أطلقت 8 حائزات على جائزة نوبل للسلام نداء عاجلا لوضع حدٍّ فوري للإبادة الجماعية في غزة وإنهاء الاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية.

وأكد بيان صادر عن "مبادرة نوبل للمرأة"، أن العنف المستمر والانتهاكات الإسرائيلية ليست حوادث معزولة بل هي جزءٌ من حملة منهجية لمحو الهوية والوجود الفلسطيني، وجدّد الإصرار على حقّ الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وعودة لاجئيه​​.

وجاء في البيان "نحن النساء الحاصلات على جائزة نوبل للسلام، نشهد على الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والاحتلال غير القانوني الجاري في فلسطين. نقف متضامنات مع الشعب الفلسطيني وندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لإنهاء هذه الفظائع".

وأضاف "إن العنف المستمر وانتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين ليست حوادث معزولة، بل هي جزء من حملة منهجية لمحو الهوية والوجود الفلسطيني. ندين الهجمات العشوائية على المدنيين، وتدمير المنازل والبنية التحتية، والتجاهل الصارخ للقانون الدولي".

نظّمت "مبادرة نوبل للمرأة" جولةً ميدانية لوفدٍ نسويّ من حاملات جائزة نوبل للسلام، قادته كلٌّ من الأميركية جودي ويليامز واليمنيّة توكل كرمان والإيرانيّة شيرين عبادي.

الوفد استهلّ زيارته في القدس الشرقية والضفة الغربية (المصدر: فليكر)

استهلّ الوفد زيارته في القدس الشرقية والضفة الغربية حيث وثّق توسّع المستوطنات وهجمات المستوطنين المدعومة رسميا، ثم انتقل إلى عمّان للاستماع إلى شهادات عشرات النساء الفلسطينيات -من طبيبات ومعلّمات وصحفيات وناشطات ومعتقلات سابقات- اللّواتي عرضن أشكال العنف والتهميش التي يواجهنها في حياتهن اليومية.

إعلان

خلال اللقاءات الميدانية استمع الوفد إلى شهاداتٍ عن توقيف تعسفي وعنف جنسي وتعذيب في السجون الإسرائيلية، وإلى روايات أطباء حول قصف عيادات الولادة ومنع سيارات الإسعاف، كما وثّق مزارعون تجريف بساتين الزيتون ومصادرة الأراضي الزراعية في القرى المحاذية للمستوطنات​​.

وقالت توكل كرمان إنّ "نضال الفلسطينيات من أجل البقاء والكرامة هو نضالنا المشترك"، وطالبت المجتمع الدولي بفرض حظرٍ على تصدير السلاح لإسرائيل بوصفه "خطوةً لا يمكن تأجيلها"​​.

بدورها، وصفت ويليامز المشهد في الضفة وغزة بأنه تطهيرٌ عرقيّ موثَّق، وحمّلت حكومتها في واشنطن جزءًا من المسؤولية لدعمها العسكري المتواصل لإسرائيل​​.

تضمّن البيان 8 مطالب رئيسية وهي كالتالي:

إنهاء جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة: وقف فوري للجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، ودعم حقوقه وكرامته وحريته.

إنهاء الاحتلال غير القانوني ووقف التوسع الاستيطاني: وضع حد للاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي ووقف بناء المستوطنات وتوسعتها.

فرض حظر على الأسلحة: وقف توريد الأسلحة إلى إسرائيل.

وقف فوري لإطلاق النار وضمان المساعدات الإنسانية: التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتأمين الوصول الكامل للمساعدات الإنسانية إلى غزة بما في ذلك الإجلاء الطبي العاجل للحالات الحرجة.

ضمان العدالة والمساءلة: ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب والعنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي وتفعيل الآليات الدولية لحقوق الإنسان ودعم استمرار عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مع السماح بوصول كامل لهيئات حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة.

حماية الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية: وضع حد لعنف الجيش والمستوطنين ضد المدنيين.

إشراك المرأة الفلسطينية في عمليات السلام والسياسة والإعمار: ضمان مشاركة فاعلة لأصوات النساء الفلسطينيات ووجهات نظرهن في جميع المفاوضات والجهود المتعلقة بالسلام وإعادة الإعمار.

إعلان

حماية المرأة الفلسطينية ودعم المنظمات النسوية: ضمان سلامة المدافعات عن حقوق الإنسان وإطلاق سراح السجينات السياسيات وتوفير دعم أساسي ومرن ومستدام للمنظمات النسوية الفلسطينية العاملة في الصفوف الأمامية لتعزيز العدالة والصمود.

 مبادرة نوبل للمرأة أعلنت عن تضامنها غير المشروط مع النساء الفلسطينيات (المصدر: فليكر)

شمل الوفد شخصيات ومنظمات مساندة، في مقدّمها جويس عجلوني، الأمينة العامة للجنة الأصدقاءِ الأميركيين للخدمات (AFSC)، والرابطة الدولية للنساء من أجل الحرية والسلام (WILPF) بقيادة الدكتورة أمريتا كابور، الأمينة العامة لرابطة النساء الدولية للحرية والسلام "ويلبف".

و"ويلبف" منظمة نسوية قائمة على العضوية تمتد شبكتها في مختلف أنحاء العالم، وقد نالت اثنتان من مؤسساتها جائزة نوبل للسلام عامي 1931 و1946، ما يبرز تاريخ الرابطة الطويل في الدفاع عن السلام والعدالة.

كما حظي البيان بدعم من الأمير الحسن بن طلال والأميرة غيداء طلال في الأردن، إضافة إلى السفيرة الأيرلندية ماريان بولغر.

وانضمت المحامية الكندية من أصل فلسطيني ديانا بوتو إلى الوفد، وحثت أعضاء المحكمة الجنائية الدولية على الوفاء بالتزاماتهم القانونية عبر تنفيذ أوامر التوقيف الصادرة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الأسبق يوآف غالانت، مؤكدة أن تطبيق هذه الأوامر يجسد التزام المجتمع الدولي بحقوق الإنسان وسيادة القانون.

وأعلنت مبادرة نوبل للمرأة أنّها ستُصدر في مايو/أيار المقبل تقريرًا تفصيليًّا يتضمن خلاصات الجولة وتوصيات قانونية وميدانية لتحرّك دولي فعال، مؤكدة أن السلام العادل يبدأ بالاعتراف بالحقوق وبصوت الضحايا أولا.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات جائزة نوبل للسلام

إقرأ أيضاً:

رسالة إنسانية تتصدر المشهد الختامي.. ختام مؤثر للدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

القاهرة – مدرين المكتومية
اختُتمت مساء أمس الجمعة فعاليات الدورة السادسة والأربعين من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، في حفل ختامي احتضنته العاصمة المصرية القاهرة، وسط حضور لافت من أبرز نجوم وصنّاع السينما العرب والعالميين، إلى جانب شخصيات ثقافية وإعلامية مرموقة.

وجاء الحفل ليضع نقطة مضيئة في ختام دورة تميّزت بالتنوّع الفني والرسائل الإنسانية، مؤكداً مكانة المهرجان كأحد أعرق المهرجانات السينمائية في المنطقة والعالم.

وشهد الحفل حضور الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، والفنان الكبير حسين فهمي رئيس المهرجان، والناقد محمد طارق المدير الفني، إلى جانب نخبة من نجوم السينما، من بينهم: نيللي، خالد النبوي، محمود حميدة، ليلى علوي، إلهام شاهين، خالد الصاوي، أشرف زكي، خالد سليم، محمد رياض، سلوى محمد علي، صبري فواز، هنا شيحة، داليا مصطفى، محمد رضوان، لقاء الخميسي، منال سلامة، أحمد مجدي، رانيا يوسف، هنادي مهنا، عمرو عابد، وعدد من المخرجين والكتّاب والمنتجين المصريين والعرب، فضلاً عن الحضور الأجنبي الواسع الذي يجسّد مكانة المهرجان الدولية.

لحظة إنسانية في قلب الاحتفال

وفي مشهد استثنائي توقف الحفل عند قصة الطفلة الفلسطينية هند رجب التي قُتلت في غزة بعد ساعات من مناشدتها الجهات الطبية والإنسانية لإنقاذها. وارتفعت صورتها على الشاشة الرئيسية مصحوبة بتسجيل صوتي لمناشدتها المؤثرة، قبل أن يصعد الفنان الكبير حسين فهمي إلى خشبة المسرح لإلقاء كلمة حملت معاني عميقة حول قوة السينما ودورها في حفظ الذاكرة الإنسانية.

وقال فهمي إن المكالمة التي سمعها الحضور قد تبدو كمشهد سينمائي، لكنها في الحقيقة تسجيل لطفلة لم تتجاوز السادسة من عمرها، ظلّت تصرخ ثلاث ساعات بعد أن شاهدت أفراد أسرتها يُقتلون أمام عينيها.

وأضاف أن قوة السينما تكمن في قدرتها على التوثيق وحفظ القصص الحقيقية من النسيان، مؤكداً أن هند رجب ستبقى رمزاً للقصص التي لا يجب أن تُنسى، وأن الأطفال الذين يشبهونها ليسوا مجرد أرقام.
وأعلن أن فيلم ختام الدورة هو “صوت هند رجب”، مشيراً إلى أن المهرجان شهد هذا العام عروضاً جماهيرية مميزة وفعاليات فنية ومهنية متعددة، من بينها عروض مرمّمة وورش عمل وماستر كلاس شارك فيها أبرز المتخصصين.

كما توجّه بالشكر إلى وزارة الثقافة والوزارات الداعمة: الخارجية، الداخلية، السياحة والآثار، الشباب والرياضة، وهيئة تنشيط السياحة ومحافظة القاهرة، بالإضافة إلى دار الأوبرا المصرية، مشيداً بدور جميع مؤسسات الدولة في دعم هذه الدورة. ووجه الشكر كذلك إلى رعاة المهرجان وشركائه، وإلى فريق العمل الذي بذل جهداً كبيراً في التنظيم، بقيادة الناقد محمد طارق وإدارة أيام القاهرة لصناعة السينما وفِرق حفلي الافتتاح والختام والسجادة الحمراء والجهات المسؤولة عن تشغيل القاعات والموسيقى الحية.

وهنّأ فهمي الشعب القطري على انطلاق النسخة الجديدة من مهرجان الدوحة السينمائي، معلناً توقيع اتفاقية تعاون بين مهرجان القاهرة السينمائي ولجنة الأفلام بالمدينة الإعلامية في قطر، مؤكداً أن هذه الخطوة تمثل دعماً مهماً لصناعة السينما العربية وتفتح آفاقاً جديدة أمام صنّاع الأفلام.

جوائز الإبداع

بعد الكلمة الإنسانية المؤثرة، انطلقت مراسم إعلان الجوائز وسط أجواء حماسية وترقّب كبير. وقد عكست قائمة الجوائز تنوّع الإنتاج السينمائي العالمي وقدرته على إبراز مواهب جديدة أثبتت حضورها في هذه الدورة.

جائزة أفضل فيلم وثائقي: الفيلم الطويل “ثريا حبي”.

جائزة شادي عبد السلام لأفضل فيلم في أسبوع النقاد الدولية: “حبيبي حسين”.

جائزة يوسف شاهين لأفضل فيلم قصير: “شوارع القاهرة”.

جائزة الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي): “الأشياء التي نقتلها”.

جائزة نيتباك لأفضل فيلم آسيوي طويل: “عالم النبات”، الذي قدم رؤية شاعرية للعلاقة بين الإنسان والطبيعة.

وتواصلت الجوائز مع فوز فيلم “كلب ساكن” بجائزة أفضل فيلم عربي ضمن آفاق السينما العربية، فيما نالت الممثلة ليلى أكرم جائزة أفضل ممثلة، وتقاسم بطلا فيلم “بينما نتنفس” جائزة أفضل أداء تمثيلي.

أما جائزة أفضل سيناريو فكانت لفيلم “على رأس الشارع” بفضل معالجته الدرامية المتماسكة.
وفي الجوائز الكبرى للمسابقة الدولية:

الهرم الذهبي: “اليعسوب” للمخرج بول أندرو ويليامز.

الهرم الفضي: فيلم “كان يا ما كان في غزة” للمخرجين طرزان وعرب ناصر، إلى جانب جائزة أفضل ممثل لمجد عيد.

الهرم البرونزي: فيلم “بينما نتنفس”.

ختام برؤية إنسانية ومستقبلية

اختتم المهرجان دورته الـ46 مؤكداً دوره كمحطة رئيسية لصناعة السينما العربية، وفضاء للحوار بين الثقافات، جامعاً بين الفن والرسالة الإنسانية، ومذكّراً بقدرة السينما على أن تكون مرآة للواقع ووعاءً للذاكرة ونافذة تطل على مستقبل أكثر وعياً وإبداعاً.

إطلاق مبادرة "سينماد"

وفي سياق الاحتفاء بالفن العربي، شهد الحفل الإعلان عن مبادرة “سينماد” في أول ظهور رسمي لها، قبل عرض فيلم الختام مباشرة، بحضور رئيس المهرجان وعدد من الشركاء والداعمين.

وتنطلق المبادرة في ديسمبر المقبل كأول تجربة من نوعها لعرض أفلام المهرجانات العربية في دور السينما بأنحاء العالم العربي لمدة ثلاثة أشهر، حيث سيتم عرض 20 فيلماً عربياً شارك كثير منها في مهرجانات كبرى وفاز بجوائز مرموقة.

وتضم القائمة أفلاماً بارزة، منها:
“صوت هند رجب” (ممثّل تونس في جوائز الأوسكار)، “فلسطين 36”، “كلب ساكن”، “ملكة القطن”، “بابا والقذافي”، إضافة إلى مجموعة أفلام مصرية مثل “اختيار مريم”، “50 متر”، “سموكي آيز”، “المستعمرة”، و*“60 جنيه مصري”*.
كما تشمل أعمالاً من الجزائر والمغرب والصومال وسوريا وتونس وفلسطين، ما يجعل المبادرة خطوة نوعية لتعزيز انتشار السينما العربية عبر منصة عرض جماهيرية غير مسبوقة.


































 

مقالات مشابهة

  • الزراعة تنهار بمحافظتين جنوبيتين وفلاحوها يدعون لتظاهرات واسعة
  • تصويت الجمهور.. الفيلم الفلسطيني «ضايِل عنا عرض» يفوز بجائزة يوسف شريف رزق الله
  • رسالة إنسانية تتصدر المشهد الختامي.. ختام مؤثر للدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
  • «شوارع القاهرة» يفوز بجائزة يوسف شاهين لأفضل فيلم قصير في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ46
  • شوارع القاهرة يفوز بجائزة يوسف شاهين لأفضل فيلم قصير بالمهرجان الدولي 46
  • رشا عصفور تقدم جائزة للفيلم الوثائقي عندي أصدقاء آخرون خلال سوق مهرجان القاهرة السينمائي الدولي
  • مصر تؤكد دعمها الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في اجتماعات منظمة العمل الدولية
  • جبران: دعم كامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في العمل الدولية
  • تفاصيل جائزة التميُّز من البنك التجاري الدولي عن فئة الريادة في النشر والتعليم
  • جائزة الحسن للشباب تشارك في مؤتمر دوق إدنبرة الدولي في نيجيريا