التواصل الحكومي في الأزمات.. جلسة عملية بمؤتمر الاتصال الرقمي
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
جدة – واس
قدّم مؤتمر الاتصال الرقمي تحت شعار “الاتصال.. إعلام وأكثر” بجامعة الملك عبدالعزيز؛ أولى جلساته العلمية اليوم، بعنوان “التواصل الحكومي في الأزمات” بمشاركة مساعد وزير الصحة للخدمات الصحية والمتحدث الرسمي للوزارة الدكتور محمد بن خالد العبدالعالي، وأدارها مدير مركز الاتصال المؤسسي المتحدث الرسمي بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور مصعب بن فالح الحربي.
وتطرق الدكتور العبدالعالي خلال الجلسة لإدارة الأزمات في وزارة الصحة وتجربتها الإثرائية مع جائحة كورونا؛ لافتًا إلى أن التواصل الحكومي في الأزمات هو أحد أهم عناصر إدارة الأزمات، إذ يسهم في توجيه الرأي العام، وطمأنة المجتمع، وتقديم المعلومات الدقيقة، ومكافحة الشائعات، وذلك بالشفافية والدقة في نقل المعلومات مما يعزز الثقة بين المجتمع والجهات الأخرى.
وأكد على توفير المعلومات في الوقت المناسب، وتركيز الإعلامي على الدقة والتأكد من صحة البيانات قبل نشرها، واستخدام لغة مفهومة لجميع فئات المجتمع، الرد على استفسارات الجمهور من خلال القنوات الرسمية، مع استخدام أدوات التواصل الحكومي في الأزمات؛ كالمؤتمرات الصحفية، ووسائل الإعلام الرسمية، وحسابات الجهات الحكومية على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى التطبيقات والمواقع الإلكترونية الحكومية.
يذكر أن مؤتمر الاتصال الرقمي يتضمن 13 جلسة حوارية، و13 ورشة عمل تخصصية؛ بمشاركة أكثر من 140 باحثًا وخبيرًا يمثلون 56 جامعة ومؤسسة أكاديمية ومهنية من 13 دولة حول العالم.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
المرجعية الدينية صمام الأمان في الأزمات
بقلم : علي الحاج ..
لطالما كانت المرجعية الدينية في العراق الملاذ الآمن والحصن الحصين عند اشتداد الأزمات، والدليل الحي على ذلك ما شهدته البلاد من مواقف مصيرية، أبرزها ما بعد عام 2003، حيث أسهمت المرجعية بدور محوري في إعادة تنظيم الحياة السياسية والاجتماعية والأمنية.
يشير سماحة الشيخ قيس الخزعلي في كلمته إلى أن المرجعية الدينية العليا، المتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني، كانت بحق صمام الأمان، ليس فقط للمذهب الشيعي، بل لكل العراقيين. وقد تجلّى هذا الدور في دعوة المرجعية للاستفتاء على الدستور، وفي فتوى الجهاد الكفائي التي أوقفت تمدد تنظيم داعش الإرهابي، وحمت العراق من الانهيار الكامل.
لم تكن الفتوى مجرد بيان ديني، بل كانت تحوّلًا استراتيجياً في مسار الأحداث، جمعت تحت رايتها آلاف المتطوعين ممن لبّوا نداء المرجعية وحققوا أعظم الانتصارات، مثبتين أن المرجعية ليست طرفاً سياسياً، بل قيادة أخلاقية وروحية وشرعية تتدخل عندما يبلغ الخطر ذروته.
يؤكد الشيخ الخزعلي أن المرجعية تمثل الامتداد الطبيعي للمعصومين في زمن الغيبة، فهي المرجع في الفتوى والحكم الشرعي. ومن هنا فإن كل من يخالف فتوى المرجعية أو يتنصل منها فهو يخالف الحق، لأن الحكم الشرعي الصادر عن الفقيه الجامع للشرائط هو الموقف الذي يُبرئ الذمة أمام الله.
وقد واجهت المرجعية محاولات متكررة للتشكيك بمكانتها، خصوصًا بعد الانتصار على داعش، حيث برزت أصوات تشكك في أصل التقليد وتدعو إلى الاستقلال عن العلماء، مدفوعة بمخططات هدفها تفريق كلمة الشيعة وإضعاف وحدتهم. إلا أن هذه المحاولات فشلت، لأن وعي الجماهير وتمسكهم بقيادتهم كان أقوى من حملات التضليل.
وفي زمن تتعدد فيه العناوين وتتكاثر فيه الدعوات، تبقى المرجعية الدينية هي البوصلة التي توجه الناس نحو الحق، وهي القلعة التي تتحطم على أسوارها مؤامرات الخارج وأصوات الداخل المنحرفة. فالمرجعية لم تكن يومًا عبئًا على الدولة أو المجتمع، بل كانت رافعة للمشروع الوطني والديني، ومصدر إلهام للصبر والثبات وتحقيق الانتصار.
وهكذا، فإن التمسك بالمرجعية هو تمسك بالثوابت، والابتعاد عنها هو تضييع للبوصلة. فبها يُعرف الحق، وعندها يُفصل النزاع، ومن خلالها يُحفظ الدين والوطن.