كشف تقرير صادر عن معهد العلوم والأمن الدولي أن إيران عززت الإجراءات الأمنية حول مجمعين من الأنفاق العميقة المتصلة بمنشآتها النووية الرئيسية، في وقت تتصاعد فيه التهديدات من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل بشن ضربات محتملة على تلك المنشآت الحساسة.

التقرير الذي استند إلى صور التقطتها الأقمار الاصطناعية التجارية في 29 مارس الماضي، أشار إلى أن التحصينات شملت مداخل محمية للمجمعات، وجدراناً إسمنتية مرتفعة شُيدت على طول طريق منحدر يلتف حول جبل كولانغ غاز، بالإضافة إلى أعمال حفر تهدف إلى تعزيز تلك التحصينات بألواح إضافية.

وتأتي هذه التطورات بينما تستعد واشنطن وطهران لخوض جولة ثالثة من المفاوضات بشأن اتفاق جديد يعيد فرض القيود على البرنامج النووي الإيراني، وسط خلافات عميقة حول الضمانات المطلوبة لمنع إيران من تطوير قدرات تسلح نووي.

وفي تعليق له، حذر رئيس المعهد، ديفيد أولبرايت، من أن المجمعين المحصنين اللذين لا يزالان قيد الإنشاء منذ سنوات، قد يصبحان جاهزين للعمل في وقت قريب نسبياً. وأضاف أن طهران لم تسمح حتى الآن للمفتشين الدوليين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول إلى هذه المواقع، ما يثير مخاوف من إمكانية استخدامها لإخفاء مخزونات من اليورانيوم عالي التخصيب، أو معدات نووية متقدمة تُستخدم في تسريع عملية التخصيب اللازمة لصنع قنبلة نووية.

وكانت إيران أكدت أن أجهزة الطرد المركزي المتطورة سيتم تجميعها في منشأة واحدة، خارج محطة نطنز النووية القريبة، والتي سبق أن تعرضت لأعمال تخريبية في عام 2020 وتُعد محور البرنامج النووي الإيراني.

في المقابل، لم تستبعد إسرائيل توجيه ضربة عسكرية استباقية إلى المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر المقبلة، حيث يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطالبة بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بشكل كامل كشرط أساسي لأي اتفاق قادم.

وفي سياق متصل، أعاد التقرير التذكير بأن انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، دفع إيران إلى خرق العديد من بنوده، في حين تشتبه قوى غربية بسعي طهران إلى امتلاك القدرة على إنتاج سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران باستمرار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إيران النووية ترامب

إقرأ أيضاً:

ترامب: الرد الإيراني على محو منشآتها النووية كان ضعيفا للغاية وأشعرونا بالرد مبكرا

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الاثنين، إن الضربات الإيرانية التي استهدفت القوات الأميركية ردًا على قصف منشآت نووية في إيران كانت ضعيفة جداً، مشيراً إلى أن الدفاعات الجوية الأميركية أسقطت 13 صاروخاً من أصل 14 أطلقتها طهران.

 

وفي منشور عبر منصة "تروث سوشيال"، شكر ترامب إيران على ما وصفه بـ"الإشعار المبكر"، الذي قال إنه ساعد في تجنّب وقوع إصابات في صفوف القوات الأميركية، مشيرًا إلى أن "أي أميركي لم يُصب بأذى، ولم تُسجّل أضرار كبيرة".

 

وأضاف: "ربما يمكن لإيران الآن أن تتجه نحو السلام والوئام في المنطقة، وسأشجع إسرائيل بحماسة على أن تقوم بالمثل".

 

وأكد ترامب أن الرد الإيراني لم يكن مفاجئاً للولايات المتحدة. وقال: "لقد ردّت إيران رسميًا على تدميرنا لمنشآتها النووية بردّ ضعيف جداً... أطلقوا 14 صاروخاً – تمكّنا من إسقاط 13، وتركنا واحداً لأنه لم يكن يشكّل تهديداً".

 

وفي وقت سابق أكد ترامب أن المواقع النووية الإيرانية "دُمرت بالكامل"، واصفًا تقارير إعلامية تشكك في حجم الدمار بأنها "أخبار كاذبة". وكتب: "المواقع التي ضربناها في إيران دمرت بالكامل، والجميع يعلم ذلك... حتى هم قالوا إنها 'دُمرت بشكل جيد جدًا'".

 

وجاءت تصريحات ترامب عقب أكبر عملية عسكرية تنفذها الولايات المتحدة ضد أهداف إيرانية، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها استخدمت أكثر من 182 طناً من المتفجرات و75 سلاحاً في غارات استمرت 25 دقيقة، نفذتها طائرات الشبح "بي-2"، واستهدفت منشآت نووية في فوردو وأصفهان ونطنز.

 

وبحسب البنتاغون، شاركت في العملية 125 طائرة عسكرية، بما في ذلك سبع قاذفات من طراز "بي-2" أطلقت 14 قنبلة خارقة للتحصينات.

وفي المقابل، أعلنت إيران أنها أطلقت عدة صواريخ على قاعدة "العديد" الجوية الأميركية في قطر، وقال التلفزيون الرسمي إن القصف جاء "ردًا على العدوان الأميركي".

 

وذكرت تقارير إعلامية، بينها موقع "أكسيوس"، أن إيران أطلقت ستة صواريخ على القاعدة. وأكد مسؤول أميركي أن الرئيس ترامب اجتمع بفريق الأمن القومي، بينهم وزير الدفاع ورئيس الأركان، في غرفة العمليات لمتابعة التطورات.

 

وتواصل الإدارة الأميركية تقييم الأضرار التي خلفتها الضربات الإيرانية، فيما لم تصدر طهران حتى الآن تفاصيل عن حجم الخسائر التي لحقت بها نتيجة الضربات الأميركية أو تلك التي استهدفتها من جانب إسرائيل.

 

وقال ترامب في منشور آخر: "الهيكل الأبيض الظاهر مغروس بعمق في الصخر... وقع أكبر ضرر على عمقٍ كبيرٍ تحت مستوى الأرض. هدف محقق!".

 

وشددت واشنطن على أن العملية لم تكن تهدف إلى تغيير النظام في طهران، بل لضرب البرنامج النووي الإيراني. وقال نائب الرئيس جيه دي فانس، في مقابلة مع قناة NBC، إن الولايات المتحدة "ليست في حالة حرب مع إيران، بل مع برنامجها النووي".

 

وذكرت مصادر أميركية أن عملية "مطرقة منتصف الليل" كانت سرية للغاية، ولم يكن على علم بها سوى عدد محدود من المسؤولين في واشنطن ومقر القيادة المركزية الأميركية في تامبا، فلوريدا.

 


مقالات مشابهة

  • نتنياهو: الضربات على المنشآت النووية الإيرانية عطلت القدرة على إنتاج أسلحة نووية
  • ترامب .. سنطلب من إيران التخلي عن البرنامج النووي
  • عراقجي يهدد بخروج إيران من المعاهدة الدولية لحظر انتشار الأسلحة النووية
  • عاجل- إيران تطالب أمريكا بتعويضات عن استهداف منشآتها النووية وتلوّح بشكوى أممية
  • غروسي يدعو لاستئناف فوري لعمليات التفتيش النووي.. وواشنطن تؤكد: لن نسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم مستقبلاً
  • مصطفى الفقي: الحرب قضت على أسطورة البرنامج النووي الإيراني.. طهران لم تعد هدفا لأمريكا
  • إيران تبدأ بتقييم أضرار منشآتها النووية جراء هجمات واشنطن وتل أبيب
  • مشاورات على رماد المنشآت: هل لا تزال هناك إمكانية للتفاوض على البرنامج النووي الإيراني؟
  • ترامب: الرد الإيراني على محو منشآتها النووية كان ضعيفا للغاية وأشعرونا بالرد مبكرا
  • قصف أمريكي لمنشآت نووية إيرانية وتهديدات متبادلة بين طهران وواشنطن| تفاصيل