الأسبوع:
2025-10-08@00:29:26 GMT

قناة السويس وطريق الحرير والهيمنة الأمريكية

تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT

قناة السويس وطريق الحرير والهيمنة الأمريكية

صرّح الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، مؤخرًا بأن السفن الأمريكية، سواء التجارية أو العسكرية، يجب أن تمر مجانًا من قناة السويس وقناة بنما. هذا التصريح لا ينبغي قراءته كتهديد مباشر لمصر أو انتهاك فوري للقانون الدولي، بل يعكس رؤية استراتيجية أعمق ضمن صراع عالمي محتدم على الممرات الحيوية. إنه دليل على اضطراب في موازين القوى الاقتصادية ومحاولة أمريكية للتمسك بمفاتيح النفوذ، في مواجهة صعود قوى أخرى.

قناة السويس، منذ افتتاحها منتصف القرن التاسع عشر، تُعدّ أحد أهم الشرايين التجارية التي تربط آسيا بأوروبا. وقد نصّت اتفاقية القسطنطينية لعام 1888 على بقاء القناة مفتوحة للجميع دون تمييز، مع تأكيد سيادة مصر الكاملة عليها، وفقًا للقانون الدولي.

التصريح الأمريكي جاء متزامنًا مع تعاظم النفوذ الصيني من خلال مشروع «الحزام والطريق»، الذي يهدف لربط الصين بالعالم عبر مسارات برية وبحرية. وتُعدّ قناة السويس نقطة ارتكاز مركزية في المسار البحري لهذا المشروع، حيث تختصر آلاف الكيلومترات من طرق الشحن، ما يجعلها لا غنى عنها لنجاح المبادرة الصينية. ولهذا ضخّت بكين استثمارات كبرى في المنطقة الاقتصادية المحيطة بالقناة، لضمان نفوذ دائم وفعّال.

في ذات الاتجاه، أعلنت إيطاليا مؤخرًا عن مبادرة «طريق القطن» الأوروبية، التي تسعى للربط بين أوروبا وأفريقيا وآسيا خارج النفوذ الصيني، وقد اعتبرت مصر محورًا لا يمكن تجاوزه في هذه الخطة. وهو ما يعكس حجم التنافس الدولي على الموقع الجغرافي المصري، واعتراف الغرب بأهمية القاهرة في صياغة خريطة التجارة العالمية الجديدة.

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن ترامب طلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي السماح بمرور السفن الأمريكية مجانًا من قناة السويس دعمًا للعمليات العسكرية في البحر الأحمر، لكن مصر رفضت الطلب، مؤكدة أن أي تحرك يبدأ بوقف الحرب على غزة لا بتجاوز السيادة المصرية. هذا الموقف يعكس صلابة الدولة المصرية وقدرتها على حماية مصالحها دون الدخول في مواجهة مباشرة.

وفي سياق آخر، دعمت الولايات المتحدة وإسرائيل مشروع «قناة بن غوريون» عبر قطاع غزة، الذي سعى لخلق بديل استراتيجي لقناة السويس. المشروع بُني على مخطط لتهجير سكان القطاع قسرًا لشق ممر مائي من البحر الأحمر إلى المتوسط، يُمكّن تل أبيب من التحكم في ممر تجاري عالمي. إلا أن صمود الدولة المصرية أفشل هذا المخطط، وحافظ على مكانة قناة السويس كمسار لا بديل عنه في حركة التجارة بين الشرق والغرب.

اليوم، تفرض الجغرافيا من جديد كلمتها: لا ممر تجاري آمن ومستدام بين آسيا وأوروبا دون قناة السويس. سواء عبر مشروع الحزام والطريق الصيني أو طريق القطن الأوروبي، ظلت القناة نقطة الربط الحاسمة، وهو ما أعاد لمصر زخمها الدولي ورسّخ دورها كقوة جيوسياسية فاعلة.

القوانين الدولية تكفل لمصر إدارة القناة بسيادتها، مع التزامها بحرية الملاحة. كما تؤكد اجتهادات محكمة العدل الدولية أن السيادة على الممرات الدولية تُمارس وفقًا لمبادئ العدل والإنصاف.

وما صرّح به ترامب قد يدخل ضمن مظاهر اليأس الأمريكي، بعد أن استطاعت مصر، بحكمة وهدوء، حصار وتركيع قلب مشروع الشرق الأوسط الجديد دون صدام مباشر. وها هي، رويدًا رويدًا، تكشف عن قوتها الحقيقية، وخصوصًا العسكرية، التي أربكت واضعي المخطط وأدخلتهم في ارتباك جنوني أمام صعود مصري متزن يعيد رسم معادلات النفوذ في المنطقة.

اقرأ أيضاً«وكيل دفاع النواب»: تصريحات ترامب حول قناة السويس عدوان على السيادة المصرية

بكري: قناة السويس ليست إرثا لأجداد ترامب.. ومصر دولة عفية لا تفرط في سيادتها

خبيرا قانون: مطالب ترامب عودة للعقلية الاستعمارية.. والسيادة المصرية على قناة السويس لا تقبل المساومة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي الحالي السفن الأمريكية دونالد ترامب قناة السويس قناة السویس

إقرأ أيضاً:

سفلتة سوق مودية تتواصل ضمن مشروع تأهيل خط أبين الدولي

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / خاص:

تتواصل لأيام متتالية أعمال سفلتة سوق مديرية مودية بمحافظة أبين، ضمن المرحلة الثانية من مشروع تأهيل خط أبين الدولي، الذي يسعى إلى تعزيز البنية التحتية وتنشيط الحركة التجارية والخدمية في المنطقة.


ويتم تنفيذ المشروع بدعم وتمويل من مؤسسة الناصر للتنمية، على يد شركة الخضيري للمقاولات، تحت إشراف فريق مبادرة تأهيل خط أبين الدولي، والذي يضم: ماهر البرشاء، فهد البرشاء، نبراس الشرمي، وإبراهيم الكازمي.

وأكد أعضاء الفريق أن المشروع في مودية يأتي امتدادًا للجهود السابقة التي شملت سوق مدينة شقرة، ضمن خطة شاملة لربط المديريات وتحسين حركة النقل والتجارة على طول خط أبين الدولي.

وأشاد الأهالي بالمشروع، معربين عن سعادتهم بعودة معدات السفلتة إلى سوق مودية بعد سنوات من التدهور، مؤكدين أن هذه المبادرة تعكس التعاون المجتمعي والدعم المستمر من مؤسسة الناصر للتنمية في تطوير المنطقة.

مقالات مشابهة

  • محافظ الإسماعيلية يناقش استعدادات احتفالية إعادة افتتاح النصب التذكاري للدفاع عن قناة السويس بجبل مريم
  • بنك قناة السويس يرعى معرض "تراثنا 2025"
  • جامعة قناة السويس تُنظم مهرجان سباق الطريق بمشاركة 500 طالب وطالبة احتفالًا بذكرى انتصارات أكتوبر
  • طفرة في قناة السويس.. تفاصيل إنجاز 15 كوبري جديد خلال فبراير المقبل
  • قناة السويس تحتفل بانتصارات أكتوبر بافتتاح كوبري جديد (فيديو)
  • رئيس جامعة قناة السويس يشارك في افتتاح كوبري الشهيد مقدم أمير عوض الله العائم بالإسماعيلية
  • مبادرة طوف وشوف معالم بلادنا السياحية تبرز الدور المتميز لطلاب جامعة قناة السويس
  • جامعة قناة السويس تحتفل باستقبال طلاب كلية السياحة والفنادق
  • مع ضعف النفوذ الإيراني وتراجع حزب الله.. هل يستطيع ترامب إحلال السلام في غزة؟
  • سفلتة سوق مودية تتواصل ضمن مشروع تأهيل خط أبين الدولي