محمد صلاح "ملك" مصري صنع لنفسه إرثا لا يمحى في ليفربول
تاريخ النشر: 28th, April 2025 GMT
لم يكن محمد صلاح يتخيل بأنه سيصنع لنفسه إرثا بحجم "الملك" في ليفربول الإنجليزي عندما انتقل إليه في صيف 2017 من روما الإيطالي، لكنه أثبت مرارا وتكرارا أن اسمه لن يمحى من ذاكرة جماهير "أنفيلد" لعقود طويلة.
محمد صلاح "ملك" مصري صنع لنفسه إرثا لا يمحى في ليفربولفي موسم صُنِّف في بدايته من قبل كثر على أنه تجريبي نتيجة مغادرة المدرب الألماني يورجن كلوب بعد ثمانية مواسم رائعة مع الفريق، ساهم صلاح بشكل أساسي في نجاح مهمة خليفته الهولندي أرنه سلوت الذي خالف التوقعات وقاد "الحمر" أولا إلى نهائي كأس الرابطة حيث خسروا أمام نيوكاسل يونايتد، ثم نجحوا الأحد في حسم لقب الدوري قبل أربع مراحل على ختامه.
وسجل صلاح في حملة "الحمر" نحو اللقب الثاني فقط منذ 1990 ومعادلة الرقم القياسي المسجل باسم الغريم مانشستر يونايتد (20)، 28 هدفا حتى الآن مع 18 تمريرة حاسمة ما يجعل مسألة فوزه بجائزة أفضل لاعب في الدوري للمرة الثالثة في مسيرته مسألة شكلية، وبات النقاش الآن حول مكانته بين أعظم اللاعبين في عصر الـ "برميرليج" الذي انطلق في مطلع التسعينات.
يُمثّل مردوده الهجومي البالغ 46 بين أهداف وتمريرات حاسمة رقما قياسيا جديدا في الدوري الممتاز لموسم من 38 مرحلة. ويبدو أن الرقم القياسي المطلق (الدرجة الأولى سابقا والدوري الممتاز) والبالغ 47 بين أهداف وتمريرات حاسمة في متناوله تماما مع بقاء أربع مراحل.
ويحتل صلاح المركز الخامس على لائحة أفضل الهدافين في تاريخ الدوري الممتاز (185 هدفا)، وهو من بين أفضل 10 لاعبين من حيث التمريرات الحاسمة.
لم يصل "الفرعون" المصري إلى "أنفيلد" كنجم خارق عندما دفع ليفربول 34 مليون جنيه استرليني (45 مليون دولار) لروما مقابل خدماته في 2017.
كجناح سريع واعد، عانى من الثبات في الأداء والإنتاجية منذ رحيله عن مصر للانضمام إلى بازل السويسري وهو في التاسعة عشرة من عمره.
فشل صلاح في تحقيق المستوى المطلوب في مروره الإنجليزي الأول حين دافع عن ألوان تشلسي، وتخلص منه النادي اللندني بعد 19 مباراة فقط في قرار خاطئ تماما حسب ما أثبت الزمن.
أمضى صلاح فترتي إعارة في الدوري الإيطالي مع فيورنتينا ثم روما قبل أن ينضم إلى نادي العاصمة بشكل دائم.
أدى أداؤه مع "جالوروسي" إلى استعادة بريقه وأغرى ليفربول بالمراهنة على إمكاناته حتى لو لم يكن الخيار الأول للمدرب كلوب الذي كان يفضل التعاقد مع مواطنه يوليان براندت، لكن كشافي النادي أقنعوه بضم المصري في خطوة أعطت ثمارها تماما، لينجح الرجلان معا في إعادة "الحمر" إلى قمة كرة القدم الإنجليزية والأوروبية.
لم يكن كلوب بحاجة إلى الكثير من الوقت للاقتناع بصحة هذا القرار، إذ سجل صلاح 44 هدفا في موسمه الأول في "أنفيلد"، ليقود ليفربول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا وضمن المراكز الأربعة الأولى في الدوري الممتاز.
- "شخصية أيقونية" -
سرعان ما أطلقت عليه كنية "الملك المصري" في ميرسيسايد بعدما راكم الألقاب الواحد تلو الآخر.
غادر صلاح ملعب نهائي دوري أبطال أوروبا 2018 أمام ريال مدريد الإسباني باكيا بعدما أُجبر على الخروج في الشوط الأول بسبب إصابة في الكتف نتيجة تدخل ماكر من سيرجيو راموس، ما أثر أيضا على مردوده مع المنتخب المصري بعدها بأسابيع معدودة في مونديال روسيا.
لكن بعد عام واحد، لعب المصري دور البطل وسجل في نهائي المسابقة القارية حين فاز فريقه على مواطنه توتنهام 2-0، محققا أول الألقاب في عهد كلوب.
تبع ذلك فوز ليفربول في عام 2020 بلقبه الأول في الدوري المحلي منذ 1990، وأضاف إليه إحراز كأسي إنجلترا والرابطة مرتين، إلى جانب الوصول لنهائي دوري الأبطال عام 2022 أيضا.
أُدرج صلاح في قائمة مجلة "تايم" لأكثر 100 شخصية تأثيرا في 2019، ووُصف بأنه "شخصية أيقونية للمصريين، أبناء ليفربول والمسلمين حول العالم".
استغل صلاح هذه المكانة للدعوة إلى مزيد من المساواة بين الجنسين في العالم العربي وإلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة عقب الغارات الجوية الإسرائيلية في أكتوبر 2023.
تأثير محمد صلاح الأكبر كان في الملعب.
ينشر صلاح، المهووس بالمحافظة على لياقته البدنية، بانتظام صورا لتدريباته على وسائل التواصل الاجتماعي، في روتين يلعب دورا رئيسا في بقائه بين نخبة لاعبي العالم على الرغم من أعوامه الـ32.
قال سلوت "ليس الأمر بالصدفة، فمنذ اليوم الأول لوصولي إلى هنا أجرينا اختبارا للياقة البدنية، وكان هو اللاعب الأكثر لياقة لدينا. هذا يُخبرك عن خططه للموسم. كما يُخبرك كثيرا عن شخصيته".
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
محمد صلاح: الزمالك يعاني دفاعيًا.. وأطالب بدعم فيريرا بعنصر مصري
في تصريحات صريحة حملت مزيجًا من النقد البناء والدعوة إلى التماسك، أكد محمد صلاح، نجم نادي الزمالك السابق والمدير الفني الأسبق للفريق، أن الأداء الدفاعي للفريق الأبيض خلال مواجهة الأهلي الأخيرة لم يكن بالمستوى المطلوب، خاصة بعد مرور أول 30 دقيقة من اللقاء، حيث ظهر واضحًا وجود ارتباك في الخط الخلفي وسوء تمركز في أكثر من لقطة حاسمة.
وأوضح صلاح خلال مداخلته في برنامج “زملكاوي” الذي يقدمه الكابتن محمد صبري على قناة الزمالك، أن المباراة كشفت عن ثغرات واضحة في التنظيم الدفاعي للفريق، وهو ما استغله الأهلي بذكاء بفضل سرعة تحركات لاعبيه في العمق والأطراف، مشيرًا إلى أن الزمالك افتقد للصلابة المعتادة في بناء الهجمة والارتداد عند فقدان الكرة.
وأضاف صلاح أن المدير الفني يانيك فيريرا يتحمل جزءًا من المسؤولية عن تراجع المستوى الفني للفريق في المباريات الأخيرة، ليس بسبب ضعف الرؤية الفنية، وإنما بسبب تأخره المستمر في إجراء التبديلات خلال اللقاءات، وهو ما يؤدي إلى فقدان الإيقاع وتراجع الأداء في الشوط الثاني.
وقال:“فيريرا يملك فكرًا تدريبيًا جيدًا، لكنه يحتاج إلى سرعة أكبر في قراءة المباريات واتخاذ القرارات الحاسمة داخل أرض الملعب، فالتأخير في التبديلات أحيانًا يكلف الفريق نقاطًا ثمينة”.
ورغم انتقاداته، أكد نجم الزمالك السابق أنه يؤيد استمرار فيريرا في منصبه خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن تغيير المدرب في الوقت الحالي ليس الحل الأمثل، خاصة أن الفريق لا يزال في بداية الموسم ويمكن تصحيح الأخطاء. لكنه شدد على ضرورة أن تعقد إدارة النادي جلسة تقييم شاملة مع الجهاز الفني لمراجعة أسباب التراجع في النتائج والأداء، ووضع خطة واضحة للمرحلة المقبلة.
وطالب صلاح بضرورة إضافة عنصر مصري إلى الجهاز الفني الأجنبي لمساعدة فيريرا على فهم طبيعة الدوري المصري ولاعبي الزمالك بشكل أعمق، موضحًا أن وجود مدرب مصري قادر على التواصل المباشر مع اللاعبين بلغتهم وبيئتهم الكروية سيكون مفيدًا للغاية في إعادة الانسجام داخل الفريق.
وقال:“المدرب الأجنبي مهما كان مميزًا يحتاج إلى من يشرح له تفاصيل دقيقة عن شخصية اللاعب المصري وطريقة تفكيره في المواقف المختلفة. دعم الجهاز بعنصر وطني خبير سيكون خطوة مهمة في تصحيح المسار”.
وأضاف محمد صلاح أن الزمالك يمتلك خامات فنية مميزة من اللاعبين القادرين على المنافسة على البطولات المحلية والقارية، لكن الفريق بحاجة إلى إعادة تنظيم تكتيكي وتركيز أكبر في الجوانب الدفاعية، خاصة في مواجهة الفرق الكبرى التي تمتلك قدرات هجومية عالية مثل الأهلي وبيراميدز.
وانتقل صلاح للحديث عن ذكرى انتصار أكتوبر المجيد في الذكرى الثانية والخمسين، مؤكدًا أن هذا اليوم يمثل رمزًا للفخر والعزة لكل مصري، وأن الأجيال الجديدة يجب أن تدرك حجم التضحيات التي قدمها الجيش المصري لتحقيق هذا النصر العظيم. وأضاف:“لم يكن أحد في العالم يتوقع توقيت حرب أكتوبر، وكان عنصر المفاجأة أحد أسباب النصر. ما فعله الجيش المصري كان إنجازًا خارقًا في زمنٍ قياسي، ويجب أن يعرف الشباب قيمة ما تحقق على أرض سيناء من بطولات”.
وتابع موضحًا أن الروح القتالية التي تحلى بها الجنود المصريون في حرب أكتوبر يجب أن تكون مصدر إلهام للاعبي الكرة، خاصة في نادٍ كبير مثل الزمالك الذي تأسس على قيم الكفاح والإصرار والعزيمة.
وقال:“كرة القدم ليست مجرد مهارة، بل هي روح وشخصية. اللاعب الزملكاوي يجب أن يتذكر دائمًا أنه يمثل كيانًا عريقًا يحمل تاريخًا طويلًا من البطولات والتحديات، تمامًا كما واجه جنود مصر الصعاب وانتصروا”.
وفي ختام تصريحاته، وجّه محمد صلاح رسالة إلى جماهير الزمالك، دعاهم فيها إلى الاستمرار في دعم الفريق واللاعبين رغم التعثرات الأخيرة، مؤكدًا أن المرحلة الحالية تتطلب وحدة الصف وثقة الجماهير في إدارة النادي والجهاز الفني، مشددًا على أن الزمالك قادر على العودة بقوة إذا ما استعاد لاعبوه التركيز والتوازن النفسي.
وقال:“جماهير الزمالك دائمًا هي السند الحقيقي للفريق، وبدعمها يستطيع اللاعبون تجاوز أي أزمة. ما نحتاجه الآن هو الصبر والتكاتف، لأن الفريق يمر بمرحلة إعادة بناء تحتاج إلى الوقت والثقة”.
بهذا الخطاب المتوازن، جمع محمد صلاح بين النقد الفني الهادف والدعوة إلى الاستقرار المؤسسي، مؤكدًا أن الزمالك – رغم كبواته – لا يزال يمتلك كل مقومات النهوض والمنافسة، شريطة أن يتحلى الجميع بنفس الروح التي صنعت نصر أكتوبر الخالد