بتشويه «فوضى الذكاء الاصطناعي» للواقع يمضي العالم إلى كارثة
تاريخ النشر: 23rd, April 2025 GMT
تهيمن قناتان متوازيتان للصور على استهلاكنا البصري اليومي. في إحداهما، صور ولقطات حقيقية للعالم كما نعرفه، ففيها سياسة ورياضة وأخبار وترفيه. وفي الثانية، فوضى الذكاء الاصطناعي [أو ما يعرف بـ AI slop]، بمحتوى متواضع الجودة ليس فيه من الإسهام البشري إلا الحد الأدنى. بعض ما فيه تافه الشأن عديم المعنى، لا يعدو صورا كرتونية لمشاهير، ومناظر طبيعية خيالية، وحيوانات ذات سمات بشرية.
وفي فوضى الذكاء الاصطناعي شيء جديد هو الخيال السياسي اليميني. فعلى موقع يوتيوب مقاطع فيديو كاملة ذات سيناريوهات مختلقة ينتصر فيها مسؤولو ترامب على القوى الليبرالية. وقد استغل حساب البيت الأبيض على منصة إكس صيحة إنشاء صور بأسلوب استوديو جيبلي، ونشر صورة لامرأة من الدومينيكان تبكي أثناء تعرضها للاعتقال على يد إدارة الهجرة والجمارك (ICE). والواقع أن السخرية السياسية باستعمال الذكاء الاصطناعي قد انتشرت على مستوى العالم.
فهناك مقاطع فيديو صينية من إنتاج الذكاء الاصطناعي تسخر من العمال الأمريكيين البدناء وهم يقفون في خطوط التجميع بعد إعلان التعريفات الجمركية، وقد أثارت هذه المقاطع سؤالا موجها للمتحدثة باسم البيت الأبيض الأسبوع الماضي وردا منها. فقد قالت المتحدثة: إن هذه مقاطع أنتجها من «لا يرون إمكانات العامل الأمريكي». ولإثبات مدى انتشار فوضى الذكاء الاصطناعي، كان علي أن أتأكد ثلاث مرات من أنه حتى هذا الرد نفسه لم يكن في حد ذاته محتوى ذكاء اصطناعي منفذا على عجل مختلقا خدعة أخرى لأعداء ترامب.
وليس الدافع إلى تسييس الذكاء الاصطناعي بالأمر الجديد، فهو ببساطة امتداد للبروباجندا المعهودة. ولكن الجديد هو مدى ديمقراطيته وانتشاره، وأنه لا يحتوي أشخاصا حقيقيين ويخلو من قيود الحياة الواقعية المادية، فيوفر بذلك ما لا حصر له من السيناريوهات الخيالية.
وانتشار محتوى الذكاء الاصطناعي عبر قنوات الدردشة الضخمة عظيمة الحضور، من قبيل واتساب، يعني غياب أي ردود أو تعليقات تشكك في صحته. فكل ما تتلقاه ينعم بسلطة من ثقتك في الشخص الذي أرسله إليك. لذلك أخوض صراعا دائما مع قريبة لي كبيرة السن، مطلعة على عالم الإنترنت، تتلقى سيلا من محتوى الذكاء الاصطناعي على واتساب بشأن حرب السودان وتصدقه. تبدو الصور ومقاطع الفيديو حقيقية بالنسبة لها، وترد إليها موجهة من أشخاص تثق فيهم. ويصعب على المرء حتى أن يستوعب قدرة التكنولوجيا على إنتاج محتوى يبدو حقيقيا إلى هذه الدرجة.
وبإضافة هذه القدرة إلى توافق المحتوى مع رغبات قريبتي السياسية، ستجد نفسك متعلقا به إلى حد بعيد، حتى لو اعتراك بعض من الشك فيه. فوسط الكم الهائل من القطط [في بعض الفيديوهات المختلقة]، يجري استعمال الذكاء الاصطناعي في خلق سيناريوهات سياسية، وتحسينها والوصول بها إلى درجة الكمال عبر تقديمها بلغة بصرية تؤجج الرغبة في الانتصار أو تعتمد على الشعور بالحنين.
يشير البروفيسور رولاند ماير، الباحث في الإعلام والثقافة البصرية، إلى «موجة حديثة من الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي لعائلات بيضاء شقراء، تطرحها حسابات إلكترونية فاشية جديدة بوصفها نماذج لمستقبل مشرق». وهو لا يعزو ذلك إلى اللحظة السياسية الراهنة فحسب، وإنما إلى أن «الذكاء الاصطناعي التوليدي محافظ بطبيعته، بل ويقوم على حنين إلى الماضي». فالذكاء الاصطناعي التوليدي يقوم على بيانات مسبقة أثبتت الأبحاث أنها بيانات متحيزة بطبيعتها ضد التنوع العرقي، والأدوار الجندرية والميول الجنسية التقدمية، فتأتي منتجات الذكاء الصناعي بتركيز كبير على هذه المعايير.
يمكن أن نرى الأمر نفسه في محتوى «الزوجة التقليدية» [“trad wife”]، الذي لا يقدم ربات البيوت الجميلات الخاضعات فحسب، وإنما يقدم عالما رجعيا كاملا لينغمس فيه الرجال. وتغص جداول موقع إكس بنوع من المواد الإباحية غير الجنسية، حيث تلمع على الشاشة صور الذكاء الاصطناعي لنساء يوصفن بالحسن والخصوبة والخضوع. ويجري طرح سيادة البيض والاستبداد وتقديس التراتبيات الهرمية في العرق والجندر بوصفها سلة متكاملة من الحنين إلى ماض موهوم. فبات الذكاء الاصطناعي يوصف بالفعل بأنه جمالية الفاشية الجديدة.
لكن الأمر لا يكون دائما على هذا القدر من التماسك. ففي معظم الأحيان، لا تعدو فوضى الذكاء الاصطناعي محتوى فيه بعض المبالغة أو الإثارة بما يغري على التفاعل، ويوفر لمبدعيه فرصة ربح المال من المشاركات والتعليقات وما إلى ذلك. وقد تبين للصحفي ماكس ريد أن فوضى الذكاء الاصطناعي على فيسبوك ـ وهي الفوضى الكبرى على الإطلاق ـ ليست «محض محتوى غير مرغوب فيه» من وجهة نظر فيسبوك، وإنما هي «ما تريده الشركة بالضبط: فهي محتوى شديد الجاذبية». والمحتوى بالنسبة لعمالقة التواصل الاجتماعي هو المحتوى، فكلما كان أرخص، وقلت فيه الحاجة إلى جهد بشري، فذلك أفضل. وتكون النتيجة أن يتحول الإنترنت إلى إنترنت الروبوتات التي تدغدغ مشاعر المستخدمين البشريين وتؤجج فيهم أي أحاسيس أو عواطف تبقيهم منشغلين.
ولكن بغض النظر عن نوايا مبتكريه، يؤدي هذا السيل من محتوى الذكاء الاصطناعي إلى فقدان الإحساس بالواقعية وإرهاق الحواس البصرية. والتأثير العام لدوام التعرض لصور الذكاء الاصطناعي، ما كان منها تافها أو مهدئا أو أيديولوجيا، هو أن كل شيء يبدأ في اتخاذ مسار مختلف. ففي العالم الواقعي، يقف الساسة الأمريكيون خارج أقفاص سجن الترحيل. وتنصب الأكمنة لطلاب الجامعات الأمريكية في الشوارع ليجري إبعادهم. ويحترق أهل غزة أحياء. وتمضي هذه الصور والفيديوهات مع سيل لانهائي من الصور والفيديوهات الأخرى التي تنتهك القوانين المادية والأخلاقية. فتكون النتيجة ارتباكا عميقا. ولا يعود بوسعك أن تصدق عينيك، ولكن ما الذي يمكن أن تصدقه إن لم تصدق عينيك؟ فكل شيء يبدو حقيقيا للغاية وغير واقعي بالمرة، في آن واحد.
أضف إلى هذا ما نعرفه من التبسيط الضروري والإيجاز المستفز في (اقتصاد الانتباه)، وإذا بك في سيرك ضخم من التجاوزات. فحتى عندما يكون المحتوى شديد الجدية، يجري تقديمه بوصفه ترفيها، أو فاصلا، أشبه بنسخة مرئية من موسيقى المصاعد. فهل أفزعك هجوم دونالد ترامب وجيه دي فانس على زيلينسكي؟ حسنا، إليك رسم مصمم بالذكاء الاصطناعي لفانس في هيئة رضيع عملاق. تشعر بالتوتر والإرهاق؟ فها هو بلسم للعين في كوخ فيه نار موقدة والثلج يتساقط في الخارج. ولسبب ما، قرر فيسبوك أنني بحاجة إلى رؤية تيار مستمر من الشقق الصغيرة اللطيفة مع تنويعات من التعليقات التوضيحية مفادها أن «هذا هو كل ما أحتاج إليه».
وتؤدي التحورات السريعة للخوارزميات إلى إمداد المستخدمين بمزيد مما حصدته لهم معتبرة أنه مثير لاهتمامهم. والنتيجة هي أنه يستحيل ترشيد ذلك الاستهلاك حتى لأكثر المستخدمين اتزانا. لأنك تزداد انغماسا في عوالم ذاتية بدلا من الواقع الموضوعي. فتكون النتيجة انفصالا شديد الغرابة. ويضعف الشعور بالقلق والحاجة إلى العمل الذي ينبغي أن يوحي به عالمنا الممزق، وذلك بسبب طريقة عرض المعلومات. وإذن فها هي طريقة جديدة لكي نسير نياما نحو الكارثة وهي طريقة لا تقوم على نقص المعرفة، وإنما تنشأ بسبب الشلل الناجم عن تمرير كل شيء من خلال هذا النظام المشوه، فهو محض جزء آخر من العرض البصري المبالغ فيه.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کل شیء
إقرأ أيضاً:
كيف ننتج ملخصات الأخبار باستخدام الذكاء الاصطناعي؟
يبدو أن النقاش بشأن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى إعلامي سيظل مستمرا، وسنسمع كل يوم أشياء جديدة بشأنه.
فقد أعلنت 3 مؤسسات إعلامية أميركية بارزة مؤخرا أنها تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي في إنتاج ملخصات لكثير من المواد التي تنشرها، والمؤسسات المشار إليها هي: وول ستريت جورنال، وبلومبيرغ، وياهو نيوز.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف تكتب عن فلسطين؟ دليل "ساخر" للسلوك الإعلامي "المريح"list 2 of 2كيف يغير الذكاء الاصطناعي بيئة العمل الصحفي؟end of listومما تجدر الإشارة إليه أن ملخصات الأخبار، التي يسميها البعض النقاط الرئيسية أو الموجزة، والتي تلخص أهم ما في الأخبار والموضوعات الصحفية آخذة في مزيد من الظهور على المواقع الإخبارية.
وقد نشرت سارة ساير نائبة رئيس تحرير مختبر نيمان مؤخرا مقالا في موقع مختبر نيمان للصحافة تناول هذه التجربة بالشرح والتوضيح، ويبدو أن المقال حصيلة لنقاش مع 3 من مسؤولي هذه المؤسسات، وتحقيقا للفائدة نحاول أن نتعرف في النقاط التالية على أهم ما جاء فيه.
ومع تطور التكنولوجيا -خاصة الذكاء الاصطناعي- التي تساعد في إنتاج هذه الملخصات اضطرت العديد من غرف الأخبار إلى تبنيها والتكيف معها، ولم تكن النتائج دائما مثالية أو مضمونة. ولكن بالرغم من ذلك لجأت وول ستريت جورنال، وبلومبيرغ، وياهو نيوز، وهي مؤسسات إخبارية رائدة، إلى استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في إنتاج ملخصات سهلة القراءة.
إعلانوتقول سارة ساير أنها سمعت بعض الشائعات التي تُفيد بأن هذا النوع من "النقاط الرئيسية" يمكن أن يساعد في إبراز الأخبار والموضوعات الصحفية على غوغل ومحركات البحث الأخرى. ويرد إد هايات، مدير تحسين محركات البحث في غرفة الأخبار في وول ستريت جورنال، بأن هذا الكلام ربما يكون صحيحا.
ويضيف: "ليس لدينا دليل قوي يُشير إلى أن الملخصات أو النقاط الرئيسية تُساعد في البحث، ولكنها بالتأكيد تُساعد بطريقة ما.. فعادة ما يكون النص مُحسنا في بداية الخبر، وهو أمر رائع لكل من الزوار و"غوغل بوت" لفهم محتوى الخبر بسرعة".
وتنظر المؤسسات الإخبارية، التي أطلقت ملخصات منتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي، إلى هذه الميزة كخدمة مخصصة للقراء المُنشغلين، وتقول إنها تلاحظ نتائج إيجابية تحفزها على مواصلة التجارب في هذا الشأن.
طوّرت منصة ياهو نيوز، وهي منصة لتجميع الأخبار، ميزة "الخلاصات الرئيسية" لبعض المقالات على موقعها. وتهدف هذه الخلاصات إلى تلخيص المقال، بالإضافة إلى حثّ القراء على قراءته كاملا. وعلى عكس الملخصات الأخرى، فإن الخلاصات الرئيسية على ياهو نيوز متاحة للمشتركين.
وقد أطلقت ياهو نيوز ميزة "أهم النقاط" في عام 2024، حيث أعادت إطلاق تطبيقها بالكامل ليضم مجموعة كاملة من الميزات المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وتقول كات داونز مولدر، المديرة العامة لياهو نيوز إن الاستحواذ على تطبيق "آرتفاكت" "Artifact" سهّل وبشكل كبير عملية تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي في غرفة الأخبار.
وأضافت أن ميزة أهم النقاط لدى ياهو نيوز تهدف إلى تسهيل تجربة القراءة لمستخدمي المنصة، وليست بديلا عن قراءة المقال بالكامل.
وأشارت إلى أن "الملخصات صُممت بهدف استخراج المعلومات من المقال نفسه، بدلا من جلب معلومات من الإنترنت، لأن هذا يُقلل بشكل كبير من احتمالية ظهور الأخطاء أو عدم دقة الملخصات".
إعلانوأكدت أن تطبيق "أهم النقاط" خضع لعدة جولات من الاختبارات المكثفة قبل إطلاقه، مع الطلب من الزوار الإبلاغ عن الملخصات التي يجدونها غير مفيدة.
وأوضحت أن المنصة تجري عمليات ضبط الجودة بطرق متعددة، بما في ذلك المراجعة البشرية، وأن الزوار عادة ما يُقيّمون الملخصات على أنها دقيقة. ويبدو أنهم يستجيبون جيدا للتطبيق المُعاد إطلاقه وميزاته المُدعمة بالذكاء الاصطناعي. وأشارت إلى أن تفاعل المستخدمين زاد بنسبة 50%، وارتفع الوقت الذي يقضيه المستخدم بنسبة 165% منذ إعادة الإطلاق.
واختتمت بأنهم في ياهو نيوز "حريصون دائما على ضمان أن يحسن الذكاء الاصطناعي تجربة المستخدم، وحريصون كذلك على دمج المراجعة البشرية مع الذكاء الاصطناعي".
The new Yahoo News app is here. Finally, news curation that feels like magic with spot-on personalization and free access to premium news sources. Plus new features:
????Key takeaways on articles
????Flag to rewrite clickbait headlines
????Reading streaks and badges
Download now ????… pic.twitter.com/SztGykQJYy
— Yahoo News (@YahooNews) June 13, 2024
وول ستريت جورنال: التدخل البشري مهمتشدد صحيفة وول ستريت جورنال على ضرورة وجود مُشاركة بشرية في إنتاج ملخصات الأخبار عبر الذكاء الاصطناعي وتنظر إليه باعتباره أمرا بالغ الأهمية.
ففي وول ستريت جورنال، تُقدم الملخصات المُولّدة بالذكاء الاصطناعي على شكل 3 نقاط تُسمى "النقاط الرئيسية". وتقول تيس جيفرز، مديرة بيانات غرفة الأخبار والذكاء الاصطناعي في الصحيفة الأميركية البارزة، إن جوهر رسالتنا لجمهورنا مبني على الثقة والشفافية، بحيث يجري شرح بسيط لكل ملخص مُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي للزوار.
ويتبع ذلك الإشارة بالعبارات التالية: أنشأت أداة ذكاء اصطناعي هذا الملخص، الذي استند إلى نص المقال، وراجعه محرر.
إعلانوقد بدأت وول ستريت جورنال العمل على إنتاج الملخصات عن طريق الذكاء الاصطناعي في أوائل عام 2024.
وبحسب جيفرز، فقد كان هذا العمل في البداية مصمما لمنتج يستهدف عملاء الشركات الذين يرغبون في الحصول على معلومات رئيسية دون الحاجة إلى قراءة نص المقال كاملا. "ولكن بمجرد دمج سير عمل الذكاء الاصطناعي في نظام إدارة المحتوى، أصبح بإمكاننا الاستفادة من الملخصات في أماكن أخرى".
وقبل البدء بنشر الملخصات على الموقع، عملت غرفة الأخبار في الصحيفة مع فرق التقنية والمنتجات لصياغة محفز يُنتج ملخصات عالية الجودة، وقيّمت دقة الملخصات.
بعد ذلك، عُرضت النقاط الرئيسية -المُنتجة بواسطة غوغل جيميني- على مجموعة عشوائية من المستخدمين، وركزت الصحيفة بدقة على سؤالين: هل أثرت النقاط الرئيسية على تفاعل المشتركين مع خدماتها الصحفية (عدد المقالات المقروءة لكل جلسة، أو مدة الجلسة، أو المدة المُستغرقة في قراءة مقال يحتوي على نقاط رئيسية)؟ وبعد الاختبارات، بدأت الصحيفة بتضمين الملخصات في جميع المقالات الإخبارية الأساسية.
وتقول إدارة الصحيفة إن أداة التلخيص مدمجة مباشرة في نظام إدارة المحتوى الخاص بها، وبمجرد إنشاء الملخصات، فإنها تخضع لنفس نظام سير عمل القصة نفسها، حيث تقوم غرفة الأخبار بمراجعتها للتأكد من دقتها ووضوحها وأسلوبها.
ووفقا لما ذكرته مديرة بيانات غرفة الأخبار والذكاء الاصطناعي في وول ستريت: فإن دمج أو إزالة النقاط الرئيسية المنتجة بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي في مقالة ما يعود في نهاية المطاف لتقدير محرر تلك المقالة.
وتضيف جيفرز أن "دمج النقاط الرئيسية يعطي أفضل النتائج في قصصنا الإخبارية الأساسية حيث تكون الحقائق واضحة".
إعلانوأشارت إلى أن تقنية الذكاء الاصطناعي الأساسية في تطور مستمر، مما يتطلب تحديثات منتظمة لنموذج الذكاء الاصطناعي المستخدم.
وأضافت أن "أحد الدروس المستفادة هو أن هذه التقنية تتطلب عناية ومراجعة دورية.. تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي في تغير مستمر، مما يعني أنه يجب علينا أيضا أن نكون مستعدين للتطوير المستمر.
ووضحت أن "من الدروس المستفادة أيضا أنه في ظل الوضع الراهن للتكنولوجيا، يُعدّ وجود فريق بشري مُدرب أمرا بالغ الأهمية. ورغم سعادتنا بانخفاض معدلات الأخطاء، فإنها ليست معدومة. وكما لاحظ ناشرون آخرون، حتى هذا المعدل المنخفض من الأخطاء قد يؤدي إلى عدد من الأخطاء القابلة للتصحيح".
ووصفت جيفرز الذكاء الاصطناعي التوليدي بأنه "يُحدث نقلة نوعية في المساعدة على توسيع نطاق أعمالنا في مجال الأخبار وتأثيرها"، على وجه الخصوص.
تسمي بلومبيرغ الملخصات المنتجة بأدوات الذكاء الاصطناعي على موقعها "الخلاصات" وهي تكون مع الموضوعات الطويلة نوعا ما.
وقد بدأت بلومبيرغ باختبار الملخصات المنتجة بأدوات الذكاء الاصطناعي في نهاية عام 2024، ثم عممت استخدامها على نطاق أوسع في بداية هذا العام. وتُستخدم هذه الملخصات في عدد محدود ولكنه متزايد من التقارير، كما تُقدمها بلومبيرغ في المقالات المطولة، وتخطط لإدراجها في مقالات الرأي مستقبلا.
ووصف كريس كولينز، كبير مسؤولي المنتجات في قسم الأخبار في بلومبيرغ، هذه الملخصات بأنها "نظرة سريعة وواضحة". وأشار إلى أن بلومبيرغ "تنشر آلاف القصص يوميا.. وخاصة في هذا الوقت المزدحم بالأخبار، ويُخبرنا الزوار برغبتهم في مواكبة الأحداث والاطلاع بسرعة على المعلومات المهمة".
إعلانوأضاف: أن هذه الملخصات صُممت لتعزيز تجربة القراءة، وهي ليست بديلا عن العمق والسياق والتحليل الذي يقدمه مراسلو بلومبيرغ.
وأكد كولينز أن تعليقات الزوار -سواء في التعليقات الموجهة لبلومبيرغ أو ما اطلعت عليه غرفة الأخبار من بيانات الجمهور- كانت إيجابية للغاية.
ويشدد كولينز بشكل خاص على الملخصات المتعلقة بالأخبار سريعة التطور، فمن خلال هذا النوع من الملخصات، تحاول بلومبيرغ مساعدة الزوار على مواكبة آخر الأخبار، وضرب مثلا بتغطيتهم لموضوع الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، موضحا أنها حظيت بتغطية إعلامية واسعة مؤخرا، حيث ساعدت الملخصات الزوار على البقاء على اطلاع دائم.
واختتم كولينز حديثه بفقرة عن الدروس المستفادة من التجربة. حيث قال: "من المهم أن تبدأ بفهم عميق لجمهورك، واحتياجاته من المحتوى والتجربة بشكل عام.. وليكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين تجربة المستخدم، وليس فقط لإدخال تقنية جديدة.. وتأكد من أن الملخصات ليست بديلا عن الصحافة، ولا يمكن أن توجد بدونها".
———————————————————————————————————————–
مشرف غرفة الأخبار بالجزيرة نت، ومدرب الصحافة الرقمية في معهد الجزيرة للإعلام.