حين تحدث البابا فرنسيس بلغة مصر.. رحلة حوار وسلام تعبر الأديان والحدود
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعد العلاقة بين البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، ومصر واحدة من أعمق وأهم العلاقات الدينية على مستوى العالم، حيث شهدت هذه العلاقة العديد من المحطات المهمة التي ساهمت في تعزيز الروابط بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فضلاً عن التأثير الثقافي والديني الكبير الذي تركته هذه العلاقة على الشعب المصري.
في عام 2017، قام البابا فرنسيس بزيارة تاريخية إلى مصر، وهي أول زيارة له منذ توليه البابوية، وكان الهدف الرئيسي للزيارة تعزيز الروابط بين الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، في إطار تعزيز الحوار بين الأديان والحضارات.
المباحثات مع البابا تواضروس الثاني:أحد أبرز محطات الزيارة كانت اللقاءات بين البابا فرنسيس والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكانت هذه الزيارة تاريخية لأنها سلطت الضوء على التعاون بين الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية.
وأكدت التزامهما المشترك بحوار بناء يساعد على تعزيز السلام والتفاهم بين المسيحيين في الشرق الأوسط والعالم أجمع.
مشاركة في قداس وتكريم ضحايا الإرهاب:في الزيارة نفسها، كان البابا فرنسيس قد شارك في قداس في كاتدرائية القديس مرقس في القاهرة، حيث قام بتقديم التعازي لضحايا الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها الكنائس المصرية في السنوات السابقة.
كانت هذه الزيارة بمثابة رسالة تضامن مع الشعب المصري في مواجهة الإرهاب وتعزيز وحدة الوطن.
البابا فرنسيس ودعمه للسلام والتعايش بين الأديان في مصرالبابا فرنسيس معروف بمواقفه الداعمة للسلام والتعايش بين الأديان، وهو ما كان له انعكاس واضح في تعامله مع الوضع المصري، كانت مصر دائمًا نقطة انطلاق للبابا في نشر رسالة السلام والمحبة، حيث عمل على تعزيز الحوار بين الأديان، خاصة في فترة التوترات الدينية التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة.
مشاركته في مؤتمر السلام العالمي:في عام 2019، شارك البابا فرنسيس في مؤتمر “الوثيقة العالمية من أجل الأخوة الإنسانية”، الذي انعقد في أبوظبي بالإمارات العربية المتحدة، وكان لهذا المؤتمر تأثير كبير على الحوار بين الأديان في مصر، حيث تم التوقيع على وثيقة تاريخية لتعزيز الأخوة الإنسانية والتعاون بين الأديان.
وقد أكدت هذه الوثيقة على ضرورة العمل معًا من أجل السلام والعدالة في الشرق الأوسط، وهو ما تفاعل معه العديد من القادة الدينيين في مصر.
الرمزية الدينية في زيارته للأماكن المقدسةخلال زيارته لمصر، قام البابا فرنسيس بزيارة الأماكن المقدسة في القاهرة، مثل الكنيسة المعلقة ودير سانت كاترين، مما أضاف بعدًا روحيًا إلى زيارته، وكانت هذه الزيارة أيضًا تعبيرًا عن احترامه العميق للكنيسة القبطية ولتاريخ مصر العريق.
علاقات البابا فرنسيس مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسيةعلى الرغم من أن الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية تفترقان في بعض العقائد، إلا أن البابا فرنسيس والكنيسة القبطية جمعتهما علاقة أخوية وطيدة تعتمد على التعاون المشترك في قضايا السلام والحوار المسيحي.
اللقاءات مع البابا تواضروس الثاني:بعد زيارة البابا فرنسيس لمصر في 2017، استمر التواصل مع البابا تواضروس الثاني على أعلى المستويات ، فقد شهدت العلاقة بين الكنيستين تبادل الزيارات واللقاءات التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين المسيحيين في الشرق الأوسط.
كان لهذه اللقاءات تأثير كبير في دعم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مواجهة التحديات التي كانت تواجهها في تلك الفترة.
الاعتراف المتبادلفي ظل هذه العلاقة، تم الاعتراف المتبادل بالقداسات والتقليد المسيحي بين الكنيستين، وهو ما يعكس الرغبة المشتركة في تعزيز الوحدة المسيحية في المنطقة.
كما عقد العديد من الندوات واللقاءات الحوارية بين رجال الدين في الفاتيكان والكنيسة القبطية، مما ساعد في تصحيح المفاهيم المغلوطة بين الطائفتين.
التأثير الثقافي والروحي للبابا فرنسيس في مصرإلى جانب الأبعاد الدينية، كان للبابا فرنسيس تأثير ثقافي وروحي واضح في مصر، حيث اجتذب العديد من المحبين والمتابعين من جميع أنحاء العالم العربي، وكانت زيارته بمثابة فرصة لتسليط الضوء على التراث المسيحي المصري العريق وتعزيز مكانة مصر كداعم للحوار الديني في منطقة الشرق الأوسط.
دعم لحقوق الأقليات المسيحيةفي العديد من تصريحاته، أبدى البابا فرنسيس دعمه المستمر لحقوق الأقليات المسيحية في الشرق الأوسط.
وكان دائمًا يبرز أهمية احترام حقوق الإنسان والتعايش السلمي بين الأديان، وهي رسائل لاقت صدى واسعًا في المجتمع المصري، خاصة بين المسيحيين.
الدور الروحي في توجيه الأجيال الشابةفي زيارته لمصر، التقى البابا فرنسيس بالعديد من الشباب المصري، داعيًا إياهم إلى العيش بسلام وحب، وملهمًا إياهم ليتبعوا قيم السلام والمحبة. كانت هذه الزيارة بمثابة رسالة قوية للأجيال القادمة حول أهمية العيش المشترك والعمل معًا لبناء مستقبل أفضل.
علاقة مستمرة من الحب والتعاونتظل علاقة البابا فرنسيس بمصر علامة بارزة في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة القبطية الأرثوذكسية، من خلال زيارة البابا فرنسيس إلى مصر، أصبح هناك فهم أعمق للتعاون المسيحي في المنطقة، بالإضافة إلى تعزيز الحوار بين الأديان.
البابا فرنسيس ظل دائمًا مناصرًا للسلام والمحبة، مما جعله رمزًا دينيًا له تأثير كبير في مصر والعالم العربي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البابا تواضروس الثاني البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الحوار بين الأديان الكنيسة الكاثوليكية الکنیسة القبطیة الأرثوذکسیة البابا تواضروس الثانی الحوار بین الأدیان فی الشرق الأوسط البابا فرنسیس العدید من فی مصر
إقرأ أيضاً:
هل نحن دخلاء على السياحة؟
من قلب الجزيرة العربية، وتحديدًا من منطقة القصيم، انطلقت قوافل العقيلات تحمل شيئًا أكبر من التمر والسمن والسيوف. لم يكن هؤلاء مجرد تجار، بل رحّالة بمرتبة خاصة لا نظير لها في أنحاء الجزيرة.
كانوا يعبرون الجغرافيا بسلعة واحدة وثقافات متعددة، يعقدون الصفقات وينسجون العلاقات، يبيعون ويشترون، لكنهم في الوقت نفسه كانوا ينقلون صورة متكاملة عن المكان الذي جاؤوا منه.
دخلوا مدن الشام، وبغداد، والقاهرة، وسافروا إلى الهند لا كمجرد أفراد يسعون وراء الرزق، بل كوجهاء يمثلون منطقتهم ومجتمعهم، حتى أصبحوا سفراء غير رسميين للجزيرة العربية وهويتها. بلباسهم النجدي وسلوكهم المتزن، تركوا أثرًا يتجاوز التجارة، ونسجوا ذاكرة خالدة في المجتمعات التي مرّوا بها.
ورغم أن المسارات الفيزيائية لتلك القوافل قد توقفت، فإن رحلتها لم تُغلق، فمفهوم “الاتحاد التجاري والاقتصادي العابر للحدود” الذي مارسه العقيلات، كان يحمل في جوهره ملامح ما يُعرف اليوم بـ”الاندماج الإقليمي” و”الدبلوماسية الاقتصادية”.
كان اقتصادهم متنقلًا، لا يرتبط بمكان، لكنه متجذر في الانتماء، رفيع في مستوى التمثيل. ومن خلال حركتهم، أنشأوا شبكات غير رسمية للتبادل، والتفاهم، والتأثير الثقافي والاقتصادي.
وفي السياق الحديث، حيث أصبحت السياحة أداة دبلوماسية واقتصادية عالمية، من النادر أن نجد مفهومًا جديدًا لم تمارسه الجزيرة العربية (وتحديدا من مناطق المملكة العربية السعودية اليوم)، ولو بشكل فطري. وحين توجد جهة دولية تُعنى بتطوير السياحة، وتتقاطع فيها المصالح الاقتصادية مع الأهداف التنموية والتفاهمات السياسية، فإنها، في جوهرها، تمثل امتدادًا عصريًا لتلك القوافل التي كانت تختار المسار قبل الوجهة، وتبني الثقة قبل التبادل.
لم ينقطع الخيط بين الأمس واليوم، بل أُعيد غزله بلغة جديدة. لقد صار التمثيل لا يتم على ظهور الإبل، ( بل ينطلق من كل أرجاء السعودية)، فأضحت المنظمات الدولية، منصات تتقاطع الجغرافيا مع القرار، وتندمج الدبلوماسية بالاقتصاد. لكن المعنى بقي ثابتًا: التمثيل، الانتقال، الاقتصاد، وحضور الإنسان كجسر بين ثقافتين.
ومن رمزية القدر، أن أبناء وبنات تلك الديار، الذين حملوا الهوية في أسواق الشام والقاهرة وبغداد والهند، عادوا اليوم ليحملوها في أروقة المنظمات الدولية، سفراء لقيمهم واقتصادهم وثقافتهم، وإن اختلفت الوسائل.
فإذا سُئلنا: هل نحن دخلاء على السياحة؟
فلعل التاريخ وحده يكفي ليجيب بلغة أبلغ من الكلام .
المديرة الإقليمية للشرق الأوسط بمنظمة السياحة العالمية . مدريد، إسبانيا.
القصيمالسياحة السعوديةالسياحة العالميةبسمة بنت عبدالعزيز الميمانقد يعجبك أيضاًNo stories found.