صراحة نيوز:
2025-06-18@18:15:37 GMT

شطناوي يكتب: ما أحوجنا لثقافة الحوار

تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT

شطناوي يكتب: ما أحوجنا لثقافة الحوار

صراحة نيوز- د عبد الكريم الشطناوي

الحوار بأبسط معانيه تبادل للحديث،نقاش بين طرفين،
هو فن من فنون التعامل مع الٱخرين،والمحصلة هو رأي ورأي إخر.
وهو نشاط عقلي ولفظي بين متحاورين ويتم خلاله تبادل أفكار وٱراء،وإجراء المناقشات والمشاورات من أجل الوصول إلى اتفاق،أو حل مشكلةأو معالجة قضية
من قضايا الفكر والعلم و
المعرفة،باسلوب متكافئ يسوده طابع هدوء بعيد عن الخلاف(الخصومة)فإن وجد
اختلاف فهو في الفكر،ليس خلاف بين اشخاص.


وحتى يكون الحوار بناء ويحقق الهدف المنشود فلا بد من وجود شرط أساسي، هو إصغاء كل طرف لما يقوله الطرف الٱخر،حتى يتحقق إدراك العقل لما يسمعه ليتم الإستيعاب،ثم على ضوئه يجيب على ما استوعبه وفهمه من الطرف الٱخر،فإن لم يتحقق كل هذا فإن الحديث بينهما سيكون مثل الحديث بين الطرشان.
ويرد في الذهن تساؤلات متى بدأ الحوار؟وهل هو موروث او مكتسب؟
لقد بدأ الحوار قبل أن يخلق الله الخليقة،ويذكر لنا القرٱن الكريم صورا منه تمثلت في حوار الله تعالى مع الملائكة(وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة،قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون)
بعد أن خلق الله المخلوقات
بما فيها الإنسان،فإن القرٱن الكريم يذكر لنا حوار الله
مع النبي ابراهيم:
(وإذ قال ابراهيم رب أرني كيف تحي الموتى،قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي).
وقد تطرق الفلاسفة الى لغة الحوار،فهذا سقراط ابو الفلسفة اليونانية فقد ابتدع فن الحوار(المايوتيك)مع من
كان يحاوره،وذلك بطرح سؤال تلو سؤال ويحصل على إجابات من محاوره،و
هكذاحتى يوقع من يحاوره
بالتناقض مع نفسه كأسلوب لإقناعه،فهو يرى أنه يولد الأفكار في عقول الناس كما تولد أمه النساء الحوامل
(كانت والدته قابلة(داية)
تولد النساء الحوامل)و (يمكن العودة إلى محاورة فيدون تأليف افلاطون،هي
تمثل دفاع سقراط أثناء محاكمته).
هذا ايضا الفيلسوف(كانت)
الألماني يقول:نحن لا نعلم الأطفال الأفكار إنما نعلمهم كيف يفكرون.
ونسأل هل ثقافة الحوار موروثة أم مكتسبة لدى الإنسان؟
فالأنسان الذي خلقه الله تعالى،عندما يولد يكون كائنا بيولوجيا وفي أحسن تقويم ولديه استعدادات و قابلية للتعلم،واكتساب اللغة والمهارات الأخرى كي يكون قادرا بها على التكيف في الحياة.
فالمولود عندما يولد يدخل معترك الحياة،فإنه كمايقول رسولنا الكريم(يولد المولود على الفطرة فأبواه يهودانه او ينصرانه أو يمجسانه).
وهنا يواجه عوامل البيئة المحيطة به،ويبدأ بصراع إثبات الوجود ويتم ذلك باكتسابه ما يحقق له تكيفا مع البيئة الجديدة ومن أهم
المؤسسات التي تساعده على التكيف وتحقيق حياة ٱمنة:
– الأسرة:فهي مصدر أمنه
الغذائي والإجتماعي ومنها يكتسب اللغة،طريقة الحوار
العقيدة،العادات،التقاليد،كل
ما يؤهله للحياة،فينتقل من كائن بيولوجي إلى كائن اجتماعي.
– المدرسة:هي الحاضنة له بعد الأسرة،ودورها تصحيح ما تلقفه الطفل من بيئته من أخطاء،وتوجيهه كي يكتسب السلوك السوي،كما
تزوده بالعلوم والمعرفة.
-وهناك مؤسسات اخرى في المجتمع تشمل دور الحضانة
رياض الأطفال ودور العبادة
الأندية،الجمعيات،الحدائق،
أماكن الترويح وغيرها من المؤسسات ذات الأنظمة و
القوانين فتسهم في بناء شخصية متوازنة بأبعادها الأربعة:الجسمية والعقلية
والعاطفية والإجتماعية.
ومن الجدير بالذكر فإنه كلما كان التنسيق بين هذه المؤسسات موجودا وعلى ضوء خطة علمية واضحة مدروسة،كلما نجحت عملية
تكوين شخصيةسليمةللفرد.
ونستطيع القول بأن عملية التربية والتعليم من قبل هذه المؤسسات تعمل على توفير بيئة ٱمنة تمكن الفرد من تكيفه وتفاعله مع مجتمعه،وتعزز ما لديه من صفات ومهارات،وذلك ضمن خطة علمية مدروسة.
وتعود أهمية عملية التربية
إلى انها تمكن الفرد منذ طفولته،الإعتماد على نفسه، ومن قدرته لإتخاذ قراراته.
كذلك تعزز احترامه لذاته
مما يدفعه إلى احترام غيره.
وتحقق عيشا سليما ضمن نمط حياة منظم وصحي.
هذا بدوره يؤدي الى إيجاد مجتمع متكامل منسجم.
ولما كنا بصدد ثقافة الحوار
فإن أول اتصال للطفل بعد ولادته يكون مع الوالدين، وتكون علاقته بهما متينة وقوية لشدة التصاقه بهما، كما أنه يحب وجه الشخص الذي يعتني به،ويحب تقليد تعبيرات الوجه والأصوات
الصادرة عنه،والذي يشعر بقربه بالأمن والأمان.
فعلى الوالدين الأهتمام به،
وأن يكثرا الحديث معه
بصورة سليمة في النطق، حتى يتقن نطق الكلمات، ويكتسب الخبرة والقدرة على الكلام والشعور بالإهتمام.
وخلاصة القول إن ثقافة الحوار تبدأ مع الطفل من المراحل الأولى لطفولته كما تستمر ببقية مراحل الحياة الأخرى،فكلما اتسعت مدارك الفرد وتعددت البيئات التي يخالطها كلما اكتسب شيئا جديدًا في ثقافة

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام ثقافة الحوار

إقرأ أيضاً:

نتنياهو: العالم يسمع زئيرنا.. وشرق أوسط جديد يولد بعد النصر

قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إيران تشكل "التهديد الأخطر على النساء في العالم"، مشددًا على أن المواجهة معها ومع أذرعها أصبحت المعركة المحورية في الشرق الأوسط.

وأكد نتنياهو في تصريحات مثيرة أدلى بها مساء اليوم: "نقاتل على سبع جبهات، لكن الجبهة الأساسية هي إيران، أنظر إليها طوال الوقت. هناك عمليات تُنفذ حالياً وستسمعون عنها قريباً. آمل أن تحمل أخباراً سارة".

نتنياهو: إيران حاولت تصفيتي كما حاولت اغتيال ترامب مرتيننتنياهو يكشف عن 3 أهداف من الحرب ضد إيراننتنياهو يدعو لاغتيا.ل المرشد الإيراني ويروج الأكاذيب عن العلاقات الإيرانية الأمريكيةنتنياهو: سلاح الجو الإسرائيلي يسيطر على الأجواء في طهران

 وأضاف: "وجهنا ضربة قاصمة لقيادة إيران العسكرية وعلمائها النوويين، وخلال 5 أيام فقط قلبنا الموازين وفتحنا طريقاً جوياً إلى إيران".

وأشار نتنياهو إلى أن طهران كانت تخطط لإنتاج 300 صاروخ شهرياً، و22 ألف صاروخ خلال ست سنوات، معتبراً أن هذا الرقم يعادل "قنبلتين نوويتين".

 وقال: "تعاملنا مع هذا التهديد بشكل منهجي، ووجّهنا ضربة قوية جداً للحركة في غزة، ولم ينته الأمر بعد، سنقضي عليهم وسنحرر جميع الأسرى".

وشدد نتنياهو على أنه لا بديل عن النصر، مضيفاً: "النصر سيكون نصراً كاملاً، قلت ذلك في البداية وأقوله الآن ونحن في طريقنا إليه".

وفي ختام تصريحاته، قال نتنياهو: "بعد النصر، سيكون هناك شرق أوسط مختلف لم نره من قبل. العالم كله يسمع زئيرنا الآن".

طباعة شارك رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران الشرق الأوسط إسرائيل وإيران

مقالات مشابهة

  • وقت الحرب
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (نحن….)
  • نتنياهو: العالم يسمع زئيرنا.. وشرق أوسط جديد يولد بعد النصر
  • محمود زيدان يكتب.. الذين يبلغون رسالات الله.. الشعراوي نموذجًا
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: منتدى أصحاب المصلحة وحوض النيل
  • محمد عبد الجواد يكتب: وضاقت عليهم الأرض بما رحبت !!
  • المعلم العُماني.. من صمته يولد القادة ومن ظله تُبنى الحضارات (2-2)
  • أخبار التوك شو: مفاجأة درجات الحرارة خلال صيف 2025 لن تتجاوز 37 درجة.. والملك عبد الله الثاني: الأردن لن يكون ساحة حرب لأي صراع
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: قراءات فينا والأخلاص وحده لا يكفي