رئيسُ إدارة شئون المساجد والقرآن الكريم يلقي كلمةَ وزير الأوقاف بمؤتمر الإسلام في كازاخستان
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
ألقى الدكتور أسامة فخري الجندي، رئيسُ الإدارة المركزية لشؤون المساجد والقرآن الكريم، كلمةَ وزارة الأوقاف، نيابة عن الدكتور أسامة الأزهري، وزيرِ الأوقاف، في افتتاح مؤتمر الإسلام في آسيا الوسطى وكازاخستان: "الجذور التاريخية والتحولات المعاصرة".
وقد استهلَّ كلمته بنقل رسالةِ تقديرٍ وتوقيرٍ وإعزازٍ وإجلال، من معالي الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزيرِ الأوقاف، مع خالص دعمِه وتمنياته لهذا المؤتمر بكل التوفيق، وتقديرِه للقائمين على تنظيم هذا المؤتمر المهم، والذي تنظمُه الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية نور مبارك، بالتعاون مع الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان.
وأضاف قائلًا: إن العلاقات التي تربط بين مصر وجمهورية كازاخستان تُعد نموذجًا مميزًا للتعاون المتبادَل المبنيِّ على الاحترام والتفاهم المشترك؛ إذ تقوم على التعاون المثمر، وقوةِ الترابط بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، وخاصة مجال تبادل المعارف والثقافات، وهي علاقات تجمع بين الإرث التاريخيِّ العريق، والتوجهاتِ المستقبلية الواعدة، في ظل تطوراتٍ إقليمية ودولية متسارعة؛ حيث ترتبط مصر وكازاخستان بروابطَ تاريخيةٍ وثقافيةٍ تعود إلى عصور الإسلام الأولى، فقد كان لكازاخستان إسهامٌ بارزٌ في نشر الفكر الإسلاميِّ في منطقة آسيا الوسطى، وكان الأزهر الشريف –باعتباره مؤسسةً تعليميةً إسلاميةً عريقة – محطَّ أنظار طلاب
كازاخستان، الذين توافدوا إليه منذ عقودٍ؛ لتلقِّي العلومَ الشرعيةَ واللُّغوية، وقد أسهم هذا التواصلُ العلميُّ والدينيُّ في بناء جسورٍ من الثقة والتقاربِ بين الشعبين الشقيقين.
وإن وزارة الأوقاف المصرية حريصةٌ على دعم هذا الترابط، وتعزيزِ آليات التعاون بين البلدين؛ لتحقيق المصالح المشتركة لشعبيهما، والسعيِ دائما على دعمها في كافة المجالات ذاتِ الاهتمام المشترك؛ لتعميق الروابط التاريخية والثقافية بينهما، وخيرُ دليل على ذلك: هذا الصرحُ العلميُّ العريق "الجامعة المصرية للثقافة الإسلامية" بكازاخستان، والتي تسعى دائمًا إلى نشر الفكر الوسطيِّ المستنير، وتُعد منارةَ علمٍ يفدُ إليها طلاب العلم في منطقة آسيا الوسطى.
وأكد فضيلته أنَّ الإِسلامَ رِسالةٌ إنسانيةٌ عالميةٌ، تنبضُ بالحبِّ، وتَفِيضُ بالتسامحِ، وتَدعو إلى التعايشِ لَا الصِّراع، وإِلى التَّعارفِ لا التَّنافرِ، وإلى البناءِ لا الهَدمِ، فمنذ فجرِه الأول، أسَّس الإسلامُ للتعايش السلميِّ بين الناس على اختلاف أديانهم وأعراقهم وثقافاتهم، داعيًا إلى الحوار، ونبذِ العنف، والتعامل بالحسنى مع الجميع، ويتجلّى ذلك من خلال كلمة: {لِتَعَارَفُوا} في هذا النداء الرصين من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، فكم في هذه الكلمة: {لِتَعَارَفُوا} من سَعة أفقٍ، وعمقِ رؤيةٍ، ورغبةٍ في احتضان الآخر لا إقصائِه.
فقد علّمنا الإسلام أن الإنسان إنسانٌ، قبل أن يكون مسلمًا أو غيرَ مسلم، فالإِسلام فِي جَوهرهِ، نداءُ محبَّةٍ وسلامٍ، يبني الجُسورَ لا الجُدرانَ، ويَمدُّ الأياديَ لا العنف والعداءَ.
وأشار إلى أن الإسلام يقدِّم مفهومًا واسعًا وعميقًا لعلاقة الإنسان مطلقًا مع غيره في أي مكان في العالم، وكيفيةِ تيسير حياة الإنسان في أي بقعةٍ على ظهر الأرض، والتأكيد على أهمية العلاقة التفاعلية الواسعة بين كل الناس، وذلك من خلال بيان الرؤى والمداخل المشتركة التي تؤسِّس لصناعة ثقافة السلام، وحسن الجوار بين الدول، وبما يؤكد أن فلسفة الأديان هي فلسفة الحياة والعمران، وليست فلسفةَ الموت والقتلِ، والعداوة، والصدام، والدمار، والدماء.
وأوضح أن تجرِبة الإسلام في آسيا الوسطى تعدُّ نموذجًا فريدًا للتسامح، والاعتدال، وقبول الآخر، مستندةً إلى تاريخٍ طويلٍ من التفاعل الثقافيِّ والدينيِّ بين مختلف الشعوب والأديان، ودورٍ بارزٍ للطرق الصوفية، وسياساتٍ حكومية داعمةٍ للتعددية الدينية، هذا النموذجُ يقدِّم دروسًا قيِّمة في كيفية بناء مجتمعاتٍ متعددة الثقافات والأديان، تعيش في وئامٍ وسلام.
وفي ختام كلمتِه وجَّه فضيلتُه التحيةَ باسم وزارة الأوقاف المصرية إلى السادة الموقرين القائمين على هذا المؤتمر؛ على ما بذلوه من جهودٍ عظيمة، وإعدادٍ محكَم، وترتيبٍ منظَّمٍ لجميع أعمال المؤتمر.
كما توجَّه بخالص التحية والإعزاز إلى رئيس جمهورية كازاخستان وشعبها الكريم، داعيًا المولى -سبحانه وتعالى- أن يديم نعمة الأمن والأمان والرقيِّ والازدهار لشعبي مصر وكازاخستان، وسائرِ بلاد العالمين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزير الأوقاف آسیا الوسطى الإسلام فی
إقرأ أيضاً:
وزير الأوقاف يقرر التعاقد مع مستوفي شروط مسابقتي 2023 للأئمة وللعمال
قرر الدكتور أسامة الأزهري – وزير الأوقاف، البدء فورًا في إجراءات التعاقد مع من استوفوا الشروط ومسوغات التعيين من دفعة الإمام محمد عبده للأئمة، كما قرر الوزير البدء على الفور في إجراءات التعاقد مع العمال الذين استوفوا الشروط واجتازوا مسابقة العمال لسنة ٢٠٢٣.
وحرصًا من الوزارة على راحة أبنائها وعلى تمكينهم من تحقيق أعلى مستويات الرضا الوظيفي والسكينة النفسية والفكرية وتخفيف الأعباء المادية، فقد قرر الوزير توزيع الأئمة والعمال المتعاقَد معهم كل في محافظته؛ منعًا لأي تشتيت للجهود أو تعسير في أداء أمانة العمل.
جدير بالذكر أن إجراءات التعاقد تستمر هذا الأسبوع من الأحد الموافق ١٦ من يونيو إلى الخميس الموافق ١٩ من يونيو ٢٠٢٥؛ مع تحديد عدد من المحافظات لاستقبال المرشحين للتعاقد منها كل يوم، وذلك وفق التحديد التالي:
أولاً: يوم الأحد (١٥-٦-٢٠٢٥): محافظات البحيرة وكفر الشيخ والمنوفية والإسماعيلية.
ثانيًا: يوم الاثنين (١٦-٦-٢٠٢٥): محافظات الشرقية والغربية والقاهرة والإسكندرية.
ثالثًا: يوم الثلاثاء (١٧-٦-٢٠٢٥): الدقهلية والقليوبية ودمياط وشمال سيناء وبني سويف.
رابعًا: يوم الأربعاء (١٨-٦-٢٠٢٥): محافظات سوهاج والمنيا والجيزة والفيوم.
خامسًا: يوم الخميس (١٩-٦-٢٠٢٥): محافظات قنا والأقصر وأسوان والوادي الجديد وأسيوط والبحر الأحمر والسويس ومرسى مطروح وبورسعيد وجنوب سيناء. وتهيب الوزارة بالمرشحين من الأئمة والعمال الذين لم يقدموا نتيجة الكشف الطبي المسارعة بإحضار نتيجة الكشف حتى يتسنى إبرام التعاقد معهم.
ومن المنتظر أن يصل عدد الأئمة المقرر التعاقد معهم إلى ٥٣٧ إمامًا إضافة إلى ٣٤ إمامًا من ذوي الهمم؛ أما العمال فسيصل عدد المتعاقَد معهم إلى ٨٤٢ عاملاً إضافة إلى ٤١ عاملا من ذوي الهمم. وبذلك يصل مجموع من ستتعاقد معهم الوزارة هذا الأسبوع إلى ١٤٥٤ إمامًا وعاملاً.
والوزارة إذ تبارك هذا الإنجاز للمرشحين للتعاقد ولأسرهم، فإنها ترجو لهم التوفيق، وتنتظر منهم إتقان العمل والتفاني فيه والإخلاص لوطنهم والدعاء له بتمام العافية والستر والاستقرار والازدهار.