أورد تقرير بصحيفة تايمز البريطانية أن للحوثيين الآن اليد العليا في الحرب القائمة بينهم وبين الولايات المتحدة، وأنهم يتفوقون رغم الضربات الغربية، وأنهم مستمرون في تهديد الملاحة الدولية بالبحر الأحمر.

وقال التقرير الذي أعده مراسل الصحيفة للشؤون الخارجية والدفاع مارك أوربان إنه وبعد أكثر من عام على بدء الحملة العسكرية الغربية ضد الحوثيين، لا تزال هذه الجماعة تحتفظ بقدرتها على تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر واستهداف الأراضي الإسرائيلية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوموند تحذر من المعايير المزدوجة حول الإسلام بفرنساlist 2 of 2جدعون ليفي: الحقيقة هي أن إسرائيل لا تهتم بمصير الدروزend of list

وأضاف أن الحوثيين لا يزالون يتحدون القدرات العسكرية والتكنولوجية الأميركية والبريطانية، ويثبتون قدرتهم على البقاء والمناورة رغم كل الضغوط.

مازالوا يتحدون

وأشار الكاتب إلى حادثة وقعت الأسبوع الماضي على متن حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري ترومان" المرابطة في البحر الأحمر وتقود الحملة ضد الحوثيين ليثبت أن الحوثيين لا يزالون يتحدون القوات الأميركية.

فقد فقدت البحرية الأميركية في تلك الحادثة طائرة مقاتلة من طراز "إف/إيه 18" (F/A-18) تقدر قيمتها بنحو 67 مليون دولار، وذلك أثناء مناورة لتفادي صواريخ حوثية.

وقال إن هذه الخسارة تضاف إلى فاتورة هائلة تتجاوز 7 مليارات دولار تكبدتها الولايات المتحدة خلال الأشهر الـ15 الماضية في عملياتها ضد الحوثيين.

إعلان

وأوضح أوربان أنه ورغم ما تصفه واشنطن بكونه إنجازات عسكرية، مثل تدمير 69% من منصات الصواريخ الباليستية و55% من منصات صواريخ كروز، فإن الحوثيين ما زالوا يملكون القدرة على تنفيذ هجمات فعالة.

فقد أسقطوا 19 طائرة مسيرة أميركية من طراز "ريبر"، تبلغ قيمة الواحدة منها 30 مليون دولار، ويواصلون استهداف السفن التجارية بصواريخ وطائرات وزوارق غير مأهولة.

تبعات اقتصادية خطيرة

وذكر أن هذا التهديد الحوثي له تبعات اقتصادية خطيرة. فقد انخفضت حركة السفن المارة عبر باب المندب بنسبة تتجاوز 50%، مما انعكس مباشرة على عائدات قناة السويس في مصر، كما تضررت موانئ في السودان والأردن وإريتريا.

وفي ظل امتناع شركات التأمين عن تغطية السفن في هذه المنطقة، يتزايد العبء على التجارة الدولية، خاصة خطوط الشحن بين آسيا وأوروبا.

خلافات أميركية

وأشار إلى أن السياسة الأميركية تجاه الحوثيين تعاني من خلافات داخلية. ففي حين تستمر الضربات الجوية على مواقع الجماعة، تسعى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعقد اتفاق نووي جديد مع إيران، الداعم الأساسي للحوثيين.

وقال إن هذا التداخل يعكس انقساما داخل الإدارة الأميركية بين صقور يدعون لمزيد من الضغط، وآخرين يفضلون الدبلوماسية لتفادي مواجهة أوسع في المنطقة.

وبدورها، دخلت بريطانيا على خط المواجهة، عبر مشاركة طائرات "تايفون" وقد تتوسع هذه المشاركة بانضمام حاملة الطائرات "برنس أوف ويلز" التي تتهيأ لعبور قناة السويس.

تصنيع محلي متطور

ولاحظ الكاتب أن الأمر اللافت هو أن الحوثيين، رغم الحصار والضربات، ما زالوا يعتمدون على تصنيع محلي متطور لطائرات مسيّرة زهيدة التكلفة، مما يجعل تكلفة هجماتهم منخفضة للغاية مقارنةً بكلفة التصدي لها من قبل القوات الغربية.

وقال أيضا إنه وفي ظل غياب إرادة دولية لإرسال قوات برية، واحتمال محدود لشن هجوم بري كبير من قبل الفصائل اليمنية الأخرى، تبدو خيارات الردع محدودة. ورغم أن هذه الفصائل قد تتحرك نحو معاقل الحوثيين، فإن التجربة اليمنية الطويلة مع الحروب الأهلية تشير إلى صعوبة تحقيق نصر حاسم.

إعلان

وأضاف الكاتب قائلا إن جماعة الحوثي قد نجحت في ترسيخ مكانتها كفاعل إقليمي غير تقليدي، مستفيدة من دعم إيران، ومرونتها التنظيمية، واستغلالها لحالة التصدع الإقليمي والدولي.

وختم بأنه في الوقت الذي تستنزف فيه واشنطن وحلفاؤها موارد هائلة في محاولة احتواء الحوثيين، لا يبدو أن نهاية تهديدهم قريبة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب

مؤسسة إعلامية أميركية انطلقت في شكل إذاعة عام 1942 في أوج الحرب العالمية الثانية، وتعزز حضورها في أجواء الحرب الباردة بين المعسكر الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة والمعسكر الشيوعي بقيادة الاتحاد السوفياتي.

وعلى مر العقود تطوّر شكل المؤسسة من محطة إذاعية إلى مجموعة إعلامية متكاملة (إذاعة وتلفزيون ومنصات رقمية) تصل لمئات ملايين المستمعين والمشاهدين ومتصفحي الإنترنت في مختلف أنحاء العالم بعشرات اللغات بينها العربية.

لكن إشعاع هذه المؤسسة تلاشى في مستهل الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ أوقف بثها في 15 مارس/آذار 2025 وصارت تقتصر على منصة رقمية يعمل فيها عشرات الصحفيين الذين ينتجون محتوى ذا علاقة بالأوضاع في كوبا وإيران وأفغانستان والصين.

النشأة والتأسيس

انطلقت إذاعة صوت أميركا يوم 24 فبراير/شباط 1942 وكان بثها باللغة الألمانية في ظل أجواء الحرب العالمية الثانية، استجابة لحاجة الولايات المتحدة إلى مواجهة الدعاية المعادية لها وخاصة الدعاية النازية في ألمانيا بقيادة أدولف هتلر.

تطورت إذاعة صوت أميركا بسرعة على إيقاع الحرب، إذ كانت الولايات المتحدة طرفا أساسيا فيها إلى جانب "الحلفاء" وهما بريطانيا والاتحاد السوفياتي.

وفي تلك الفترة ازدادت ساعات البث وتعددت اللغات المستخدمة في البرامج لتلبية احتياجات المستمعين في الأراضي التي سيطرت عليها دول "المحور" (ألمانيا وإيطاليا واليابان).

ومع انتهاء الحرب عام 1945، كانت الإذاعة تبث 3200 برنامج أسبوعيا بـ40 لغة مختلفة. وفي 1953 أصبحت رسميا جزءا من وكالة الإعلام الأميركية مع تأسيسها.

من داخل غرفة التحكم اللاسلكي بإذاعة صوت أميركا في نيويورك عام 1953 (أسوشيتد برس) الأهداف

تمثلت مهمة إذاعة صوت أميركا، وفق أدبياتها الداخلية، في نشر القيم الأميركية. وفي أثناء الحرب الباردة، ركزت رسالتها على الدول الشيوعية في شرق ووسط القارة الأوروبية، مع التركيز على تعزيز فكرة تفوق الحكومات الديمقراطية والمؤسسات الرأسمالية على المنظومة الشيوعية السوفياتية.

وقد تضمنت برامجها الإذاعية تقارير إخبارية وقصصا ونقاشات عن الأحداث السياسية والثقافية في الولايات المتحدة، إضافة إلى مقالات افتتاحية صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية.

إعلان

وفي خضم الثورة الرقمية، تطورت الإذاعة وأصبحت أكبر منصة إذاعية دولية أميركية. وفي عام 2018 أُدرجت رسميا تحت مظلة "الوكالة الأميركية للإعلام الدولي" التي تأسست في العام نفسه للإشراف على جميع المنابر الإعلامية الأميركية الممولة حكوميا والموجهة إلى الخارج.

وأصبحت إذاعة صوت أميركا تنتج محتوى يُبث عبر الإذاعة والتلفزيون والمنصات الرقمية بما يقارب 50 لغة لجمهور أسبوعي يتجاوز 354 مليونا. كما تُوزع عبر الأقمار الصناعية والكابل والموجات الإذاعية، وتُبث عبر شبكة تضم أكثر من 3500 محطة تابعة.

الاستقلالية

على الرغم من أن إذاعة "صوت أميركا" ممولة حكوميا، فإنها وضعت منذ تأسيسها مبادئ لضمان قدر من الاستقلال التحريري، أهمها الميثاق الذي وقعه الرئيس جيرالد فورد وأصبح قانونا في 12 يوليو/تموز 1972 بهدف حماية استقلالية التحرير ونزاهة برامج الإذاعة.

وفي وقت لاحق، عزز "قانون البث الدولي الأميركي" الصادر عام 1994 هذا الالتزام عبر إرساء ما يُعرف بـ"جدار الحماية"، الذي يُعد حجر الأساس في الحفاظ على المصداقية الصحفية للمؤسسة. وينص هذا القانون على حظر أي تدخل من قبل المسؤولين الحكوميين في التغطية الإخبارية، بما يضمن حرية الصحفيين في إنتاج محتوى يتمتع بأعلى المعايير المهنية، بعيدا عن التدخل السياسي.

كما أكدت الإصلاحات التي تضمنها "قانون تفويض الدفاع الوطني" لعام 2017 على استمرار العمل بجدار الحماية القانوني، مما ضمن الاستقلال المهني ليس فقط لـ"صوت أميركا"، بل أيضا لكافة الصحفيين العاملين ضمن الوكالة الأميركية للإعلام الدولي.

مقر إذاعة صوت أميركا في واشنطن (شترستوك) البث العربي

انطلق البث العربي بصوت أميركا في الأول من يناير/كانون الثاني 1950، وكانت مدة البث نصف ساعة تذاع من نيويورك. وفي 1952 تقرر زيادة مدة البث انطلاقا من محطة إرسال كاملة أقيمت على ظهر سفينة أميركية كانت راسية قرب جزيرة رودس اليونانية.

وحدث أول تحوّل ضخم في تاريخ القسم العربي بصوت أميركا في فبراير/شباط 1963 عندما تقرر بث الإذاعة من جزيرة رودس، وبنيت محطة جديدة للإرسال المباشر، وكان أول من قرأ نشرة الأخبار في تلك الانعطافة المذيع الفلسطيني عيسى خليل صباغ الذي أصبح فيما بعد المترجم الخاص للرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون.

ومع التقدم التكنولوجي، قررت إدارة صوت أميركا نقل القسم العربي إلى واشنطن عام 1977، وأصبح البث عن طريق القمر الصناعي، وزادت ساعات البرامج والأخبار وتوسعت شبكة مراسلي القسم في بلدان عربية عدة على رأسها مصر والأردن والسودان والمغرب والجزائر.

ومنذ انطلاقتها ظلت إدارة صوت أميركا تؤكد أن الهدف من إطلاق القسم العربي "إعطاء المستمع العربي صورة وافية عن المجتمع الأميركي ومؤسساته وطريقة حياته مع التركيز على المنجزات في ميادين العلوم والفنون والآداب والاقتصاد والزراعة والتعليم، كما تولي اهتماما خاصا لما يجري في هذه الميادين على صعيد التعاون العربي الأميركي"، وفق إحدى منشورات القسم في ثمانينيات القرن الـ20.

وتواصلت خدمة القسم العربي بصوت أميركا على تلك الوتيرة حتى هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 وما نجم عنها من تغيرات جذرية في التعاطي الأميركي مع منطقة الشرق الأوسط ومحيطها الإقليمي مثل أفغانستان وباكستان.

إعلان

وفي خضم تلك الأجواء المتوترة، قرر مجلس أمناء الإذاعات الدولية الأميركية إغلاق القسم العربي بإذاعة صوت أميركا، وكانت آخر نشرة للأخبار يوم 19 مارس/آذار 2002 وقرأها المذيع محمد الشناوي القائم بأعمال مدير القسم العربي آنذاك.

وعلى أنقاض ذلك القسم، أُطلق في يوم 23 مارس/آذار 2002 "راديو سوا" بهدف التوجه إلى فئة الشباب العربي عن طريق الأغاني الشبابية العربية والأغاني الأميركية مع قليل من الأخبار، وفق الرؤية الأميركية الجديدة.

لكن سرعان ما بدأت تلك التجربة الإذاعية في التراجع في وقت زادت فيه صورة أميركا تدهورا في الوسط العربي، على خلفية ما شهدته المنطقة من اضطرابات بعد التدخل الأميركي في أفغانستان ومن ثم غزو العراق إلى جانب الانخراط الأميركي في ملفات إقليمية حساسة، في مقدمتها الصراع العربي الإسرائيلي.

وهكذا بدأت تلك الإذاعة في التلاشي تدريجيا، وتوقف البث في بلدان عربية عدة وبقي مقتصرا على العراق والسودان مع الاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي إلى أن أُغلقت نهائيا عام 2024.

عيسى صباغ أول من قرأ نشرة الأخبار عندما تقرر أن تبث الإذاعة بنسختها العربية من جزيرة رودس عام 1963 (كلنا فلسطين) عهد الرئيس دونالد ترامب

سعى الرئيس ترامب في ولايته الأولى (2017-2021) إلى إعادة توجيه إذاعة "صوت أميركا" وفق رؤيته لتصبح شبه متحدثة باسم إدارته، وبدأ يتهمها بخدمة أجندة معادية للولايات المتحدة وبالانحياز للأطروحات الليبرالية المتطرفة، في إشارة إلى الحزب الديمقراطي.

وأسند ترامب إدارة "الوكالة الأميركية للإعلام الأميركي" إلى مايكل باك المعروف بتوجهاته اليمينية، وفور توليه المنصب اتخذ إجراءات عدة لإعادة هيكلة الوكالة في اتجاه كسر استقلالية المنصات التابعة لها، وعلى رأسها إذاعة صوت أميركا، وتحويلها إلى ذراع إعلامي ومنبر دعائي مؤيد لترامب.

وبعد هزيمة ترامب في انتخابات 2020 ترك مايكل باك منصبه، مخلفا وراءه جدلا واسعا وسيلا من الدعاوى القضائية والانتقادات العامة.

وفي عهد جون بايدن، استعادت الوكالة توازنها وآلت إدارتها إلى الصحفية أماندا بينيت التي قادت المؤسسة حتى مطلع عام 2025، وكان عدد العاملين في صوت أميركا يقدر بنحو 1300 موظف. وفي أعقاب الانتخابات الرئاسية عام 2024، قدمت بينيت استقالتها.

وفي مستهل ولاية ترامب الثانية، أوكلت إدارة وكالة الإعلام الدولي إلى الإعلامية كاري ليك بصفتها مستشارة خاصة، وحرصت على التطبيق الحرفي لسياساته فيما يخص الإعلام الحكومي الموجه للخارج، وخاصة لجهة تقليص النفقات وخدمة الأجندة الرئاسية.

وفي 15 مارس/آذار 2025 توقف بث إذاعة صوت أميركا، كما توقف تحديث الموقع الإلكتروني والبث التلفزي، وذلك بقرار من إدارة الوكالة، بناء على توجيهات رئاسية، ووضع جميع الموظفين في إجازة إدارية.

وبينما أصبحت القضية مطروحة أمام القضاء، اقترحت إدارة ترامب تحجيم "صوت أميركا" إلى منصة رقمية والاكتفاء بـ81 موظفا، بينهم عشرات الصحفيين فقط، لإنتاج محتوى رقمي يغطي قضايا تهم الأوضاع في كوبا والصين وإيران وأفغانستان.

مقالات مشابهة

  • بوكيتينو: منتخب أميركا «غريب الدار»!
  • الرّد اللبناني بات جاهزاً.. ما جديد الورقة الأميركية؟
  • معضلة أمام مفتشي “الطاقة الذرية” في إيران والسبب أميركا
  • مصدر في أسرة الشيخ حنتوس يروي اللحظات الأخيرة قبل استشهاده.. ''قاوم الحوثيين 12 ساعة وارتقى في سطح منزله شامخًا رافضًا الإستسلام''
  • أنور قرقاش يعلق على تقرير نيويورك تايمز حول الحرب في السودان
  • قرقاش: لا صحة لمزاعم نيويورك تايمز والإمارات تسعى لإنهاء الحرب الوحشية في السودان
  • جشي: البلطجة الأميركية مستمرة... والمقاومة ضمانة كرامة لبنان
  • وقف النار بين إيران وإسرائيل يعفي الحوثيين من التصعيد ضد أميركا
  • مصرع 6 أشخاص بعد إقلاع طائرة بولاية أوهايو الأميركية
  • إذاعة صوت أميركا.. من الحرب العالمية الثانية إلى عهد ترامب