الطفلة ملك تثير القلق الطبي والإنساني.. دماغ مفقود وسط واقع حرب الإبادة في غزة
تاريخ النشر: 3rd, May 2025 GMT
في أحد أركان مستشفى العودة شمالي غزة، وعلى الرغم من الجدران التي تعج بصرخات الألم وقصص الموت، دخلت الطفلة ملك أحمد القانوع إلى الحياة بلا دماغ.
هذه الحالة النادرة والصادمة وثقتها عدسات الكاميرات، لتثير قلقًا كبيرًا في الأوساط الطبية والإنسانية، في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين.
حيث يعيش الأطفال واقعًا مأساويًا لا يمنحهم سوى الألم منذ اللحظة الأولى لولادتهم.
حالة الطفلة ملك: تشوه ناتج عن الحربأظهرت الصور التي تم التقاطها في المستشفى رأس الطفلة ملك، حيث انتهى عند حدود العينين دون وجود الدماغ، وهو ما وصفته الطواقم الطبية بأنه واحدة من أبشع نتائج الحرب على الأجنة في بطون أمهاتهم.
ووفقًا لمصادر طبية تحدثت لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، فإن حالة الطفلة ملك ليست فريدة، بل تمثل جزءًا من ظاهرة آخذة في التوسع داخل قطاع غزة.
وتشير المصادر إلى أن السبب المحتمل لهذه التشوهات هو تعرض الأجنة لإشعاعات وغازات سامة أطلقتها الأسلحة الإسرائيلية خلال الهجمات المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023.
تشوهات الأجنة في غزة: تأثير الحرب على الأجنةفي ظل الحرب المستمرة، يتحول الرحم إلى ساحة حرب حقيقية، حيث يُرجح أن التشوهات التي تحدث للأطفال داخل الأرحام ناجمة عن الأسلحة الإسرائيلية التي تستخدم غازات سامة.
حذرت منظمة "هيومن رايتس ووتش" في تقرير صدر في 28 يناير 2025 من الخطر الذي يهدد حياة النساء الحوامل في غزة.
وقال التقرير إن إسرائيل تفرض ظروفًا تهدد الحمل والولادة، فضلًا عن حياة المواليد الجدد، في وقت يعجز فيه القطاع الصحي في غزة عن تقديم الرعاية الأساسية بسبب استهدافه المباشر بالقصف.
معدلات الإجهاض والتشوهات تزداد في غزةأشار التقرير ذاته إلى أن معدلات الإجهاض التلقائي في غزة ارتفعت بنسبة 300% منذ بداية الحرب، وهو ما أكده أطباء محليون. كما أوضح التقرير أن عدد الحالات المصابة بتشوهات خلقية قد شهد زيادة كبيرة، وهو ما دفع العديد من الأطباء في القطاع إلى ربط هذه التشوهات بالتعرض للغازات والمواد السامة الناتجة عن الهجمات الإسرائيلية المستمرة.
الطفلة ملك رمزًا للجرائم الإسرائيليةفي الوقت الذي تقضي فيه الطفلة ملك أيامها الأولى بلا دماغ، يواجه قطاع غزة جولة جديدة من التصعيد العسكري.
ففي 18 مارس 2025، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية بعد انهيار هدنة هشة كانت قد تم التوصل إليها بوساطة دولية.
وقد تجاوزت حصيلة الأرواح التي أزهقتها هذه الحرب الـ 52 ألف شهيد فلسطيني، حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
تُعد الطفلة ملك أحمد القانوع بمثابة عنوان جديد للجرائم الإسرائيلية في غزة، حيث تُظهر حالتها المأساوية الصورة المروعة للآثار التي خلفتها الحرب على الأجنة في غزة، في وقت تتفاقم فيه معاناة الفلسطينيين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غزة الاحتلال الاسرائيلي الحرب على غزة تشوهات خلقية منظمة هيومن رايتس ووتش الصحة الفلسطينية الأسلحة الإسرائيلية الأجنة في غزة الطفلة ملک فی غزة
إقرأ أيضاً:
غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
اعتبر المفكر العربي وأستاذ علم الاجتماع السياسي الدكتور برهان غليون أن إعلان عدد من الدول الأوروبية نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية في أيلول/ سبتمبر المقبل، لا يعكس صحوة ضمير أو تحولاً جوهرياً في السياسة الغربية، بل هو "رد فعل متأخر يهدف لتفادي تهمة التواطؤ في حرب إبادة جماعية يتكشف فظاعتها تدريجياً"، مشيراً إلى أن "أوروبا كانت وما تزال شريكة أصيلة في الجريمة، تسليحاً وصمتاً وتغطية سياسية".
وقال غليون في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إن "ما غيّر موقف بعض العواصم الأوروبية ليس معاناة الفلسطينيين ولا احترام القانون الدولي، بل الخوف المتزايد من تحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن صمتٍ طويل رافق مذبحة جماعية شُنّت بدم بارد على الشعب الفلسطيني في غزة".
وأضاف: "لا يوجد إنسان لا يتأثر مبدئياً باعتراف أوروبي بالدولة الفلسطينية، لكنه اعتراف متأخر ومشروط وفارغ من مضمونه، لأن دوافعه لا تنبع من شعور بالعدالة، بل من حسابات سياسية باردة تهدف لغسل اليدين من دماء أطفال غزة".
وأوضح المفكر السوري أن "الاعتراف يأتي بعد 21 شهراً من حرب همجية على غزة أوقعت مئات آلاف الضحايا ودماراً شاملاً في البنية التحتية والحياة المدنية، ولم يتحرك خلالها الأوروبيون إلا دفاعاً عن إسرائيل وحقها في القتل بلا ضوابط"، مضيفاً: "كان أغلب القادة الأوروبيين ينتظرون أن تنهي إسرائيل المهمة، أي تدمير غزة، وإلحاق الضفة الغربية، وتحويل فلسطين إلى ذكرى قديمة… ثم تُغلق القضية بهدوء".
وأكد غليون أن "نجاح إسرائيل الكلي في تنظيم المقتلة، وتحويل الحرب إلى محرقة ممنهجة، هو ما أسقط كل مبررات التغطية الأخلاقية والدبلوماسية، ودفع بعض الدول إلى محاولة الحد من تداعيات التورط الغربي".
وقال: "الغرب يعرف أن إسرائيل لم تخسر عسكرياً، لكنها خسرت سياسياً وأخلاقياً، لا بسبب عجزها عن تنفيذ الإبادة، بل بسبب تنفيذها الكامل لها أمام عدسات الكاميرات وضمير العالم، الذي بدأ يصحو متأخراً".
ووصف غليون الاعتراف الأوروبي المرتقب بـ"المناورة الوقائية"، مشدداً على أن "الغرب لن يجد صعوبة في التنصل من مسؤوليته، ورمي الجريمة على إسرائيل وحدها، رغم أنه كان مشاركاً في التخطيط والتنفيذ والتمويل".
وختم بالقول: "الاعتراف بالدولة الفلسطينية بعد سبعة عقود من قرار الأمم المتحدة وبعد واحدة من أبشع الحروب في العصر الحديث، لا يُعدّ خطوة تقدمية، بل محاولة مكشوفة لإعادة ترميم صورة انهارت تحت ركام غزة".
وأول أمس الأربعاء، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل.
إعلان كارني جاء عقب إطلاق 15 دولة غربية بينها فرنسا، نداء جماعيا للاعتراف بدولة فلسطين ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، نشرته الخارجية الفرنسية الأربعاء على موقعها الإلكتروني، وبعد إعلانات مشابهة في الأيام الماضية صدرت عن فرنسا وبريطانيا ومالطا.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو/ تموز الماضي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في سبتمبر المقبل.
والثلاثاء، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مؤتمر صحفي، إن بلاده ستعترف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل، إذا لم تتخذ إسرائيل "خطوات جوهرية لإنهاء الوضع المروع" بقطاع غزة.
والأربعاء، أعلنت مالطا أنها ستعلن اعترافها رسميا بدولة فلسطين، في سبتمبر المقبل.
وفي 28 مايو/ أيار 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا اعترافها بدولة فلسطين، تلتها سلوفانيا في 5 يونيو/ حزيران من العام نفسه، ليرتفع الإجمالي إلى 148 من أصل 193 دولة بالجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأمس الخميس وصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو خطط بعض الحكومات الغربية للاعتراف بالدولة الفلسطينية بأنها "غير مجدية"، وزعم أنه "لا دولة فلسطينية دون موافقة إسرائيل".
وردا على سؤال خلال مقابلة مع إذاعة فوكس الأمريكية: "كيف تنظر الولايات المتحدة إلى خطوة قرارات دول غربية الاعتراف بفلسطين؟"، أجاب روبيو: "هذه خطوة محبطة للبعض، ولا تعني شيئًا".
وأكد دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، مضيفاً: "لا تملك أي من هذه الدول (التي تخطط للاعتراف بفلسطين) القدرة على إنشاء دولة فلسطينية. لن تكون هناك دولة فلسطينية حتى توافق إسرائيل".
وزعم أن الدول التي تعتزم الاعتراف بفلسطين لا تعرف أين ستكون الدولة الفلسطينية ومن سيحكمها، قائلاً: "هذا القرار سيأتي بنتائج عكسية"، بحسب تعبيره.
وزير الخارجية الأمريكي رأى أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية "مكافأة لحماس".
وأشار إلى أن هذه "الخطوات اتخذت بسبب ضغوط سياسية داخلية في البلدان المذكورة، وأن هذا لا يتوافق مع الواقع على الأرض"، بحسب زعمه.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 207 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.