التعامل التجاري .. ومشكلة الشيكات الآجلة
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
صراحة نيوز- بقلم / عوض ضيف الله الملاحمة
يتميز القطاع الخاص بميزات كثيرة ، لكن أهمها البعد عن الروتين ، ورفض البيروقراطية ، والتسويف ، والمماطلة ، والبعد عن تشكيل اللجان . حيث يميل للحسم ، واتخاذ القرارات الميدانية ، والبعد عن التردد ، وإختصار الإجراءات ، والديناميكية في التعامل . القطاع الخاص يعتبر ان الوقت له ثمن والوقت فعلياً يعني المال .
التعامل التجاري غايته ان تحقق كافة الأطراف الربح ، اي مثلما يقال ( win win situation ) . واذا لم يتحقق الربح فلن تتم الصفقات ، ولن يتم البيع ، ولن يكون هناك تبادلاً تجارياً . حتى لو إضطر احد التجار لبيع بضاعته او تقديم خدماته بخسارة ، فان الهدف من إبرام الصفقة يكون تقليل الخسارة ، وتقليل الخسارة يعتبر وقفاً للنزيف المادي ، وهذا بحد ذاته يعتبر ربحاً .
التعامل التجاري يحتاج الى مرونة في الإجراءات ، ويسر في التعامل ، ومصداقية في الإلتزام . لذلك تفشل غالبية المشاريع المشتركة بين القطاعين العام والخاص .
عملت في الامارات العربية المتحدة الحبيبة مدة ( ٢٠ ) عاماً متصلة ، منها ( ١٢ ) عاماً مديراً عاماً لمجموعة شركات . وكان تعاملنا ينحصر في إصدار مئات الشيكات شهرياً لكافة الجهات التي نتعامل معها . وكان يتم إصدار الغالبية العظمى من الشيكات بتواريخ آجلة لأيام او أسابيع . وكان يتم إيداع الشيكات بتواريخ الإستحقاق من قِبل المستفيد . ولم نواجه أية مشكلة على الإطلاق . لكن كان يحكم هذه العملية تعليمات مصرف الإمارات المركزي حيث لا يُسمح للبنوك بقبول إيداع الشيكات الا بتواريخ إستحقاقها . وكانت البنوك الإماراتية ملتزمة التزاماً تاماً ، حيث لا تسمح للمستفيد من الشيك إيداعه الا في يوم إستحقاقه ، بالضبط . وكجهة مُصدره للشيك تكون قد وضعت في اعتبارها ان قيمة الشيك ستكون متوفرة في الحساب بنفس يوم إستحقاق الشيك . وبنفس يوم الإستحقاق يتم إيداع الشيك ويتم صرفه دون أي إشكال بتاتاً .
ما حصل في وطني الحبيب من تغييرات على إجراءات التعامل في الشيكات ، أراه ليس سليماً ، ولا صحيحاً ، وسيشكل عقبة كبيرة في التعامل بين كافة قطاعات القطاع الخاص .
وضعنا الإقتصادي لا يَسُرّْ ، والقوة الشرائية ضعيفة جداً . وحركة دوران البضاعة بسيط ، ويكاد يصل درجة الركود . وأتى هذا الإجراء ( ليخنق ) السوق أكثر ، ويحد من تعاملاته ونشاطاته .
بدلاً من التعديلات القانونية التي تمت مؤخراً ، التي قيدت التعامل التجاري ، وذلك بالغاء الحماية الجزائية على الشيكات المرتجعة ، وتفعيل خدمة الإستعلام الرقمي عن الملاءة المالية لمُصدري الشيكات . أرى انه لا فائدة منها بتاتاً . والإستعلام عن الملاءة المالية لمن يصدر شيكاً قبل الموافقة على إصداره ، أراه إجراءاً عقيماً . لأنه لو توفر الرصيد الكافي لتغطية قيمة الشيك لما كان هناك مشكلة ، لكن من يود إصدار شيك معين يأخذ بحسبانه ان قيمة الشيك ستتوافر في الحساب في تاريخ إستحقاقه ، حيث ستتم تغطية القيمة من المبيعات اليومية ، ومن دفعات سيتم تحصيلها .
كان بإمكان الأردن ان يتجنب كل هذه التعديلات والإرباكات ، بالإكتفاء بأن يصدر البنك المركزي الأردني تعليمات صارمة للبنوك التجارية بعدم السماح بقبول إيداع الشيكات الا في تواريخ الإستحقاق المدونة على ورقة الشيك ، هذا أولاً ، وثانياً ان يتم منع ( تجيير الشيكات ) بالمطلق . لأن عملية التجيير عملية متخلفة ، فوضوية ، غوغائية ، كما انها تعتبر أرضية خصبة للتلاعب .
وأنا شخصياً مررت بتجربة خاصة سيئة . في عام ١٩٩٧ ، شرعت ببناء بيتي . وبعد استكماله ، وقبل انتقالي للسكن فيه ، ومن منطلق تبرأة ذمتي تجاه أحد المقاولين ، وبعد تصفية الحساب معه ، تبين انه تبقى له في ذمتي مبلغاً بسيطاً قدره ( ٥,٠٠٠ ) خمسة آلاف دينار . وخاطبت المقاول قائلاً له : لتبرأة ذمتي ، سأصدر لك شيكاً بتاريخ آجل لشهر حيث سيكون المبلغ متوفراً لديّ بكل تأكيد ، ووافق المقاول ، واتفقنا على ان لا يتم إيداع الشيك الا في يوم إستحقاقه ، لأن قيمة الشيك غير متوفرة في حسابي . وفي اليوم التالي ، فوجئت بإتصال هاتفي من أحد المحامين يبلغني بأنني أصدرت شيكاً ، وتم ختمه من البنك بعدم كفاية الرصيد ، وانه عليّ تسديد قيمة الشيك خلال ثلاثة أيام والا سيكون مضطراً لإتخاذ الإجراء القانوني بحقي . واخبرت المحامي بما اتفقت عليه مع المقاول ، واذ به يبلغني بان نظام الشيكات في الأردن يختلف عن الإمارات وانه لا يوجد ما يمنع من قبول البنك للشيك حتى لو كان تاريخ إستحقاقة بعد شهور . وكنت أتفاوض مع أحد الأشخاص لشراء أرض لي امتلكها ، وعندما أخبرت المشتري لإضطراري للبيع غداً اخبرني بان المبلغ غير متوفر الان . عندها اضطررت للإعلان عن بيع الأرض بخُمس ثمنها في اليوم التالي ، وبعت الأرض وسددت قيمة الشيك واقسمت يميناً ان لا أحمل دفتر شيكات ما حييت .
كان من مصلحة الدولة الأردنية ، ومن مصلحة القطاع الخاص ، ومن مصلحة الإقتصاد الوطني عدم الذهاب الى تلك التعقيدات البيروقراطية ، والسماح بالإستفسار عن الملاءة المالية لمُصدري الشيكات ، التي لن تكون مجدية ، والتي سيحكمها الثقة الشخصية فقط ، ان يتخذ البنك المركزي الأردني قراراً واحداً واضحاً وبسيطاً ، ومباشراً بعدم السماح للبنوك بإيداع الشيكات الا في تاريخ الإستحقاق ، ومنع تجيبرها ، وبهذا تترك مساحة كبيرة من المرونة للقطاع الخاص لإدارة شؤونة ، كما سيوفر على الدولة الأردنية الرسوم التي ستدفعها الى شركة ( كريف ) الأردن التي ستتقاضى ( ٤ ) أربعة دنانير عن كل إستفسار ، حيث سيكون المبلغ التجميعي السنوي مبلغاً كبيراً ستتحمله الموازنة العامة المُرهقة أصلاً .
الشيكات هي شريان التعامل التجاري بعامته وخاصة مبيعات شركات الطيران ، وتجار الجملة ، وتجار التوزيع ، وغيرهم . واعتقد ان الإجراء الأخير زاد الطين بِلّة على نشاط وتعاملات القطاع الخاص .
أعتقد ان أمراً ضرورياً يغيب عن المشهد وذلك يتمثل في ضرورة وجود ممثلين للقطاع الخاص قبل إقرار التشريعات التي تمس نشاطاته وتعاملاته . وهذا الأمر كان مُتبعاً في الإمارات الحبيبة منذ ثمانينات القرن الماضي . حبذا لو يتم الإقتداء في تجارب الدول الشقيقة والصديقة والإقتباس من تجاربها وسبقها لنا في تحضرها .
لأن سبب أزمة الشيكات المرتجعة وضخامة عددها ومبالغها يكمن في السماح بتحصيل قيمة الشيكات قبل تواريخ إستحقاقها ، وكذلك السماح بتجييرها ، وهذا كان مقتلاً للتعامل التجاري ، فلا إحترام ، ولا إلتزام بتواريخ الإستحقاق ، ولا إلتزام بحصر الإستفادة بالجهة المستفيدة من الشيك .
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام التعامل التجاری القطاع الخاص قیمة الشیک الا فی
إقرأ أيضاً:
موعد صرف معاشات شهر سبتمبر 2025.. خطوات الاستعلام عن قيمة المعاش
كشفت الهيئة القومية للتأمينات الاجتماعية عن موعد صرف معاشات شهر سبتمبر 2025 لـ المواطنين في الدولة، بالإضافة إلى خطوات الاستعلام عن قيمة المعاش.
معاشات شهر سبتمبر 2025وتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص معاشات شهر سبتمبر 2025 وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
قررت هيئة التأمينات الاجتماعية صرف معاشات شهر سبتمبر 2025 لـ 13 مليون مواطن اعتباراً من يوم 1 سبتمبر 2025، ويستمر صرف المعاشات حتى نهاية شهر سبتمبر 2025.
أماكن صرف معاشات شهر سبتمبر 2025وتصرف معاشات شهر سبتمبر 2025 من الأماكن الآتية: «منافذ البريد المصرى، ماكينات الصرف الآلي للبنوك، ومنافذ فورى وكارت ميزة».
1 - الدخول على موقع الهيئة القومية للتأمين الاجتماعي.
2 - اضغط على أيقونة «صاحب معاش».
3 - اختيار أيقونة «الخدمات التأمينية» لـ الاستعلام عن معاشات شهر يناير.
4 - اضغط على أيقونة الاستعلام عن البيانات الأساسية لملف المعاش.
5 - ادخال الرقم القومي في الخانة المخصصة لذلك.
6 - اضغط على أيقونة «استعلام» لتظهر لك البيانات الأساسية لملف المعاش الخاص بك.
- معاشات سبتمبر 2025 لـ الشريحة الأولى 1495 جنيهًا.
- معاشات سبتمبر 2025 لـ الشريحة الثانية 1725 جنيهًا.
- معاشات سبتمبر 2025 لـ الشريحة الثالثة 1840 جنيهًا.
- معاشات سبتمبر 2025 لـ الشريحة الرابعة 2300 جنيه.
- معاشات سبتمبر 2025 لـ الشريحة الخامسة 2645 جنيهًا.
- معاشات سبتمبر 2025 لـ الشريحة السادسة 2990 جنيهًا.
- معاشات سبتمبر 2025 لـ الشريحة السابعة 3335 جنيهًا.
- معاشات سبتمبر 2025 لـ الشريحة الثامنة 3680 جنيهًا.
- معاشات سبتمبر 2025 لـ الشريحة التاسعة 4025 جنيهًا.
- معاشات سبتمبر 2025 لـ الشريحة العاشرة 4370 جنيهًا.
- معاشات سبتمبر 2025 لـ الشريحة الحادية عشرة 4715 جنيهًا.
- معاشات سبتمبر 2025 لـ الشريحة الثانية عشرة 5060 جنيهًا.
- معاشات سبتمبر 2025 لـ الشريحة الثالثة عشرة 5405 جنيهات.
- معاشات سبتمبر 2025 لـ الشريحة الرابعة عشرة 11592 جنيهًا.
اقرأ أيضاًجدول صرف معاشات أغسطس 2025.. الموعد الرسمي وآلية الصرف بالبنوك والبريد
تغذية ماكينات الصراف الآلي.. وصرف معاشات أغسطس «خلال ساعات»
اليوم.. صرف معاشات شهر أغسطس 2025 بالزيادة الجديدة