في شهر حزيران/ يونيو من العام 1982 وبعد أسابيع قليلة من بدء الاجتياح الإسرائيلي للبنان نشرت مجلة المنطلق اللبنانية، التي كان يصدرها الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين، دراسة موسعة للكاتب اللبناني وليد نويهض (وهو من أبرز الصحافيين اللبنانيين وعمل في العديد من الصحف والمجلات اللبنانية والعربية والإسلامية)، وتركزت الدراسة حول المشروع الإسرائيلي لتقسيم الدول العربية والإسلامية إلى دويلات طائفية ومذهبية.



وتستند الدراسة إلى دراسة لكاتب صهيوني هو أوديد يئنون كان قد نشرها في شباط/ فبراير 1982 في مجلة كيفتين التي يصدرها جهاز الاستعلامات في المنظمة الصهيونية العالمية، وتتضمن الدراسة الصهيونية تفاصيل المشروع الإسرائيلي لتقسيم الدول العربية والإسلامية إلى دويلات طائفية ومذهبية، ومنها تقسيم لبنان إلى خمس دويلات وسوريا إلى خمس دويلات ومصر إلى دولتين (قبطية وإسلامية) وانهاء اتفاقية كامب ديفيد، والعراق إلى عدة دويلات، إضافة إلى تهجير فلسطينيي غزة والضفة الغربية إلى الأردن وإقامة دويلة فلسطينية في الأردن تحت إشراف إسرائيلي، وتقسيم السعودية إلى عدة دويلات.

شكلت الحرب الأمريكية على العراق فرصة لتطبيقه ولكن لم تنجح الخطة بالكامل، لكن الرهان على تقسيم العراق لا يزال قائما، في حين نجحت الخطة في السودان والذي تم تقسيمه إلى دولتين في الجنوب والشمال، واليوم نشهد صراعات في الشمال والجنوب السوداني، كما وصل التقسيم إلى ليبيا، وشهدنا الصراعات الأهلية في اليمن وسوريا، حيث يواجه البلدان تحديات كبيرة، وها هو خيار التقسيم والتهجير يعود مرة أخرى إلى غزة والضفة الغربية وقد يمتد إلى الأردن ومصر والسعودية وسوريا ولبنان والعراق
وتتضمن الدراسة الصهيونية وكذلك الدراسة التي أعدها الأستاذ وليد نويهض؛ تفاصيل كثيرة حول أهداف المشروع الصهيوني والرؤية الاستراتيجية الصهيونية، التي تسعى لتحويل الدول العربية والإسلامية إلى دويلات طائفية ومذهبية من أجل ضمان السيطرة الإسرائيلية وعدم وجود قوة عربية أو إسلامية قادرة على مواجهة المشروع الصهيوني أو تهديد الأمن الإسرائيلي.

والجدير ذكره أن هذا المشروع التقسيمي والتفتيتي بدأ الكيان الصهيوني تنفيذه في حزيران/ يونيو 1982 من خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وكان من المقرر استكمال هذا المشروع خلال السنوات التي تلت هذا الاجتياح، لكن نشوء المقاومة الوطنية والإسلامية في لبنان والتي فرضت على العدو الإسرائيلي الانسحاب من بيروت أولا ومن ثم من مختلف المناطق اللبنانية وأسقطت اتفاقية 17 أيار، ومن ثم انطلاقة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية في العام 1987 وبروز قوى إسلامية مقاومة جديدة (حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي)، وتصاعد الصحوة الإسلامية في كل العالم العربي والإسلامي.. أفشل المشروع الصهيوني التفتيتي آنذاك ودفعه للعودة إلى خيارات أخرى؛ ومنها العودة إلى التفاوض مع العرب من خلال مؤتمر مدريد بعد حرب الخليج الثانية في العام 1990 بدعم أمريكي، ومن ثم الذهاب إلى اتفاقية وادي عربة مع الأردن، والتفاوض مع منظمة التحرير الفلسطينية وعقد اتفاقية أوسلو، والابقاء على اتفاقية كامب ديفيد. وتطور المشروع الأمريكي التطبيعي مع العرب طيلة السنوات الماضية وصولا لإطلاق صفقة القرن والاتفاقيات الإبراهيمية.

لكن المشروع الصهيوني لتقسيم العالم العربي والإسلامي لم ينته، وبقي في أدراج المنظمات الصهيونية المتطرفة التي تحظى بدعم قوى أمريكية فاعلة وخصوصا التيارات الصهيونية المسيحية. وكان المستشرق الأمريكي برنارد لويس أحد أبرز الذين تبنوا خيار تقسيم العالم العربي والإسلامي إلى دويلات مذهبية وطائفية، وبدأت العديد من المؤسسات الأمريكية الفاعلة بتبني هذا المشروع. وشكلت الحرب الأمريكية على العراق فرصة لتطبيقه ولكن لم تنجح الخطة بالكامل، لكن الرهان على تقسيم العراق لا يزال قائما، في حين نجحت الخطة في السودان والذي تم تقسيمه إلى دولتين في الجنوب والشمال، واليوم نشهد صراعات في الشمال والجنوب السوداني، كما وصل التقسيم إلى ليبيا، وشهدنا الصراعات الأهلية في اليمن وسوريا، حيث يواجه البلدان تحديات كبيرة، وها هو خيار التقسيم والتهجير يعود مرة أخرى إلى غزة والضفة الغربية وقد يمتد إلى الأردن ومصر والسعودية وسوريا ولبنان والعراق.

نحن أمام مرحلة خطيرة جدا والمعركة قاسية، وللأسف فإن بعض الدول العربية والإسلامية لا تشعر بخطورة ما يجري وهي تدخل في صراعات جديدة مع الحركات الإسلامية وقوى المقاومة وتعتبرها أنها المسؤولة عما جرى، وبعض هذه الدولة تستهين بالخطر الإسرائيلي وتحاول الابتعاد عن المواجهة المباشرة مع العدو لأسباب عديدة
فكيف يمكن مواجهة هذا المشروع الصهيوني التقسيمي والتفتيتي والتهجيري؟ وهل سينجح هذا المشروع في العام 2025 بعد أن فشل في العام 1982؟

من خلال العودة لكل المرحلة الممتدة من العام 1982 إلى اليوم، نلحظ أن خيار المقاومة والانتفاضات الشعبية هو الخيار الوحيد الذي أفشل المشروع الصهيوني، وإضافة إلى المشروع المقاوم فإن الجهود التي بذلت من التيارات الإسلامية والقومية والوحدوية لمنع التقسيم ومن أجل العودة لخيارات الوحدة والتعاون والتكامل العربي والإسلامي؛ كانت هي الخيار المضاد، وتجلت بالعديد من المبادرات الوحدوي الشعبية في ظل فشل التجارب الوحدوية الرسمية والمؤسسات الرسمية.

لكن ذلك لا يعني أن كل التجارب العربية والإسلامية كانت ناجحة في مواجهة المشروع الصهيوني أو خطط التقسيم والتهجير، فقد تكون بعض القوى القومية والإسلامية قد ارتكبت بعض الأخطاء في إداراتها للدول أو في كيفية التصدي للمشروع الإسرائيلي- الأمريكي، مما ساهم في تقسيم بعض الدول وتحقيق الصهاينة بعض الإنجازات السياسية والعسكرية.

واليوم يعتبر رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو أن الوقت مناسب لتغيير الشرق الأوسط وبسط السيطرة الصهيونية على العديد من الدول وتهجير الفلسطينيين، وهو يحظى بدعم أمريكي واضح، وكل ذلك يتطلب من قوى المقاومة وكل الحركات الإسلامية والقومية واليسارية التي تريد مواجهة هذا المشروع وضع رؤية جديدة للمواجهة على ضوء الدروس المستفادة من المرحلة الماضية، مع الاعتراف بحصول العديد من الأخطاء والثغرات، لكن قوى المقاومة لا تزال قوية وقادرة على إعادة ترتيب أوضاعها ومواجهة المشروع الإسرائيلي التفتيتي والتهجيري.

نحن أمام مرحلة خطيرة جدا والمعركة قاسية، وللأسف فإن بعض الدول العربية والإسلامية لا تشعر بخطورة ما يجري وهي تدخل في صراعات جديدة مع الحركات الإسلامية وقوى المقاومة وتعتبرها أنها المسؤولة عما جرى، وبعض هذه الدولة تستهين بالخطر الإسرائيلي وتحاول الابتعاد عن المواجهة المباشرة مع العدو لأسباب عديدة.

هذا الصراع لن ينتهي، وإذا كان العدو الإسرائيلي حقق بعض الإنجازات العسكرية والأمنية فإنه يواجه تحديات عديدة، ولدى القوى العربية والإسلامية بمختلف اتجاهاتها نقاط قوة كبيرة، والمهم أن لا نسقط أمام هذا المشروع الإسرائيلي- الأمريكي، وأن نعيد ترتيب أوضاعنا من أجل أسقاط هذا المشروع، والخيار الأهم هو التكامل والتعاون بين الدول العربية والإسلامية ورفض كل أشكال التقسيم والتهجير.

x.com/kassirkassem

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي المشروع العربية تقسيم تهجير إسرائيل تقسيم تهجير عرب مشروع مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول العربیة والإسلامیة المشروع الإسرائیلی المشروع الصهیونی العربی والإسلامی قوى المقاومة هذا المشروع إلى دویلات العدید من فی العام

إقرأ أيضاً:

النهضة العلمية الإيرانية… سلاح السيادة في وجه الهيمنة ومصدر هلع للعدوان الصهيوني-الأمريكي

يمانيون | تقرير
في خضم تصاعد التوترات الإقليمية وانكشاف حجم تبعية الدول العربية للغرب، تقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية كنموذج مغاير، يترجم خياراته الاستقلالية عبر مشروع علمي شامل، لا يتوقف عند حدود المختبرات، بل يتمدد ليصبح سلاحاً سيادياً يرعب العدو الصهيوني ويستفز الإدارة الأمريكية، ويُعيد تشكيل خريطة موازين القوى في المنطقة.

ليست النهضة العلمية في إيران مجرد نتاج طبيعي لمسار أكاديمي متطور، بل هي نتاج رؤية استراتيجية تبنّتها القيادة الإيرانية منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979م، حين قررت طهران أن معركة الاستقلال تبدأ من استعادة القدرة على إنتاج المعرفة، بعد قرون من الارتهان لنماذج تعليمية وعلمية غربية صُمّمت خصيصًا لتكريس التبعية وإدامة السيطرة.

نهضة علمية في وجه الهيمنة..  العلم بوصفه معركة تحرير
فمنذ اللحظة الأولى، أدركت القيادة الثورية أن بناء الجامعات والمراكز البحثية ليس ترفاً، بل ضرورة وجودية في معركة مصيرها الاستقلال أو التبعية.. لذلك، تحول التعليم العالي والبحث العلمي في إيران إلى أولوية وطنية، فارتفع عدد الجامعات من أقل من 20 مؤسسة عام 1979 إلى أكثر من 2600 جامعة ومركز بحثي اليوم.

النتائج كانت استثنائية: في عام 1990، لم يكن لإيران أي حضور يُذكر في الأوساط البحثية العالمية، بإجمالي لا يتجاوز 800 ورقة علمية سنويًا، بينما تخطّى عدد منشوراتها العلمية في عام 2022 حاجز 78 ألفاً، لتقف في المرتبة 15 عالمياً، متقدمة على كثير من الدول الأوروبية التي كانت تُعد مراكز للعلم والابتكار.

هذا الصعود لم يكن موضع ترحيب في الغرب، بل قوبل بقلق متصاعد، لأنهم أدركوا أن دولة شرق أوسطية، مستقلة القرار، تُنتج المعرفة وتُعيد تصنيع أدوات القوة، تعني ببساطة تهديداً لأسس الهيمنة الغربية التي قامت على احتكار العلم وتصديره على شكل خدمات وسلع خاضعة للوصاية.

النووي الإيراني… العلم الذي لا يُغفر
أحد أبرز محاور القلق الغربي تمثل في البرنامج النووي الإيراني، الذي التزمت طهران فيه بخط سلمي واضح، وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.. غير أن مجرد امتلاك المعرفة النووية شكّل فوبيا مزمنة لدى العدو الصهيوني وحلفائه في الغرب، لما يمثله من كسر لاحتكار طويل الأمد في أهم تقنيات العصر.

لم يتوانَ الكيان الصهيوني، بدعم أمريكي مباشر، عن استخدام كافة وسائل التخريب لعرقلة البرنامج النووي الإيراني، بدءاً من عمليات اغتيال العلماء – كالعالم محسن فخري زاده – مروراً بهجمات سيبرانية كـ”ستاكس نت”، وانتهاءً بقصف مباشر لمنشآت مثل نطنز وفوردو.

هذه الحرب الخفية لم تكن تستهدف قنبلة نووية مفترضة، بل كانت تستهدف استقلالًا علميًا يخشون تمدده.

من الأرض إلى السماء.. الفضاء ساحة جديدة للمواجهة
وفي الوقت الذي كانت فيه بعض دول المنطقة تحتفل بإطلاق أقمار صناعية بتمويل أجنبي وبأيدٍ غربية، كانت إيران تطلق “أميد” عام 2009، كأول قمر صناعي صُنع بالكامل بأيادٍ محلية، دون الاستعانة بأي طرف خارجي.

هذا الإنجاز، الذي أعقبه إطلاق العديد من الأقمار مثل “فجر”، “نور”، و”سورايا”، أثار غضب الغرب وقلق العدو الصهيوني، ليس فقط لما يحمله من تطور تقني، بل لأنه يؤكد أن إيران أصبحت تملك ناصية المعرفة، وباتت قادرة على إنتاج ما كانت تستورده لعقود.

في الحسابات الغربية، الفضاء ليس فقط مجالًا علميًا، بل ميدانًا استخباراتيًا وسياديًا. لذلك، لا يُقبل بسهولة أن تدخل دولة مثل إيران نادي الدول الفضائية دون إذن أو شراكة، بل بأسلوب سيادي خالص.

تقنيات النانو.. تفوق ناعم يُربك الصناعات الغربية
ومن الفضاء إلى عالم أدقّ، تقدّمت إيران في مجال تقنية النانو، حتى أصبحت تحتل المرتبة الرابعة عالميًا من حيث عدد الأبحاث، والأولى بين الدول الإسلامية، وتُصدر منتجات نانوية متقدمة إلى نحو 48 دولة حول العالم.

اللافت أن هذا التفوق تحقق رغم العقوبات الغربية، التي حظرت توريد المواد الأولية والأجهزة المتقدمة إلى إيران، إلا أن ذلك لم يُثنِ الباحثين الإيرانيين عن مواصلة العمل، بل حفّزهم على ابتكار أدواتهم الخاصة، وبناء منظومات إنتاج محلية، ما كشف هشاشة سياسة “الخنق العلمي” الغربية، وزيف مزاعمهم حول دعم البحث العلمي في العالم الثالث.

الطب والتقنية الحيوية.. مقاومة الحصار بالابتكار
وفي ميدان الطب والتقانة الحيوية، كان التقدم الإيراني أكثر من لافت.. ففي الوقت الذي كانت فيه الدول الخاضعة للهيمنة الغربية تستجدي الأدوية والمستلزمات الطبية، كانت إيران تطور تقنيات الطباعة الحيوية للعظام، وتحقق الاكتفاء الذاتي في أكثر من 95% من الأدوية، وتُصنّع 67% من المستلزمات الطبية.

كما أصبحت من بين الدول الخمس الأولى عالميًا في مجال الطب الإشعاعي، وتمتلك أكثر من 200 مركز علاجي متخصص.. وكل ذلك في ظل حصار كان يستهدف مباشرة تعطيل هذا القطاع، ومنع إيران من الحصول حتى على عقاقير الأمراض المزمنة.

الخلايا الجذعية.. ريادة في علم المستقبل
أحد أبرز إنجازات إيران العلمية يتمثل في مجال الخلايا الجذعية، حيث باتت بين الدول العشر الأولى عالميًا، والأولى إقليميًا.

وقد أنشأت العشرات من المراكز البحثية والشركات المعنية، لتدخل في سباق عالمي نحو تطوير علاجات جذرية لأمراض مستعصية، في وقت ما تزال فيه أغلب دول المنطقة تعتمد كليًا على الخارج.

العلم والعسكرة.. معادلة جديدة في ميزان الردع
النهضة العلمية الإيرانية لم تظل حبيسة المختبرات، بل وجدت طريقها إلى الصناعات الدفاعية، فكان أن طوّرت إيران طائرات مسيّرة تتفوق على نظيراتها الغربية، وصواريخ دقيقة قادرة على تغيير قواعد الاشتباك، وأنظمة حرب إلكترونية باتت ترعب منظومات الدفاع الصهيونية.

وفي المواجهة الحالية، أثبتت الطائرات المسيّرة الإيرانية والصواريخ الباليستية بعيدة المدى، أنها ثمرة مباشرة لتلك النهضة العلمية التي لا تعترف بالحدود التي يرسمها الغرب، ولا تقف عند خط أحمر يرسمه العدو الصهيوني. 

العدوان الحالي.. علمٌ يُقصف لأنّه سيادة
اليوم، بينما يشنّ الكيان الصهيوني عدوانًا شاملاً على الجمهورية الإسلامية، بدعم أمريكي معلن، تبرز الحقيقة الواضحة: هذا العدوان يستهدف رأس المشروع السيادي الإيراني، ويطمح إلى كسر إرادة الاستقلال التي تجسدت في المعادلة العلمية الإيرانية.

القصف الصهيوني لمواقع العلماء والمنشآت النووية، واغتيال الكفاءات البحثية، ليس معزولًا عن مشهد المواجهة الأشمل، بل هو تأكيد على أن الغرب، ومعه كيان الاحتلال، لا يخشون السلاح بحد ذاته، بقدر ما يخشون العقل الذي يصنع السلاح، والجامعة التي تنتج التقنية، والمختبر الذي يُبدع في ظل الحصار.

 نهضة تكتب ملامح معركة الوعي والسيادة
النهضة العلمية الإيرانية ليست مجرد قصة نجاح أكاديمية، بل هي مشروع تحرر فكري وسياسي كامل، يستهدف اقتلاع جذور التبعية من العمق، ويطرح نموذجاً لما يمكن أن تكون عليه دولة ذات سيادة حقيقية في الشرق الأوسط.

ولهذا، لا تُغفر لطهران هذه القفزات، ولا يُسامح علماؤها، ولا يُسمح لمختبراتها أن تعمل بسلام، لأنها تكشف زيف الصورة التي روّجها الغرب لعقود: أن المعرفة لا تُولد إلا في واشنطن وباريس وتل أبيب.

لكن إيران، في قلب الحصار والعدوان، قالت كلمتها: السيادة تبدأ من العقل، والمواجهة الحقيقية تُخاض بالعلم، ومن يمتلك أدوات الابتكار لا يمكن أن يُهزم، حتى وإن تواطأ عليه العالم.

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية تُدين الضربات الأمريكية ضد إيران
  • الأمانة العامة لمجلس التعاون تؤكد عدم رصد أي مؤشرات إشعاعية غير طبيعية نتيجة الأحداث التي شهدتها المنطقة
  • احتفال بالثقافة العربية في برلين
  • الأحرار الفلسطينية تحذر من جر الكيان الصهيوني المنطقة إلى كارثة كبرى
  • جامعة الدول العربية تدين العدوان الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهدئة
  • عراقجي يشدد على إيقاف العدوان الصهيوني ومحاسبة “إسرائيل” قبل الحديث عن الحلول الدبلوماسية
  • عاجل | عقد اجتماع طارئ لوزراء خارجية الدول العربية في إسطنبول
  • النهضة العلمية الإيرانية… سلاح السيادة في وجه الهيمنة ومصدر هلع للعدوان الصهيوني-الأمريكي
  • الحوثي يوجه رسالة إلى الدول التي “تستبيح” إسرائيل أجواءها ويؤكد: عملياتنا العسكرية مستمرة
  • ماذا لو تم استهداف منشأة نووية في إيران وماهي الدول التي ستتأثر ؟