تزايدت وتيرة تشقق الأرض أو الهبوط الأرضي في العاصمة الإيرانية نتيجة الجفاف وتغيّر المناخ، حيث أصبحت الأزمة البيئية الأهم في البلاد خلال السنوات الأخيرة، وشكلت تهديدا خطيرا للبنية التحتية والمواقع الأثرية والأمان العام.

وأشارت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية -في تقرير لها- إلى أن إيران تعاني من أسوأ هبوط أرضي في العالم بسبب الجفاف وتغيّر المناخ وسوء إدارة المياه.

وتهدد الانهيارات الأرضية المطار الرئيسي والمواقع الأثرية المدرجة على قائمة اليونسكو، مثل مدينة برسبوليس الأثرية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4"الرخامة الزرقاء".. كيف غيّر نصف قرن من تغير المناخ وجه الأرض؟list 2 of 4الطاقة الزرقاء.. حل واعد لمواجهة تحديات تغير المناخlist 3 of 4تغير المناخ يفاقم المخاطر على الأنظمة الغذائيةlist 4 of 4هل تسببت ظاهرة جوية نادرة بانهيار شبكة الكهرباء الأوروبية؟end of list

وتشير الصحيفة إلى أن هبوط التربة بات الآن أزمة وطنية، خصوصا في طهران والمناطق المحيطة بها، حيث تبدو الآثار وخيمة، إذ انحنت خطوط السكك الحديدية، وانحدرت أبراج الكهرباء بشكل خطير، وأصبحت المنازل غير مستقرة، حتى المدارس أُخليت في بعض المدن خوفا من الانهيار.

وأشار التقرير إلى أن دراسة عالمية حديثة أكدت أنّ إيران كانت من بين الدول الخمس الأولى في العالم من حيث وتيرة الهبوط الأرضي ومعدلاته.

وبحسب المركز الوطني الإيراني لرسم الخرائط، فإن جنوب غرب طهران يشهد هبوطاً بمعدل يصل إلى 31 سنتيمترا سنويا، بينما يعتبر معدل الهبوط السنوي البالغ 5 مليمترات مثيرا للقلق وفقاً للمعايير الدولية.

إعلان

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أشارت حوالي 8 ملايين وحدة سكنية في جميع أنحاء البلاد بمناطق هبوط معرضة للخطر. ونقلت وكالة مهر الحكومية للأنباء عن مهدي عباسي رئيس لجنة التخطيط العمراني لمدينة طهران، قوله إن الهبوط في طهران قضية خطيرة وأكثر شيوعا وأهمية جنوب غرب العاصمة، حيث إن هذه الظاهرة من شأنها أن تلحق الضرر بالآثار المجاورة للانهيارات الأرضية.

ويحدث الهبوط غالبا عندما يتم استخراج المياه الجوفية بشكل غير صحيح، وتصبح تجاويف تخزين المياه مجرد فراغات. وبمرور الوقت، مع انضغاط طبقات الأرض العليا، تجف تلك الفراغات والمسام. وعندما تقل المياه في مسام الأرض بسبب الاستهلاك المفرط وحفر الآبار، يتم ضغط حبيبات التربة معا.

ويقول نشطاء البيئة والعلماء إن جذور المشكلة تعود إلى سنوات من التنمية غير المستدامة. فقد أدى الإفراط في الزراعة، والتوسع العمراني غير المنضبط، والتوسع الصناعي المفرط، إلى استنزاف طبقات المياه الجوفية وجفاف السدود، لا سيما المناطق الوسطى مثل أصفهان. وهذا لا يقتصر على هبوط الأرض فحسب، بل يُحوّل المناطق الخصبة أيضًا إلى صحراء قاحلة.

ونقلت الصحيفة عن الدكتورة شينا أنصاري مساعدة الرئيس الإيراني ورئيسة منظمة حماية البيئة قولها إن الهبوط الأرضي يُهدد بشكل مباشر 11% من مساحة اليابسة في إيران، وهي المنطقة التي يقطنها نحو نصف سكان البلاد البالغ عددهم 90 مليون نسمة.

وقد تشكلت شقوق أرضية حول مدينة برسبوليس العاصمة الفارسية القديمة وموقع نقش رستم الأثري القريب، وهما موقعان ملكيان قديمان يعود تاريخهما إلى 2500 عام.

وفي أصفهان، بدأت الشقوق تتشكل في مسجد جامع عتيق المدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي وفي هياكل ساحة نقش جهان، بما في ذلك مسجد العباسي، حيث مالت أعمدته الشرقية والغربية بمقدار 5 و8 سنتيمترات على التوالي.

إعلان

وقال مهدي بيرهادي عضو مجلس مدينة طهران "أصبح هبوط الأرض تحديًا هائلاً. سيؤدي غرق الأرض على نطاق واسع إلى تدمير البنية التحتية وتهديد الأرواح" إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.

وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد تحدث خلال الأشهر الماضية عن فكرة نقل العاصمة، مشيرا إلى أن خطورة ظاهرة هبوط الأرض -إلى جانب مشكلة ندرة- تجعلان من طهران مدينة "غير صالحة للسكن".

وفي محاولة لمعالجة الظاهرة، تخطّط طهران لخفض استهلاك المياه في الزراعة والصناعة بمقدار 45 مليار متر مكعب بحلول عام 2032، كجزء من الجهود المبذولة لمعالجة أزمة المياه التي تؤدي إلى تفاقم هبوط الأرض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تغي ر المناخ هبوط الأرض إلى أن

إقرأ أيضاً:

معاريف تكشف عن تغير لافت في إدارة المعركة ضد قيادة حماس

كشف تقرير نشرته صحيفة معاريف عن تغير لافت في إدارة إسرائيل للمعركة ضد قيادة حركة حماس في الخارج بعد اتهامات للموساد بالتقاعس عن القيام بمسؤولياته في هذا الملف، مما دفع جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إلى إنشاء وحدة خاصة لتصفية وملاحقة قادة الحركة في دول عربية وأوروبية رغم أن هذا العمل ليس من صلاحياته التقليدية.

جاء ذلك في سياق التقرير الذي أعده مراسل الصحيفة العسكري آفي أشكنازي وحمل عنوان "حماس الخارج لم تعد محصنة"، وانتقد فيه بشدة أداء المستوى السياسي في إسرائيل خلال الحرب.

وحذر المراسل العسكري من أن البلاد وصلت إلى واحدة من أدنى نقاطها منذ اندلاع المواجهة بعد فشلها في تحقيق هدفيها الأساسيين المعلنين، وهما تحرير 50 أسيرا لا يزالون في قبضة حماس، وإزاحة الحركة عن السيطرة في قطاع غزة.

خطط المرحلة المقبلة

وأشار أشكنازي إلى أن رئيس الأركان الفريق إيال زامير أجرى زيارة ميدانية أمس الجمعة لقوات فرقة 162 العاملة في قطاع غزة، وهي القوة التي تقاتل بلا انقطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ضمن عملية "عربات جدعون"، وانتشرت خلالها في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا والأحياء الشمالية لمدينة غزة، ويُتوقع أن تُكمل خلال أيام مهمتها في تدمير المناطق التي سيطرت عليها شمال القطاع.

ونقل المراسل العسكري عن مصادره أن زامير أبلغ قادة وجنود الفرقة أن الأيام القريبة ستكشف إمكانية التوصل إلى صفقة جزئية لتحرير بعض الأسرى، محذرا من أن فشل المفاوضات سيعني استمرار القتال دون توقف.

وأشاد بما زعمها من إنجازات حققتها الفرقة، مشيرا إلى أن هذه النجاحات تمنح الجيش مرونة عملياتية وقدرة على تعديل أساليبه وتقليل الاستنزاف، ودفع حماس إلى مأزق متصاعد، على حد قوله.

ووفق أشكنازي، يستعد الجيش الإسرائيلي لتنفيذ خطتين بديلتين في المرحلة المقبلة، أبرزها فرض حصار كامل على مدينة غزة، مع شن هجوم واسع تشترك فيه القوات الجوية والبحرية والمدفعية ويستهدف مباني ومناطق داخل المدينة بنيران كثيفة.

إعلان

أما في الجانب الإنساني فيرى أشكنازي أن إسرائيل ارتكبت خطأ إستراتيجيا عندما استجابت لضغط وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي دعا إلى تقليص المساعدات الإنسانية وحصر توزيعها بالجيش في محطات رفح.

وأشار إلى أن الموقف الأسلم كان منذ البداية إغراق غزة بكميات ضخمة من المواد الغذائية والدقيق الممول من جهات دولية إلى درجة تفوق قدرة حماس على السيطرة عليه.

ولفت التقرير إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعا مؤخرا إلى توفير إمدادات غذائية تفوق الطلب في غزة، بهدف إضعاف سيطرة حماس على قنوات توزيع المساعدات الإنسانية.

الجيش الإسرائيلي يستعد لتنفيذ خطتين بديلتين في المرحلة المقبلة أبرزهما فرض حصار كامل على مدينة غزة (رويترز)ملاحقة حماس بالخارج

وشبّه المراسل العسكري أداء القيادة السياسية الإسرائيلية بوضع "جسر القيادة في سفينة تايتانيك"، حيث تستمر الفرقة الموسيقية بالعزف رغم أن السفينة تغرق، في إشارة إلى انشغال الحكومة بخلافات سياسية وحزبية على حساب إدارة فعالة للحرب.

وأكد أن تجاوز هذا المأزق يتطلب 3 عناصر أساسية، وهي قيادة رشيدة ومسؤولة تتصرف كشخص بالغ ومسؤول، وقرارات مهنية تستند إلى تقديرات عسكرية وأمنية لا حسابات سياسية ضيقة، إضافة إلى تحرك حاسم ومتزامن في جميع الجبهات داخل غزة وفي الخارج، وعلى الصعيدين العسكري والدبلوماسي.

وفي هذا السياق، سلط أشكنازي الضوء على جانب يعتبره "إخفاقا أمنيا خطيرا"، وهو أن قادة حماس في الخارج -والذين صنفتهم إسرائيل أهدافا للتصفية- ما زالوا يتحركون بحرية ويقيمون في فنادق فاخرة بالشرق الأوسط وأوروبا، على حد زعمه.

وقال إن جهاز الموساد لم ينفذ عمليات ناجحة ضدهم، مما دفع المؤسسة الأمنية إلى تكليف الشاباك بمهمة غير تقليدية، وهي إنشاء وحدة خاصة لملاحقة هؤلاء القادة.

وهذه الخطوة -حسب أشكنازي- تمثل تغييرا كبيرا في توزيع الأدوار داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وتعكس حجم الاستياء من أداء الموساد ورئيسه ديفيد برنيع الذي اتهمه بالتقصير المتعمد في هذا الملف الحساس.

وختم المراسل العسكري تقريره بالتشديد على أن أي إهمال في ملف حماس الخارج سيبقي الحركة قادرة على إعادة بناء قوتها وتنظيم صفوفها حتى لو تلقت ضربات قاسية في القطاع، معتبرا أن هذه الجبهة باتت لا تقل أهمية عن ميدان القتال في غزة.

مقالات مشابهة

  • طهران تغلق المراحيض العامة بسبب أزمة مياه
  • طهران تغلق المراحيض العامة بسبب أزمة المياه المتفاقمة
  • لهذا السبب.. طهران تغلق المراحيض العامة
  • معاريف تكشف عن تغير لافت في إدارة المعركة ضد قيادة حماس
  • جيل كامل في غزة مهدد صحيا ونفسيا بسبب التجويع وتلوث المياه
  • أيمن أبو عمر: عدم إصلاح صنبور المياه يعتبر إفساد في الأرض
  • اقتران داخلي نادر.. عطارد يختفي في وهج الشمس فجر الجمعة
  • تحذير من خطر جديد يواجه الأرض بسبب الكائنات الفضائية.. ماذا سيحدث؟
  • الرئيس الإيراني عن أزمة المياه: السدود قد تجف بحلول سبتمبر
  • تغير المناخ يخلط أوراق الفصول..استعدادات استثنائية لمواجهة طقس غير معتاد