الاحتلال يحدد دبي مركزا للتوسع التجاري لإنعاش اقتصاده.. ماذا عن السعودية؟
تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT
شدد وزير الاقتصاد والصناعة في دولة الاحتلال الإسرائيلي، نير بركات، عن قيام حكومة الاحتلال بتحديد دبي كمركز للتوسع وزيادة الصادرات الإسرائيلية، لافتة إلى أن الخطوة قد تنعش الاقتصاد الذي يعاني من تبعات العدوان على غزة.
وأوضح بركات في تصريحات نقلتها وكالة "بلومبيرغ"، الأربعاء، أن دولة الاحتلال "تتجه نحو أسواق شبه الجزيرة العربية والهند لتعزيز التجارة، حيث تسعى الحكومة إلى زيادة الصادرات من 150 مليار دولار إلى ما يقرب من تريليون دولار على مدى السنوات الخمس عشرة المقبلة".
وقال الوزير الإسرائيلي، إن "الحكومة حددت دبي، مركز التجارة والتمويل والسياحة في الشرق الأوسط، كمركز للتوسع"، موضحا أن "حوالي 600 شركة إسرائيلية بدأت العمل في الإمارات منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في إطار اتفاقيات أبراهام" التي وقعت عام 2020.
وأضاف أن "العديد من هذه الشركات الإسرائيلية أنشأت فروعًا لها في الإمارات وهي تُحقق نجاحا باهرا في بيع سلعها وخدماتها في المنطقة"، زاعما أن ذلك يشمل ذلك السعودية التي لا تربطها علاقات رسمية بدولة الاحتلال الإسرائيلي.
ورفض وزير الاقتصاد الإسرائيلي الإدلاء بمزيد من التفاصيل، فيما لم يستجب متحدث باسم وزارة الاستثمار السعودية لطلب الوكالة للتعليق.
ووفقا للوزير الإسرائيلي، فإن "هذا التوسع قد يسهم في إنعاش الاقتصاد الإسرائيلي الذي يعاني من ضغوطات بعد أكثر من 18 شهرا من الحرب على غزة و يضعنا في وضع مختلف تماما في السوق العالمية وأيضا فيما يتعلق باستقرار وقوة الحكومة ودولة إسرائيل".
ونقلت الوكالة عن أحد رواد الأعمال اليهود الأميركيين والذي عمل على مساعدة الشركات الإسرائيلية على دخول السوق الإماراتية لسنوات قبل "اتفاقيات إبراهام"، قوله إن "هناك تقدم تدريجي فيما يتعلق بالتعاون التجاري والاستثماري بين إسرائيل والسعودية".
وأضاف دون الكشف عن هويته، "أنا متواجد الآن في الرياض وآمل في القيام بالشيء نفسه خلال الفترة التي تسبق إقامة العلاقات المحتملة مع المملكة".
كما أشار التقرير إلى أن إسحاق أبلباوم المستثمر الأمريكي القريب من دولة الاحتلال والمؤسس والشريك العام في شركة "ميزما فينتشرز"، التي تستثمر في شركات التكنولوجيا الإسرائيلية الناشئة، أنشأ مكتبا عائليا في الرياض للاستثمار في الشركات السعودية.
وقال أبلباوم لوكالة "بلومبيرغ"، "أرى فرصا هائلة عندما يأتي التطبيع بين تل أبيب والرياض مع استفادة السعوديين والإسرائيليين من نقاط قوة بعضهم البعض"، لافتا إلى أن "السعودية هي مركز المنطقة ولديها الرؤية ورأس المال وعدد السكان بينما تتمتع إسرائيل بالابتكار والخبرة".
وأوضح التقرير أن "التكامل" بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية يعد أولوية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يزور عددا من الدول الخليجية بينها السعودية في شهر أيار /مايو المقبل.
وأشار إلى أن ترامب يريد توسيع نطاق اتفاقيات التطبيع المعروفة باسم "اتفاقيات إبراهام" لتشمل المملكة العربية السعودية ودولا أخرى في المنطقة، لكن هذه الرؤية واجهت تحديا بسبب الحرب المستمرة في غزة، مما جعل التقارب مع الاحتلال أكثر صعوبة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الاحتلال دبي الإمارات السعودية السعودية الاحتلال الإمارات دبي صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة دولة الاحتلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
علاقة الاستبداد بالتكنولوجيا.. ماذا كشف خاشقجي قبل مقتله عن السعودية؟
تتصاعد التساؤلات حول التوازن بين التطور التكنولوجي والحقوق الإنسانية، في ظل التحولات السريعة التي تشهدها السعودية، التي تحاول بناء مستقبل رقمي متقدم بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان.
وسلطت صحيفة واشنطن بوست الضوء على الرؤية التي قدّمها الصحفي الراحل جمال خاشقجي، والتي كشفت عن التناقضات العميقة بين الطموحات التقنية والسياسات القمعية التي لا تزال تفرضها السلطات.
وأكدت الصحيفة في تحقيق موسع أن الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي كان قد أشار في كتاباته وتحليلاته إلى الجوانب المظلمة لمساعي السعودية نحو التحديث التكنولوجي، حيث أظهرت المملكة صورة متناقضة تجمع بين التقدم التقني والقمع السياسي.
وأشارت الصحيفة إلى أن خاشقجي، منذ انضمامه كمساهم في الصحيفة عام 2017، كان يحذر من الأوهام التي يروج لها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والذي يسعى إلى بناء مملكة حديثة تقنيًا عبر مشاريع ضخمة مثل مدينة "نيوم" الذكية، والروبوتات، والاستثمارات في الذكاء الاصطناعي، في الوقت نفسه، أظهرت المملكة قمعًا متصاعدًا للمعارضة، واعتقالات واسعة بحق نشطاء وصحفيين، بالإضافة إلى حملة قمع خاصة ضد النساء المعبرات عن آرائهن.
ونقلت الصحيفة عن مقال خاشقجي الذي نُشر في تشرين الأول / أكتوبر 2017 تحت عنوان "ولي العهد السعودي يريد سحق المتطرفين. لكنه يعاقب الأشخاص الخطأ"، حيث أكد خاشقجي في مقاله على التناقض العميق بين صورة السعودية الحديثة التي يسعى محمد بن سلمان لعرضها عالميًا وبين الواقع المظلم الذي يعيش فيه السعوديون، مشيرًا إلى منح الجنسية لروبوت غربي الشكل بينما يتم إسكات المواطنين، وسأل خاشقجي: "هل يمكننا حقًا وصف هذه المملكة بأنها حديثة، في ظل هذا القمع المستمر؟".
وأوضحت واشنطن بوست أن خاشقجي كان يلفت الانتباه إلى أن المملكة ليست كما تبدو، وأن نسبة كبيرة من سكانها تعيش في فقر، وتعتمد على الدعم الحكومي، رغم ثراء الدولة الظاهر. ولفتت إلى أن خاشقجي كان يرى أن التكنولوجيا وحدها لا يمكن أن تحل مشاكل الفقر والقمع.
وأشارت الصحيفة إلى أن مقتل خاشقجي عام 2018 شكل نقطة تحوّل في تعامل الغرب مع السعودية، حيث تراجع التعاون الدولي مع المملكة لفترة مؤقتة بسبب الانتهاكات الحقوقية، لكن الدعم الاقتصادي والسياسي عاد لاحقًا، حيث استقبلت السعودية مجددًا كبار رجال الأعمال والقادة الأمريكيين، خاصة خلال زيارة الرئيس دونالد ترامب التي كرّس فيها محمد بن سلمان مكانة السعودية كمركز عالمي للاستثمار في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وأكدت واشنطن بوست أن هذا المشهد السعودي يمثل جزءًا من واقع عالمي أوسع يتسم بتراجع الديمقراطية وتزايد القمع في الوقت الذي يشهد فيه العالم تسارعًا هائلًا في التطور التكنولوجي، وهو ما يثير تساؤلات حول تأثير هذه التكنولوجيا على حرية التعبير وحقوق الإنسان.
ونقلت الصحيفة تحذيرات خبراء وتقارير متعددة تؤكد استغلال شركات التكنولوجيا للعمال بأجور زهيدة، وتجاهلها لقضايا العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى محو مساهمات النساء والأقليات في الأرشيف الرقمي، ما يعكس تحديات كبيرة تواجه البشرية في عصر الذكاء الاصطناعي.
واختتمت واشنطن بوست تقريرها بالتأكيد على أن جمال خاشقجي كان قد أدرك مبكرًا أن الاعتماد على التكنولوجيا وحدها، دون معالجة القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات، وترك البشرية في مواجهة مستقبل لا يقدر الإنسان كما يجب، محذرًا من أن مستقبل التكنولوجيا قد يصبح أداة للقمع بدلاً من التحرير.