من هارفارد إلى البرلمان الأمريكي… معركة ترامب مع استقلالية الجامعات تشتعل
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
في قلب مدينة بوسطن التاريخية، يقف صرح جامعة هارفارد شامخًا منذ 1636، قبل 140 عامًا من إعلان استقلال الولايات المتحدة نفسها. لكن معركة غير مسبوقة اندلعت بين إدارة الرئيس دونالد ترامب وهارفارد تسلط الضوء على تحديات استقلالية الجامعات الأمريكية ومصادر تمويلها الفيدرالي.
هارفارد: إرث علمي قبل ولادة أمريكاتأسست جامعة هارفارد قبل قيام الولايات المتحدة، واستقطبت نخبة من الفلاسفة والعلماء والقادة.
قدمت مختبراتها اكتشافات رائدة في الوراثة على يد تي إتش مورغان، وعلاج فقر الدم الخبيث على يد جورج مينوت، وابتكرت تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي بفضل أبحاث إدوارد ميلز بورسيل.
تصعيد غير مسبوق: ترامب يهاجم هارفاردفي الأيام القليلة الماضية، وجّهت إدارة ترامب اتهامات صارخة لـهارفارد بأنها “فشلت” في مواجهة معاداة السامية داخل الحرم الجامعي.
وطالبت البيت الأبيض جامعة هارفارد بـ:
إخضاع ممارسات التوظيف لتدقيق فيدرالي.تعديل معايير الانضباط الداخلية.الإبلاغ عن أي انتهاكات سلوكية للطبة الأجانب.رد هارفارد وقاطع كولومبيا: الدفاع عن الاستقلاليةرفضت جامعة هارفارد هذه المطالب، وأصدر رئيسها آلان غاربر بيانًا حازمًا:
“هذه الأوامر تهدد قيمنا كمؤسسة خاصة مكرسة للسعي نحو المعرفة. لا يحق لأي حكومة أن تملي على الجامعات ما الذي يمكنها تدريسه أو من توظفه أو أي أبحاث تتبعها.”
وحظي موقف هارفارد بدعم من الرئيس الأسبق باراك أوباما الذي وصفها بأنها “قدوة تُحتذى”.
ولم تمضِ ساعات حتى أعلنت كلير شيبمان رئيسة جامعة كولومبيا المؤقتة أن جامعتها أيضًا “لن تمتثل” للمطالب “التي تقوض استقلالنا”، وذلك رغم اتفاق سابق مع إدارة ترامب لتفادي تجميد 400 مليون دولار من المنح الفيدرالية.
الرد الفيدرالي: تجميد 2.2 مليار دولار وتهديد بالإعفاء الضريبيلم تلوح إدارة ترامب بالتلميح فقط، بل أصدرت قرارًا بتجميد 2.2 مليار دولار من المنح الفيدرالية الموجهة لهارفارد، مهددة بإلغاء إعفائها الضريبي.
كما أمرت وزارة التعليم بالكشف سجلات التمويل الأجنبي وبيانات الطلبة الدوليين، في تصعيد اعتبره مراقبون “اعتداءً على استقلالية الجامعات”.
التمويل الفيدرالي: شريان حياة للبحث العلميلطالما اعتمدت الجامعات الأمريكية على التمويل الفيدرالي لدعم أبحاثها في ميادين علاج الأمراض ووضع تقنيات عسكرية واستكشاف الفضاء.
في العام المالي 2023، بلغت إنفاق الجامعات على البحث والتطوير نحو 60 مليار دولار، كان لنصفها تقريبًا يد وزارة الدفاع.
وتأتي هارفارد في مقدمة المستفيدين، ما يجعل تجميد المنح ضربة قاسية لمسارها البحثي.
الموقف القانوني والتاريخي: استعادة استقلالية المؤسساتوصف قانونيون الخطوات الفيدرالية بأنها مخالفة للدستور، مشيرين إلى أن البيت الأبيض لا يملك سلطة إلغاء الإعفاء الضريبي دون تحقيق مستقل من الـ IRS.
واستعاد المنتقدون ذكرى فضيحة ووترغيت عندما استُغلت مصلحة الضرائب لملاحقة خصوم سياسيين، مما أدى لاحقًا إلى قوانين أقرت استقلالية المؤسسات عن التدخل السياسي.
الطلاب الأجانب في المعركة: في قلب الاستهدافلم تقتصر الحملة على التمويل، بل امتدت إلى الطلبة الأجانب الذين اعتُقل بعضهم أو رُحّلوا بزعم “أنشطتهم الداعمة لحماس”.
وألغت وزارة الخارجية أكثر من 1500 تأشيرة دراسية، وأخرجت أسماء طلاب حاملي الجرين كارد من الجامعات، في خطوة وصفتها منظمات حقوقية بأنها “تخويف ممنهج” لكافة الطلبة الدوليين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جامعة هارفارد دونالد ترامب معاداة السامية تجميد المنح الجامعات الأمريكية جامعة هارفارد إدارة ترامب
إقرأ أيضاً:
أبو ضيف: مصر تشهد طفرة وتنوع في الجامعات تسهم في تحسين مستوى الخريجين
قال الكاتب الصحفي أحمد أبوضيف، إن وزارة التربية والتعليم أعلنت الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد منذ أيام، موضحا أن الخريطة الزمنية المرحلة التعليم ما قبل الجامعي اختلفت عن العام الماضي، إذ أنها ستتقدم أسبوع.
وأضاف «أبو ضيف»، خلال مداخلة هاتفية عبر القناة الأولى والفضائية المصرية، أنه لأول مرة يتم الإعلان مبكرا عن الخريطة الزمنية للعام الدراسي الجديد، مشيرا إلى أنها كانت تعلن في شهر أغسطس من كل عام، ذلك قبل بدء الدراسة -بما يقرب من شهر بهدف التمهيد للناس وتوضيح الاستعدادات الكاملة لكافة الأمور.
وتابع: «اختلفنا نوعا ما عن السابق منذ أزمة كورونا، حيث إن أزمة كورونا تسببت في حدوث ارتباك بمواعيد بدء الدراسة، لكن الإعلان عن الخريطة الزمنية مبكرا دليل على أن الأمور عادت في وضعها الطبيعي كما أن الطالب يستوفي الفترة الزمنية الكاملة للمنهج الدراسي».
ولفت إلى أن هناك بيان هام من المجلس الأعلى للجامعات أمس اكد أن مصر في 2025 ستصل إلى ما يقرب من 128 جامعة ستكون متاحة للتعليم الجامعي، موزعة بين حكومية وأهلية وخاصة وأفرع الجامعات ، دولية، إلى جانب جامعات تكنولوجية، لذا فإن التنوع الكبير في الجامعات يؤكد أن مصر تشهد طفرة حقيقية في مجال التعليم الجامعي المصري مما يسهم في تحسن مستوى الخريجين.