محللون: الحوثيون نجحوا في ضرب الردع الإسرائيلي وتداعيات ذلك كبيرة
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
اتفق محللون وخبراء سياسيون على أن استهداف جماعة الحوثي لمطار بن غوريون الإسرائيلي بصاروخ باليستي يمثل تطورا نوعيا في المواجهة الجارية، ويكشف عن اختراق فعلي لمنظومة الردع الإسرائيلية، ما ستكون له تداعيات أمنية وسياسية كبيرة في الداخل الإسرائيلي وعلى مستوى الإقليم.
وشدد المشاركون في حلقة مسار الأحداث (2025/5/4) على أن الحدث تجاوز كونه مجرد ضربة عسكرية إلى كونه رسالة إستراتيجية ذات أبعاد أعمق، في وقت باتت فيه إسرائيل تواجه معارك متعددة الجبهات ضمن حرب استنزاف بدأت تفقد السيطرة عليها.
ووفق الباحث في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي، فإن الضربة الحوثية تمثل تحولا إستراتيجيا خطيرا بالنسبة لإسرائيل، إذ تؤكد أن العمق الإسرائيلي لم يعد محصنا، وأن الجماعات الحليفة للمقاومة باتت قادرة على الوصول إلى قلب إسرائيل.
محاولة للاحتواء
واعتبر أن صمت تل أبيب على الضربة لا يعكس تجاهلا أو عدم إدراك، بل محاولة لاحتواء آثارها، في ظل خشية من إثارة الذعر، خاصة مع الإقرار غير الرسمي الذي رشَح من بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية حول الحدث.
وكان الحوثيون قد أعلنوا استهداف مطار بن غوريون قرب تل أبيب بصاروخ باليستي بعيد المدى، في عملية تعد الأولى من نوعها من حيث المدى والدقة، في وقت أكدت فيه مصادر عبرية أن الانفجار وقع بالفعل قرب المطار بعد أن تجاوز الصاروخ اليمني 4 طبقات للدفاع الجوي المحمية بها أجواء المطار.
إعلانوأوضح مكي أن إسرائيل تواجه اليوم جبهات مفتوحة من الشمال والجنوب، وقد فشلت حتى اللحظة في تحييد أي منها، مضيفا أن دخول الحوثيين على خط المعركة بهذا الشكل يجعل تل أبيب تدرك أن المعركة قد تطول وتتّسع.
وأضاف أن عدم الرد على الحوثيين لا يعكس فقط صعوبة العمل العسكري تجاههم، بل يدل على معادلة ردع جديدة تفرضها جماعة أنصار الله، التي باتت تعتبر نفسها جزءا من محور المقاومة الفاعل ميدانيا.
ومن وجهة نظر مكي، فإن التحدي الأخطر الذي تواجهه إسرائيل اليوم ليس فقط في فشل الردع العسكري، بل في انهيار الثقة الداخلية بمنظومتها الأمنية، وسط انتقادات حادة توجَّه للحكومة وقيادة الجيش بسبب تعدد الخروقات الأمنية.
مأزق وارتباك
بدوره، يرى الكاتب والمحلل السياسي إيهاب جبارين أن الصاروخ الحوثي وضع إسرائيل في مأزق أمني وإعلامي، خاصة أنه استهدف منطقة حساسة من حيث البنية التحتية الجوية والرمزية السياديّة للدولة.
وقال جبارين إن وسائل الإعلام الإسرائيلية تعاملت مع الحادث بحذر، وامتنعت بدايةً عن نشر تفاصيل دقيقة، وهو ما يشير إلى ارتباك واضح في كيفية التعامل مع التهديد الجديد الذي جاء من عمقٍ غير متوقع.
وأضاف أن التقديرات الأمنية الإسرائيلية ترى أن الرد على الحوثيين سيجلب مزيدا من التعقيد، إذ إن توجيه ضربة إلى اليمن قد يؤدي إلى فتح جبهة أخرى، أو استجلاب ردود من أطراف إقليمية حليفة للجماعة.
ويعتقد جبارين أن تل أبيب تدرك أن الضربة الحوثية لن تكون الأخيرة، وأن الجماعة باتت تمتلك بنك أهداف موسعًا داخل إسرائيل، خاصة المنشآت الحيوية والمطارات، وهو ما يعني دخول دولة الاحتلال في مرحلة دفاع إستراتيجي.
وتابع أن خطاب الحوثيين بعد العملية جاء هادئا وثابتا، ما يعكس ثقة ميدانية متزايدة، ورسالة ضمنية لإسرائيل بأن المعركة مفتوحة ولن تكون محدودة في الزمان أو الجغرافيا، وهو ما يربك حسابات صنّاع القرار الإسرائيليين.
إعلانوبحسب جبارين، فإن هذه الضربة وضعت الولايات المتحدة أيضا في وضع محرج، إذ إن الدعم الذي تقدمه لإسرائيل لم يمنع هذا النوع من الهجمات بعيدة المدى، ما يضعف هيبة الحماية الأميركية لحلفائها في المنطقة.
ثغرة خطيرة
من جانبه، يؤكد الخبير العسكري والعميد اللبناني المتقاعد إلياس حنا أن العملية الحوثية أثبتت قدرة الجماعة على تنفيذ ضربات نوعية دون أن يتم اعتراضها من قبل الدفاعات الجوية الإسرائيلية، وهو ما يمثل ثغرة خطيرة.
وأوضح حنا أن الصاروخ اجتاز منظومة "القبة الحديدية" ومراحل الرصد والتعقب بنجاح، وهذا ما يطرح تساؤلات حول جاهزية الدفاعات الإسرائيلية للتعامل مع تهديدات بعيدة المدى وغير تقليدية.
واعتبر أن الضربة تشير إلى تطور في التقنية الحوثية من حيث القدرة على التحكم بالمقذوف وتوجيهه بدقة إلى هدف عالي الأهمية على بعد أكثر من ألفي كيلومتر، وهو ما كان يستبعَد سابقا من قدرات الجماعة.
ويشير حنا إلى أن إسرائيل لم تكن تتوقع أن تصل التهديدات من اليمن إلى هذه الدرجة من الخطورة، ولذلك فإن تقديراتها الأمنية بحاجة لإعادة مراجعة شاملة، خاصة أن خريطة التهديدات لم تعد تقليدية.
وأضاف أن صمت إسرائيل عن الحادث يهدف إلى تجنب الاعتراف بالفشل، خاصة أمام الرأي العام الداخلي الذي بدأ يفقد ثقته بالمؤسسة العسكرية، في وقت تتزايد فيه الاحتجاجات على سياسات الحكومة في الحرب.
ويخلص حنا إلى أن الضربة الحوثية ليست سوى بداية لتحول إستراتيجي في طبيعة المواجهة، مشيرا إلى أن إسرائيل تجد نفسها اليوم في حالة دفاع حقيقي، بينما تتلقى الضربات من عدة جِهات دون قدرة على الحسم أو الردع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تل أبیب وهو ما
إقرأ أيضاً:
محللون ماليون عالميون يشيدون بخطط «أدنوك» للنمو والتزام شركاتها بنظم الحوكمة
نجح أول مجلس للمستثمرين نظمته «أدنوك» في أبوظبي في استقطاب أكثر من 500 مستثمر ومحلل مالي عالمي، في خطوة تمثل مرحلة جديدة في جهود النمو الطموحة للمجموعة وشركاتها المدرجة.
وسلّط الحدث الضوء على خطط «أدنوك» للنمو وقوة شركاتها الست المُدرجة والتزامها بتطبيق أفضل نظم الحوكمة، وأعلى معايير الانضباط المالي والشفافية، وتميزها بالموثوقية، وهو ما أسهم في رفع عدد من أبرز البنوك العالمية لتقييماتها المستهدفة لأسهم هذه الشركات.
وأكد محللون من بنوك عالمية مهمة أن «مجلس أدنوك للمستثمرين» سلّط الضوء على نهج شركات «أدنوك» المُدرجة، الذي يتميز بالشفافية والانضباط المالي والتركيز على خلق قيمة طويلة الأمد، مشيدين بالدور المهم لأدنوك في تعزيز ثقة المستثمرين بأسواق رأس المال في دولة الإمارات.
وأقيم الحدث بحضور معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ «أدنوك» ومجموعة شركاتها، وتم خلاله استعراض قوة أداء شركات «أدنوك للحفر»، و«أدنوك للغاز»، و«أدنوك للتوزيع»، و«أدنوك للإمداد والخدمات»، و«بروج»، و«فيرتيغلوب»، وتركيز «أدنوك» على تقديم عوائد جاذبة للمساهمين، مدعومة برؤية واضحة لتوزيعات أرباح طويلة الأمد تبلغ 158 مليار درهم (43 مليار دولار) حتى عام 2030.
أخبار ذات صلةوأكدت مؤسسات مالية عالمية كبرى منها «غولدمان ساكس»، و«باركليز»، و«سيتي غروب»، و«مورغان ستانلي»، و«جي بي مورغان»، و«بنك أوف أميركا»، بعد انعقاد المجلس، أهمية المكانة الرائدة لأدنوك في قطاع الطاقة، مشيرة إلى خطط النمو المتوازن للمجموعة والمرونة التي تميز شركاتها، وقوة أعمالها التي تغطي مراحل ومجالات سلسلة القيمة للقطاع، وجهودها الناجحة لتعزيز الاستفادة من الحلول الرقمية وأدوات الذكاء الاصطناعي.
ورفع العديد من المحللين تقييمهم للأسعار المستهدفة لأسهم شركات «أدنوك» المُدرجة بنسبة تصل إلى 11.4%، مستندين في تقييمهم إلى الأداء القوي والأرباح المتنامية وتوزيع الأرباح على فترات أكثر تقارباً.
جدير بالذكر أن نحو 80% من المحللين الذين يغطون أسهم شركات «أدنوك» المُدرجة يعطون «توصية شراء» لها.
وأسهم استمرار «أدنوك» في تنفيذ استراتيجيتها للنمو وتنويع الأعمال، في تعزيز مشاركة مجتمع المال والأعمال المحلي والعالمي بشكل إيجابي في أول مجلس نظمته للمستثمرين، ونجح في ترسيخ الثقة بقدرة المجموعة على تحقيق عوائد مستدامة، والإسهام بفاعلية في تحقيق رؤية دولة الإمارات لبناء مستقبل مزدهر ومستدام.
المصدر: وام