كشفت دراسة علمية حديثة نشرت في مجلة "Nature Communications" عن تطوير حاسوب من نوع جديد يُعرف باسم "وحدة المعالجة العشوائية الحرارية"، يُعد أول نموذج عملي لأنظمة الحوسبة الحرارية المصممة خصيصًا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، لا سيما الذكاء الاصطناعي الاحتمالي وتوليد البيانات (Generative AI).


يتكون هذا الجهاز المبتكر من دارات كهربائية تناظرية تعتمد على عناصر RLC، وقد صُمم ليحاكي الديناميكيات الحرارية التي تتحكم في الأنظمة الفيزيائية العشوائية.

ويتيح هذا التصميم إجراء عمليات مثل التوزيع الغاوسي (Gaussian Sampling) وعكس المصفوفات الرياضية (Matrix Inversion) بكفاءة غير مسبوقة من حيث السرعة واستهلاك الطاقة مقارنة بالحواسيب الرقمية التقليدية، بل ويفوق أداء وحدات المعالجة الرسومية (GPUs) في الأبعاد العالية.

 

 

ثورة في الذكاء الاصطناعي الاحتمالي


أوضح الباحثون أن الذكاء الاصطناعي الاحتمالي، والذي يعتمد على التقديرات غير المؤكدة (مثل الاستدلال البايزي)، يواجه تحديات كبيرة عند تنفيذه على الحواسيب الرقمية بسبب الحاجة إلى حسابات مكثفة. إلا أن الرياضيات الكامنة في هذه النماذج تتطابق بشكل طبيعي مع قوانين الديناميكا الحرارية، ما يجعل من الحوسبة الحرارية البديل المثالي.

تمكّن الفريق، بقيادة الباحث باتريك كولز من شركة Normal Computing، من استخدام الحاسوب الحراري كأداة حوسبة خطية، حيث يُبرمج توزيع غيبس (Gibbs) لتمثيل النظام المستهدف، ثم تُستخدم التقلبات العشوائية الطبيعية لاستخلاص النتائج بدقة عالية.


نتائج واعدة تتجاوز الأداء الرقمي


اختُبر الجهاز في مهام معقدة مثل توليد توزيعات غاوسية متعددة الأبعاد وعكس مصفوفات بحجم 8×8. وقد أظهرت النتائج أن نسبة الخطأ تنخفض تدريجيًا مع زيادة عدد العينات، وتم التحقق من تكرار النتائج عبر ثلاث نسخ متطابقة من الجهاز، ما يعزز مصداقية الأداء.

كما أظهرت النمذجات الرقمية أن الحاسوب الحراري يوفر توفيرًا في الطاقة يتجاوز عشرة أضعاف مقارنةً بوحدات معالجة الرسومات من نوع NVIDIA A6000، عند الوصول إلى 10,000 بعد.

 

أخبار ذات صلة لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين! الذكاء الاصطناعي يربك نقابة المحامين في كاليفورنيا


نحو نسخة قابلة للتوسعة صناعيًا



أكد الباحثون أن التصميم الحالي للجهاز - رغم نجاحه - يواجه تحديات في التصغير والتكامل على شريحة سيليكون. ولهذا، طوّر الفريق تصميمًا بديلًا يعتمد على مقاومات بدلاً من المحاثات، مما يجعله أكثر قابلية للتصنيع على نطاق واسع باستخدام تكنولوجيا CMOS التقليدية.


بديل واقعي للحوسبة الكمومية؟


رغم أن الحوسبة الكمومية قد تحظى بالاهتمام الأكبر، يشير الباحثون إلى أن الحوسبة الحرارية لا تتطلب ظروفًا بيئية صارمة كدرجات حرارة فائقة الانخفاض أو عزلاً تامًا من البيئة، ما يجعلها خيارًا عمليًا أكثر واقعية في المدى القريب لتسريع تطبيقات مثل الذكاء الاصطناعي الاحتمالي.




آفاق مستقبلية

تفتح هذه التقنية المجال أمام تطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة واستدامة، قادرة على التعامل مع سيناريوهات عالية المخاطر تتطلب تقييماً دقيقاً لدرجة عدم اليقين، مثل الرعاية الصحية، والقيادة الذاتية، وتحليل الأسواق المالية.

وقد تم إتاحة البيانات المصدرية ورمز المحاكاة جزئياً عبر منصة Thermox، في خطوة تشجع الباحثين حول العالم على المساهمة في تطوير هذا المجال الناشئ.



إسلام العبادي (أبوظبي)

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الكمبيوتر حاسوب الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

ميتا تستقطب علماء الذكاء الاصطناعي من المنافسين

استقطبت "ميتا" مجموعة من علماء الذكاء الاصطناعي لدى كبرى الشركات المنافسة، ومن بينها غوغل، من أجل تأسيس فريق جديد يركز على تطوير نموذج الذكاء الاصطناعي الشامل (artificial general intelligence)، وذلك حسب تقرير من بلومبيرغ.

ويتزامن هذا التقرير مع تصريح الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي" سام ألتمان -في بودكاست مع شقيقه جاك ألتمان- بأن "ميتا" حاولت استقطاب مجموعة من علماء الذكاء الاصطناعي في "أوبن إيه آي" عبر عروض ورواتب وصلت إلى 100 مليون دولار، ولكنها فشلت في ذلك حسب تقرير موقع "تيك كرانش" التقني.

New episode of Uncapped with @sama. Enjoy ???? pic.twitter.com/2IxYt3B4Gm

— Jack Altman (@jaltma) June 17, 2025

وأضاف تقرير "تيك كرانش" -على لسان سام ألتمان- مجموعة من التعليقات بشأن وضع "ميتا" الحالي وما تقوم به من جهود للوصول للذكاء الاصطناعي الشامل، مؤكدا أن "أوبن إيه آي" لديها فرصة أكبر في تحقيق الذكاء الاصطناعي الشامل مقارنةً ببقية الشركات، وذلك بفضل البيئة الإبداعية التي ترعاها الشركة، مشيرا لكون "ميتا" تركز على الرواتب أكثر من تركيزها على البيئة الإبداعية.

نواة لفريق جديد

وأكد تقرير بلومبيرغ أن موجة الانتقالات والتعيينات التي تخوضها "ميتا" الآن هي جزء من مساعي الشركة لتأسيس فريق ذكاء اصطناعي جديد يعزز من موقف الشركة وسط الشركات المنافسة.

لذا كان من المحوري أن تستقطب الشركة مجموعة من أبرز الأسماء في عالم الذكاء الاصطناعي، وهو ما يحاول زوكربيرغ القيام به شخصيا، حسب تقرير بلومبيرغ الذي أكد أن الرئيس التنفيذي للشركة يجري في بعض الأحيان المقابلات بنفسه من منزله ويتصل بالمرشحين شخصيا.

"ميتا" استقطبت مجموعة من علماء الذكاء الاصطناعي لدى كبرى الشركات المنافسة، ومن بينها غوغل (مواقع التواصل)

وأشارت بلومبيرغ إلى نجاح زوكربيرغ في استقطاب جاك راي، باحث رئيسي في "غوغل ديب مايند" (Google DeepMind) فضلا عن يوهان شالكويك رئيس قسم التعلم الآلي في شركة "سيسامي للذكاء الاصطناعي الصوتي" (Sesame)، وذلك عبر إنفاق عشرات الملايين من الدولارات إلى جانب عرض بعض أسهم الشركة ضمن هذه الصفقات، حسب ما جاء في التقرير.

إعلان

وفي مقدمة المواهب الجديدة الواردة إلى "ميتا" يأتي ألكسندر وانغ (28 عاما) مؤسس شركة "سكيل إيه آي" التي استثمرت "ميتا" فيها 14 مليار دولار مقابل 49% من أسهم الشركة، ومن المتوقع -حسب بلومبيرغ- أن ينتقل مجموعة من علماء الذكاء الاصطناعي في الشركة إلى "ميتا"، إذ تسعى الأخيرة لتعيين 50 عالم ذكاء اصطناعي جديدا.

مقالات مشابهة

  • أبل تدرس الاستحواذ على Perplexity AI لتعويض تأخرها في سباق الذكاء الاصطناعي
  • دراسة تُحذّر: الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي قد يضر الذاكرة ويُضعف قدرات التعلم
  • الذكاء الاصطناعي في التحكيم الرياضي بين الدقة والتحديات
  • محتوى بلا بشر… الذكاء الاصطناعي يغزو تيك توك والارباح تتضاعف
  • غوغل تطور البحث الصوتي.. تفاعل ذكي مدعوم بـ«الذكاء الاصطناعي»
  • وضع الذكاء الاصطناعي.. رهان غوغل الجديد لمواجهة منافسي البحث
  • مش خطر على شغلك| الذكاء الاصطناعي يزيد راتبك بنسبة 56%
  • مدير مبادرة الأورام السرطانية: التحليل الجيني يفتح آفاقًا جديدة لعلاج السرطان في مصر
  • ميتا تستقطب علماء الذكاء الاصطناعي من المنافسين
  • التكنولوجيا الرقمية والذكاء الاصطناعي يعيدان تشكيل مستقبل التعليم