غبار الصحراء الكبرى يضعف الطاقة الشمسية في أوروبا
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
تسعى أوروبا إلى تحقيق انتقال واسع نحو الطاقة الشمسية والوصول إلى حصة 32% من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030 لتحقيق أهداف الطاقة والمناخ، لكن ظاهرة جوية مقلقة تعرقل مسار هذا النمو، وهو غبار الصحراء الكبرى.
ويشير بحث جديد عُرض في مؤتمر الاتحاد الأوروبي للعلوم الجيولوجية (EGU25) إلى أن الغبار الذي تحمله الرياح من شمال أفريقيا لا يقلّل من توليد الكهرباء من الطاقة الكهروضوئية في أنحاء أوروبا فحسب، بل يجعل التنبؤ بها أكثر صعوبة.
وفي البحث الذي عرض بعنوان "ظل الرياح: توليد الطاقة الكهروضوئية تحت سماء أوروبا المُغبرة"، كشف الدكتور جيورجي فارغا وزملاؤه من مؤسسات مجرية وأوروبية كيف تعطل السماء المغبرة أداء الطاقة الكهروضوئية، وتشكل تحديا لنماذج التنبؤ الحالية.
واستند البحث إلى بيانات ميدانية استخلصت من أكثر من 46 حادثة انتقال لعواصف ترابية بين عامي 2019 و2023، ويغطي كلا من أوروبا الوسطى (المجر) وجنوب أوروبا (البرتغال، وإسبانيا وفرنسا، وإيطاليا، واليونان).
وتطلق الصحراء الكبرى الأفريقية مليارات الأطنان من الغبار الناعم في الغلاف الجوي سنويا، وتصل عشرات الملايين من الأطنان منه إلى سماء أوروبا عبر حركة الرياح والتيارات الهوائية.
إعلانويشير البحث إلى أن هذه الجسيمات تُشتّت ضوء الشمس وتمتصه، وتقلل من الإشعاع على السطح، وقد تُعزز تكوّن السحب أيضا، مما يضعف إنتاج الطاقة الكهروضوئية في البلدان الأوروبية.
ووجد الباحثون أن أدوات التنبؤ التقليدية، التي تستخدم مناخات الهباء الجوي الثابتة، غالبا ما تُخفق في تحقيق أهدافها خلال هذه الأحداث. لذا يوصي الفريق بدمج بيانات حمل الغبار شبه الآنية وربط الهباء الجوي بالسحب في نماذج التنبؤ.
وسيسمح هذا -حسب الباحثين- بجدولة أكثر موثوقية للطاقة الشمسية، وتحسين الاستعداد للتقلبات التي يُحدثها الغبار الجوي.
وقال الدكتور فارغا إن هناك حاجة متزايدة لأساليب التنبؤ الديناميكية التي تأخذ في الاعتبار العوامل الجوية والمعدنية، فمن دونها، فإن خطر ضعف الأداء وعدم استقرار الشبكة سوف ينمو فقط مع تزايد حصة الطاقة الشمسية في مزيج الطاقة الأوروبية.
إلى جانب التأثيرات الجوية، يُشير الفريق أيضا إلى الآثار طويلة المدى للغبار على البنية التحتية المادية للألواح الشمسية، بما في ذلك التلوث والتآكل، وهما عاملان قد يُقللان الكفاءة ويزيدان تكاليف الصيانة.
ومن المفترض أن يُسهم هذا البحث في الجهود الجارية بالاتحاد الأوروبي لتحسين القدرة على التكيف مع تغير المناخ وإدارة الطاقة المتجددة، حيث شكلت الطاقة الشمسية 4% من إجمالي توليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي، في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، مقارنة بـ3% في عام 2024.
وتُعد الطاقة الشمسية أكثر استدامة بنحو 20 ضعفا مقارنة بالوقود الأحفوري. وتشير دراسة أجراها معهد "فراونهوفر" الألماني لأنظمة الطاقة الشمسية (ISE) إلى أن الطاقة الشمسية تُصدر 30 غراما فقط من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوواط ساعة، مقارنة بـ600 غرام للكهرباء المولدة من الوقود الأحفوري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تغي ر المناخ الطاقة الکهروضوئیة الطاقة الشمسیة
إقرأ أيضاً:
بعد تركيب وعاء ضغط المفاعل الأول.. وزير الكهرباء يستعرض مستجدات مشروع الضبعة النووي والخطوات التالية
أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن تركيب وعاء ضغط المفاعل في الوحدة الأولى بمحطة الضبعة النووية يمثل مرحلة مفصلية وأساسية في المشروع الوطني للطاقة النووية السلمية.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "ستوديو إكسترا"، عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن أول مفاعل من بين 4 مفاعلات بقدرة 1200 ميجاوات لكل وحدة يعد القلب الرئيسي للمحطة.
وأشار، إلى أن المحطة عند اكتمالها ستوفر حوالي 8 مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى تخفيض نحو 16 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، بما يسهم في دعم جهود مصر لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية.
ولفت، إلى أهمية الكوادر المصرية في تشغيل وصيانة المحطة النووية، مؤكداً أن هناك خطة لتدريب الفنيين داخل مصر وخارجها، حيث تم إرسال مجموعة من المتخصصين إلى روسيا للتدريب العملي على مفاعلات حقيقية، بالإضافة إلى استخدام محاكاة تدريبية متطورة في مصر، لضمان اكتساب الخبرة العملية اللازمة قبل التشغيل الفعلي للمحطة.
وأوضح أن هذه الكوادر ستعمل على جميع مراحل المفاعلات الأربعة بالتتابع، بدءًا من التفاعل النووي وصولاً إلى توليد الكهرباء عبر التربينات البخارية.
وحول معايير السلامة، أوضح أن المشروع يطبق أعلى معايير الأمان منذ مرحلة التصميم وحتى التشغيل، بما يشمل نظم احتياطية للتشغيل الآمن، ومواصفات هندسية لمقاومة الصدمات والعوامل الجوية المختلفة، فضلًا عن مراقبة نسب التشغيل بشكل مستمر لضمان عدم حدوث أي تسرب أو تلوث في البيئة المحيطة.
وأردف، أن هيئة الطاقة النووية والرقابة الذرية والإشعاعية التابعة لمجلس الوزراء ستواصل متابعة جميع مراحل التشغيل، مع إجراء تفتيشات دورية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية عند دخول الوقود النووي في عام 2027.
أما عن الطاقة المنتجة والجدول الزمني للتشغيل، فأوضح الوزير أن المحطة ستنتج 4800 ميجاوات، أي ما يعادل 37 ألف جيجاوات ساعة سنويًا، وهو ما يشكل حوالي 10 إلى 12% من قدرة مصر الكهربائية، مع الحفاظ على استقرار الشبكة وتسهيل دمج مصادر الطاقة المتجددة مثل الشمسية والرياح.
وأشار إلى أن التشغيل التجريبي للوحدة الأولى سيكون في نهاية عام 2028، على أن تدخل الوحدات الثلاث الأخرى تباعًا بفارق 3 إلى 4 أشهر بين كل وحدة وأخرى.