السودان يستقبل مساعدات إنسانية جديدة من تركيا
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
الخرطوم- استقبلت مفوضية العون الإنساني في السودان دعما إنسانيا اليوم قدمته هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، بحضور السفير التركي الفاتح يلدز، ودشنته مفوضة العون الإنساني سلوى آدم بنية، واحتوت المساعدات على مواد غذائية وإيوائية، من المتوقع أن تصل إلى كل ولايات السودان خلال الفترة المقبلة.
وقال الممثل القُطري لهيئة الإغاثة التركية عثمان الجيلي محمد للجزيرة نت إن هذه السفينة تمثل الدعم الخامس للسودان، وإن الباخرة تشمل 110 حاوية، بما يعادل 1605 أطنان من المساعدات الإنسانية، نصفها مواد غذائية، و30% منها مواد إيوائية وغير إيوائية، والبقية ملابس وأنواع أخرى من المساعدات.
وقال عثمان إن "عمليات المسح التي تمت من قبل هيئة الإغاثة الإنسانية أوضحت أن 14 ولاية بحاجة فعلية للمواد الغذائية، وسيتم توزيع المساعدات عليها" وأضاف أن أبرز الأماكن احتياجا هي المناطق التي تم تحريرها مؤخرا، والتي تشهد عودة النازحين إلى مناطقهم.
وخلال تدشين المساعدات، قال السفير التركي في السودان الفاتح يلدز إن سفينة المساعدات الإنسانية هذه تعد الرابعة منذ وصوله للسودان، وإن الحكومة التركية سبق أن أرسلت سفينتي مساعدات إنسانية، وأضاف: "نحن نسمي أي سفينة قادمة من تركيا تحمل مساعدات لإخوتنا في السودان بسفينة الخير".
وأكد السفير أن المساعدات التي وصلت اليوم إلى مدينة بورتسودان بلغت 57 حاوية مواد غذائية، و32 حاوية ملبوسات، و18 حاوية مستلزمات نظافة، و3 حاويات بطانيات.
وقال إن هيئة الإغاثة التركية تعد من أكبر المنظمات الموجودة في تركيا؛ حيث أحضرت 230 حاوية، تحوي 4760 طنا، وأكد أن هذه لن تكون المرة الأخيرة التي سيستقبل فيها السودان مساعدات من تركيا، حيث وعد باستمرار "سفن الخير والإحسان" من تركيا، تعزيزا للأخوة بين الشعبين.
إعلانمن جهته قال ممثل مدير هيئة الموانئ البحرية المهندس عبد الله حسين إن الهيئة تعتبِر سفن المساعدات الإنسانية ذات أولوية، "حيث يتم استقبالها عند وصولها مباشرةً، ويتم حجز أماكن وإمكانيات إضافية ليتم تفريغها في موقع مناسب"، موضحا أنه يتم كشف الحاويات ووضعها في أماكن بالقرب من الأبواب الرئيسية تمهيدا لنقلها.
كما أشار إلى أن الهيئة تعمل على نقل المساعدات الإنسانية التي وصلتها، من خلال سحبها وشحنها حتى تصل لمستحقيها، مؤكدا على الدور الأساسي الذي تقوم به إدارة الموانئ بمنح سفن المساعدات الإنسانية الأولوية وتمييزها، لتسهيل عمليات نقل وتفريغ الحاويات.
من جهتها قالت مفوضة العون الإنساني بالسودان سلوى آدم بنية إن البنية التحتية في كل ولايات السودان قد تدمرت بفعل الحرب؛ وإن "السودان يحتاج في المرحلة القادمة من إعادة الإعمار إلى خدمات، وهو ما يتطلب وقفة من الدول الصديقة والشقيقة للسودان، خصوصا مع عودة النازحين واللاجئين السودانيين إلى مناطقهم".
وقالت للجزيرة نت إن "الإغاثة لا بد من أن تصل إلى كل ولايات السودان، سواء كانت تحت سلطة الحكومة السودانية أو تحت إدارة الدعم السريع"، وأضافت أنهم يسعون نحو إيصال المساعدات الإغاثية لدارفور، بمساعدة المنظمات الأممية الموجودة والعاملة في السودان، مؤكدة ذلك بقولها إن "حكومة السودان وفرت الإغاثة، وعلى المنظمات إيصالها للمناطق الأكثر احتياجا".
ونفت المفوضة أن تكون هناك "فجوة في المساعدات الإنسانية" أو أن يكون هناك اعتراض أو عرقلة من من قبل مؤسسات الدولة السودانية، وقالت "إذا كان هناك عرقلة وإعاقة للمساعدات فهي من قِبل مليشيا الدعم السريع"، وأضافت أن الأزمة تتطلب إيصال المساعدات للمناطق الأكثر احتياجا فقط، وأن مهمة المفوضية هي استلام الإغاثة من المانحين وإيصالها للمحتاجين.
إعلانوقامت مفوضة العون الإنساني بتسليم السفير التركي مسودة توضح طريقة توزيع المساعدات على ولايات السودان المختلفة، مؤكدة أن "كل الولايات محتاجة للمساعدات الآن، وأن حكومة السودان تقوم بترحيل المساعدات إلى المناطق التي تحتاج إليها"، وقالت للجزيرة نت إن والي الخرطوم يقوم اليوم بتدشين المساعدات، وإن الإغاثة وصلت إلى مناطق أم روابة، والرهد والخرطوم، وجنوب كردفان.
وأشارت إلى وصول إخطار من السفير التركي بوصول شاحنات مساعدات إنسانية عن طريق مصر من تركيا، وأكدت أن السودان جاهز لاستقبال تلك الشاحنات، والتي يبلغ عددها التقريبي 154 شاحنة، تحتوي على خيام وبعض المواد الغذائية، وأضافت أنهم جاهزون لتوزيعها مع لحظة دخولها للسودان.
ومع دخول الحرب في السودان عامها الثالث، يزداد الوضع الإنساني تعقيدا في المناطق التي ما زالت تشهد اشتباكات نشطة؛ حيث يعاني سكان مناطق شمال دارفور والفاشر من حصار مستمر منذ أكثر من عام مع تكرار الهجمات عليها، الأمر الذي فاقم من تأزم الوضع الإنساني وفق المنظمات الأممية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المساعدات الإنسانیة العون الإنسانی ولایات السودان السفیر الترکی هیئة الإغاثة فی السودان من ترکیا
إقرأ أيضاً:
مجازر المجّوعين مستمرة.. عشرات الشهداء بنيران الاحتلال قرب مركز مساعدات
أعلن الدفاع المدني أن 51 شخصا استشهدوا منذ فجر الثلاثاء بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، معظمهم قرب مركزين لتوزيع المساعدات في وسط وجنوب غزة، فيما انتقدت منظمات حقوقية ووكالات الأمم المتحدة آلية توزيع المعونات على الفلسطينيين في القطاع المحاصر.
وقال الناطق باسم الجهاز محمود بصل لوكالة إن طواقم الدفاع المدني نقلت إلى مستشفى ناصر في خان يونس "25 شهيدا على الأقل وعشرات الإصابات من بينهم عدد من الأطفال بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح اليوم في غرب رفح"، وفقا لوكالة فرانس برس.
وكان بصل ذكر سابقا أن الدفاع المدني نقل "21 شهيدا على الأقل وأكثر من 150 إصابة، إثر إطلاق النار والقصف المدفعي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي باتجاه آلاف المواطنين من منتظري المساعدات قرب مركز للمساعدات الأميركية بين مفترق الشهداء (نتساريم) وجسر وادي غزة" وسط القطاع إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات.
وقال المسعف زياد فرحات "نواجه يوميا هذا المشهد، شهداء وجرحى وأعداد لا تُطاق. المستشفيات لا تستوعب أعداد الضحايا الوافدين" بحسب الوكالة.
وأكد مستشفى العودة في بيان أنه استقبل "21 شهيدا على الأقل ونحو 150 مصابا" لافتا إلى أن من بينهم "62 حالة خطرة (نتيجة) نيران الاحتلال قرب جسر وادي غزة" في وسط القطاع.
وقال ربحي القصاص "كنا تقريبا 50 ألف (شخص)، خدعنا اليهود وجعلونا ندخل (المركز)، من ثم أطلقوا النار علينا بشكل عشوائي والجرحى والقتلى بالشوارع من أجل لقمة العيش". وسأل "إلى متى هذا الوضع؟... نريد حلا لهؤلاء الضحايا الذين يموتون" كما ذكرت الوكالة.
ويثير الوضع الانساني بعد أكثر من 20 شهرا على اندلاع الحرب، انتقادات دولية متزايدة خصوصا في ظل شحّ المساعدات التي تتيح دولة الاحتلال دخولها.
وفي مؤتمر صحافي في برلين الثلاثاء، اعتبر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا فيليب لازاريني أن آلية توزيع المساعدات في القطاع "مشينة".
وقال لازاريني إنّ "ما تسمى آلية المساعدات التي أُنشئت أخيرا، مشينة ومهينة ومذلّة بحق الناس اليائسين. هي عبارة عن فخ قاتل يحصد الأرواح بأعداد أعلى بكثير مما ينقذ".
وبدأت "مؤسسة غزة الانسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، عملياتها أواخر أيار/مايو، بعدما خففت الدولة العبرية بشكل طفيف الحصار المطبق الذي فرضته على القطاع أوائل آذار/مارس، وأثار تحذيرات دولية من حدوث مجاعة.
وقالت وزارة الصحة التابعة إن عدد الشهداء قرب مراكز المساعدات منذ 27 أيار/مايو بلغ 516 قتيلا، بينما أصيب ما لا يقل 3800 شخص.
ودانت وزارة الخارجية الفرنسية الثلاثاء استهداف فلسطينيين بـ"نيران إسرائيلية" أثناء انتظار المساعدات.
واعتبرت الأمم المتحدة أنّ تحويل الغذاء سلاحا في غزة هو "جريمة حرب"، داعية الجيش الإسرائيلي إلى "التوقف عن إطلاق النار على الأشخاص الساعين إلى الحصول على قوت".
وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ثمين الخيطان في مؤتمر صحافي بجنيف إنّ "استخدام الغذاء لغايات عسكرية في حق مدنيين، فضلا عن أنه يقيّد أو يمنع حصولهم على خدمات حيوية، يعدّ جريمة حرب".
وأوضح أن "الأشخاص اليائسين والجائعين في غزة لا يزالون يواجهون خيارا غير إنساني بين الموت جوعا، أو المخاطرة بتعرضهم للقتل أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء".
ورفضت الوكالات الأممية والمنظمات الدولية الكبرى التعاون مع "مؤسسة غزة الانسانية" ذات التمويل الغامض، في ظل مخاوف بشأن حيادها وما اذا كانت تخدم الأهداف العسكرية لإسرائيل.