حكومة التغيير والبناء : العدوان الأمريكي على ميناء رأس عيسى جريمة لن تمر بدون رد
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
وقالت الحكومة في بيان لها إن "هذا العدوان هو استمرار لمسلسل الإجرام الأمريكي الهادف إلى دعم الكيان الصهيوني وتمكينه من مواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني".
وشددت على أن "استهداف ميناء رأس عيسى النفطي جريمة حرب متكاملة الأركان، كون الميناء منشأة مدنية وليست عسكرية"، مؤكدة أن "التصريحات الأمريكية التي تحاول تبرير هذه الجريمة أمام العالم كاذبة ومضللة ولن تنطلي على أحد".
وأضافت الحكومة أن "هذه الجريمة تثبت مجدداً أن العدو الأمريكي يتعمد قصف الأعيان المدنية ومقدرات البلد"، وأنها "دليل آخر على كذب المزاعم الأمريكية حول استهداف القدرات العسكرية في اليمن".
واعتبرت أن "العدوان على منشأة خدمية حيوية يثبت فشل العدوان الأمريكي في التأثير على القدرات العسكرية اليمنية ووقف عمليات الإسناد العسكرية اليمنية لغزة".
وجددت "حكومة التغيير والبناء" التأكيد على أن "موقف الجمهورية اليمنية في مناصرة أبناء الشعب الفلسطيني ثابت وراسخ ومبدئي"، وأنها "ستستمر في عملياتها الإسنادية التي نجحت بعون الله سبحانه وتعالى بنسبة ١٠٠% في منع الملاحة "الإسرائيلية" من البحر الأحمر".
وأكدت "استمرار إسنادها بمختلف أنواعه وأشكاله للشعب الفلسطيني المظلوم حتى إيقاف العدوان على غزة وإنهاء الحصار على سكانها"، مشددة على "حق الجمهورية اليمنية القانوني في الدفاع عن نفسها، وأن هذه الجريمة لن تمر دون عقاب مؤلم".
وكان العدوان الأمريكي قد نفذ في ساعات متأخرة من مساء الخميس 14 غارة على ميناء رأس الصليف في محافظة الحديدة، وهو ميناء يستقبل حاويات النفط الذي يتم استيراده من الخارج.
وأفاد مكتب الصحة في محافظة الحديدة بارتفاع شهداء وجرحى العدوان الأمريكي على منشأة رأس عيسى النفطية بمحافظة الحديدة غربي اليمن إلى 38 شهيداً وأكثر من مائة جريح في حصيلة غير نهائية.
وذكرت مصادر محلية لـ "المسيرة نت" أن طيران العدوان الأمريكي نفذ 14 غارة استهدفت ميناء رأس عيسى بالمحافظة ما أسفر عن استشهاد عدد من العاملين فيه.
وأشارت إلى أن العدوان عاود الاستهداف مرة أخرى للمكان أثناء محاولة طواقم الدفاع المدني انقاذ الضحايا، ما أدى إلى استشهاد عدد من طواقم الدفاع المدني وإصابة آخرين.
وبحسب مكتب الصحة بالحديدة فإن الكوادر الصحية تبذل جهوداً كبيرة لإسعاف الجرحى ممن تعرضوا لإصابات وحروق إثر العدوان الأمريكي الغاشم على منشأة رأس عيسى.
ويأتي هذا التصعيد الأمريكي ليضاعف من مأساة المدنيين في اليمن بعد عجزه عن تحقيق انتصار عسكري في محاولة يائسة للضغط على اليمن لإيقاف مساندة غزة.
ويواصل العدو الأمريكي قصف اليمن منذ الـ 15 من مارس الماضي، حيث بدأ العدوان في عهد ترامب بشكل مفاجئ، وجاء بعد أن أعلن اليمن فرض الحصار على
وحملت الحكومة "الإدارة الأمريكية مسؤولية التداعيات المترتبة على تصعيدها في البحر الأحمر"، وطمأنت "كافة المواطنين بأن الوضع التمويني مستقر"، مؤكدة أن "العدو الأمريكي لن يحصد سوى الهزيمة المذلة والفشل"
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: العدوان الأمریکی میناء رأس رأس عیسى
إقرأ أيضاً:
كرة القدم المصرية بين الانهيار والبناء
الكرة في مصر تعيش أسوأ مراحلها التاريخية، ليس بسبب فقر المواهب ولا ضعف الجماهير ولا محدودية الإمكانات، بل لأن المنظومة الإدارية التي تدير هذا الملف أصبحت عبئًا على اللعبة، ومعطلًا لمسارها، ومعرقلًا لأي محاولة للنهضة. فملف كرة القدم، شأنه شأن أي ملف آخر، يعاني من غياب الرؤية الاستراتيجية، وانعدام التخطيط، وتمدد الشللية والمصالح الضيقة، مع استمرار تدوير نفس الوجوه التي أثبتت فشلها مرة بعد أخرى، وكأن الهدف هو الحفاظ على الخراب لا إصلاحه.
خروج المنتخبات المصرية بكل فئاتها من البطولات كان فضيحة كروية مكتملة الأركان. الأداء الهزيل والضعف البدني وسوء الإعداد وانعدام الهوية تكشف أن عملية بناء اللاعبين الصغار تسير بمنهجية عشوائية لا علاقة لها بعلم الرياضة الحديث. فالمواهب الصغيرة تحتاج إلى مدربين متخصصين في التكوين، لا إلى هواة يتم وضعهم في مواقع فنية حساسة عبر المجاملات والصداقات. التجارب الناجحة تؤكد أن المنتخبات السنية لا تنهض إلا بمدربين أجانب عالميين يعرفون كيف يصنعون لاعبًا كاملًا: فنيًا وبدنيًا وذهنيًا. أما الاعتماد على مدربين غير مؤهلين فهو وصفة مؤكدة لإنتاج أجيال ضعيفة مهزوزة لا تستطيع الصمود أمام منافسين يتطورون بسرعة.
وفي قلب هذه الفوضى يتعرض حسام حسن وشقيقه إبراهيم لحرب ممنهجة، ليس بسبب خلاف فني أو تنظيمي، ولكن لأنهما ببساطة لا يتلونان ولا يجاملان ولا يفتحان أبواب الفساد.وجودهما يربك المنظومة التي اعتادت أن تعمل في الغرف المغلقة، وأن تتربح من مواقعها، وأن تعيّن من تشاء وتبعد من تشاء وفقًا لمعادلة المصالح لا الكفاءة. حسام وإبراهيم يمثلان نموذجًا نادرًا في الصدق والانتماء والنزاهة، وهذا وحده كافٍ ليجعلهما هدفًا لكل من يخشى الإصلاح الحقيقي.
إصلاح كرة القدم يتطلب تشكيل مجموعة من خبراء اللعبة الحقيقيين لوضع رؤية ممتدة لعشرين عامًا، تضم أسماء عريقة وتمتلك معرفة فنية وإدارية مثل طه إسماعيل، فاروق جعفر، هاني رمزي، مصطفى يونس، علي أبو جريشة، حسام ميدو، وغيرهم ممن يملكون القدرة على صياغة مشروع قومي حقيقي لتطوير اللعبة في مصر. مهمة هذه المجموعة يجب أن تكون واضحة: إعادة هيكلة المنظومة من جذورها، ووضع برنامج لبناء قاعدة الناشئين، والتنسيق مع الأندية، وتحويل الكرة المصرية إلى صناعة استثمارية حقيقية.
ولا يمكن للكرة المصرية أن تتحرك خطوة إلى الأمام دون التحول الكامل إلى الأندية الاستثمارية. بيع الأندية لمستثمرين أو طرحها كأسهم ضرورة لا رفاهية، لأنها وحدها التي تضمن موارد ثابتة وبناء احترافي وإدارة رشيدة. كما يجب فتح الباب أمام احتراف اللاعبين الصغار قبل سن الثامنة عشرة دون رهن موافقة النادي، مع إنشاء أكاديميات رياضية حديثة في كل المحافظات بالشراكة مع أكاديميات أوروبية متخصصة في صناعة المواهب.
الإعلام الرياضي هو الآخر جزء أساسي من المشكلة. فالفضائيات تحولت إلى ساحات صراخ، وتحريض، ونشر شائعات، وشخصنة، وتشويه للرياضيين، بينما اختفى التحليل العلمي والنقد الرشيد والخبرة الحقيقية. الإصلاح يبدأ بإبعاد العناصر التي جعلت الفوضى منهجًا، وفتح المجال أمام إعلاميين مؤهلين يحترمون عقل المتلقي ويقدمون معرفة لا ضجيجًا.
أما اتحاد الكرة ورابطة الأندية فهما مثال صارخ على الفشل الإداري المعتمد على علاقات ودوائر مصالح، لا على كفاءة وقدرة وخبرة. تغيير هذه الوجوه ضرورة قبل أن تتحول اللعبة إلى عبء اجتماعي يجب الهروب منه. فالتدوير لا يصنع نهضة، والوجوه المستهلكة لا يمكنها أن تقود مستقبلًا مختلفًا.
التجارب الناجحة أمامنا، والتجربة المغربية نموذج ملهم لما يمكن أن تفعله دولة عندما تقرر أن الرياضة مشروع قومي. فالمغرب بنت أكاديمية محمد السادس باعتبارها مصنعًا وطنيًا للاعبين، واعتمدت على مدربين عالميين، وفرضت نظامًا تدريبيًا موحدًا، وضخت استثمارات ضخمة في البنية التحتية، واهتمت بالجانب الذهني والبدني للاعبين، لتنتج في النهاية جيلًا غيّر صورة القارة في كأس العالم وأصبح قوة حقيقية في كل مستويات اللعبة.
ما تحتاجه مصر ليس معجزة، بل قرار واضح بإعادة بناء المنظومة من أساسها، والاعتماد على الكفاءة وحدها، وإغلاق أبواب المجاملات والمحسوبية، وحماية المواهب، ومواجهة الفساد الرياضي بكل أشكاله. فمصر تمتلك تاريخًا كرويًا عظيمًا، وملايين من الجماهير، وكنزًا من المواهب، لكنها تحتاج إلى إدارة تليق بهذا الإرث وتستطيع أن تصنع مستقبلًا أفضل. كرة القدم ليست لهوًا شعبيًا، بل صناعة ضخمة، وقوة ناعمة، وواجهة حضارية، ومصدر فخر وطني… وعندما تعود مصر إلى الطريق الصحيح، ستعود الكرة المصرية كما كانت دائمًا: في المقدمة.
اقرأ أيضاًبعد خروج منتخب مصر من كأس العرب.. هاني رمزي: الكرة المصرية ماشية بالبركة.. ونجاحاتنا بالصدفة
ميدو: احترام قميص منتخب مصر واجب.. وما حدث بكأس العرب «نقطة سوداء ومصيبة»
ضياء السيد: خلافات حسام حسن وحلمي طولان سبب خروج مصر من كأس العرب