كما تمكن الدفاع الجوي الإيراني حتى الآن من إسقاط طائرة حربية من طراز F-35 و6 طائرات مسيّرة تابعة للعدو الصهيوني، وفقا للمصدر عينه.

وأعلن مقر الدفاع الجوي في غرب إيران عن إسقاط 12 طائرة مسيّرة هجومية واستطلاعية تابعة للكيان الصهيوني في محافظة همدان.

ووفقًا للعلاقات العامة للدفاع الجوي في المنطقة الغربية، فقد تم التعرف على هذه الطائرات من قِبل كوادر الدفاع الجوي وإسقاطها، وقد عُثر على حطام 8 طائرات منها، وتم تسليمها إلى قيادة الدفاع المركزية.

وأشار البيان إلى أنه رغم تضرر بعض الأنظمة الدفاعية منذ بدء العدوان، إلا أنه تم إصلاحها أو استبدالها سريعًا.

كما أعلن المتحدث باسم لجنة إدارة الأزمات في محافظة قم، إصابة إحدى القواعد العسكرية القديمة والمُخلاة بصاروخ أُطلق من الكيان الصهيوني.

وذكر أن الحادث أسفر عن إصابة شخص واحد، وأن القاعدة كانت مهجورة وتقع على طريق قم – أراك، كما أكد عدم تأثر حركة المرور في هذا الطريق بالحادث.

مقالات مشابهة

  • غدا.. أولى جلسات نظر استئناف المتهم على حكم المؤبد في ‏هتك عرض الطفل ياسين
  • صيني يروي تجربته المؤلمة داخل إسرائيل: لم أعد أتعاطف مع اليهود .. فيديو
  • جنايات دمنهور تنظر أولى جلسات الاستئناف فى قضية الطفل ياسين غدا
  • استئناف المتهم بواقعة الطفل ياسين على حكم سجنه المؤبد.. الاثنين
  • الدفاع الجوي الإيراني يسقط عدداً من الطائرات الصهيونية
  • إيران تعلن إسقاط عشرات المُسيّرات الصهيونية في قم
  • 44 شهيدًا فلسطينيًا في "مذبحة مساعدات" إسرائيلية.. و"اليونيسف": أطفال غزة يموتون عطشًا
  • شرف يخلف ربيع ياسين في قيادة دلفي
  • تأييد المؤبد أم تخفيفه.. مصير المتهم بالتعدى على الطفل ياسين فى جلسة حاسمة
  • الإعلام العبري: هروب جماعي لمئات اليهود الحريديم عبر شرم الشيخ