هل سيتجاهل الاحتياطي الفيدرالي ترامب ويبقي أسعار الفائدة مستقرة هذا الأسبوع؟
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
رغم تعرض الاحتياطي الفيدرالي لضغوط متزايدة من إدارة ترامب لخفض أسعار الفائدة، يرى بعض الخبراء أن أي تحرك في هذا الاتجاه قد لا يحدث قبل بضعة أشهر على الأقل. اعلان
من المرجح أن يبقي الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي قصيرة الأجل دون تغيير يوم الأربعاء، رغم الانتقادات المستمرة والمطالبات المتكررة من الرئيس دونالد ترامب بخفض تكاليف الاقتراض.
وبعد أن تسبب تصريح سابق لترامب، مفاده أنه قد يقيل رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، في انخفاض حاد في الأسواق المالية قبل أسبوعين، وبعد عودة ترامب لينفي أي نية لإقالة باول، كرر هو ووزير الخزانة سكوت بيسنت دعواتهم لخفض أسعار الفائدة.
ويعتبر كل من ترامب وبيسنت أن التضخم قد استقر بشكلٍ متزايد، وأن أسعار الفائدة المرتفعة لم تعد ضرورية للسيطرة على ارتفاع الأسعار. وكان الاحتياطي الفيدرالي قد رفع أسعار الفائدة بشكل كبير في عامَي 2022 و2023 لمواجهة التضخم الذي تصاعد خلال فترة جائحة كوفيد 19.
وفي سياق آخر، أشار إيلون ماسك، الذي يرأس إدارة الكفاءة الحكومية في إدارة ترامب، الأسبوع الماضي إلى ضرورة التدقيق وفحص إنفاق الاحتياطي الفيدرالي على مرافقه بشكلٍ أكثر دقة.
وتشير هذه التطورات إلى أن البنك المركزي الأمريكي ما زال يتعرض لضغوط سياسية، رغم استقلاليته، حتى بعد تراجع الإدارة الأمريكية عن التهديدات السابقة تجاه رئيسه.
الاحتياطي الفيدرالي يواصل التمسك بموقفهمن المؤكد تقريبًا أن يحتفظ الاحتياطي الفيدرالي بسعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند نحو 4.3% خلال اجتماعه يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين. وقد أوضح باول وعدد من المسؤولين الآخرين الـ18 في لجنة السياسة النقدية أنهم يرغبون في متابعة تأثير الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب على الاقتصاد قبل اتخاذ أي قرار بشأن أسعار الفائدة.
في المقابل، قال ترامب يوم الجمعة عبر منصته Truth Social: “لا يوجد أي تضخم على الإطلاق”، وزعم أن أسعار البقالة والبيض قد انخفضت، وأن سعر غالون البنزين بلغ 1.98 دولار (ما يعادل 1.8 يورو).
وهذا التصريح غير دقيق تمامًا: فقد ارتفعت أسعار البقالة بنسبة 0.5% في شهرين من الشهور الثلاثة الماضية، وهي أعلى بنسبة 2.4% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. أما أسعار الغاز والنفط، فقد انخفضت بالفعل -حيث تراجع سعر البنزين بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضي- وهو اتجاه مستمر جزئياً بسبب المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد. ومع ذلك، تشير بيانات الجمعية الأمريكية للسيارات (AAA) إلى أن المتوسط الوطني لأسعار البنزين بلغ حالياً 3.18 دولار (2.8 يورو) للغالون.
وكان التضخم قد انخفض بشكل ملحوظ في مارس \آذار، وهو مؤشر إيجابي، لكنه بلغ في الأشهر الثلاثة الأولى من العام 3.6% وفق المؤشر المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما لايزال أعلى بكثير من هدف البنك المركزي البالغ 2%.
تأثير التعريفات الجمركيةبدون التعريفات الجمركية، يرى خبراء الاقتصاد أن من المحتمل أن يبدأ الاحتياطي الفيدرالي قريبًا في خفض سعر الفائدة الرئيسي، إذ يهدف السعر الحالي لإبطاء الاقتراض والإنفاق واحتواء التضخم. لكن البنك لا يستطيع خفض الأسعار في الوقت الحالي طالما أن التعريفات الواسعة التي يفرضها ترامب قد تؤدي إلى ارتفاع الأسعار في الأشهر المقبلة.
وقال فنسنت راينهارت، كبير الاقتصاديين في "BNY"، إن الاحتياطي الفيدرالي "مازال يعاني من آثار" ما حدث في 2021، عندما ارتفعت الأسعار نتيجة مشكلات في المعروض، وأعلن باول ومسؤولو الاحتياطي الفيدرالي حينها أن هذا الارتفاع سيكون على الأرجح "مؤقتًا". إلا أن التضخم تصاعد لاحقًا ليصل ذروته عند 9.1% في يونيو 2022.
وأضاف راينهارت أن الاحتياطي الفيدرالي سيكون أكثر حذرًا هذه المرة، حيث سيحتاج إلى الانتظار حتى يرى الأدلة وسيكون متريثاً في التحرك، بناءً على هذه الأدلة.
كما أشار بريستون موي، الاقتصادي في "Employ America"، إلى أن الضغوط المتكررة من ترامب على باول تجعل من الصعب على رئيس الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة، لأن أي خطوة قريبة قد تُفسر على أنها تنازل أمام البيت الأبيض.
Relatedأسواق الأسهم الأمريكية تعاني من تراجع ملحوظ مع هبوط أسعار النفطألاسواق العالمية تتراجع بانتظار تدابير الفيدرالي الاحتياطي ورفعه للفائدةترامب يُشعل جبهة جديدة: رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام المصنوعة في الخارجوقال مووي: "يمكن أن تتخيل وضعاً لا يوجد فيه ضغط من إدارة ترامب وتُخفض فيه أسعار الفائدة قبل الأوان، لأنهم يشعرون بأن لديهم الحجة الكافية لذلك استنادًا إلى البيانات".
من جانبه، صرح باول الشهر الماضي أن الرسوم الجمركية قد ترفع التضخم وتبطئ الاقتصاد في آن واحد، وهي مسألة معقدة للاحتياطي الفيدرالي. فعادةً يرفع البنك المركزي أسعار الفائدة –أو يحتفظ بها مرتفعة– لمكافحة التضخم، بينما يخفضها لدعم الاقتصاد إذا ارتفع معدل البطالة.
وكان باول قد أوضح سابقًا أن تأثير الرسوم على التضخم قد يكون مؤقتًا –زيادة واحدة في الأسعار– لكنه أكد مؤخرًا أن "ذلك قد يكون أيضًا أكثر ديمومة". وهو ما يشير إلى أن باول يفضل الانتظار، ربما لعدة أشهر، للاطمئنان إلى أن التعريفات لن تسبب ارتفاعًا مستدامًا في التضخم قبل النظر في خفض أسعار الفائدة.
انتقادات للاحتياطي الفيدرالييتوقع بعض الاقتصاديين ألا يبدأ الاحتياطي الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة حتى اجتماعه في سبتمبر أو حتى لاحقًا.
إلا أن مسؤولي البنك قد يتحركون قبل ذلك إذا أدت التعريفات الجمركية إلى تأثير كبير على الاقتصاد، بما يؤدي إلى تسريح الموظفين وارتفاع معدل البطالة. ويبدو أن مستثمري وول ستريت يتوقعون هذا السيناريو، إذ تتوقع تسعيرات العقود الآجلة أن يتم أول خفض لأسعار الفائدة في يوليو.
وفي سياق آخر، انتقد إيلون ماسك يوم الأربعاء 30 أبريل الإنفاق الكبير الذي قام به الاحتياطي الفيدرالي بقيمة 2.5 مليار دولار (2.2 مليار يورو) على تجديد مبنيين له في واشنطن.
وقال ماسك: "وبما أن هذه الأموال في النهاية من دافعي الضرائب، فعلينا بالتأكيد التحقق مما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي ينفق 2.5 مليار دولار فعلاً على تصميم الداخل"، مضيفًا أن "هذا الأمر يثير استغرابًا".
واعترف مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي بأن تكلفة التجديدات زادت بسبب ارتفاع أسعار مواد البناء والعمالة نتيجة التضخم الذي أعقب جائحة كورونا. كما أكد مسؤولون سابقون في البنك، طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن اللوائح المحلية أجبرت الاحتياطي الفيدرالي على توسيع المنشآت تحت الأرض بدلًا من زيادة ارتفاع المباني، وهو ما زاد التكلفة.
في غضون ذلك، قال كيفين وارش، العضو السابق في مجلس إدارة الاحتياطي الفيدرالي والمرشح المحتمل لخلافة باول كرئيس للبنك، إن الأخير يواجه تدقيقًا متزايدًا بسبب فشله في ضبط الأسعار.
وقال وارش خلال خطاب له في مؤتمر صندوق النقد الدولي نهاية أبريل\نيسان،: "إن ما يعانيه الاحتياطي الفيدرالي ناتج إلى أخطاء ارتكبها، هناك حاجة إلى إعادة ضبط استراتيجية البنك لتقليل الخسائر في المصداقية والمكانة، والأهم من ذلك، لتجنب نتائج اقتصادية أسوأ للمواطنين الأمريكيين". إضافة إلى انه وجه انتقاداً للبنك المركزي لمشاركته في منتدى عالمي حول المناخ.
من جانبه، قال باول الشهر الماضي إن "استقلالية الاحتياطي الفيدرالي مفهومة ومدعومة على نطاق واسع في واشنطن، وفي الكونغرس، وهي الجهة التي تهم حقًا".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة إيران أوكرانيا حركة حماس إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة إيران أوكرانيا حركة حماس سعر الفائدة دولار أمريكي دونالد ترامب ارتفاع أسعار البنزين الرسوم الجمركية إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة إيران أوكرانيا حركة حماس باكستان كشمير الحوثيون الهند سوريا الشعبوية اليمينية الاحتیاطی الفیدرالی خفض أسعار الفائدة ارتفاع ا إلى أن
إقرأ أيضاً: