ظاهرة الارتزاق ودهاليز العمالة .. قراءة لحالة المرتزِقة في اليمن
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
د. شعفل علي عمير
منذ بداية العدوان على اليمن، شهدنا ظهورَ قوى وأفراد تخلّوا عن أبسطِ القيم الإنسانية والدينية والوطنية، ولم يتردّدوا لحظة في تبرير الأفعال العدوانية يومًا بعد يوم على وطنهم والأسوأ في هذا المشهد هو تبرير الضربات الجوية التي تستهدف المنشآت المدنية والأسواق الشعبيّة، كُـلّ ذلك من قبل أشخاص انغمسوا في الارتزاق خدمة للمصالح الأجنبية.
هؤلاء المرتزِقة، أصبحوا أبواقًا رخيصة تبرّر وتروج للتدخلات العسكرية الأمريكية في اليمن، مشوهين القيم ومعطيات الواقع. إنهم ينقلبون على القيم الأصيلة التي تربى عليها المجتمع اليمني، حَيثُ كانت الثوابت الدينية والوطنية خطوطًا حمراء لا يمكن تجاوزها.
لقد تحول المرتزِقة في اليمن إلى وصمة عار في صفحات التاريخ، يمثلون تراجع للقيم الإنسانية في وقت نتطلع فيه أن يوقف العدوّ الصهيوني مجازره بحق الفلسطينيين ويوقف العدوّ الأمريكي مجازره بحق اليمنيين يظل هؤلاء الذين باعوا ولاءهم بثمن بخس يروجون للهجمات التي تستهدف وطنهم متجاهلين أن الإنسان بلا دين ولا وطن يصبح أدَاة سهلة في يد الطغاة، والأسوأُ من ذلك أن أعلن هؤلاء المرتزِقة استعدادهم للمشاركة مع القوات الأمريكية في حماية سفن الكيان الصهيوني، لضمان استمرار جرائم الإبادة بحق الفلسطينيين، وتسهيل عمليات العدوان على لليمن وغزة.
مثل هؤلاء أصبحوا، بشكل أَو بآخر، جزءًا من آلة القتل والتدمير سواء على وطنهم أَو على الشعب الفلسطيني يروجون للهجمات الدامية، مدفوعين إما بالجهل، أَو بالجشع، أَو بولائهم الأعمى لجهات أجنبية، لا تهمها إلا مصالحها على حساب دماء الأبرياء. إننا نعيش في زمن يتعين فيه أن يُنتقد كُـلّ من يبرّر قتل الأبرياء في أي مكان ومن أي عرق أَو يتساهل تجاه مآسي أبناء وطنه؛ بسَببِ مكاسب مادية ضيقة.
إن ما يحدث من تراجع للقيم واستغلال للإنسان البسيط من قبل المرتزِقة ليصبحوا وقودًا للحرب هو علامة على ضعف الوازع الديني والأخلاقي، وتدهور في القيم الإنسانية، وغياب الضمير الحي. وهنا يجب تعزيز الوعي الوطني والإنساني، والتصدي لكل من يسعى لتمزيق الوحدة الوطنية، أَو يروج للعنف والقتل؛ مِن أجلِ مصالح ضيقة؛ لأن مستقبل الأُمَّــة يتوقف على مدى تمسك أبنائها بقيم الدين والعدالة، والكرامة، والإنسانية، وبناء وطن يليق بهم ويعكس تاريخهم العريق وحضارتهم الراسخة.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
الأطراف الصناعية
فيديوهات لشباب في مقتبل العمر مبثوثة من مناطق سيطرة الدعم الصريع بدارفور لفاقدي الأطراف بسبب الحرب. منهم مَنْ أبدى أسفه نادمًا على ما أقدم عليه باتباع آل دقسو. ومنهم مَنْ يناشد في قيادته أن توفي بعهدها بعلاجه خارج السودان. وثالث مَنْ يتوعد في آل دقسو على تنكرهم له. على كلٍ بدأت تظهر نتائج الحرب في وسط المكون العربي الدارفوري، وسوف تكتمل صورة المشهد بسحابة الظواهر السالبة المجتمعية التي حتمًا سوف تغطي تلك الرقعة الجغرافية. وسبق وأن ناشدنا كغيرنا عقلاء عرب دارفور بأن فاتورة التمرد غالية الثمن، ولكن منهوبات دار صباح أعمت بصيرة أم قرون التي كانت تزغرد مع وصول كل فوج من السيارات المنهوبة، والحكامة تزيد في ضراوة المعركة، والإدارة الأهلية متجولة بين الفرقان والبوادي للحشد القبلي. والحالمون من المثقفين في الميديا دفاعًا عن باطل حميدتي. وخلاصة الأمر في تقديرنا ظهور هذه الفيديوهات خطة مدروسة بعناية يقف من خلفها على استحياء أمثال العنصري الوليد مادبو والحاقد الفاضل الجبوري، والقصد منها تهيئة الواقع للمطالبة جهرًا من الدولة التي تمردوا عليها بأن تتبنى حلًا لقضيتهم بعد أن خذلهم حميدتي في رابعة النهار. ولكن ليعلم هؤلاء بأن أهالي شهداء ود النورة والهلالية والصالحة والأبيض وبارا والنهود…. إلخ، لا يمكنهم دفع فاتورة فقدان فلذات كبدهم، وفي نفس الوقت دفع فاتورة علاج الجزار؛ بل الأمر أكبر من ذلك فهم غير مستعدين لرؤية هؤلاء المعاقين في مناطقهم لتلقي العلاج.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الجمعة ٢٠٢٥/٦/٢٠