أعلن الجيش الباكستاني اليوم إجراء تجربة صاروخية هي الثانية، منذ تصاعد التوترات مع الهند على خلفية هجوم كشمير الذي أسفر عن مقتل 26 شخصا، في حين حث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي البلدين على ضبط النفس لدى وصوله إلى إسلام آباد في زيارة ليوم واحد.

وأكد جيش باكستان في بيان، أن إطلاق الصاروخ "كان يهدف إلى ضمان الجاهزية العملياتية للقوات والتحقّق من صحة المعايير الفنية الرئيسية، بما فيها نظام الملاحة المتقدّم للصاروخ والدقة المحسنة"، مضيفا أن الصاروخ أرض-أرض يبلغ مداه 120 كيلومترا.

يأتي ذلك بعد أن أعلن الجيش قبل يومين، أنه أجرى اختبارا لصاروخ أرض-أرض يصل مداه إلى 450 كيلومترا. ولم يُحدّد المكان الذي أجرى فيه الاختبارين.

وقال رئيس الحكومة شهباز شريف في بيان إن "التدريب الناجح على إطلاق الصاروخ، يظهر بوضوح، أنّ الدفاع الباكستاني في أيد قوية"، مضيفا أنّه راض عن "الجاهزية التامة للجيش للدفاع الوطني".

وتحمّل نيودلهي إسلام آباد المسؤولية عن الهجوم الذي وقع في الشطر الهندي من كشمير وأسفر عن مقتل 26 مدنيا، مما أدى إلى التصعيد وأثار مخاوف من مواجهة جديدة بين الدولتين النوويتين المجاورتين.

وأعطى رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي الجيش "حرية التحرّك" للرد على هذا الهجوم الذي نفت باكستان ضلوعها فيه، داعية إلى إجراء تحقيق مستقل بشأنه. وبعد أن حذرت من ضربة جوية هندية وشيكة، أكدت أنها سترد بقوة على أي عدوان.

إعلان دعوات لتخفيف التصعيد

في هذه الأثناء، تصاعدت الضغوط الدولية على نيودلهي وإسلام آباد لتخفيف حدّة التوتر بينهما، خصوصا أنهما خاضتا عدّة حروب بشأن منطقة كشمير المتنازع عليها.

ودعا الكرملين اليوم إلى تخفيف التوترات بين الدولتين الحليفتين لموسكو، وقال المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف في مؤتمره الصحفي اليومي "نأمل في أن تتمكّن الأطراف من اتخاذ تدابير تساعد على تخفيف التوترات".

من جهته، دعا جاي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي الهند إلى الرد على الهجوم "بطريقة لا تؤدي إلى نزاع إقليمي أوسع". كما حث باكستان في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" على "ملاحقة الإرهابيين الذي يعملون أحيانا على أراضيها والتعامل معهم".

زيارة عراقجي

في ذات السياق، حث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الهند وباكستان على ممارسة ضبط النفس لدى وصوله إلى إسلام آباد في زيارة ليوم واحد.

وقال عراقجي للصحفيين لدى وصوله للعاصمة الباكستانية "نسعى إلى خفض التصعيد ونحث الطرفين على ممارسة ضبط النفس لتجنب زيادة
التوتر".

أطفال قرب الحدود بين شطري كشمير (الفرنسية)

ولم تعلن وزارة الخارجية الباكستانية صراحة أن زيارة عراقجي جاءت بسبب هذه الأزمة، لكن السفير الإيراني رضا أميري مقدم قال لوسائل إعلام رسمية، إن القضية ستكون على جدول الأعمال.

وقال السفير "بالنظر إلى علاقات إيران الوثيقة مع كل من باكستان والهند، فإن سبل خفض التوتر في شبه القارة ستكون من القضايا التي ستناقش في اجتماعات عراقجي".

وذكرت سفارة إيران في الهند على منصة "إكس" أن عراقجي سيزور دلهي أيضا يوم الخميس. ولم يتضح إن كان التخطيط للزيارتين، كان في وقت سابق من احتدام التوتر في الآونة الأخيرة بين الهند وباكستان.

وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان عن الاجتماعات "سيتبادل الجانبان أيضا وجهات النظر بشأن التطورات الإقليمية والعالمية".

جنود هنود قرب خط المراقبة العسكري الذي يشكل الحدود الفعلية بين شطري كشمير (الفرنسية) توترات متصاعدة

وشهدت الفترة التي أعقبت هجوم كشمير، تبادلا لإطلاق النار بين الجانبين على طول خط المراقبة العسكري الذي يشكل الحدود الفعلية، وفقا لمصادر دفاعية هندية. وأعلن الجيش الهندي اليوم من جديد أنه تبادل إطلاق النار مع جنود باكستانيين على طول الحدود.

إعلان

كشمير ذات غالبية مسلمة، يبلغ عدد سكانها نحو 15 مليون نسمة، مقسّمة بين باكستان والهند، وكلتا الدولتين تطالب بالسيادة الكاملة عليها. ولم تعلن أي مجموعة مسؤوليتها عن الهجوم الأخير، غير أنّ كشمير تشهد حركة تمرّد منذ العام 1989.

وقال وزير الإعلام الباكستاني عطا الله تارار للصحفيين خلال زيارته اليوم الشطر الكشميري الذي تديره بلاده، إن "باكستان تعرض قضيّتها على الدول الصديقة".

وأجرت باكستان في الجزء الذي تسيطر عليه من كشمير تدريبات طوارئ، وبدأ السكان بتخزين الطعام والدواء وأُغلقت المدارس الدينية.

وفي الشطر الهندي، تتواصل عملية مطاردة واسعة النطاق بحثا عن منفذ الهجوم، في حين ينتقل سكان البلدات الحدودية إلى أماكن أبعد أو يقومون بإعداد الملاجئ خوفا من اندلاع الحرب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

مندوب باكستان بالأمم المتحدة: ما حدث مع الهند كان تصعيدا خطيرا ولا علاقة لنا به

قال عاصم افتخار مندوب باكستان لدى الأمم المتحدة، إنّ الأزمة الأخيرة مع الهند كانت مفتعلة من جانب نيودلهي، والتي بادرت إلى التصعيد من خلال "اتهامات لا أساس لها من الصحة"، مشددًا على أن باكستان "لم يكن لها أي علاقة بالحادثة" التي وُجهت إليها فيها اتهامات غير مدعومة بأي دليل موثوق أو إجراء تحقيق.

باكستان تعلن الاتفاق مع الهند على تمديد وقف إطلاق النارباكستان ردا على ضرباتها للهند: دفاع عن النفس ومستمرون في المفاوضات

وأضاف افتخار، في حواره لقناة "القاهرة الإخبارية": "يمكنكم أن تروا أصدقاءنا في المجتمع الدولي بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة، دعوا الطرفين إلى تهدئة الأوضاع وعدم ترك الأمور تتطور إلى مرحلة قد تشكل خطرا على السلام والأمن الإقليمي والدولي، ولكن للأسف، هذا ما حدث".

وتابع، أنّ بلاده حذرت المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة من أن التصعيد قد يتجه نحو مسار خطير يهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، مواصلا: "وبعد العدوانِ غير المبرر الذي أرتكب بحق باكستان والذي رددنا عليه بممارسة حقنا في الدفاع عن النفس، قد انتهى الآن لوقف إطلاق النار، وقد لعب أصدقاؤنا من دول عدة بما في ذلك الولايات المتحدة دورا في تحقيق هذا الاتفاق".

ما حدث كان تصعيدًا خطيرًا للغاية

وأكد، أنّ ما حدث كان تصعيدًا خطيرًا للغاية، ما كان ينبغي السماح بحدوثه، حيث وصل الطرفان إلى مرحلة هددت فيها تصرفات متهورة وغير مسؤولة من جانب الهند السلام والأمن الإقليمي والدولي.

طباعة شارك عاصم افتخار باكستان الأمم المتحدة الهند نيودلهي

مقالات مشابهة

  • الهند تدرس قطع كميات من مياه السند عن باكستان
  • باكستان والهند.. اتفاق على تمديد وقف إطلاق النار حتى 18 مايو
  • باكستان والهند توافقان على تمديد الهدنة
  • باكستان والهند تتفقان على تمديد وقف إطلاق النار
  • الهند تواصل تعليق العمل بمعاهدة المياه مع باكستان
  • باكستان تعلن تمديد وقف إطلاق النار مع الهند
  • مندوب باكستان بالأمم المتحدة: سنتخذ خطوات لضمان استمرار وقف إطلاق النار
  • مندوب باكستان بالأمم المتحدة: ما حدث مع الهند كان تصعيدا خطيرا ولا علاقة لنا به
  • باكستان تعلن الاتفاق مع الهند على تمديد وقف إطلاق النار
  • باكستان تعيد عنصرا في حرس الحدود الهندي احتُجز بعد هجوم كشمير