عدد جديد من مجلة لباب يرصد توازنات الشرق الأوسط وتحولات النفوذ العالمي
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
صدر عن مركز الجزيرة للدراسات العدد الـ26 من مجلته الفصلية المحكّمة "لباب" (ربيع 2025). ويأتي العدد في ظل نذر حرب تجارية عالمية تلوح في الأفق، وتصاعد التوترات بين ضفتي الأطلسي مع مؤشرات على تباعد أميركي أوروبي، وإعادة تشكيل خرائط النفوذ في الشرق الأوسط عقب تراجع الحضور الإقليمي الإيراني بفعل الضربات المتكررة التي استهدفت طهران وحلفاءها، وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا.
يستهل العدد دراساته بملف معمّق بعنوان "سوريا: فرص وتحديات"، في محاولة لفهم لحظة مفصلية من التحول الجيوسياسي الإقليمي، تتجاوز دلالاتها الإطار الوطني لتطال توازنات القوى الإقليمية والدولية بأسرها.
ويُفتتح الملف بدراسة بعنوان "سوريا الجديدة: سيناريوهات إعادة تشكل موازين القوى والتحولات الإستراتيجية المحتملة في الشرق الأوسط"، تعتمد مقاربة تحليل السيناريوهات لاستشراف المآلات المستقبلية لسوريا، وتطرح 3 فرضيات مركزية، الأولى: مسار الاستقرار النسبي، الثانية: انزلاق الدولة نحو الفشل، الثالثة: عودة الاستبداد بصيغة جديدة. وتتناول الدراسة التأثيرات المحتملة لكل سيناريو على معادلات التوازن الإقليمي، والتداخلات المعقدة بين الأدوار التي تؤديها قوى مثل تركيا، وإيران، ودول الخليج، وروسيا، والولايات المتحدة في المشهد السوري.
إعلانومن التحولات الجيوسياسية إلى الديناميكيات الداخلية، تتناول دراسة "التحديات الاقتصادية والتنموية في سوريا بعد انهيار حكم بشار الأسد" سبل التعافي الاقتصادي في بيئة ما بعد النزاعات والصراعات. وتقدم الدراسة تصورا لإعادة البناء، يقوم على إصلاح مؤسسي وهيكلي شامل، وتفعيل الشراكة مع القطاع الخاص، واستثمار رأس المال البشري، إضافة إلى تفعيل أدوات التخطيط الإقليمي والعمراني، باعتبارها آليات ضرورية لتحقيق تنمية مستدامة. كما تستفيد الدراسة من خبرات مقارنة في دول شهدت نزاعات مشابهة، لتؤكد أن الاستقرار السياسي لن يتحقق دون معالجة الجذور الاقتصادية للأزمة.
بيد أن الاقتصاد لا ينهض في فراغ، ولا يُبنى في ظل مجتمعات مفككة أو غارقة في مشاعر الغبن وغياب العدالة. ومن هنا، تتناول دراسة "تحقيق العدالة الانتقالية في سوريا: الدواعي والتحديات" أحد أكثر الملفات حساسية في المرحلة الراهنة، مركزة على ضرورة بناء منظومة قانونية ومؤسساتية قادرة على إنصاف الضحايا، ومحاسبة الجناة، وتحقيق المصالحة المجتمعية. كما تسلط الضوء على مضامين الإعلان الدستوري الصادر في مارس/آذار 2025، وتستحضر التجارب المقارَنة من دول أخرى، للتأكيد على أن العدالة الانتقالية ليست مجرد مطلب أخلاقي، بل ضرورة سياسية لضمان استدامة السلام وبناء عقد اجتماعي جديد.
دوليا، يتناول العدد تصاعد الحضور الصيني في القارة الأفريقية من منظور إستراتيجي، حيث تقدم دراسة "التعاون الصيني الأفريقي في إطار المنظور الصيني للعالم" قراءة معمقة للأسس التي تقوم عليها رؤية بكين لأفريقيا، بوصفها ساحة محورية في مشروعها العالمي. تُحلِّل الدراسة الأدوات التي تستخدمها الصين، من الدبلوماسية الاقتصادية إلى القوة الناعمة الثقافية، وتستعرض كيف توظف بكين هذه المقاربات لتكريس نموذجها الخاص في التنمية، وبناء تحالفات جنوب- جنوب تتجاوز منطق الهيمنة التقليدية، وتسعى لإعادة صياغة مفاهيم النفوذ الدولي ضمن سرديات سلمية وتنموية بديلة.
إعلانومن مشرق العالم العربي إلى مغربه، تأتي دراسة "تقاسم السلطة التنفيذية عربيا من خلال نظرية الوكالة: التجربة المغربية أنموذجا"، لتناقش العلاقة المركبة بين المؤسسة الملكية ورئاسة الحكومة، وتُسقط عليها نظرية "الأصيل والوكيل"، مبرزة كيف أن ميزان القوة يظل راجحا لصالح الملكية، رغم التعديلات الدستورية التي مَنحت الحكومة صلاحيات موسعة. وتكتسب هذه الدراسة أهمية تتجاوز الحالة المغربية، إذ تُقدَّم نموذجا قابلا للتحليل عربيا وإقليميا، لفهم آليات إنتاج السلطة، وتوازن الشرعيات، والتفاعل بين الرمزية السيادية والديناميات الدستورية.
وفي زاوية "قراءة في كتاب"، يأتي تسليط الضوء على مُؤلف "عبيد الخوارزميات: دليل للمقاومة في عصر الذكاء الاصطناعي"، لما له من أهمية تتمثل في تفكيك آليات الهيمنة الرقمية، وكشف تغول أوليغارشيات التكنولوجيا الكبرى في إعادة صياغة القرار البشري، وتوجيه الرأي العام، وانتهاك الخصوصية، تحت غطاء تقنيات ذكية تُدار بخوارزميات لا تخضع للمساءلة. يُقدم الكتاب دليلا عمليا للمقاومة الرقمية، ويقترح أدوات تشريعية وأخلاقية وتكنولوجية للتخفيف من سطوة الخوارزميات على خيارات الأفراد والمجتمعات.
ويُختتم العدد بتقرير خاص من زاوية "متابعات"، يرصد أبرز ما جاء في "منتدى الجزيرة الـ16" المنعقد في الدوحة، في فبراير/شباط 2025، تحت عنوان "من الحرب على غزة إلى التغيير في سوريا: الشرق الأوسط أمام توازنات جديدة". ويغطي التقرير مداولات المنتدى حول مستقبل المقاومة، والعدالة الانتقالية في سوريا، وموازين القوى في الشرق الأوسط، وتحولات السياسات الأميركية في المنطقة، ويستعرض التحديات المتشابكة التي تواجه الفضاء العربي في ظل واقع جيوسياسي بالغ التعقيد. ويُبرز التقرير أهمية المنتدى بوصفه مساحة حوار إستراتيجية تسعى إلى استقراء التحولات الجارية بعمق تحليلي يتجاوز سطح الحدث إلى بنيته ومآلاته.
ويعكس هذا العدد من "لباب" تكاملا دقيقا بين الرؤى التحليلية والقراءات التطبيقية، يجمع بين التفسير النظري والاستقراء الميداني، ويُسهم في فهم تحولات موازين النفوذ في عالم مضطرب. وفي التزامها بتقديم تحليل إستراتيجي معمق، تواصل المجلة أداء رسالتها بوصفها منبرا نقديا رصينا، يربط الفكر بالواقع، ويعمل على تفكيك التحولات الكبرى، وفهم أبعادها البنيوية والدينامية، واستشراف تداعياتها المستقبلية.
إعلانللاطلاع على العدد كاملا، يرجى الضغط هنا
للاطلاع على الأعداد السابقة، يرجى الضغط هنا
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات الشرق الأوسط فی سوریا
إقرأ أيضاً:
دراسة تحذر: إفراط الحامل فى تناول الفيتامينات يؤدى إلى سكر الحمل
حذّرت دراسة علمية حديثة من أن الإفراط في تناول الفيتامينات والمعادن خلال فترة الحمل، قد يُعرض النساء الحوامل لخطر الإصابة بسكر الحمل.
الإفراط في الفيتامينات أثناء الحمل يزيد الإصابة بسكر الحملوشددت الدراسة على أهمية الحفاظ على توازن هذه العناصر في الجسم، خصوصًا في المراحل المبكرة من الحمل.
وبحسب الدراسة، فإن النساء عادةً ما يحصلن على كميات مرتفعة من بعض المعادن الأساسية، مثل: الحديد والزنك والمغنيسيوم، سواء من خلال النظام الغذائي أو المكملات الغذائية، ما قد يؤدي إلى اختلالات ترتبط بظهور سكر الحمل.
أجريت الدراسة على عينة مكوّنة من 9,112 امرأة حامل، تتراوح أعمارهن بين 18 و45 عامًا، وجميعهن في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ويحملن جنينًا واحدًا.
تم جمع بيانات شاملة عن المشاركات، والتي شملت العمر والطول والوزن قبل الحمل، إلى جانب التاريخ الطبي، وفقا لما نقله موقع News Medical عن مجلة Frontiers in Nutrition العلمية.
وخلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل، خضعت المشاركات لاختبارات تحمّل الجلوكوز الفموية (OGTT) للكشف عن الإصابة بسكر الحمل.
وأظهرت النتائج، أن 18.62% من المشاركات شُخّصن بسكر الحمل.
كما تبيّن أن ارتفاع العمر، وتعدد مرات الحمل، ومؤشر كتلة الجسم قبل الحمل، تُعد من أبرز العوامل المرتبطة بزيادة خطر الإصابة.
ومن خلال تحليل عينات الدم، لوحظ أن النساء المصابات بسكر الحمل كانت لديهن مستويات مرتفعة من بعض المعادن، خاصة الحديد والنحاس والمغنيسيوم، مقارنة بغير المصابات.
وبعد ضبط المتغيرات كالعمر ومؤشر الكتلة وأسبوع الحمل، أظهرت التحليلات وجود علاقة إيجابية بين ارتفاع مستويات الحديد والمغنيسيوم وزيادة خطر الإصابة بسكر الحمل، بينما لم يُسجل ارتباط واضح مع معدني النحاس والكالسيوم.
وأكد الباحثون أهمية الاعتدال في تناول المعادن الأساسية خلال الحمل، مشيرين إلى أن زيادتها، تمامًا كما نقصها، قد تشكل خطورة على صحة الأم والجنين.
كما لفتت الدراسة إلى أن منظمة الصحة العالمية لا توصي بتناول مكملات الزنك والمغنيسيوم بشكل روتيني، داعية إلى إعادة النظر في وصف مكملات الحديد للحوامل غير المصابات بفقر الدم.