صراحة نيوز:
2025-08-09@10:45:48 GMT

شطناوي يكتب: ما أحوجنا لثقافة الحوار

تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT

شطناوي يكتب: ما أحوجنا لثقافة الحوار

صراحة نيوز- د عبد الكريم الشطناوي

الحوار بأبسط معانيه تبادل للحديث،نقاش بين طرفين،
هو فن من فنون التعامل مع الٱخرين،والمحصلة هو رأي ورأي إخر.
وهو نشاط عقلي ولفظي بين متحاورين ويتم خلاله تبادل أفكار وٱراء،وإجراء المناقشات والمشاورات من أجل الوصول إلى اتفاق،أو حل مشكلةأو معالجة قضية
من قضايا الفكر والعلم و
المعرفة،باسلوب متكافئ يسوده طابع هدوء بعيد عن الخلاف(الخصومة)فإن وجد
اختلاف فهو في الفكر،ليس خلاف بين اشخاص.


وحتى يكون الحوار بناء ويحقق الهدف المنشود فلا بد من وجود شرط أساسي، هو إصغاء كل طرف لما يقوله الطرف الٱخر،حتى يتحقق إدراك العقل لما يسمعه ليتم الإستيعاب،ثم على ضوئه يجيب على ما استوعبه وفهمه من الطرف الٱخر،فإن لم يتحقق كل هذا فإن الحديث بينهما سيكون مثل الحديث بين الطرشان.
ويرد في الذهن تساؤلات متى بدأ الحوار؟وهل هو موروث او مكتسب؟
لقد بدأ الحوار قبل أن يخلق الله الخليقة،ويذكر لنا القرٱن الكريم صورا منه تمثلت في حوار الله تعالى مع الملائكة(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة،قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون)
بعد أن خلق الله المخلوقات
بما فيها الإنسان،فإن القرٱن الكريم يذكر لنا حوار الله
مع النبي ابراهيم:
(وإذ قال ابراهيم رب أرني كيف تحي الموتى،قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي).
وقد تطرق الفلاسفة الى لغة الحوار،فهذا سقراط ابو الفلسفة اليونانية فقد ابتدع فن الحوار(المايوتيك)مع من
كان يحاوره،وذلك بطرح سؤال تلو سؤال ويحصل على إجابات من محاوره،و
هكذاحتى يوقع من يحاوره
بالتناقض مع نفسه كأسلوب لإقناعه،فهو يرى أنه يولد الأفكار في عقول الناس كما تولد أمه النساء الحوامل
(كانت والدته قابلة(داية)
تولد النساء الحوامل)و (يمكن العودة إلى محاورة فيدون تأليف افلاطون،هي
تمثل دفاع سقراط أثناء محاكمته).
هذا ايضا الفيلسوف(كانت)
الألماني يقول:نحن لا نعلم الأطفال الأفكار إنما نعلمهم كيف يفكرون.
ونسأل هل ثقافة الحوار موروثة أم مكتسبة لدى الإنسان؟
فالأنسان الذي خلقه الله تعالى،عندما يولد يكون كائنا بيولوجيا وفي أحسن تقويم ولديه استعدادات و قابلية للتعلم،واكتساب اللغة والمهارات الأخرى كي يكون قادرا بها على التكيف في الحياة.
فالمولود عندما يولد يدخل معترك الحياة،فإنه كمايقول رسولنا الكريم(يولد المولود على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه أو يمجسانه).
وهنا يواجه عوامل البيئة المحيطة به،ويبدأ بصراع إثبات الوجود ويتم ذلك باكتسابه ما يحقق له تكيفا مع البيئة الجديدة ومن أهم
المؤسسات التي تساعده على التكيف وتحقيق حياة ٱمنة:
– الأسرة:فهي مصدر أمنه
الغذائي والإجتماعي ومنها يكتسب اللغة،طريقة الحوار
العقيدة،العادات،التقاليد،كل
ما يؤهله للحياة،فينتقل من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي.
– المدرسة:هي الحاضنة له بعد الأسرة،ودورها تصحيح ما تلقفه الطفل من بيئته من أخطاء،وتوجيهه كي يكتسب السلوك السوي،كما
تزوده بالعلوم والمعرفة.
-وهناك مؤسسات اخرى في المجتمع تشمل دور الحضانة
رياض الأطفال ودور العبادة
الأندية،الجمعيات،الحدائق،
أماكن الترويح وغيرها من المؤسسات ذات الأنظمة و
القوانين فتسهم في بناء شخصية متوازنة بأبعادها الأربعة:الجسمية والعقلية
والعاطفية والإجتماعية.
ومن الجدير بالذكر فإنه كلما كان التنسيق بين هذه المؤسسات موجودا وعلى ضوء خطة علمية واضحة مدروسة،كلما نجحت عملية
تكوين شخصيةسليمةللفرد.
ونستطيع القول بأن عملية التربية والتعليم من قبل هذه المؤسسات تعمل على توفير بيئة ٱمنة تمكن الفرد من تكيفه وتفاعله مع مجتمعه،وتعزز ما لديه من صفات ومهارات،وذلك ضمن خطة علمية مدروسة.
وتعود أهمية عملية التربية
إلى انها تمكن الفرد منذ طفولته،الإعتماد على نفسه، ومن قدرته لإتخاذ قراراته.
كذلك تعزز احترامه لذاته
مما يدفعه إلى احترام غيره.
وتحقق عيشا سليما ضمن نمط حياة منظم وصحي.
هذا بدوره يؤدي الى إيجاد مجتمع متكامل منسجم.
ولما كنا بصدد ثقافة الحوار
فإن أول اتصال للطفل بعد ولادته يكون مع الوالدين، وتكون علاقته بهما متينة وقوية لشدة التصاقه بهما، كما أنه يحب وجه الشخص الذي يعتني به،ويحب تقليد تعبيرات الوجه والأصوات
الصادرة عنه،والذي يشعر بقربه بالأمن والأمان.
فعلى الوالدين الأهتمام به،
وأن يكثرا الحديث معه
بصورة سليمة في النطق، حتى يتقن نطق الكلمات، ويكتسب الخبرة والقدرة على الكلام والشعور بالإهتمام.
وخلاصة القول إن ثقافة الحوار تبدأ مع الطفل من المراحل الأولى لطفولته كما تستمر ببقية مراحل الحياة الأخرى،فكلما اتسعت مدارك الفرد وتعددت البيئات التي يخالطها كلما اكتسب شيئا جديدًا في ثقافة

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام ثقافة الحوار

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شقلاوي يكتب: الحزب الشيوعي يقرأ كتاب الترابي !

ظلّ الحزب الشيوعي السوداني حزبًا مثيرًا للجدل، رغم تكتيكاته المدروسة وسعيه الدائم للتموضع خارج ثنائيات السلطة والمعارضة التقليدية. وفي ظل المشهد السوداني الذي أفرزته الحرب، من انهيار في البنية التحتية والخدمية ، تأتي مبادرة الحزب في عطبرة كعلامة سياسية لافتة ، تتجاوز الفعل الخدمي إلى الدور السياسي، عبر بوابة المجتمع.

فالحزب، المعروف بتاريخه العريق ومواقفه الراديكالية، يبدو وكأنه يعيد قراءة اللحظة بوعي جديد، يزاوج فيه بين خطابه الأيديولوجي التقليدي والاستجابة العملية لتحديات الواقع.

ويُحسب له في سياق الحرب الراهنة، تمسكه بخط واضح ومتسق في إدانة الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع، سواء في الخرطوم أو في ولايات دارفور والجزيرة. وعلى عكس بعض القوى السياسية التي تورطت في الصمت أو التبرير، تبنى الحزب موقفًا حاسمًا حمّل فيه المليشيا المسؤولية المباشرة عن المجازر ضد المدنيين.

فعلى سبيل المثال، وصف الحزب الهجوم على معسكر زمزم بالفاشر في أبريل 2025 بأنه “مجزرة بربرية” تستوجب تدخلًا دوليًا عاجلًا لحماية النازحين ومحاسبة الجناة. وفي مارس 2024، أدان الجرائم التي ارتُكبت في قرى الجزيرة، واعتبرها امتدادًا لنهج التطهير العرقي والإبادة الجماعية.

لكن موقف الحزب لم يكن أحاديًا؛ فقد حمّل المؤسسة العسكرية جزءًا من مسؤولية اندلاع الحرب، وتغذية مناخ الاستقطاب، ودعا إلى حل شامل لا يقتصر على إدانة الدعم السريع، بل يمتد إلى تفكيك جميع البُنى العسكرية الموازية، وإنهاء تغوّل الجيش على السياسة، وتأسيس سلطة مدنية.

هذا الموقف المزدوج – الحاسم في إدانة المليشيا والناقد للجيش – يضع الحزب في منطقة رمادية غير مريحة للسلطة، لكنه يعزز صدقيته لدى قطاعات واسعة من الشارع.

أما مبادرة عطبرة، التي تقدم بها الحزب مطلع الاسبوع ورحبت بها حكومة الولاية، فقد تمثلت في تمويل شبكة طاقة شمسية لتشغيل المحطة الرئيسية الجديدة والقديمة، بهدف حل مشكلات انقطاع التيار الكهربائي، وخفض تكلفة تشغيل المولدات العاملة بالجازولين. يعكس هذا التحرك تحولًا براغماتيًا داخل الحزب؛ إذ لم تعد السياسة بالنسبة له مجرد مناكفة أيديولوجية أو بيانات صاخبة، بل باتت تنخرط في تفاصيل الحياة اليومية: الكهرباء، المياه ، وانهيار البنية التحتية.

وكأن الحزب بهذه الخطوة، يعيد قراءة مقولة الدكتور حسن الترابي في كتابه “قضايا التجديد”، حين أشار إلى أن التغيير الجذري لا ينبع من المركز، بل من الأطراف المهمشة، حيث يُولد الوعي من رحم المعاناة، ويأتي الفعل من الذين لا يملكون أدوات السلطة، لكنهم يمتلكون البصيرة.

غير أن هذه المبادرة لا يمكن قراءتها بمعزل عن السياق الوطني الأشمل. فالحرب غيّرت المزاج العام للسودانيين؛ والناس باتوا ينشدون الاستقرار، ويتطلعون إلى توافق وطني يجنّب البلاد مزيدًا من الانقسام. وفي هذا السياق، فإن على الحزب، إذا ما أراد العودة إلى الخرطوم كفاعل سياسي وطني، أن يراجع أدواته التقليدية، لا سيما تلك التي تراهن على الشارع كوسيلة ضغط. فالمطلوب اليوم ليس تحريك الجماهير، بل الجلوس معها، الاستماع إليها، والبناء على تطلعاتها.

هذه المقاربة تفتح الباب لسؤال مشروع: هل يمكن أن تؤسس هذه المبادرة لنوع من التقارب بين الحزب والحكومة؟ على السطح، قد يبدو أن مواقف الطرفين من الدعم السريع تتقاطع في رفض المليشيا وإدانة انتهاكاتها، لكن تحت هذا الالتقاء التكتيكي، تتبدى اختلافات جوهرية: فالحزب لا يرى في الحكومة الحالية سلطة شرعية، بل يعتبرها امتدادًا لانقلاب عسكري، ويطرح مشروعًا بديلًا يقوم على تفكيك مؤسسات العنف، وإعادة تأسيس الدولة على أسس ديمقراطية.

كما أن الحزب، بخلاف احزاب اخري ، لا يتردد في المطالبة بمحاسبة قادة الجيش والدعم السريع على حد سواء، ويرفض مقايضة العدالة بالاستقرار. لذلك، فإن ما يبدو من تقارب لا يعدو كونه تقاطعًا مؤقتًا على أرضية رفض مشترك للدعم السريع، لكنه لا يؤسس لتحالف استراتيجي.

بل قد يتحول إلى لحظة تناقض لاحقة، إذا حاولت الحكومة استثمار هذه المواقف لتعزيز شرعيتها أو لإقصاء خصومها تحت لافتة “مكافحة التمرد”. وفي المقابل، فإن على الحزب، إذا أراد فعليًا العودة إلى الخرطوم وإلى واجهة الفعل السياسي، أن يقرأ تغير المزاج الشعبي الذي بات يميل إلى التوافق وينبذ الصدام، وأن يتجاوز الخطاب التعبوي نحو مقترحات عملية تدعم السلام وتُرمم النسيج الوطني والاجتماعي .

وبهذا المعنى، بحسب وجه الحقيقة فإن الحزب الشيوعي لا يقرأ فقط كتاب الترابي، بل يعيد تأويله بلغة الواقع السوداني الراهن، مستفيدًا من فلسفة “التغيير من الأطراف”، دون أن يتخلى عن مركزية مشروعه. وربما يكون، وهو يعيد تموضعه من خلال مبادرات من هذا النوع، قد بدأ فعليًا في “قراءة كتاب الترابي” كوثيقة فكرية تقدم مقاربة عميقة لفهم التحولات والفرص الإصلاحية الممكنة. فالفعل السياسي في السودان، بعد الحرب، لم يعد حكرًا على من يرفع صوته الأعلى، بل على من يقدّم الحلول الأكثر واقعية، والأعمق ارتباطًا بجذور المجتمع وتعزيز استقراره.
إبراهيم شقلاوي
دمتم بخير وعافية.
الخميس 7 أغسطس 2025م [email protected]

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • علي جمعة يكشف عن الأمور يتعلمها المسلم من قصة البقرة فى القرآن الكريم
  • إتصالات لضبط الشارع والعودة إلى الحوار. ربط نزاع بين الحكومة والثنائيبانتظار 31 آب
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: الحزب الشيوعي يقرأ كتاب الترابي !
  • د. أمين حسن عمر يكتب: ديمقراطية أهل السودان
  • تحت رعاية خادم الحرمين.. انطلاق فعاليات مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم
  • انطلاق فعاليات مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (روحوا عن القلوب)
  • لماذا لم يحسم القرآن الكريم عدد أصحاب الكهف؟ أسرار قرآنية
  • حزب الله: سنتعامل مع قرار الحكومة وكأنه غير موجود ونحن منفتحون على الحوار
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (بقايا العطر في الزجاجة)