جريمة بن حمد تكشف واقع الهشاشة في “عاصمة مْزاب”
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
زنقة 20 | الرباط
أعادت الجريمة البشعة التي شهدتها مدينة بن حمد إقليم سطات أخيراً إلى الواجهة واقع التهميش الذي تعيشه المدينة منذ سنوات، وسط تصاعد حدة الانتقادات الموجهة للمجلس الجماعي، الذي يُتهم بالفشل في النهوض بالبنية التحتية وتحقيق الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم للساكنة.
ففي الوقت الذي ترتفع فيه وعود التنمية خلال الحملات الانتخابية، لا تزال مدينة بن حمد تفتقر لأبسط شروط العيش الحضري، بدءاً من الطرقات المهترئة التي تعج بالحفر، مروراً بضعف الإنارة العمومية في عدد من الأحياء، وصولاً إلى الغياب شبه الكلي للمساحات الخضراء، وملاعب القرب، والدور الثقافية، التي كان من شأنها أن تُسهم في إدماج الشباب ومحاربة الفراغ القاتل.
وفي مقاطع فيديو لمواطنين بالمدينة، عبّر عدد منهم عن غضبهم من غياب المجلس الجماعي، واعتبروه “سلطة صامتة تتفرج على معاناة السكان دون أن تحرك ساكناً”.
وقال أحد الشباب في تصريح للموقع: “واش مدينة كاملة ما فيها حتى ملعب قرب؟ لا دار شباب، لا مركز تقافي، لا فرص شغل. راه المدينة غادا في الهاوية”.
وفي السياق نفسه، يشتكي السكان من الانتشار اللافت للأشخاص في وضعية عقلية صعبة، الذين أصبحوا يجوبون الشوارع دون متابعة أو تكفل اجتماعي، ما يحوّل المدينة، بحسب تعبير أحدهم، إلى “قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة”.
ورغم تجاوز عدد سكان بن حمد 60 ألف نسمة حسب معطيات المندوبية السامية للتخطيط (2023)، فإن المدينة لا تزال تُدار بمنطق التسيير التقليدي، وسط غياب رؤية واضحة للتنمية المجالية، وافتقار البرامج الجماعية للنجاعة والفعالية.
وأمام هذا الواقع، يبقى المجلس الجماعي في قفص الاتهام، باعتباره الجهة المنتخبة والمسؤولة قانونياً عن إعداد وتنفيذ السياسات المحلية.
وفي تقرير سابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، تم التنبيه إلى أن المدن المتوسطة تعاني من نقص في البنيات والخدمات الأساسية، داعياً إلى اعتماد برامج استعجالية موجهة لهذه المناطق، وإشراك الساكنة في رسم الأولويات وفق منهجية تشاركية.
أما في مدينة بن حمد، فإن الساكنة تطالب اليوم بما هو أكثر من الشعارات؛ تطالب بخطة إنقاذ شاملة تعيد للمدينة توازنها وتضع حداً لحالة التهميش التي جعلت منها نقطة سوداء في خريطة التنمية المجالية بالمغرب.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: بن حمد
إقرأ أيضاً:
“ترجمة وإرشاد” بلغات عدة في المدينة المنورة لضمان راحة الحجاج
مع توافد ضيوف الرحمن من مختلف دول العالم في موسم الحج حاملين لغات ولهجات متعددة، يبرز التحدي الكبير في إدارة منظومة التواصل والإرشاد بشكل فعال وشامل, وتولي المملكة أهمية قصوى لهذا الجانب، إدراكًا منها بأن ضمان وضوح المعلومات وسهولة الوصول إليها يمثل عاملًا أساسيًا في تمكين ضيوف الرحمن من أداء مناسكهم بسلاسة وأمان.
وعملت الجهات المعنية -وفي مقدمتها وزارة الحج والعمرة والهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي- على تطوير منظومة متكاملة للتواصل متعدد اللغات، تشمل الترجمة الفورية، والمواد التوعوية المطبوعة والمرئية، واللوحات الإرشادية، إضافة إلى دعم التطبيقات والمنصات الرقمية بلغات متعددة تغطي الشرائح الأكثر حضورًا بين الحجاج، مثل الإنجليزية والفرنسية والأردية والفارسية والإندونيسية والتركية والهوسا والبنغالية وغيرها.
وفي ساحات المسجد النبوي والمنطقة المركزية المحيطة به تنتشر فرق ميدانية مدربة على التعامل مع الحجاج بلغاتهم الأصلية، ويُخصص أفراد من ذوي الخبرة اللغوية في الإرشاد وتقديم المعلومات وتوجيه الزوار، لا سيما كبار السن أو من لا يتحدثون العربية, وتوفر بعض الجهات أجهزة ترجمة فورية تساعد في نقل التعليمات أو التوجيهات في المواقف الطارئة.
التطبيقات الذكية المعتمدة في موسم الحج أصبحت كذلك أداة رئيسة في تجاوز حاجز اللغة، وتتيح الواجهة بلغات متعددة، وتقدم المحتوى التوعوي والإرشادي بالصوت والصورة والنصوص، لتصل المعلومة للحاج بطريقة مبسطة وسلسة، مع مراعاة الخصوصية الثقافية والاختلافات التعليمية بين الحجاج.
اقرأ أيضاًالمجتمعمحافظ الطائف يتفقّد أعمال توسعة شارعي شهار والستين
وتتوفر شاشات إلكترونية داخل المسجد النبوي ومرافقه، وتبث رسائل توجيهية وتنبيهات باللغات الأكثر استخدامًا بين الحجاج، وتُنتج أفلامًا قصيرة ومقاطع توعوية تبث عبر وسائل التواصل والمنصات الرقمية الرسمية، لتوضيح الإجراءات التنظيمية أو التوجيهات الدينية بأسلوب بصري سهل الفهم.
هذا التعدد اللغوي لا يهدف فقط إلى الإيضاح، بل يُعد فلسفة أعمق تتبناها المملكة في رسالتها لخدمة الحرمين الشريفين، تقوم على التيسير والاحتواء والتقدير لكل زائر، مهما اختلفت لغته أو خلفيته الثقافية. ويأتي ذلك ضمن منظومة متكاملة تُحدّث وتُطور سنويًا، بناء على ملاحظات الحجاج وتجارب المواسم السابقة.
يُذكر أن إدارة هذا التنوع اللغوي على نطاق ملايين الحجاج والمعتمرين والزوار يُعد إنجازًا تنظيميًّا ولوجستيًّا فريدًا، يُبرز حجم الجهود التي تبذلها المملكة في سبيل توفير تجربة حج استثنائية، تكون فيها اللغة جسرًا للتيسير لا حاجزًا للتواصل، في مشهد يجسد عالمية الرسالة وقداسة المكان.