أمازون تطلق أول أقمار كويبر في سباق الإنترنت الفضائي ضد ستارلينك
تاريخ النشر: 2nd, May 2025 GMT
في خطوة طال انتظارها، أطلقت شركة أمازون مساء الاثنين من ولاية فلوريدا أول 27 قمرا صناعيا ضمن مشروعها "كويبر" لتوفير الإنترنت الفضائي، مستخدمة صاروخ "أطلس 5" التابع لتحالف "يونايتد لونش ألاينس" المشترك بين "بوينغ" و"لوكهيد مارتن".
وقد انطلقت المهمة من قاعدة "كيب كانافيرال" بعد تأجيلها في التاسع من أبريل/نيسان بسبب سوء الأحوال الجوية، لتدشّن بذلك بداية تنفيذ خطة طموحة لإرسال 3236 قمرا إلى مدار الأرض المنخفض.
تضع هذه الخطوة أمازون في مواجهة مباشرة مع "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك، والتي رسخت موقعها منذ 2019 بإطلاق أكثر من 8 آلاف قمر صناعي وتوفير الإنترنت لأكثر من 5 ملايين مستخدم في 125 دولة.
وعلى الرغم من التأخر في الانطلاق، تعوّل أمازون على خبرتها العميقة في المنتجات الاستهلاكية وشبكة خدماتها السحابية لتعويض الفجوة والتميّز في تقديم الخدمة. ويُعد مشروع "كويبر" استثمارا ضخما تبلغ قيمته 10 مليارات دولار، يسعى لتقديم خدمات الإنترنت للمستهلكين والشركات والحكومات، لا سيما في المناطق النائية ذات الاتصال الضعيف أو المعدوم.
ورغم أهمية الإطلاق، لا تزال أمازون تواجه تحديات كبيرة تتعلق بالجدول الزمني. فبموجب ترخيص لجنة الاتصالات الفدرالية الأميركية، يجب عليها تشغيل نصف العدد المخطط له (1618 قمرا) بحلول منتصف عام 2026.
إعلانوبينما تُظهر الشركة نيتها التسريع بإطلاقات إضافية خلال هذا العام، يُرجح بعض المحللين أنها ستطلب تمديدا للموعد النهائي، نظرا للتأخر في بدء التوزيع الفعلي.
وبحسب تصريحات مسؤولي أمازون، يمكن بدء تقديم الخدمة بعد الوصول إلى 578 قمرا صناعيا، مما يتيح تغطية مبدئية لبعض المناطق في شمال وجنوب الكرة الأرضية، على أن تتوسع الخدمة تدريجيا نحو خط الاستواء مع استمرار الإطلاقات.
ومن المقرر أن تعلن الشركة خلال أيام عن الاتصال الأولي بالأقمار المُطلقة من مركز العمليات في مدينة "ريدموند"، في ولاية واشنطن، وهو مؤشر أساسي على نجاح الخطوة الأولى.
كما لم تكن هذه هي أولى خطوات أمازون نحو الفضاء، إذ سبق أن أطلقت قمرين تجريبيين عام 2023، قبل أن تعمل على تفكيكهما بنجاح في 2024. كما كشفت في 2023 عن هوائيات المستخدم التي ستتصل بالأقمار الصناعية، أبرزها جهاز بحجم قرص موسيقي تقليدي، وآخر أصغر حجما يُقارن بجهاز "كيندل"، على أن تُطرح بأقل من 400 دولار وتُنتَج بالملايين.
على الرغم من هيمنة "ستارلينك" حاليا، أعرب رئيس مجلس إدارة أمازون، جيف بيزوس، عن ثقته بأن السوق يتسع لأكثر من كيان، قائلا في مقابلة مع "رويترز": "الطلب على الإنترنت لا ينتهي، وأتوقع نجاح كويبر وستارلينك معا". وأضاف أن الاستخدامات الدفاعية للأقمار في المدار الأرضي المنخفض ستكون حتمية في المستقبل، رغم أن المشروع يظل في جوهره تجاريا.
ولضمان تنفيذ طموحاتها، حجزت أمازون في عام 2022 ما مجموعه 83 عملية إطلاق بالتعاون مع "يونايتد لونش ألاينس"، و"آريان سبيس" الفرنسية، و"بلو أوريجين" التابعة لبيزوس نفسه، في أكبر صفقة إطلاق شهدها قطاع الفضاء التجاري حتى الآن. وتهدف الشركة إلى تنفيذ ما يصل إلى 5 مهمات إضافية هذا العام وحده، بحسب تصريحات الرئيس التنفيذي لتحالف "يولا".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
“تشات جي بي تي” يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار “أنا لست روبوتا” بنجاح !
أثار أحدث إصدار من “تشات جي بي تي”، المعروف باسم “إيجنت”، الانتباه بعد اجتيازه، وفقًا للتقارير، عملية تحقق واسعة الانتشار من “أنا لست روبوتا”، دون إصدار أي تنبيهات أمنية.
ونقر الذكاء الاصطناعي أولًا على مربع التحقق البشري، ثم، بعد اجتيازه، اختار زر “تحويل” لإكمال العملية.
وأثناء المهمة، قال الذكاء الاصطناعي: “تم إدراج الرابط، لذا أنقر الآن على مربع التحقق من أنك إنسان لإكمال عملية التحقق. هذه الخطوة ضرورية لإثبات أنك لست روبوتًا ومتابعة العملية”، بحسب ما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية.
وأثارت هذه اللحظة ردود فعل واسعة على الإنترنت، حيث علق أحد مستخدمي ريديت: “بكل إنصاف، لقد تم تدريبه على بيانات بشرية، فلماذا يُصنف على أنه روبوت؟ علينا احترام هذا الخيار”.
ويثير هذا السلوك مخاوف المطورين وخبراء الأمن، حيث بدأت أنظمة الذكاء الاصطناعي بأداء مهام معقدة عبر الإنترنت كانت في السابق محصورة وراء أذونات وأحكام بشرية.
ووصف غاري ماركوس، باحث الذكاء الاصطناعي ومؤسس “جيومتريك إنتليجنس”، الأمر بأنه علامة تحذير على أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تتقدم بوتيرة أسرع مما تستطيع العديد من آليات الأمان مواكبته.
وقال لمجلة “ويرد”: “تزداد هذه الأنظمة قدرة، وإذا تمكنت من خداع حمايتنا الآن، فتخيل ما ستفعله بعد 5 سنوات”.
من جانبه، أعرب جيفري هينتون، الذي يُشار إليه غالبًا باسم “عراب الذكاء الاصطناعي”، عن مخاوف مماثلة.
وقال هينتون: “إنه يعرف كيفية البرمجة، لذا سيجد طرقًا للالتفاف على القيود التي نضعها عليه”.
وحذّر باحثون في جامعة ستانفورد وجامعة كاليفورنيا في بيركلي من أن بعض برامج الذكاء الاصطناعي بدأت تُظهر سلوكًا خادعًا، حيث تخدع البشر أثناء بيئات الاختبار لتحقيق الأهداف بفعالية أكبر.
ووفقًا لتقرير حديث، تظاهر برنامج “تشات جي بي تي” بالعمى وخدع موظفًا بشريًا في “تاسك رابيت” ليحل اختبار “كابتشا”، وحذّر الخبراء من ذلك باعتباره علامة مبكرة على قدرة الذكاء الاصطناعي على التلاعب بالبشر لتحقيق أهدافه.
صحيفة الامارات اليوم
إنضم لقناة النيلين على واتساب