جائزة السعودية الكبرى: امتعاض كبير في ريد بول من قرار معاقبة فيرستابن
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
لم يمر قرار معاقبة الهولندي ماكس فيرستابن في جائزة السعودية الكبرى، الجولة الخامسة من بطولة العالم للفورمولا واحد التي أقيمت الأحد في جدة، مرور الكرام عند فريقه ريد بول الذي اعتبر ما صدر عن مراقبي السباق مجحفا بحق بطل العالم في الأعوام الأربعة الماضية.
جائزة السعودية الكبرى: امتعاض كبير في ريد بول من قرار معاقبة فيرستابنوذهب الفوز في سباق الأحد لصالح سائق ماكلارين الأسترالي أوسكار بياستري الذي انتزع صدارة الترتيب العام من زميله البريطاني لاندو نوريس، مستفيدا من معاقبة فيرستابن بالتوقف لخمس ثوان في خط الحظائر بسبب تجاوزه منافسه من خارج المسار مباشرة بعد الانطلاق.
وبرر مراقبو الاتحاد الدولي للسيارات معاقبة الهولندي بالقول إنه "كسب أفضلية بخروجه عن المسار خلال البداية".
وفي تعليقه عما حصل، قال فيرستابن "المشكلة أني لا أستطيع أن أشارككم رأيي في الأمر خشية أن أُعاقب. بالتالي، من الأفضل عدم الحديث عنه... أي شيء أقوله أو أحاول قوله عنه قد يُوقعني في مشكلة".
وأضاف "بصراحة، هكذا تسير الأمور. الجميع حساسون للغاية تجاه كل شيء. وبعد ذلك، بالطبع، في ظل الوضع الحالي، لا يمكننا توجيه انتقادات على أي حال. لذلك، لا بأس، الكلام بات أقل وهذا أفضل بالنسبة لي".
وبانتصاره الثالث للموسم والخامس في مسيرته، رفع بياستري رصيده إلى 99 نقطة في المركز الأول على حساب زميله نوريس الذي بات رصيده 89 نقطة بعدما حل رابعا الأحد، مقابل 87 لفيرستابن الثالث الذي أنهى السباق بفارق 2.843 ثانية خلف الأسترالي.
ونفذ فيرستابن عقوبة الإيقاف في حظيرة فريقه لخمس ثوان في اللفة 22 من أصل 50 تكون منها السباق مع استبدال إطاراته، ليخرج خلف بياستري بعدما كان متصدرا للسباق.
من الصعب فهم التخبط في القرارات
وبعد السباق، قدم مدير ريد بول البريطاني كريستيان هورنر صورة أمام وسائل الإعلام تظهر أن مقدمة سيارة فيرستابن كانت أمام مقدمة سيارة بياستري لدى دخولهما المنعطف وبالتالي أُجبِر الهولندي على الخروج عن المسار لأنه كان الخيار الوحيد أمامه وإلا لحصل حادث اصطدام بين السائقين.
وأعرب المستشار الرياضي لريد بول هلموت ماركو أيضا عن امتعاضه من قرار الاتحاد الدولي للسيارات ومراقبي السباق السعودي، قائلا لشبكة "سكاي" الألمانية "أعتقد أننا خسرنا السباق عند الانطلاق. وبصراحة، إلى أين كان يُفترض بماكس أن يذهب؟ شاهدنا سباقات الفورمولا 2، وحدث الأمر ذاته مع سائقين آخرين، وكل ما نالوه كان تحذيرا فقط. بالتالي، من وجهة نظرنا، كانت العقوبة قاسية قليلا... من الصعب فهم التخبط في قرارات المراقبين".
ورأى ماركو أن ما حصل كان مجرد حادثة سباق، موضحا "صحيح أن بياستري كان متقدما عند البداية، لكن في منطقة الكبح الأخيرة عاد ماكس ليتقدم قليلا. في النهاية، الأمر أصبح واقعا. الجانب الإيجابي هو أننا امتلكنا الوتيرة المناسبة، وتآكل الإطارات كان تحت السيطرة. لكن مجددا، رأينا كم من الصعب أن تحصل تجاوزات (على الحلبة). ركّزنا بعد العقوبة على ضمان المركز الثاني".
واعتبر أنّ فيرستابن كان سيفوز بالسباق من دون أي شك لولا العقوبة، مضيفا "كان ذلك واضحا. لقد وسع الفارق إلى ثلاث ثوان بسرعة. بدأ بياستري يشتكي من تدهور حالة الإطارات. وعندما تلاحق سيارة أخرى، يصبح الوضع أصعب بكثير. وفي الجزء الثاني من السباق على الإطارات القاسية، عندما بدأ ماكس اندفاعه بأقصى ما لديه، كنا نقترب مجددا".
ورأى ماركو أن التنافس بين ثنائي ماكلارين قد يصب في مصلحة ريد بول، موضحا "نفضّل أن يتناوبا على الفوز، لأن ذلك يعني أنهما سيأخذان النقاط من بعضهما البعض. لا أعتقد أن أحدهما سيلعب دور السائق الثاني. وهذه فرصة كبيرة لنا إذا بدأ القتال بينهما".
وينتقل السائقون إلى الولايات المتحدة لخوض الجولة السادسة في جائزة ميامي المقررة في الرابع من مايو.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: رید بول
إقرأ أيضاً:
غزوة بدر الكبرى وطوفان الأقصى
سُلطان بن خلفان اليحيائي
في بدرٍ الكبرى كانت الكفّة تميل للباطل عددًا وعتادًا لكنّ السماء كانت مع الإيمان. خرج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثمائةٍ وبضعةِ عشرَ من المؤمنين، يواجهون ألفًا مدجّجين بالسلاح. كانت السيوف قليلة والخيل معدودة، لكنّ العزائم ملأت الصحراء حتى قال ربّ العزّة: ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.
سقط من المُسلمين 14 شهيدًا، فكان دمُهم أولَ مدادٍ في سفر النصر، لأنّ المعارك الفاصلة لا تُكتب إلا بدماء الشهداء، ولأنّ الحقّ لا ينتصر حتى يُمتحَن بأغلى ما في الإنسان.
وفي طوفانِ الأقصى تكرّر المشهد لكن على أرضٍ اسمها فلسطين. كانت بدرٌ روحًا، وكان الطوفان امتدادًا لها. رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه خرجوا من تحت الأرض كما خرج الأبطال من صحراء بدر، يواجهون أعتى قوّةٍ عسكريةٍ مدعومةٍ من الغرب ومن جبناءٍ بين العرب. سطّر رجالُ المقاومة الإسلامية - أسودُ حماس وسرايا القدس - أروعَ ملحمةٍ في تاريخِ الأمّة الحديث، وأيقن العدوّ أنّ دولته إلى زوالٍ وإن طال بها الزمن.
ولأنّ النصر لا يُمنَح إلا بعد تضحية، قدّمت غزّةُ خيرةَ رجالها، بينهم قياداتٌ بارزةٌ (إسماعيل هنيّة، يحيى السّنوار، ومحمد الضيف)، وغيرهم من الشهداء الذين باعوا الدنيا بالآخرة. كما في بدر، سقط الشهداء فارتفع النصر وتهاوت أسطورةُ الكيان الذي قيل عنه إنه لا يُقهَر. إنّها سنةٌ إلهيّةٌ: لا فجرَ بلا دم، ولا نصرَ بلا تضحية.
قافلةُ الصمود على خُطى الهجرة والبدر
ومن وهجِ الطوفان انطلقت قافلةُ الصمود؛ قافلةٌ لم تكن رحلةً سياحيّة، بل استمرارًا لروحِ بدر والهجرة معًا. كما غادر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مكة تاركًا الأهلَ والدار لأجل كلمةِ الحقّ، خرج رجالٌ ونساءٌ من عُمان وسواها يحملون ضميرًا حيًا، آمنوا أنّ نصرةَ الإنسان واجبٌ قبل أن تكون موقفًا سياسيًا.
في مقدّمةِ القافلة وقفت أُمامه اللواتية، وإلى جانبها جمال الرئيسي. كلاهما لم يخرجا بحثًا عن شهرةٍ ولا عائدٍ دنيوي، بل عن رضا الله ونصرة المظلومين. أيّامٌ وليالٍ من التعب والعطش والجوع، طرقٌ وعرة ووجوهٌ أنهكها الصبر، ومع ذلك ظلّت العزيمة تتوهّج في العيون. كانت خطواتهم تُذكّر بخطى المهاجرين حين قالوا: نهاجر إلى الله ورسوله لا نبتغي إلا وجهه الكريم.
من أسماءَ إلى أُمامه ومن خالدٍ إلى جمال
في أُمامه صدقُ أسماءَ بنتِ أبي بكر، ذاتِ النطاقين، التي حملت زادَ الهجرة فوق الخطر، تؤمن أنّ خدمةَ الحقّ لا تحتاج سلاحًا؛ بل قلبًا لا يعرف التراجع.
وفي جمالِ الرئيسي بأسُ خالدِ بنِ الوليد، سيفِ الله المسلول، يقتحم الصعاب بثباتِ المؤمن وطمأنينةِ من باع نفسه لله.
كانت قافلتُهم هجرةً وبدرًا معًا، لا سيوفَ فيها ولا خيل، لكنّ فيها صدقَ العزمِ وإخلاصَ النيّة، فصاروا شاهدين على أنّ الإيمانَ إذا وُجِد تحوّل الطريقُ الشاقُّ إلى سموٍّ إنسانيٍّ رفيع.
الإنسانيّةُ لا تُسيَّس
ما فعلوه لم يكن شعارًا سياسيًا؛ بل فعلَ إيمانٍ صادقٍ لا يعرف الأعراق ولا الحدود. خرجوا بدوافعِ الرحمة، ووقفوا إلى جانبِ الحقّ حين صمت الكثيرون. فالإنسانُ إن لم ينتصر لأخيه المظلوم، كان شريكًا في ظلمه بصمته.
ختامٌ يجمع الغزوتين
قد لا تُقيم الحكومات احتفالًا بأبطالها خشيةَ الحسابات الدبلوماسيّة لكنّ ذاكرةَ الشعوب أصدق وأبقى. يكفي أُمامه وجمالًا أنّ اسميهما صار رمزًا للوفاء في قلوب العُمانيين، كما يكفي شهداءَ غزّة أنّ دماءهم صارت وقودًا لمعركةٍ لا تنطفئ.
وهكذا تمتدّ السلسلة من بدرٍ إلى طوفانِ الأقصى، ومن المهاجرين الأوائل إلى قافلةِ الصمود، روحٌ واحدةٌ ورايةٌ واحدة، عنوانها قوله تعالى: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾.
فطوبى لمن سار على هذا الدرب المبارك، يعيد للأمّة وجهها ويثبت أنّ العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين.