تتجه أنظار عشاق الكرة الطائرة غداً إلى المجمع الرياضي بصحار، حيث يسدل الستار على موسم حافل بإثارة المنافسات في دوري الدرجة الأولى للكرة الطائرة، بإقامة المباراة النهائية المرتقبة بين نادي السيب ونادي السلام، في مواجهة تُمثل ذروة الصراع بين قطبي الطائرة العُمانية، وتنطلق المواجهة في الساعة الخامسة مساء، برعاية سعادة محمد بن سليمان الكندي، محافظ شمال الباطنة، وسط أجواء جماهيرية متوقعة عالية الحضور، لا سيما في ظل القيمة الفنية الكبيرة للفريقين اللذين يملكان تاريخًا حافلًا وطموحات لا تعرف الحدود.

ويخوض نادي السيب النهائي بصفته حامل لقب كأس السوبر لهذا الموسم، والذي توج به على حساب السلام بثلاثة أشواط دون رد، كما توج الأسبوع الماضي بلقب درع وزارة الثقافة والرياضة والشباب بعد انتصاره المستحق على مجيس بثلاثية نظيفة أيضًا، ليكون أمام فرصة ذهبية لتحقيق الثلاثية التاريخية، وإضافة بطولة جديدة إلى خزينته المزدهرة بالألقاب، ويمتلك السيب فريقًا متكاملًا يتمتع بالخبرة والمهارة والانسجام، بقيادة المدرب الوطني جمال المعمري، الذي صنع توليفة قادرة على فرض السيطرة داخل الملعب.

من جانبه، يدخل نادي السلام النهائي بهدف واضح وصريح وهو إيقاف عزف السيب المنفرد، وتحقيق اللقب الثمين، الذي سيكون بمثابة تتويج مستحق لموسم طويل، ويُدرك لاعبو السلام أن المهمة ليست سهلة، لكنهم يمتلكون الطموح والقدرة على مقارعة السيب وإحداث المفاجأة، خاصة أنهم الفريق الوحيد الذي أزعج السيب في عدة مناسبات سابقة، ويعتمد السلام على مجموعة من الأسماء الشابة إلى جانب عناصر الخبرة، في محاولة لفرض إيقاع الفريق وكسر هيبة السيب الذي يهيمن على البطولات الكبرى.

وقال مدرب نادي السيب، جمال المعمري: نعلم أن مباراة النهائية لها طابع مختلف، ولا تُقاس بنتائج سابقة، رغم فوزنا على السلام في كأس السوبر، ونحترم هذا الفريق كثيرًا، وندرك إمكانياته، وعملنا طوال الأسبوع على الاستشفاء والتحضير الذهني أكثر من البدني، لأن مثل هذه المباريات تُحسم غالبًا بالتركيز والإصرار، ولدينا هدف واضح وهو تحقيق الثلاثية، وسنقاتل من أجل إسعاد جماهير السيب.

من جانبه، عبّر إسماعيل الحيدي، أحد أبرز نجوم السيب هذا الموسم، عن ثقته الكبيرة في زملائه اللاعبين، وقال: خضنا موسمًا طويلًا وشاقًا، وتجاوزنا الكثير من التحديات حتى وصلنا إلى هذه المحطة الأخيرة، السلام فريق قوي، ونحن نكنّ له كل الاحترام، لكن لدينا الطموح والدافع والحافز الأكبر للتتويج بلقب الدوري، ونحلم بالثلاثية، وسنُقدّم كل ما نملك من أجل هذا الحلم، وجمهورنا يستحق أن نرد له الجميل.

بدوره، أكد محترف السيب الروسي بوجدان أن الفريق وصل إلى أقصى درجات الجاهزية، وقال: النهائي فرصة لنُثبت أن السيب يستحق كل الألقاب، نعم خضنا موسمًا مرهقًا، لكننا الآن نلعب بكل طاقتنا الذهنية والبدنية، ونحترم فريق السلام، ونُدرك أنه سيحاول العودة بقوة، لكننا في السيب نعرف كيف نُدير مثل هذه المباريات، وهدفنا واضح وهو التتويج بلقب جديد وإكمال الثلاثية. أما زميله في الفريق أحمد التوبي فقال: نحن نعيش موسمًا استثنائيًا، ولدينا فرصة لا تتكرر كثيرًا، نحن الأبطال في السوبر والدرع، والآن نُريد أن نختمها بالدوري، في السيب تعلّمنا أن البطولات لا تُهدى بل تُنتزع، وسنكون على قدر المسؤولية بإذن الله، المباراة تحتاج تركيزًا كبيرًا، وأثق أن زملائي مستعدون لتقديم أفضل نسخة من أنفسهم.

وتمثل هذه المباراة واحدة من أقوى مواجهات الموسم، كونها تجمع بين فريقين يعرفان بعضهما جيدًا، ويملكان عناصر قادرة على حسم أي شوط في أي لحظة، ويسعى السيب للتاريخ، والسلام يتمسك بالأمل والرد، ومع اكتمال التحضيرات الفنية والتنظيمية، من المتوقع أن تشهد مدرجات المجمع الرياضي بصحار حضورًا جماهيريًا كثيفًا، خاصة من عشاق السيب الذين يترقبون كتابة فصل ذهبي جديد، وجماهير السلام التي تطمح للاحتفال بلقب ثمين يضع حدًّا لهيمنة خصمهم الأزلي.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

دونالد ترامب يسعى لتغيير أنظمة الحكم في أوروبا

ترجمة: أحمد شافعي 

متى سنفهم الرسالة؟ كنت أمزح قبل شهور قليلة فأقول إن أوروبا في ما يتعلق بدونالد ترامب تحتاج إلى أن تتعلم من شخصية ميراندا هوبز في مسلسل (الجنس والمدينة) فتدرك أنه «ببساطة غير مهتم بك». 

ثم اتضح الأسبوع الماضي أن في هذا المزاح تهوينًا من المشكلة؛ فليس أمر أمريكا في عهد ترامب أنها غير مبالية فقط بأوروبا، وإنما هي تكن لها العداء، وهذا أمر له تبعات هائلة على القارة وعلى بريطانيا لا يزال كثير للغاية من قادتنا يرفضون مواجهتها. 

لقد انكشف عمق العداء الأمريكي بجلاء شديد في استراتيجية الأمن الوطني الأمريكية الجديدة، وهي وثيقة من تسع وعشرين صفحة تمثل بيانا رسميا بالسياسة الخارجية لإدارة ترامب الثانية. وفي هذه الوثيقة الكثير مما يرثى له، ابتداء بعلامات التنصيص المريبة التي تظهر حول الإشارة الوحيدة إلى «تغير المناخ»، لكن الفقرات الأشد صدمة هي التي تستهدف أوروبا. 

قد تتصورون أن الصين وروسيا في نظر الولايات المتحدة هما التهديدان الاستراتيجيان الحقيقيان الجديران بالانتباه، لكن الوثيقة لا تشير إليهما إلا بسطحية وإيجاز نسبي. فأوروبا هي التي تثير فريق ترامب بحق، ولذلك تطلق الوثيقة على أوروبا مفرقعاتها اللغوية، فتحذر من أن الركود الاقتصادي و«الرقابة على حرية التعبير وقمع المعارضة السياسية وانخفاض معدلات المواليد انخفاضًا حادًا» والهجرة في المقام الأكبر تنذر بـ«احتمال صارخ لانطماس حضاري». 

لستم بحاجة إلى برنامج متقدم لفك الشيفرات كي تستخلصوا معنى هذا. فالوثيقة تتخوف من أن بعض بلاد أوروبا سوف تصبح عما قريب «ذات أغلبية غير أوروبية»، وذلك ما لا يمكن ترجمته إلا بأنها ستكون «غير بيضاء». وأي شك في هذا تبدد في الخطاب المسهب الذي ألقاه الرئيس في بنسلفانيا يوم الثلاثاء وتساءل فيه عما يجعل الولايات المتحدة تستقبل فقط بشرًا من «بلاد منحطة» من قبيل الصومال، وتساءل في حسرة «لماذا لا يكون لنا بعض الناس من النرويج والسويد... ومن الدنمارك؟». 

لعل هذا ما كان ليصبح ذا شأن كبير لو أن غاية أمره أنه يؤكد أن ترامب ودائرته ينظرون إلى أوروبا بمثل عدسات الحرب الثقافية التي ينظرون بها إلى الولايات المتحدة فيلومون الهجرة و(التنوع والمساواة والاحتواء) وسياسات «الصحوة» في إضعاف المجتمعات التي كانت أقوى حين كانت أغلبيتها بيضاء مسيحية (وذلك فهمهم لـ(الأوروبي»). ولكن ذلك ليس محض لغو تلغو به شبكة فوكس نيوز. إنما هو خطة. 

توضح وثيقة الأمن الوطني أن إدارة ترامب لن تقف ساكنة بينما تسمح أوروبا لنفسها بأن تصبح «قارة أخرى في غضون عشرين عاما أو أقل». فهي تخطط لخوض الصراع، بدعم أحزاب أقصى اليمين القومية المتطرفة التي تصفها بـ«المقاومة». وتقول إن «التأثير المتنامي للأحزاب الأوروبية الوطنية» يدعو لأقصى التفاؤل وإن الولايات المتحدة سوف تبذل أقصى ما في وسعها لمساعدة أوروبا على «تصحيح مسارها القائم»؛ أي أن الولايات المتحدة بعبارة أخرى مستعدة للسعي إلى تغيير أنظمة حكم في أوروبا وسوف تلقي بثقلها وراء أمثال «حزب البديل من أجل ألمانيا» في ألمانيا وحزب (التجمع الوطني) في فرنسا وبالطبع حزب (الإصلاح) في المملكة المتحدة. 

يسعى المدافعون عن ترامب إلى القول بأنه ما من مشكلة لدى إدارته مع أوروبا في ذاتها، لكن ما لا تحتمله هو الاتحاد الأوروبي. ويقولون إن أوروبا ذات الدول الوطنية المنفردة ذات السيادة سوف تلقى ترحابًا دافئًا من واشنطن في عهد ترامب. 

ويتصادف وحسب أن هذا هو ما يفضله أيضا فلاديمير بوتين الذي يعد إضعاف الاتحاد الأوروبي أو كسر شوكته هدفا استراتيجيا له منذ عقود. فلا عجب في أن الكريملين يكيل الثناء للخطة الأمريكية الجديدة التي سرَّه أنها متوافقة مع «رؤيتنا». 

قد يكون الحديث عن الرؤى أمرًا جليلًا؛ فلعل ما يقود واشنطن إلى مشاركة موسكو في ازدرائها للاتحاد الأوروبي ليس فلسفة ولكنه شيء أدنى كثيرا. 

ولاحظوا الطريقة التي رأت جوقة من مسؤولي ترامب أن تؤكد بها موقفها المناهض للاتحاد الأوروبي ـ بأجلّ العبارات بالطبع ـ فور فرض بروكسل غرامة على موظف ترامب السابق إيلون ماسك قدرها مائة وعشرون مليون يورو بسبب ممارسات «الخداع» المتبعة في منصته إكس. فهل يمكن أن يكون ما يمقته ترامب وأتباعه حقا في الاتحاد الأوروبي هو أنه من القوى القليلة في الكوكب القادرة على كبح قوتهم؟ وأن للاتحاد الأوروبي عضلات، وذلك فقط ما يثير غضب أمثال ماسك وترامب، خاصة وأن القاسم المشترك في ولاية ترامب الثانية هو الرغبة في إزالة أو إضعاف أي قيد على حرية التحرك. فخير له طبعا وجود تجمع فضفاض من سبع وعشرين دولة يمكنه تقسيمها والنفاذ فيها من وجود كتلة ذات بأس تعمل مجتمعة. 

غير أن الدافع ليس ذا قيمة كبيرة، فسواء اعتبرت الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي عدوا لأسباب مصلحية أم أيديولوجية، فإنها الآن تراه عدوًا. وكان ينبغي أن يكون هذا واضحا في غضون أسابيع من عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وكان ينبغي أن يتضح بلا شك في فبراير حينما وبخ فلودومير زيلينسكي في المكتب البيضاوي. لكن ها هي الولايات المتحدة أوضحت عداءها بلا لبس وعلى نحو لا جدال فيه. 

لكن المشكلة هي أن قادة أوروبا لا يزالون غير قادرين على مواجهة هذه الحقيقة الجديدة المؤلمة. 

فقد أعلن رئيس الناتو مارك روته يوم الخميس بنبرة منذرة أن «روسيا أرجعت الحرب إلى أوروبا» و«أننا هدف روسيا التالي». وتخوف من أن الكثيرين لا يشعرون بخطورة التهديد. لكنه لم يشر إلى أن أقوى عضو في حلف الناتو أي الولايات المتحدة، قد اختار الفريق الذي سوف يقف معه في هذه الحرب، وأن الاختيار قد وقع على روسيا. 

لاحظوا كيف تزيد الولايات المتحدة الضغوط على أوكرانيا كي تقبل شروطًا للهدنة ملائمة لروسيا، وتصدر تعليمات لكييف بالانسحاب من أجزاء في الدونباس لا تزال تسيطر عليها، دونما ضمانات بألا تقوم القوات الروسية ببساطة بالتحرك للاستيلاء على ما تخلت عنه أوكرانيا من أرض. وقال ترامب لأوكرانيا، من خلال حوار مع بوليتيكو، إن عليها أن «تتعاون» ما دامت لروسيا «اليد العليا». 

يحذر روته من الحرب، ويحض أوروبا على الاستعداد، ولكن ليس لديه ما يقوله عن الحليف السابق في الجهة الأخرى من الأطلنطي الذي استحال الآن إلى خصم. 

بل إن قائد الناتو، على العكس من ذلك، كان حتى أشهر قليلة ماضية يصف ترامب حرفيا بـ«أبي». 

لا يكاد يوجد من يجسد التناقض أكثر من كير ستارمر رئيس وزراء بريطانيا؛ فهو يتباهي بتضامنه مع زيلينسكي، لكنه يلزم الصمت حينما يبدي ترامب تضامنه مع بوتين. ويعلم رئيس الوزراء أن الدفاع عن أوكرانيا يقتضي جمع قدرات أوروبا العسكرية، غير أنه سمح في الشهر الماضي بانهيار خطة انضمام المملكة المتحدة إلى جهود إعادة التسلح الأوروبية. 

فقد أرادت الحكومة البريطانية أن تشارك في هذه الخطة البالغة قيمتها مائة وخمسين مليار يورو بما يعزز صناعة الدفاع البريطانية في ثنايا ذلك، لكنها تراجعت بسبب رسوم الاشتراك. 

وفي هذا الأسبوع استبعد ستارمر الانضمام مرة أخرى إلى الاتحاد الجمركي الأوروبي، موضحا أنه لم يشأ أن يفكك الاتفاقية التجارية المبرمة في مطلع العام الحالي مع الولايات المتحدة. فهو الخيار نفسه، يتخذ مرة تلو الأخرى، بتقديم العلاقة مع الولايات المتحدة على العلاقة الأوروبية، حتى لو كانت الإشارات في غاية الوضوح إلى أنها علاقة حب من طرف واحد. وإنه لأمر خطير حينما يكون أقوى صوت جيوسياسي في أوروبا هو صوت البابا. فقد انتقد ليو الرئيس ترامب لـ«محاولته تفكيك» التحالف الأطلنطي الذي لا يزال ضروريًا، وفي المناخ الحالي، حتى تسمية المشكلة باسمها بات يمثل فعلًا راديكاليًا.  ولقد حان الوقت للقادة الذين لا يتكلمون باسم الرب، وإنما باسم شعوب أوروبا، لأن يتحلوا بمثل هذه الشجاعة. 

جوناثان فريلاند من كتاب الرأي في صحيفة ذي جارديان 

مقالات مشابهة

  • بورصة مسقط تعلن اكتمال الإفصاح عن معايير الحوكمة الثلاثية والاستدامة
  • الفريق الطبي بمستشفى السلام بورسعيد ينقذ مسنا يعاني من تمدد شديد بالشريان الأورطي
  • 5 انتصارات تحسم الجولة الثانية من دوري الطائرة العراقي الممتاز
  • دونالد ترامب يسعى لتغيير أنظمة الحكم في أوروبا
  • السيب يتجاوز صحار بصعوبة في دوري الدرجة الأولى للطائرة
  • نزوى والعامرات يبلغان نهائي دوري ناشئي السلة
  • «يطارد» يحصد لقب «نايا» في «مضمار ميدان»
  • وثيقة مسرّبة .. ترامب يسعى لخروج أربع دول من الاتحاد الأوروبي
  • ترامب: نحضر لمرحلة جديدة في غزة.. والسلام بالشرق الأوسط أقوى من أي وقت
  • بعد تأهل الأخضر لنصف نهائي كأس العرب.. تأجيل الجولة العاشرة من دوري روشن