غباش: الإمارات تبنّت نهج الحوار الشامل لتعزيز مساهمتها إقليمياً ودولياً
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
أكد صقر غباش، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن المتغيرات الدولية وتحقيق المصالح الوطنية، لا ينفصلان عن الإسهام الفاعل في استقرار النظام الدولي وترسيخ توازناته السياسية، والاقتصادية والاجتماعية والفكرية.
وأشار إلى أن دولة الإمارات، بقيادة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تبنت نهج الحوار الشامل لتعزيز مساهمتها في محيطها الإقليمي والدولي، وصياغة شراكات تخدم المصالح المتبادلة في عالم تتقاطع وتتشارك فيه التحديات والفرص.
جاء ذلك في كلمته، خلال أعمال الدورة الثالثة لمنتدى «الحوار البرلماني جنوب - جنوب» التي تعقد تحت رعاية الملك محمد السادس، عاهل المملكة المغربية الشقيقة، وينظمها مجلس المستشارين المغربي، بالتعاون مع رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في إفريقيا والعالم العربي «أسيكا»، بمقر المجلس بالعاصمة الرباط، تحت شعار «الحوارات البين إقليمية والقارية بدول الجنوب.. رافعة أساسية لمجابهة التحديات الجديدة للتعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية المشتركة».
شارك في المنتدى وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية الذي ضم سعيد العابدي، وعائشة الظنحاني، ومضحية المنهالي، أعضاء المجلس الوطني ، وطارق المرزوقي، الأمين العام المساعد لشؤون رئاسة المجلس. كما حضر المنتدى عيسى البلوشي، القنصل العام لدولة الإمارات في المملكة المغربية.
مبادرات رائدة
وأكد غباش، أن دولة الإمارات ارتقت بالحوار الفكري والديني بوصفه رسالة حضارية وخياراً ثقافياً، وضرورة وجودية تعزز وحدة الإنسانية في مصيرها المشترك. وللإمارات مبادرات رائدة، منها «وثيقة الأخوّة الإنسانية» و«بيت العائلة الإبراهيمية».
وأضاف أن الإمارات جعلت الحوار السياسي والدبلوماسي، أداة لصياغة التفاهمات ونافذة للإرادة الحكيمة لتحقيق السلام، انطلاقاً من إيمانها بأن غاية الحوار بناء فضاء دولي يسوده الاحترام المتبادل والمستقبل المشترك للجميع.
وقال: إن الإمارات تبنّت مبكّراً نهج الحوار الاقتصادي القائم على الشراكات العادلة والانفتاح المسؤول، ونقل المعرفة، بما يعزز التنمية المستدامة ويخدم التقدم المشترك. ورسخت مكانتها العالمية مركزاً للابتكار الرقمي والاقتصاد القائم على المعرفة، واحتضنت شراكات دولية في الطاقة المتجددة والتقنيات الرقمية المتقدمة، لتؤكد أن الحوار بمختلف أبعاده يمثل فلسفة دولة وأداة حضارية لبناء عالم أكثر توازناً وازدهاراً.
وأشار إلى أن دول الجنوب بحاجة إلى إعادة صياغة إستراتيجياتها التنموية وبناء اقتصادات رقمية قادرة على الابتكار والمرونة والتنافسية، لتكون فاعلاً رئيساً في معادلات ومعطيات التحول الدولي المتسارع.
وأكد أهمية الملتقى منصةً لتبادل الخبرات ومعالجة التحديات انطلاقاً من السياق الثقافي والتنموي لدول الجنوب نفسها. وبرلمانات دول الجنوب تمتلك فرصة تاريخية لترسيخ «حوار الجنوب-الجنوب» وإعادة تعريف التعاون بينها على أساس تكامل استراتيجي، عبر إطلاق آليات مؤسسية للحوار البرلماني بينها، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وخلق شراكات تكنولوجية ومعرفية تمكّنها من تحقيق استقلالية أكبر في مواجهة التحديات المستقبلية، والتركيز على التنمية البشرية والتعليم، كونها أساس المعرفة.
وأوضح أن العالم يشهد خلال هذا العقد تحولات جوهرية تتجاوز إعادة ترتيب موازين القوى، لتطال مفاهيم السيادة والتنمية والتعاون الدولي. والنظام العالمي لم يعد ثابت الأطر، بل بات كياناً يتغير باستمرار، تحت تأثير الثورة الرقمية والذكاء الاصطناعي وتغير المناخ، وانتقال مراكز الثقل الاقتصادي إلى مناطق جديدة وتنامي دور الشركات الكبرى، ما أسس لمفهوم جديد في العلاقات الدولية يقوم على التعددية القطبية، ويفتح أمام الدول الناهضة فرصاً غير مسبوقة لإعادة صياغة أدوارها بفاعلية ومسؤولية في النظام العالمي الجديد الذي لا يزال قيد التكوين.
وأكد أن «حوار الجنوب - الجنوب» يكتسب أهمية متزايدة في هذا السياق، ليس بديلاً عن المنظومة الدولية القائمة، بل بوصفه مساراً موازياً يعزز التوازن ويعيد المكانة إلى مفهوم الشراكة العادلة، خاصة أن دول الجنوب قوة جيوسياسية تمتلك من الموارد البشرية والطبيعية والمقومات العلمية والاقتصادية، ما يجعلها فاعلة في رسم السياسات العالمية المستقبلية والتأثير فيها. (وام)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات صقر غباش المجلس الوطني الاتحادي
إقرأ أيضاً:
المجلس الاقتصادي يطالب بتقنين العمل خارج مقرات المقاولة وبتأطير الأشكال اللانمطية للتشغيل
أوصى المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، اليوم والثلاثاء، ضمن رأي له حول موضوع: « الأشكال اللانمطية للتشغيل والعلاقات المهنية: تحديات جديدة وفرص ناشئة »، بـ »الاعتراف بالأشكال اللانمطية للتشغيل، وذلك من خلال، إدراج أحكام صريحة وواضحة للعمل لبعض الوقت في مدونة الشغل، تحدد حقوق ومسؤوليات كل من المشغل والعامل، والتنصيص على إمكانيات وكيفيات الانتقال من العمل طيلة الوقت إلى العمل لبعض الوقت أو العكس، بإرادة الطرفين ».
وحث المجلس في رأيه الذي جرى تقديمه اليوم، على « تحيين المقتضيات القانونية المتعلقة بالعمل خارج مقرات المقاولة، ولاسيما المادة 8 من مدونة الشغل، وذلك لتشمل الأجراء الذين يشتغلون عن بُعد، من منازلهم أو من أماكن أخرى، باستعمال أدوات وتكنولوجيات الاتصال الحديثة ».
ودعا المجلس إلى « اعتماد تعريف قانوني دقيق للعلاقة الشغلية مع مقاولات المنصات الرقمية، وتحديد أشكال التعاقد الممكنة بوضوح (أجير، مستقل، مقاولة من الباطن..)، وذلك حسب خصوصيات كل نشاط، لضمان الحماية القانونية للعاملات والعاملين في هذا القطاع الاقتصادي سريع التطور والانتشار ».
كما أوصى بـ »ضمان معايير العمل اللائق في الأشكال اللانمطية للتشغيل، وذلك من خلال مراجعة شروط الولوج إلى خدمات الحماية الاجتماعية، بما يتناسب مع خصوصية هذه الأنماط الشغلية، وكذا توفير شروط الصحة والسلامة المهنيتين ضمن أنماط العمل الجديدة بإدراج الحوادث والأمراض المهنية المستجدة المرتبطة بظروف الشغل اللانمطي ».
ومن بين توصيات المجلس أيضا، « تمكين العاملات والعاملين اللانمطين من الولوج إلى التكوين المستمر سواء كانوا أجراء في القطاع الخاص أو عاملين مستقلين، وذلك تنفيذا للإطار القانوني الجاري به العمل بشأن التكوين المستمر، ولا سيما عبر آلية العقود الخاصة للتكوين لفائدة المقاولات ».
وطالب المجلس في رأيه الذي أعده في إطار إحالة ذاتية، بـ »إدراج التشغيل اللانمطي و تحولات سوق الشغل ضمن مواضيع الحوار الاجتماعي سواء على المستوى الوطني أو القطاعي، الأمر الذي سيساهم في بلورة سياسات عمومية تشاركية ومبنية على التشاور، وتقريب الرؤى بين الفرقاء الاقتصاديين والاجتماعيين حول التحديات المستقبلية المتعلقة بالمرونة والتنافسية والعمل اللائق ».
واقترح المجلس « إحداث آليات الرصد و اليقظة وإعداد دراسات استشرافية، بوتيرة منتظمة، توفر المعطيات الكفيلة باستباق التحولات الطارئة على سوق الشغل وتوجيه سياسات التشغيل المستقبلية، وتحدد المهن والمهارات المطلوبة لوظائف الغد، وذلك من خلال تعزيز قدرات وموارد المرصد الوطني لسوق الشغل، مع إشراك المؤسسات الإحصائية والبحثية والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين ».