في أحد أركان مستشفى العودة شمالي غزة، وعلى الرغم من الجدران التي تعج بصرخات الألم وقصص الموت، دخلت الطفلة ملك أحمد القانوع إلى الحياة بلا دماغ.

هذه الحالة النادرة والصادمة وثقتها عدسات الكاميرات، لتثير قلقًا كبيرًا في الأوساط الطبية والإنسانية، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين.

عاجل:- وفاة طفلة في غزة بسبب المجاعة والجفاف وارتفاع عدد ضحايا سوء التغذية إلى 54 طفلًا عاجل:- نتنياهو يوافق على توسيع العمليات العسكرية في غزة واستدعاء المزيد من جنود الاحتياط

حيث يعيش الأطفال واقعًا مأساويًا لا يمنحهم سوى الألم منذ اللحظة الأولى لولادتهم.

حالة الطفلة ملك: تشوه ناتج عن الحرب

أظهرت الصور التي تم التقاطها في المستشفى رأس الطفلة ملك، حيث انتهى عند حدود العينين دون وجود الدماغ، وهو ما وصفته الطواقم الطبية بأنه واحدة من أبشع نتائج الحرب على الأجنة في بطون أمهاتهم.

ووفقًا لمصادر طبية تحدثت لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فإن حالة الطفلة ملك ليست فريدة، بل تمثل جزءًا من ظاهرة آخذة في التوسع داخل قطاع غزة. 

وتشير المصادر إلى أن السبب المحتمل لهذه التشوهات هو تعرض الأجنة لإشعاعات وغازات سامة أطلقتها الأسلحة الإسرائيلية خلال الهجمات المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.

تشوهات الأجنة في غزة: تأثير الحرب على الأجنة

في ظل الحرب المستمرة، يتحول الرحم إلى ساحة حرب حقيقية، حيث يُرجح أن التشوهات التي تحدث للأطفال داخل الأرحام ناجمة عن الأسلحة الإسرائيلية التي تستخدم غازات سامة. 

حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير صدر في 28 يناير 2025 من الخطر الذي يهدد حياة النساء الحوامل في غزة.

وقال التقرير إن إسرائيل تفرض ظروفًا تهدد الحمل والولادة، فضلًا عن حياة المواليد الجدد، في وقت يعجز فيه القطاع الصحي في غزة عن تقديم الرعاية الأساسية بسبب استهدافه المباشر بالقصف.

معدلات الإجهاض والتشوهات تزداد في غزة

أشار التقرير ذاته إلى أن معدلات الإجهاض التلقائي في غزة ارتفعت بنسبة 300% منذ بداية الحرب، وهو ما أكده أطباء محليون. كما أوضح التقرير أن عدد الحالات المصابة بتشوهات خلقية قد شهد زيادة كبيرة، وهو ما دفع العديد من الأطباء في القطاع إلى ربط هذه التشوهات بالتعرض للغازات والمواد السامة الناتجة عن الهجمات الإسرائيلية المستمرة.

الطفلة ملك رمزًا للجرائم الإسرائيلية

في الوقت الذي تقضي فيه الطفلة ملك أيامها الأولى بلا دماغ، يواجه قطاع غزة جولة جديدة من التصعيد العسكري.

 ففي 18 مارس 2025، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية بعد انهيار هدنة هشة كانت قد تم التوصل إليها بوساطة دولية. 

وقد تجاوزت حصيلة الأرواح التي أزهقتها هذه الحرب الـ 52 ألف شهيد فلسطيني، حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.

تُعد الطفلة ملك أحمد القانوع بمثابة عنوان جديد للجرائم الإسرائيلية في غزة، حيث تُظهر حالتها المأساوية الصورة المروعة للآثار التي خلفتها الحرب على الأجنة في غزة، في وقت تتفاقم فيه معاناة الفلسطينيين.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: غزة الاحتلال الاسرائيلي الحرب على غزة تشوهات خلقية منظمة هيومن رايتس ووتش الصحة الفلسطينية الأسلحة الإسرائيلية الأجنة في غزة الطفلة ملک فی غزة

إقرأ أيضاً:

هذا ما خلفته حرب الإبادة في غزة / صور

#سواليف

دخل #وقف_إطلاق_النار بين إسرائيل وحركة #حماس حيّز التنفيذ بعد عامين من #حرب أنهكت قطاع #غزة، لكن الهدوء لم يحمل راحة للسكان، ولم يُنهِ #المعاناة المستمرة منذ شهور طويلة.

وأعاد الاتفاق الأمل المعلّق في وقف القصف، لكنه كشف #مأساة أكبر خلفها الدمار في القطاع، حيث عاد آلاف #النازحين إلى مدنهم المهدمة، وبدأت مرحلة جديدة من الصراع، وانعدام الخدمات، والبحث عن المأوى.

الفلسطينيون على طريق الرشيد في غزة يسيرون بين الأنقاض في مشهد يعكس فقدان منازلهم وتدمير البنية التحتية ومعاناتهم في البحث عن مأوى آمن (الفرنسية) الأنقاض في مدينة غزة تغطي الشوارع وتعكس حجم الخسائر التي لحقت بالقطاع بعد الحرب والمعاناة المستمرة للسكان (الأوروبية) الركام في خان يونس يحتوي بقايا ذخائر ليظل السكان معرضين للخطر ويعكس حجم الخسائر التي خلفتها الحرب على المدنيين (رويترز)

ويشقّ آلاف الفلسطينيين طريقهم بين الركام في غزة بحثا عن مأوى أو أثر من منازلهم التي دمّرتها الحرب. ويتجوّل الناجون بين الأطلال محمّلين بذكريات البيوت المهدّمة، ويفترش كثيرون الأرض في أماكن لم يبقَ فيها سوى الغبار والأنقاض، في انتظار المساعدات.

مقالات ذات صلة ثلاثة آلاف شاحنة محملة وجاهزة للدخول إلى قطاع غزة 2025/10/12 النازحون الفلسطينيون يسيرون في شارع بين أنقاض المباني المدمرة في مدينة غزة وسط وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس (الأوروبية) امرأة فلسطينية نازحة تجلس على بقايا مبنى مدمّر في حي الشيخ رضوان المدمّر بشدة في مدينة غزة بعد أن وافقت إسرائيل وحماس على وقف مؤقت للحرب (أسوشيتد برس) فلسطيني نازح أُجبر على الانتقال إلى جنوب غزة بأمر من إسرائيل خلال الحرب وينتظر العودة إلى الشمال بعد إعلان وقف إطلاق النار (رويترز)

ويواجه الأطفال في غزة أوضاعا مأساوية تمسّ حياتهم اليومية في كل جوانبها، بعد عامين من الحرب والحصار. ويفقد كثيرون ذويهم وأصدقاءهم، ويعيشون في خيام تفتقر إلى الأمان والغذاء والماء، في حين حرمتهم الحرب من التعليم واللعب والرعاية الصحية.

طفلة فلسطينية نازحة داخل خيمة وسط غزة تعكس واقع الأطفال الذين فقدوا منازلهم وأمانهم وسط الدمار والتهجير (رويترز) الأطفال يجلسون بين متعلقاتهم أثناء عودة العائلات النازحة من جنوب غزة إلى الشمال ويظهر المشهد أثر النزوح الطويل وفقدان الاستقرار على حياتهم اليومية (رويترز) الأب الفلسطيني يستريح مع أطفاله على طريق الرشيد في طريقهم إلى مدينة غزة من النصيرات ويجسد المشهد صعوبة التنقل والتحديات التي تواجه العائلات العائدة (الفرنسية)

وتحذّر منظمات إنسانية من أن جيلا كاملا في غزة يكبر وسط الدمار والجوع والحرمان، ويواجه خطر الضياع النفسي والاجتماعي ما لم يُوضع حدّ لآثار الحرب واستعادة مقوّمات الحياة الكريمة.

طفل فلسطيني على مراتب إسفنجية قرب أنقاض مبنى مدمّر في وسط خان يونس مشهد يظهر فقدان الأطفال للمنازل والأمان وسط الدمار (الفرنسية) طفل فلسطيني يتسلم المساعدات الغذائية من شاحنة في خان يونس بعد وقف إطلاق النار وسط نقص شديد في الغذاء والموارد الأساسية (الأوروبية) أطفال فلسطينيون يسيرون وسط الأنقاض في مخيم شاطئ للاجئين (رويترز)

ويعيش كبار السن في غزة أياما قاسية بعد عامين من القصف والدمار، إذ فقد كثيرون أبناءهم ومنازلهم ومصدر دخلهم، ليجدوا أنفسهم اليوم وسط ظروف تفوق طاقتهم الجسدية والنفسية.

مسن فلسطيني يسير حاملا حوضا على رأسه بين المباني المدمرة في وسط خان يونس بعد انسحاب القوات الإسرائيلية حيث يحاول نقل ما تبقى من حاجاته وسط الدمار (الفرنسية) المرأة الفلسطينية المسنة تمضي بين أنقاض خان يونس حاملة ما تبقى من متاعها وسط غياب المأوى وصعوبة الحركة بعد الحرب (أسوشيتد برس) رجل فلسطيني مسن يدفع دراجته في ممر نتساريم من النصيرات إلى غزة وسط الركام والتعب في طريق شاق لاستعادة ما تبقى من حياته بعد وقف إطلاق النار (الفرنسية)

وتُواجه نساء غزة واقعا مرهقا بعد الحرب، حيث يجدن أنفسهن في الصفوف الأولى لمواجهة تبعات الدمار وانعدام الخدمات. وتتحمل النساء مسؤوليات متزايدة في إعالة أسرهن، وتأمين احتياجات أطفالهن، في وقت تتراجع فيه فرص العمل والرعاية.

نساء فلسطينيات يحملن أطفالهن ويسرن بين أنقاض المباني المدمرة في غزة بعد إعلان وقف إطلاق النار بينما يحاولن العودة إلى بيوتهن وسط غياب المأوى والأمان (الأوروبية) أم فلسطينية تحتضن طفلها وتسير بين الركام في غزة بعد توقف القتال تحاول الوصول إلى مكان آمن يحمل بقايا الحياة (الأوروبية) امرأة تجلس مع طفلها قرب ركام المنازل على الطريق إلى مدينة غزة بعد وقف إطلاق النار في انتظار عودة الحياة إلى ما كان قبل الحرب (الفرنسية)

وتتدفق شاحنات المساعدات إلى غزة منذ إعلان الهدنة، لكنها لا تكفي لسد الحاجة المتزايدة. كما تفرض إسرائيل قيودا على دخول المواد الغذائية والوقود، مما يُبقي آلاف العائلات في طوابير طويلة للحصول على المواد الغذائية.

شاحنة تحمل مساعدات غذائية تصل إلى خان يونس بعد وقف إطلاق النار في محاولة لتلبية احتياجات السكان بعد أشهر من الجوع والحصار (رويترز) عائلات فلسطينية تبحث بين صناديق المساعدات عن طعام لأطفالها بعد أن أنهكها الجوع في ظل ندرة الإمدادات الواصلة إلى غزة (الأوروبية)

ويُعلق سكان غزة آمالهم على الوعود الدولية ببدء إعادة الإعمار، ويطالب الأهالي بفتح المعابر وتسهيل دخول مواد البناء والوقود، ويؤكدون أن وقف الحرب لا يعني انتهاء المعاناة.

ويرى مراقبون أن الهدنة الحالية قد تنهار في أي لحظة إذا لم تُرافقها ضمانات دولية تضمن إدخال المساعدات وإطلاق عملية إعمار عاجلة.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: نتنياهو فشل في إعادة الرهائن رغم الإبادة التي قام بها
  • هذا ما خلفته حرب الإبادة في غزة / صور
  • ادعاءات تثير الجدل بعد وقف الحرب بين حماس وإسرائيل.. ما صحتها؟
  • حشد: أكثر من 22 ألف طفل استشهدوا في غزة خلال عامين من الإبادة الإسرائيلية.. ومئات الآلاف مهددون بالموت جوعًا
  • أستاذ قانون دولي يكشف حصيلة الإبادة الإسرائيلية لأهالي غزة بالأرقام
  • أزمة طاحنة تُواجه القطاع الطبي في غزة بعد الحرب
  • قائمة الأسرى الإسرائيلية تثير الجدل بغياب قادة حماس والبرغوثي
  • حصيلة الإبادة الإسرائيلية تتجاوز 67 ألف شهيد و170 ألف مصاب
  • “حماس”: المجازر التي يرتكبها العدو تؤكد إصراره على مواصلة الإبادة حتى اللحظة الأخيرة
  • بسمة وهبة: الرئيس السيسي حوّل الحلم الفلسطيني إلى واقع بوقف الحرب