حين ينكسر القلب: لا مفرّ من الألم ولا غنى عن التعافي
تاريخ النشر: 19th, April 2025 GMT
أميرة خالد
خاضت النجمة العالمية جنيفر لوبيز ثماني علاقات عاطفية جدّية حتى الآن، كان آخرها فصلاً ثانياً من قصتها مع الممثل بن أفليك.
وعلى الرغم من نهاية هذا الحب، تواصل لوبيز حياتها بأناقتها المعهودة، ولو أن في خلفية هذا البريق قد يختبئ بعض الحزن.
وتقول المغنية الأميركية من واقع تجربتها: “يجب أن تحب نفسك وتقدّرها، وأن تقتنع بأنك تستحق الأفضل، لأنك إن لم تفعل، فلن تقدر على خوض علاقة صحية”.
قد يظن البعض أن ألم الفراق يمرّ بخفة على النجوم، لكن علم النفس له رأي آخر، المعالجة النفسية الدكتورة ريف رومانوس تؤكد في حديثها أن “ألم الانفصال عابر للبشر، لا يميز بين مشهور وغير معروف، الكل يتألم حين يخسر قلبه شريكاً”.
وبعد كل انفصال، تنهال النصائح: “احظره”، “ابدأ علاقة جديدة”، “اشغل وقتك بالخروج”، لكن لا وصفة سحرية فعلية لتجاوز هذا الألم، فلكل شخص طريقته في المواجهة، ولكل تجربة خصوصيتها.
وهذا ما شعرت به ريهانا أيضاً، حين انفصلت عن كريس براون، ووصفت حالها حينها بـ”الضياع”، لكنها لم تنسَ أن تذكّر جمهورها: “ابكوا إن شئتم، لكن اعرفوا أن البكاء لن يدوم إلى الأبد”.
تبكي بعد الفراق؟ طبيعي. لكن كما تقول رومانوس، “البكاء لا يعني الاستسلام، ولا يجب أن يتحوّل إلى عادة يومية، فالأهم أن نمنح مشاعرنا فرصة للتعبير، من دون أن نغرق فيها حتى الاختناق”، وأحياناً، يكون الشخص هو من يجلد نفسه، يتابع أخبار شريكه السابق أو يحاول التواصل معه رغم الصد. هذا النوع من التصرّف، وفق رومانوس، لا يخفف الألم بل يطيله.
ويشبه علم النفس انتهاء العلاقة العاطفية بحدث مفجع، كخسارة شخص عزيز، ومن هنا تبدأ مراحل الحداد الخمس: الإنكار، الغضب، المساومة، الحزن، وأخيراً القبول.
وليس من الضروري أن تأتي هذه المراحل بترتيب واضح، وقد تتداخل. وفي بعض الأحيان، يبدأ الحزن قبل الانفصال نفسه، حين يشعر أحد الطرفين بانتهاء العلاقة دون أن يعلنها بعد، ما يخفف وقع الصدمة لاحقاً.
وتشير دراسات إلى أن فترة الحداد قد تمتد لعامين، مع الأشهر الثلاثة الأولى كأصعب مرحلة، ومع كل خطوة نحو الشفاء، تصبح الذكريات أهدأ، والحياد تجاه الشريك السابق هو الإشارة الأولى لتجاوز المحنة.
لكن هل يختلف الحزن بين النساء والرجال؟ من واقع خبرتها، ترى رومانوس أن الرجال غالباً ما “يعقلنون” الأمور، بينما تغلب العاطفة على النساء، حتى وإن كنّ من أنهى العلاقة.
وأوضحت أن هذا الفرق يعود إلى التربية، حيث يُعلَّم الذكور كبت المشاعر، فيما يُسمح للإناث بالتعبير عنها، فالرجال، في كثير من الأحيان، يندفعون نحو التسلية فوراً، لكن الحزن يظهر لاحقاً، أما النساء، فتمرّ بالحزن أولاً، ثم تلجأ إلى المنطق.
وتحتاج مواجهة الانفصال إلى عودة الشخص إلى نفسه، إلى ما يحب وما يشبهه، خاصة الأشياء التي قد يكون قد تخلى عنها في سبيل الشريك، وقد يكون ذلك هواية، رياضة، أو لقاء الأصدقاء.
ومن الطرائف المتكررة بعد الانفصال: الذهاب إلى مصفف الشعر، قص الشعر، أو حتى تغيير لونه، أصبح رمزاً شائعاً لرغبة المرأة في التغيير.
ومن سيلينا غوميز إلى ديمي لوفاتو وكيتي بيري، تغيّرت الإطلالات بتغيّر القلوب، بحسب رومانوس، هذا التغيير ليس مجرد مظهر خارجي، بل محاولة لإثبات الذات واستعادة الثقة.
لكنها تحذّر: “التغيير الخارجي مفيد فقط حين يكون نابعاً من قناعة شخصية، لا كردّة فعل على الشريك السابق”.
إقرأ أيضًا
البكاء المفرط: تأثيراته السلبية على الصحة الجسدية والعاطفية
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الألم التعافي الحب انكسار القلب مشاعر الحزن
إقرأ أيضاً:
هيئة الرعاية الأسرية.. نموذج رائد في تقديم الدعم المجتمعي واستدامة التعافي
تعد هيئة الرعاية الأسرية في أبوظبي نموذجاً ريادياً في مجال الدعم المجتمعي واستدامة التعافي حيث تسعى إلى تمكين الأسر وتعزيز التماسك المجتمعي من خلال مجموعة شاملة من البرامج والخدمات المتخصصة بما في ذلك الرعاية اللاحقة للمتعافين من الإدمان.
وتجسد الهيئة رؤية شاملة في التمكين الأسري والاجتماعي، حيث لا تقتصر خدماتها على التدخل العلاجي فقط بل تمتد إلى ضمان استدامة النتائج وتعزيز مفهوم الوقاية المجتمعية وذلك في اطار حرصها على تكامل الأدوار بين الأسرة، والهيئة، والمجتمع .
وحول أهم خدمات الرعاية اللاحقة التي تقدمها الهيئة قالت سلامة العميمي المديرة العامة لهيئة الرعاية الأسرية إن برامج التأهيل النفسي والاجتماعي تلعب دورًا جوهريًا في ترسيخ استقرار المتعافين بعد العلاج من الإدمان، حيث توفر الهيئة نموذجًا متكاملًا يجمع بين الدعم العلاجي، والنفسي، والاجتماعي فبعد انتهاء مرحلة إزالة السمّية، ينتقل المستفيد بعدها إلى برنامج "بيوت منتصف الطريق" حيث يعيش المتعافي في بيئة علاجية شبه مستقلة تساعده على الانتقال التدريجي من مركز العلاج إلى حياته العادية.
وأضافت في هذا السياق ثم تأتي بعد ذلك المرحلة الجديدة التي أطلقتها الهيئة وهي "خدمة الرعاية اللاحقة" التي تستمر عاما كاملا، وتشمل جلسات للعلاج النفسي الفردي والجماعي، وجلسات الدعم النفسي الأسري، والفحوصات الدورية مشيرة إلى أن هذه البرامج تعزز ثقة المتعافي بنفسه، وتعمل على إعادة بناء مهارات التواصل والتعامل مع الضغوط اليومية، إلى جانب تنمية الوعي الذاتي والانضباط السلوكي، مما يقلل احتمالية الانتكاسة، ويزيد فرص الاندماج الناجح في المجتمع كما تتنوع الأنشطة ضمن البرامج لتشمل التمارين الرياضية، والعلاج بالفن، والتأمل الذهني، مما يسهم في تكامل الصحة النفسية والسلوكية.
وأشارت إلى أن أحد أبرز التحديات التي تظهر خلال مرحلة المتابعة بعد العلاج صعوبة إعادة التأقلم في محيط الأسرة والمجتمع، خاصة في ظل وجود وصمة اجتماعية تجاه الإدمان وقد تعاني بعض الأسر من عدم تقبّل الشخص المتعافي بسبب تجارب سابقة أو خوف من الانتكاسة، مما قد يؤثر على استقرار المتعافي نفسيًا ويجعله عرضة للعزلة.
وأضافت " كما أن بعض المتعافين يفتقدون إلى الدعم الاجتماعي لهذا جاءت خدمة "الرعاية اللاحقة" التي تسعى الهيئة من خلالها إلى دعم المتعافين داخل عائلاتهم عبر برامج التأهيل النفسي والأسري، والزيارات الميدانية، وتوفير بيئة انتقالية داعمة تتيح التدرج في العودة إلى الحياة الطبيعية".
أخبار ذات صلة
وقالت العميمي إن جهود المتابعة تشمل برامج الدعم النفسي المتكاملة على المستويين الفردي والأسري، حيث تُقدم الهيئة جلسات للإرشاد النفسي للأفراد لمساعدتهم على التعامل مع ضغوط الحياة بعد العلاج، بالإضافة إلى جلسات توعوية وتثقيفية للأسر وقد أظهرت التجربة العملية أن استجابة الأسر لهذه البرامج مشجعة، لا سيما عند توافر بيئة توعوية آمنة تشجع الأسرة على الانخراط في عملية التعافي.
ولفتت إلى أن حالات الانتكاسة واردة ومن أبرز أسبابها عدم توفر الدعم الأسري الكافي، أو التعرض لضغوط نفسية أو اجتماعية مفاجئة، أو العودة إلى بيئة سابقة تحفّز على التعاطي، أو غياب متابعة علاجية منتظمة بعد الخروج من مركز العلاج مشيرة إلى أن الهيئة تعمل على تقليل هذه الحالات من خلال توفير برامج متابعة طويلة الأمد، وخدمات دعم نفسي مستمرة، وخطط لإعادة الدمج المجتمعي وتعمل الهيئة أيضًا على تسهيل إعادة الاندماج المجتمعي من خلال التعاون مع جهات العمل والتعليم لتوفير فرص مهنية وتعليمية مناسبة.
وقال إن الهيئة تسعى إلى معالجة التحديات عبر حملات توعوية وتثقيفية تهدف إلى تغيير الصورة النمطية عن الإدمان وتشمل خطوات إعادة الدمج، ـ برامج التدريب المهني، ودورات المهارات الحياتية، والمتابعة المستمرة مع المستفيدين لتوجيههم نحو الفرص التعليمية أو الوظيفية التي تتناسب مع قدراتهم واهتماماتهم كما يتم التنسيق مع شركاء من القطاعين الحكومي والخاص لتوفير فرص تدريب أو عمل، وضمان وجود بيئة داعمة للمتعافين.
يذكر أن هيئة الرعاية الأسرية، إحدى الجهات التابعة لدائرة تنمية المجتمع تهدف إلى المساهمة في حوكمة وتنظيم القطاع الاجتماعي في إمارة أبوظبي، ومساعدة المجتمع على تكوين أسر مستقلة ومستقرة، من خلال توفير خدمات متكاملة للأسر وأفرادها وإدارة حالاتهم بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين.
وتم توسيع دائرة مهام هيئة الرعاية الأسرية عملاً بقرار المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رقم 9 لسنة 2024، عبر ضم اختصاصات خدمات الإيواء والرعاية الإنسانية، وبرامج إعادة تأهيل وتمكين ضحايا العنف والإتجار بالبشر.
المصدر: وام