نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا استعرضت فيه  الأيام الأخيرة لزعيم مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين قبل مقتله في تحطم طائرة شمالي موسكو مساء الأربعاء الماضي. 

وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21”, إن بريغوجين كان هاربا ويحاول يائسا التمسك بإمبراطوريته العسكرية والتجارية وكان بحاجة "للمزيد من الذهب".



وأضافت أن بريغوجين قضى أيامه الأخيرة يخطط للمستقبل، حيث حطت طائرته الخاصة الجمعة الماضية في جمهورية أفريقيا الوسطى، في محاولة منه للحفاظ على واحدة من الدول العميلة له، إذ ينتشر حوالي 5000 عنصر من فاغنر في القارة الأفريقية.



 وبحسب الصحيفة فقد أخبر بريغوجين، رئيس أفريقيا الوسطى فوستين أرشانج تواديرا، أن محاولة التمرد الفاشلة في حزيران/يونيو الماضي لن تمنعه من إرسال المزيد من المقاتلين والإستثمارات إلى الجمهورية.

وبعد فترة قصيرة هبطت مروحية لفاغنر وعليها مجموعة من قادة قوات الدعم السريع في السودان، والتي تعتمد على مرتزقة فاغنر في حربها ضد قوات الجيش السوداني، بحسب الصحيفة. 

وكشفت الصحيفة، أن قادة الدعم السريع الذين قدموا من إقليم دارفور إلى عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى بانغي، حيث كانوا يحملون سبائك ذهب من منجم عملت قوات فاغنر على تأمينه في غرب السودان، كهدية لبريغوجين، الذي قدم لهم صواريخ أرض جو.

وأوردت الصحيفة أن بريغوجين توقف في مالي ومر في أجواء عدد من الدول المتعاونة من فاغنر خلال عودته لروسيا.



وأوضحت الصحيفة، أن مقتل بريغوجين وعدد من قادة فاغنر البارزين على بعد 40 ميلا عن مقرات بوتين مثل نهاية للتنافس بين الكرملين والأوليغارش الذين كانوا يحاولون  الحصول على التأثير في دول تولت فاغنر المقاولات فيها نيابة عنهم. 

وتمتلك فاغنر مجموعة من الشركات الوهمية التي ارتبطت بعمليات المرتزقة، كما وسع بريغوجين عملياته، إلى التمويل والإنشاءات والإمدادات واللوجيستك والمناجم والمصادر الطبيعية، وحتى شركة سباق الخيول الأصيلة "سبورت هورسيز مانجمنت" والتي تديرها ابنته بولينا، وفق الصحيفة.

وتابعت، أن مقتل بريغوجين سيترك مستقبل هذه الشركات مجهولا، وسط محاولات الكرملين تأميم شبكة من الشركات تابعة لبريغوجين. 

وأمس الخميس وصف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين زعيم فاغنر بأنه رجل عاش قصة معقدة وقدم مساهمات لروسيا و "ارتكب أخطاء خطيرة في حياته" و "كل ما أعرفه أنه عاد من أفريقيا يوم أمس".

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن ديفيد لويس من جامعة إكستر البريطانية " أن المجموعات المرتبطة بالجيش الروسي ستحاول السيطرة على العقود التجارية المربحة وبناء قوات وكيلة حيث كان بريغوجين ماهرا في إدارة الشبكات العابرة للحدود لكنه لم يكن شخصا لا غنى عنه. 

واعتمدت دول مثل سوريا ومالي على مرتزقة فاغنر، كما عرض قبل أيام من مقتله، خدماته على المجلس العسكري في النيجر الذي سيطرت على الحكم في نهاية الشهر الماضي.

وأكدت الصحيفة، أن شركات المرتزقة التابعة للإستخبارات العسكرية الروسية تتنافس من أجل السيطرة على عقود فاغنر، مشيرة إلى أن بوتين أخبر  رئيس جمهورية أفريقيا الوسطى، أن الوقت قد حان لكي يبعد نفسه عن بريغوجين. 

وتابعت، "عندما شارك تواديرا في قمة سانت بطرسبرغ الشهر الماضي امتنع عن التقاط سيلفي مع بريغوجين.

واستندت الصحيفة في تتبعها لأيام بريغوجين الأخيرة على لقاءات مع مسؤولين سياسيين وأمنين أفارقة وعناصر منشقين عن فاغنر ورسائل مشفرة وبيانات الرحلات الجوية.

وظلت معظم تعاملات بريغوجين محاطة بالسرية ومغلفة بنظام غامض سمح بإبعاد نفسه عن الكرملين حيث ساهمت فاغنر بزيادة التأثير الروسي وإثارة الإحتجاجات المضادة للغرب في أفريقيا والتحايل على العقوبات الغربية. 

 ومنذ تمرد حزيران/يونيو يقوم الكرملين بمحاولات للسيطرة على إمبراطورية بريغوجين، حيث أرسل وزير الدفاع وخصم بريغوجين، سيرغي شويغو الوفود إلى الدول التي تعمل فيها فاغنر ليخبروها بضرورة التعامل المباشر مع الدولة الروسية، وفق الصحيفة.

ورفض زعيم فاغنر تلك المحاولات حيث قام برحلات للشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا من أجل الحفاظ على علاقاته هناك. 

وذكرت الصحيفة أن بريغوجين الذي فرضت أكثر من 30 دولة عقوبات عليه تعود على الفرار، ويسافر في طائرة تغلق عادة أجهزة الاستقبال والإرسال لتجنب الأجواء التي يمكن للحكومات الموالية للغرب تتبعها، حيث عرضت واشنطن 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن زعيم فاغنر المتهم بالتدخل في انتخابات 2016. 

ولفتت إلى أن بريغوجين أجبر مرة على الهبوط المفاجئ وسط الصحراء بعد أن نفذ الوقود في طائرته، وأدار المفاوضات في مدرج المطارات لكي يستطيع الهرب سريعا. 

وسافر زعيم فاغنر مستخدما جوازات مزورة وأرسل خبراء من فاغنر للتعرف على البرامج التجسسية، وكان يفضل منصات التواصل الاجتماعي للتواصل مع أتباعه.



وفي تشرين الأول/أكتوبر الماضي وصل بريغوجين إلى شرق ليبيا للقاء أمير الحرب خليفة حفتر. حيث ظهر بالزي العسكري ونظارات شمسية وقبعة واسعة ولحية مستعارة، وكان يحيط به ستة من حراسه.

 ونقلت الصحيفة عن أحد الأشخاص الذي شاهدوا بريغوجين في ليبيا قوله، "كل من رأه ظن أنه سلفي".

وبينت "وول ستريت جورنال" أن قائد فاغنر صرخ بوجه حفتر وطلب منه 200 مليون دولار مقابل  حماية مناطق أمير الحرب الليبي، بما فيها آبار النفط.

وكان لدى بريغوجين اعتقاد أن قوات حفتر مخترقة من المخابرات الفرنسية وسي آي إيه، وحتى الزي الليبي الذي أرتداه في رحلاته إلى ليبيا صنع في سوريا للتأكد من عدم وجود أجهزة تنصت عليه، بحسب الصحيفة.

واكد تقرير "وول ستريت جورنال" أنه بعد حزيران/يونيو قرر بوتين قتل بريغوجين، لكن رئيس بيلاروسيا الكسندر لوكاشينكو اتصل بالزعيم الروسي وأقنعه بالتخلي عن قراره وعرض استقبال زعيم فاغنر وقواته في بيلاروسيا. 

ووفقا للصحيفة، فقد بدأ الكرملين بالسيطرة على شبكة بريغوجين بعد التمرد، حيث قام عملاء من "وكالة الإستخبارات الفدرالية الروسية" بمداهمة برج فاغنر في سانت بطرسبرغ للبحث عن أدلة ضد بريغوجين. 

وصادرت قوات الأمن أجهزة كمبيوتر وخوادم من  "باتريوت ميديا غروب" التابعة له، والمسؤولة عن التدخل في انتخابات 2016 الرئاسية الأمريكية كما حجبت موسكو مواقع مؤيدة لفاغنر وتمت مداهمة شركات تابعة له حيث وجدت المخابرات فيها مسدسات وجوازات مزورة وحوالي 48 مليون دولارا أمريكيا.

وترى الصحيفة أن بريغوجين كان يأمل بإنقاذ مصالحه في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث أرسل مجموعة من المقاتلين إلى جمهورية أفريقيا الوسطى لحماية الإستفتاء الذي يسمح للرئيس بولاية ثالثة، وبعث بوحدة إلى الحدود مع الكونغو. 



وحاول بريغوجين الشهر الماضي لقاء قادة أفارقة حضروا القمة الأفريقية في سانت بطرسبرغ، لكنه لم يظهر مع أي منهم. حيث كان قلقا من نقل العمليات في أفريقيا للمخابرات العسكرية. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة فاغنر يفغيني بريغوجين أفريقيا السودان حفتر السودان أفريقيا حفتر فاغنر يفغيني بريغوجين صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جمهوریة أفریقیا الوسطى وول ستریت جورنال أن بریغوجین زعیم فاغنر

إقرأ أيضاً:

كلاود فلير تعلن عن أداة تحقق الربح من زيارات أدوات الذكاء الاصطناعي

أطلقت شركة "كلاود فلير" أداة جديدة في مواجهة روبوتات الاسترجاع الخاصة بأدوات الذكاء الاصطناعي، وهي أداة تيسر تحقيق الربح لأصحاب المواقع وصناع المحتوى المكتوب من زيارات أدوات الاسترجاع، وذلك بحسب ما جاء في وكالة رويترز.

وتتيح الأداة الجديدة لأصحاب المواقع منع وصول روبوتات الذكاء الاصطناعي إلى محتوى مواقعهم، مع إضافة خيار الدفع من أجل الوصول بناء على ما يرغب فيه صاحب الموقع، إذ تقدم الأداة نموذج دفع جديدا يدعى "الدفع مقابل الزحف" (Pay Per Crawl).

وتهدف الأداة الجديدة إلى منح أصحاب المواقع التحكم في استخدام محتواهم من قبل هذه الأدوات، سواء كان للإجابة عن الأسئلة التي تردها أو حتى تدريب النموذج على المحتوى الموجود عبر الإنترنت، وذلك بحسب بيان الشركة الذي نقلته "رويترز".

وتأتي هذه الأداة ردا مباشرا على أدوات الذكاء الاصطناعي التي لا تحاول إرسال الزوار إلى المواقع مصدر المعلومات الموجودة في الأداة، وهو ما أثر سلبا على دخل العديد من صناع المحتوى المكتوب الذين يعتمدون على المواقع وزيارات محركات البحث.

ولاقت هذه المبادرة استحسانا واسعا لدى العديد من كبار الناشرين عبر الإنترنت مثل "كوندي ناست" و"أسوشيتد برس"، فضلا عن منصات وسائل التواصل الاجتماعي، مثل "ريديت" و"بينتريست".

وقالت ستيفاني كوهين كبيرة مسؤولي الإستراتيجية في "كلاود فلير" إن هذه الأداة تهدف إلى منح الناشرين السيطرة على محتواهم وضمان نظام بيئي مستدام لمنشئي المحتوى عبر الإنترنت وشركات الذكاء الاصطناعي.

وأشار تقرير "رويترز" إلى أن معدل عمليات الإحالة من "غوغل" انخفض كثيرا منذ أن قدّمت ميزة الذكاء الاصطناعي في محرك البحث الخاص بها، إذ انخفض معدل الإحالة إلى 18:1 بدلا من 6:1 منذ 6 أشهر ماضية.

وأضاف أن معدل الإحالة في "أوبن إيه آي" يصل إلى 1500:1، وهو ما يدل على أن هذه الأدوات تزور العديد من المواقع وتجمع منها البيانات دون إحالة الزوار إليها.

إعلان

وذكر التقرير أن أدوات الذكاء الاصطناعي تعتمد بشكل أساسي على استخراج المحتوى من المواقع رغم تطبيق العديد من الناشرين لمعايير شائعة لمنع هذا الأمر.

لكن أدوات الذكاء الاصطناعي في العادة تجد حلولا لتجنب معايير المنع، وهو ما دفع العديد من الناشرين ومنصات التواصل الاجتماعي إلى رفع دعاوى قضائية ضد شركات الذكاء الاصطناعي، وربما كان أشهرها دعوى صحيفة نيويورك تايمز ضد "أوبن إيه آي" و"مايكروسوفت" ومنصة "ريديت" ضد شركة "آنثروبيك"، كما اختار البعض عقد صفقات مع الشركات الذكاء الاصطناعي للوصول إلى المحتوى وتدريب النماذج مثلما فعلت "ريديت" مع "غوغل".

مقالات مشابهة

  • البرهان لـ”حفتر”: “أنت لست صادقاً”.. تقابلا في العلمين وجها لوجه
  • نيكو ويليامز يغلق الباب بوجه برشلونة: هذا هو منزلي
  • حميدتي في نيالا.. وترتيبات لإعلان سلطة موازية لحكومة الخرطوم
  • طائرة “مانشستر سيتي” تكشف يد الإمارات في نزاعات السودان وليبيا
  • تفاصيل جديدة حول المقترح الذي تدرسه حماس
  • الكشف عن تفاصيل الحادث الذي أودى بحياة لاعب ليفربول ديوغو جوتا
  • ما هو أسبوع تساقط الفانتوم الإسرائيلي الذي تحتفل به مصر؟
  • كلاود فلير تعلن عن أداة تحقق الربح من زيارات أدوات الذكاء الاصطناعي
  • من يحرك أوراق اللعب في حدود السودان وليبيا؟
  • تقرير: طائرة “مانشستر سيتي” تكشف أدوارًا خفية للإمارات في نزاعات السودان وليبيا