قمة بغداد: استعادة الدور أم مسرحية سياسية؟
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
مايو 5, 2025آخر تحديث: مايو 5, 2025
المستقلة/- في تحول غير مسبوق في مسار العمل العربي المشترك، تستعد العاصمة العراقية بغداد لاستضافة القمة العربية في الفترة من 12 إلى 17 أيار الجاري.
وعلى الرغم من محاولات الحكومة العراقية تسليط الضوء على هذا الحدث باعتباره علامة فارقة في إعادة العراق إلى مكانته الريادية في العالم العربي، يبقى السؤال الأهم: هل فعلاً ستكون هذه القمة فرصة للعراق أم أن مياهاً عكرة ستظل تعكر صفو الجهود العربية المشتركة؟
استعادة دور العراق: حلم أم وهم؟
رغم أن الحكومة العراقية تسعى لاستعادة دورها المؤثر في المنطقة، فإن الكثير من المراقبين يشككون في قدرة العراق على إحداث فارق حقيقي في جدول الأعمال العربي.
السياسيون العراقيون يروجون للقمة باعتبارها علامة على عودة العراق لمحيطه العربي، ولكن هل الوضع السياسي والأمني الداخلي يسمح لهذا الهدف أن يصبح واقعًا؟ فعلى الرغم من التحسن الأمني الظاهر في العراق، لا يزال هناك تحديات كبيرة تتمثل في الفساد المستشري والانقسامات الداخلية التي تعرقل أي مسعى جاد نحو التنمية المستدامة. فهل يمكن للخراب السياسي المحلي أن يعكس صورة مشرقة للعراق أمام العالم العربي؟
الملف الفلسطيني: لعبة سياسية أم تضامن حقيقي؟
الملف الفلسطيني، كما هو متوقع، سيكون من أبرز المواضيع المطروحة على طاولة النقاش في القمة، حيث من المفترض أن تتبنى الدول العربية موقفًا موحدًا ضد الانتهاكات الإسرائيلية. لكن هنا يظهر تساؤل آخر: هل سيبقى الملف الفلسطيني مجرد ورقة سياسية تُستخدم لتحقيق مكاسب داخلية وخارجية؟ فالدول العربية التي ستحضر القمة، رغم كلماتها الكبيرة عن دعم فلسطين، تبقى هي نفسها التي تواصل إقامة علاقات سرية وعلنية مع إسرائيل، مثلما حدث في بعض الدول الخليجية التي اعترفت بالدولة العبرية في السنوات الأخيرة.
هل العراق قادر على إحداث تفاهم حقيقي؟
على الرغم من التصريحات الرسمية العراقية عن استعداد بغداد لاستقبال وفود القادة العرب، لا يبدو أن الحكومة العراقية قد نجحت حتى الآن في تقديم نموذج ديمقراطي حقيقي أو اقتصاد قوي يسهم في تعزيز الثقة الإقليمية. الأوضاع السياسية في العراق لا تزال هشة، والجهاز الحكومي يعاني من الترهل، فهل سيحظى القادة العرب بالثقة في العراق ليجعلوا من هذه القمة حدثًا تاريخيًا؟ أم أن هذه ستكون مجرد مناسبة فارغة، حيث تتسابق الدول العربية على التقاط الصور التذكارية دون أي تقدم ملموس؟
القمة: لحظة تاريخية أم مجرد مسرحية سياسية؟
القمة العربية في بغداد قد تكون فرصة للعراق لاستعادة بعض من دوره المفقود على الساحة العربية، ولكن هل ستظل هذه القمة في النهاية مجرد مسرحية سياسية؟ أم ستكون بداية حقيقية لمواقف موحدة تخدم مصالح الشعوب العربية بدلاً من مصالح الحكومات؟ في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه العراق والمنطقة ككل، يبدو أن هذه القمة ستكون اختبارًا حقيقيًا لقوة الإرادة العربية في التصدي للتحديات الإقليمية والدولية.
إذا كانت بغداد حقًا تريد أن تكون مركزًا للحوار والتفاهم العربي، فلابد لها من تجاوز الجدل السياسي الداخلي الذي يعيق تقدمها، والعمل بجدية على خلق بيئة آمنة ومستقرة لكل المواطنين. فهل ستُصنف قمة بغداد كحدث فارغ، أم ستكون بداية حقيقية لعصر جديد من التعاون العربي؟
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: هذه القمة
إقرأ أيضاً:
مستشار رئيس وزراء العراق: التضامن العربي أولوية لمواجهة الأزمات الإقليمية
قال مازن الزيدي، مستشار رئيس الوزراء العراقي، إن قمة القادة العرب في بغداد رسخت مبدأ التضامن العربي في مواجهة التحديات المتعددة التي تواجه المنطقة، منوهاً إلى أن التركيز الأكبر كان على القضية الفلسطينية التي لا تزال تمثل القلب النابض للأمة العربية.
وأوضح الزيدي خلال لقاء خاص على شاشة "القاهرة الإخبارية"، مع الإعلامي أحمد أبو زيد، أن القمة شهدت نقاشات موسعة حول سبل تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، فضلاً عن تأكيدها على دعم جهود إعادة الإعمار في المناطق المتضررة نتيجة النزاعات.
وأشار إلى أن المواقف التي صدرت خلال القمة تعكس رغبة عربية جادة في توحيد الرؤية والعمل المشترك، خصوصاً في ظل الأزمات المتلاحقة في كل من غزة، السودان، وسوريا.
متابعة تنفيذ القراراتوأكد مازن الزيدي أن متابعة تنفيذ القرارات التي أُقرّت في القمة سيكون مفتاح نجاحها وفعالية مخرجاتها على أرض الواقع.