تقرير أممي يحذر من أزمة اجتماعية عالمية: زيادة الفقر وقلق بشأن فقدان الوظائف
تاريخ النشر: 25th, April 2025 GMT
لا يزال الكثيرون في أنحاء العالم على حافة الفقر على الرغم من المكاسب الكبيرة التي تحققت في هذا المجال، فيما يشعر حوالي 60% من الناس بالقلق من فقدان وظائفهم، وفق تقرير صادر عن الأمم المتحدة حذر من أزمة اجتماعية متفاقمة بسبب انعدام الأمن الاقتصادي، ومستويات التفاوت المذهلة، وتراجع الثقة الاجتماعية.
التغيير ــ وكالات
التقرير الصادر عن لجنة الأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية يدعو إلى اتخاذ إجراءات سياسية فورية وحاسمة لمعالجة هذه الاتجاهات المقلقة.
وقال التقرير الاجتماعي العالمي لعام 2025 إن أكثر من 2.8 مليار شخص – أي أكثر من ثلث سكان العالم – يعيشون في ظل الفقر إذ يتراوح دخلهم بين 2.15 و6.85 دولار في اليوم. ويمكن لأي انتكاسة طفيفة أن تدفع الناس إلى الفقر المدقع.
قلق عالمي بسبب فقدان الوظائفويفاقم عدم الاستقرار في التوظيف على نطاق واسع حالة عدم اليقين الاقتصادي، إذ يشعر حوالي 60 في المائة من الناس على مستوى العالم بالقلق من فقدان وظائفهم وعدم قدرتهم على العثور على وظائف جديدة.
وفي الوقت نفسه، يعيش 65 في المائة من سكان العالم في بلدان تشهد زيادة في تفاوت الدخل. ولا يزال جزء كبير من إجمالي تفاوت الدخل يعزى إلى التفاوت على أساس خصائص مثل العرق والطائفة ومكان الميلاد والخلفية الأسرية.
وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة، سيظل هدف “عدم ترك أحد خلف الركب” – الذي حددته أهـداف التنمية المستدامة – بعيد المنال بحلول عام 2030 ما لم يتسارع التقدم.
نصف سكان العالم لا يثقون بحكوماتهمويؤدي تزايد انعدام الأمن والتفاوت إلى تقويض التماسك الاجتماعي وإجهاد أسس التضامن والتعددية. ولا يثق أكثر من نصف سكان العالم بحكوماتهم إلا قليلا أو لا يثقون بها على الإطلاق.
ومن المثير للقلق أن مستويات الثقة تتراجع من جيل إلى جيل، مما يشير إلى انهيار منهجي للتماسك الاجتماعي. ويؤدي الانتشار السريع للمعلومات المضللة والمغلوطة إلى تفاقم هذه الاتجاهات المقلقة.
في حين أن الأزمات الأخيرة سلطت الضوء على انعدام الأمن والثقة بشكل حاد، يؤكد التقرير أن هذه التحديات الاجتماعية عميقة ومتراكمة على مدى عقود.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “يتفشى التفاوت وانعدام الأمن وانعدام الثقة بشكل عميق في جميع أنحاء العالم. ويكافح عدد لا يحصى من الناس لتغطية نفقاتهم في حين تتركز الثروة والسلطة في القمة. وتستمر الصدمات الاقتصادية والصراعات والكوارث المناخية في محو المكاسب التنموية التي تحققت بشق الأنفس. وبالنسبة للكثيرين، تتسم الحياة بعدم اليقين وانعدام الأمن، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تأجيج الإحباط وتعميق الانقسامات. وأهداف التنمية المستدامة بعيدة للغاية عن المنال”.
ويتطلب التغلب على هذه التحديات – وتسريع التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة – تحولات أساسية في السياسات والمؤسسات والأعراف والعقليات.
وعن ذلك قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية لي جونهوا: “يدعو التقرير إلى تقييم نُهج السياسات. ويتطلب الحفاظ على التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة كسر الحلقة المفرغة المتمثلة في انعدام الأمن وتدني الثقة وتقلص الحيز السياسي. ويجب على الحكومات والمجتمع الدولي أن يقيّموا بشكل نقدي أوجه قصور السياسات الاقتصادية والاجتماعية – أو حتى تفاقمها لانعدام الأمن”.
قطر تستضيف القمة العالمية للتنمية الاجتماعية
يشار إلى أن مؤتمر القمة العالمي الثاني للتنمية الاجتماعية، سيعقد في العاصمة القطرية الدوحة، في الفترة من 4 إلى 6 تشرين 2025.
وذكر التقرير أن المؤتمر سيوفر منصة حاسمة للحكومات لتقييم التقدم المحرز واتخاذ إجراءات ملموسة للتصدي لهذه التحديات الاجتماعية الحرجة.
الوسومأزمة عالنية إنعدام الأمن الحكومات فقدان وظائفالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: إنعدام الأمن الحكومات فقدان وظائف
إقرأ أيضاً:
السودان يدخل عامه الثالث في أسوأ أزمة إنسانية عالمية وسط تجاهل دولي واسع
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن الأزمة الإنسانية في السودان مستمرة في التفاقم، حيث يدخل النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عامه الثالث على التوالي، وسط تقاعس دولي عن اتخاذ خطوات فاعلة لوقف القتال وإنقاذ المدنيين، في كارثة وصفها بأنها من بين أخطر الأزمات العالمية.
وأفاد المرصد في بيان صحفي، له اليوم أرسل نسخة منه لـ "عربي21"، بأن النزاع المستمر تسبب في معاناة عشرات الملايين من السودانيين، الذين يعانون نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والخدمات الطبية، في ظل انهيار اقتصادي وارتفاع أسعار السلع الأساسية، مما جعل الغالبية العظمى عاجزة عن تلبية أبسط احتياجاتها اليومية.
وقال: "خلال العامين الماضيين، قُتل أكثر من 18,800 مدني في السودان نتيجة الاستهداف المباشر للأحياء السكنية والبنية التحتية المدنية، عبر غارات جوية، وقصف مدفعي، وطائرات مسيّرة هجومية وانتحارية، إضافة إلى اشتباكات داخل المدن، في انتهاك واضح لقواعد القانون الدولي الإنساني".
وسلط المرصد الضوء على تصاعد الانتهاكات بحق الأطفال، حيث وثقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) 221 حالة اغتصاب لأطفال، بينهم رضّع دون سن الخامسة، فضلاً عن زيادة ملحوظة في انتهاكات أخرى مثل التجنيد القسري والقتل والاعتداء على المدارس والمستشفيات، مع انتشار الانتهاكات إلى أكثر من نصف الولايات السودانية.
كما أكد المرصد أن العنف الجنسي تحول إلى سلاح ممنهج في النزاع، يستهدف بشكل خاص النساء والفتيات، حيث يعاني أكثر من 12 مليون امرأة وفتاة من أشكال متعددة من العنف القائم على النوع الاجتماعي، في ظل تدمير شبه كامل للنظام الصحي، إذ أُخرج 80% من المرافق الطبية عن الخدمة في مناطق النزاع.
يُضاف إلى ذلك تفاقم أزمة الأمن الغذائي، حيث يعاني أكثر من 24.6 مليون شخص من انعدام حاد في الغذاء، منهم نحو 638 ألف شخص في مرحلة مجاعة فعلية، في وقت تعيق الاشتباكات وتقييدات الوصول تقديم المساعدات الإنسانية.
وأشار المرصد الأورومتوسطي إلى أن النزاع أدى إلى أكبر موجة نزوح داخلي في العالم، مع نزوح حوالي 9 ملايين شخص، ولجوء 3 ملايين إلى دول مجاورة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية تشتد فيها مخاطر الأمراض وتفتقر إلى الخدمات الصحية الأساسية.
وفي سياق موازٍ، وثقت منظمات حقوقية فقدان نحو 50 ألف شخص في ظروف غامضة، في حين لا توجد جهود رسمية جادة للكشف عن مصيرهم أو تقديم معلومات لأسرهم، ما يزيد من معاناة السودانيين وسط مناخ إفلات من العقاب.
وطالب المرصد المجتمع الدولي ومؤسساته الرئيسية، من بينها مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، بفرض حظر فوري على توريد الأسلحة والطائرات المسيّرة إلى أطراف النزاع، وتجميد أصول المسؤولين عن الانتهاكات وحظر سفرهم، بالإضافة إلى دعم بعثة تقصي الحقائق المستقلة لتوثيق الجرائم ومحاسبة مرتكبيها.
كما دعا إلى إنشاء آلية دولية خاصة لمعالجة ملف المفقودين والإخفاء القسري، وإطلاق برامج طارئة لمكافحة العنف القائم على النوع الاجتماعي، وفتح ممرات إنسانية آمنة تخضع للرقابة الدولية، تتيح إيصال المساعدات دون عوائق.
وأخيرًا، شدد على ضرورة إعداد خطة دولية متكاملة لإعادة الإعمار والتعافي في السودان، تراعي حقوق اللاجئين والنازحين وتعوض الضحايا، لضمان تحقيق العدالة الانتقالية والسلام المستدام.
أنهى التقرير بالتأكيد على أنه "وسط كل هذه التحديات، تظل الأزمة السودانية تتصاعد، بينما يغيب الدعم الدولي الفعلي، ما يزيد من معاناة ملايين المدنيين الذين يعيشون تحت وطأة الحرب والفقر والمرض، في واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية تعقيدًا في العالم اليوم".