انتقادات حادة في الجزائر تطال الإمارات.. ووزير جزائري يتحدث عن هجمة إعلامية

اتهم وزير الاتصال الجزائري، محمد مزيان، جهات خارجية بشن "هجمة إعلامية شرسة ومتعددة الأشكال" ضد الجزائر منذ آب/أغسطس 2024، تهدف إلى "الإساءة لصورتها على الساحة الدولية وعرقلة مسارها التنموي".

وقال مزيان إن هذه الحملة "تعتمد على نشر معلومات كاذبة ومضللة عبر وسائل إعلام ومنصات متعددة"، مؤكدا أنها "ليست عفوية بل موجّهة ومقصودة".

وفي السياق، نددت رابطة الطلبة الجزائريين بما وصفته بـ"تطاول دويلة الإمارات الوظيفية على الثوابت الوطنية"، معتبرة أن التكرار المستمر للاعتداءات الإعلامية يعكس ما سمته "الفراغ الاستراتيجي" الذي تعانيه أبوظبي، ويدل على "عقدة نقص" تدفعها لاستهداف الجزائر.

من جهته، اعتبر حزب "جبهة المستقبل" الجزائري، أن ما صدر عن وسائل إعلام تابعة للإمارات "تجاوز صارخ لأبسط قواعد الاحترام بين الدول"، و"سلوك لا يمتّ بصلة لأخلاقيات العمل الإعلامي أو روح العلاقات الأخوية بين الشعوب".

وفي تعليق على هذه التطورات، قال المحلل السياسي الجزائزي حكيم بوغرارة٬ إن "الإعلام الإماراتي يشنّ حملات ممنهجة ضد الجزائر"، مشيرا إلى أن "ما يُعرض على القنوات التابعة لأبوظبي يعكس مواقفها السياسية، حتى وإن لم يتم الإعلان عنها بشكل مباشر". 

وأضاف، في تصريح لموقع "دزاير توب" المحلي، أن "توظيف وسائل الإعلام لضرب استقرار الدول العربية والإسلامية، وزرع الفتن بين شعوبها، يمثل انتهاكاً سافراً لسيادة الدول، ومخالفةً صريحة لأخلاقيات الإعلام ومبادئ حسن الجوار".

واتهم بوغرارة "بعض القنوات الخليجية التي ظهرت مع بداية القرن الحادي والعشرين، تُتهم بتبنّي أجندات صهيونية وغربية، توظّف الإعلام العربي لترويج قيم دخيلة، ونشر الانحلال، والتحريض على الانقسام داخل المجتمعات العربية، في إطار مشاريع تستهدف تمزيق وحدة الدول خدمةً للمصالح الإسرائيلية". 

وأشار إلى أن هذا "التوجه الإعلامي كان واضحاً في تعامله مع قضايا السودان وفلسطين وتونس، وكذلك في تسويغه للانتهاكات الإسرائيلية في سوريا، دون إبداء أي موقف داعم لحقوق الشعوب".

وفي ما يتعلق بالجزائر، أضاف بوغرارة أن استهدافها إعلامياً عبر التشكيك في هويتها ومحاولة إشعال الفتنة الداخلية، قوبل بردّ رسمي قوي، بالنظر إلى حساسية هذه القضايا وتداعياتها الخطيرة على الاستقرار الوطني.

تراشق إعلامي
ويأتي هذا التوتر الإعلامي، وفق مراقبين، في سياق توتر سياسي أوسع بين الجزائر والإمارات، تغذّيه اتهامات جزائرية لأبوظبي بالعمل ضد مصالح الجزائر الإستراتيجية في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، خصوصاً من خلال تقديم الدعم المالي والعسكري للمغرب، وسط تقارير عن تمويل إماراتي محتمل لصفقة طائرات أمريكية متقدمة لتعزيز التفوق الجوي المغربي.

كما تتهم الجزائر الإمارات بلعب دور محوري في تحريض بعض الحكومات العسكرية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو ضدها، بهدف عزل الجزائر عن محيطها الاستراتيجي وإضعاف موقعها في ملفات إقليمية حساسة، من بينها قضية الصحراء الغربية. 

وتظهر كذلك من حين لآخر اتهامات في الإعلام الجزائري تشير إلى "ضلوع شبكات إماراتية" في تهريب المخدرات نحو الجزائر من دول الجوار، كجزء من مخطط أوسع لزعزعة استقرار البلاد.

المصدر: عربي21