تعليق علي ما حدث:
من المعروف في الحروب أن الضربات الجوية لا تكفي للسيطرة علي بلد. عادة تستعمل الضربات الجوية لإضعاف الخصم وتليينه قبل اجتياحه بجنود قوات برية – ما يعرف في الصحافة بأبوات (جمع بوت) علي الأرض.

من الممكن أن تلحق الضربات الجوية باحدث أسلحة الجو ضربات موجعة للسودان ولكنها لا تكفي لإحتلاله والسيطرة عليه.

وبعد الهزائم المتلاحقة للحلف الجنجويدي في الحرب علي الأرض لجأ إلي الضربات الجوية بهدف إبتزاز دولة السودان وإجبارها علي إتفاق إذعان يعيد الجنجويد والكرزا يات إلي السلطة. ولكن مشكلة هذا السيناريو هو أنه مع كل ضربة جوية ضد البنية التحتية المنهكة تزداد كراهية جموع الشعب للحلف الجنجويدي ويزداد تصميمه علي رفض أي تعايش مع شقيه العسكري والمدني. وكما كانت فاتورة إحتلال الجنجويد مدن وسط السودان فادحة الثمن السياسي، كذلك تكلفة ضرب البني التحتية من الجو .

في هذا الشأن لاحظ أن الحلف الجنجويدي، أو حتي شقه المتظاهر بالحياد، لا يستطيع إقامة فعالية جماهيرية وجها لوجه مع أفراد الشعب السوداني ولا حتي في عواصم الجوار الكاره للكيزان والمعادي للدولة السودانية. بل ولا يستطيعون إقامة فعالية إسفيرية يسمعون فيها تعقيب أو سؤال مباشر من الشعب السوداني. كما لا يستطيعون أن يفتحوا صفحاتهم علي السوشيال ميديا للسماع من الشعب السوداني. ولا أدري كيف يدعي سياسي تمثيل شعب لا يجروء علي السماع منه ولا مخالطته في ندوة أرضية أو إسفيرية ولا يستطيع حتي التجول في مقاهي يرتادها هذا الشعب في دول تكره الدولة السودانية وتنكل بالإخوان.

كما كانت الفاتورة السياسية لإحتلال مدن وسط السودان عالية، كذلك ستكون فاتورة الضربات الجوية ما يعني أنه حتي لو إنهارت الدولة السودانية فان الكرزايات لن يحكموا شبرا منها من الداخل الوطني. فهنيئا لهم في منافيهم الدائمة ألعوبة في حضن الأجنبي الذي عليه مأكلهم ومشربهم وفراش رقادهم.

من ناحية أخري، إن ضرب بورتسودان قد يؤدي إلي جر دول أخري لحلبة الصراع في السودان، مثل تركيا والمملكة السعودية وايران وغيرها. ولا بد أن خلف حسابات هذه الضربة الجوية هدف إجبار السودان علي التقارب العسكري مع روسيا وايران. ويسعي الحلف الجنجويدي لفرض هذا التقارب كبديل وحيد لانه سوف يسهل الإدارة الإعلامية للعدوان في الفضاء العالمي إذ يتيح تصويره كحرب ضد الإرهاب الديني المتطرف علي غرار الحرب ضد أنصار الله (الحوثي) في اليمن وخرماس في عزة. ويتيح تصوير الدول المساندة للسودان بانها تقف في صف الإرهاب حتي لو كان بينها والإسلاميين ما صنع الحداد مثل الشقيقة في شمال الوادي.

ومثل هذه الفبركة ستتيح للغرب وتوابعه دعم العدوان علي السودان أو علي الأقل غض النظر والسكوت عنه. فما دام العدو هو إرهاب إسلامي – أو كيزان في النسخة المحلية – فكل شيئ جائز ولا غبار علي تعليق شروط القانون الدولي والأخلاق وتعليق شروط الوطنية في أوساط الطبقة السياسية المحلية إلي أجل غير مسمي.

وسيكتب التاريخ أن شرائحا واسعة من الحركة السياسية السودانية، والطبقة الحداثية المتعلمة، قد واجهت العدوان الأجنبي بمزيج من التواطؤ الفعال أو التواطؤ السكوتي معه أو إتخذت موقع الحياد بأمل أن يخلق الغزاة توازن ضعف يخدم خطها أو قالت أن المقاومة حرام لانها تصب في مصلحة الكيزان وجيشهم. وهكذا أسقطت الحركة السياسية ومثقفوها الشعب والوطن والسيادة من حساباتهم تماما وعمدا مع سبق الترصد والإصرار. ولكن التاريخ يرصد ويسجل. وفي عصر الأنترنت حيث كل أنة وآهة محفوظة إلي أبد الآبدين، لن يستطيع أحد إنكار تاريخه في خضم العدوان علي السودان.
معتصم اقرع معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الضربات الجویة

إقرأ أيضاً:

عناوين الصحف السودانية الصادرة اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025م

متابعات – تاق برس- عناوين الصحف السودانية الصادرة اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025م

لجنة إخلاء الخرطوم تعلن حسم أي وجود عسكري داخل العاصمة.

تحالف “تأسيس” يحدد موقفه من التفاوض مع الحركة الإسلامية وواجهاتها.

الإمارات ترد على ما وصفته بـ”الادعاءات الزائفة” بشأن دورها في السودان.

مصر تفرج عن قائد “البراء” المصباح أبو زيد بعد أسبوع من احتجازه.

الحركات المسلحة تبدأ في نقل قواتها خارج ولاية الخرطوم.

برمة ناصر: لا تفاوض مع الإسلاميين والحل يتطلب مسارًا سياسيًا وعسكريًا مشتركًا.

حركة “البراء” تنفي الدعوة إلى وقفة أمام السفارة المصرية في بورتسودان.

الجيش ينفذ سلسلة غارات بطائرات مسيّرة على مدن شمال دارفور.

تصعيد غير مسبوق… الإمارات تبدأ حصارًا لوجستيًا على السودان.

الكتلة الديمقراطية تحذر من خارطة الطريق الدولية وتعتبرها تهديدًا لوحدة البلاد.

قوات الدعم السريع تعلن امتلاك دفاعات جوية متطورة في نيالا وتنفي استهداف المطار.

حزب الأمة القومي يدين هجوم الدعم السريع على قرية في غرب بارا.

برمة ناصر يقيل قيادات مؤيدة للجيش وسط تصاعد الانقسامات داخل حزبه.

زهير السراج يتهم شاحنات مصرية بنهب غابات السودان دون تصريح رسمي.

إقتصادية
أزمة غذاء خانقة في كادقلي… الأسواق فارغة والأسعار تحلق.

الإمارات توقف استيراد الذهب السوداني.

لجنة مناهضة السيانيد تتهم السلطات بمحاولة شرعنة شركات التعدين باستفتاء شعبي.

ركود تجاري بمعبر أدرى بين السودان وتشاد بسبب انهيار الجنيه أمام الفرنك.

إنسانية
السعودية تدرس إلغاء قصر 13 مهنة على مواطنيها بما يفتح المجال للوافدين.

وفاة مواطن سوداني داخل سجن في القاهرة وسط ظروف غامضة.

الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة إنسانية في العالم والخرطوم تحولت إلى “مدينة أشباح”.

تقديم مساعدات لمتضرري السيول في منطقة جبل النوم بالنيل الأزرق.

حكومة غرب كردفان تتابع توزيع الإغاثة على النازحين.

اجتماع تنسيقي لبدء مشاريع تمكين الشباب والمدن الإنتاجية بولاية الخرطوم.

صحية والتعليمية
ترتيبات في القضارف لحملة مكافحة حمى الضنك ونواقل الأمراض.

تزايد إصابات الكوليرا في إقليم دارفور وتجاوزها 6 آلاف حالة.

تكريم أوائل الشهادة السودانية في ولاية سنار.

والي سنار يقرع جرس انطلاق العام الدراسي الجديد.

بدء استخراج شهادات المرحلة المتوسطة في الخرطوم.

الدكتور محمد طه يحصد جائزة محمد الأمين عوض 2025 لتميّزه في طب الكلى.

رياضية
يوفنتوس يهزم بوروسيا دورتموند بثنائية كامبياسو استعدادًا للموسم الجديد.

تشيلسي يكتسح ميلان 4–1 في ختام مبارياته الودية.

كريستال بالاس يهزم ليفربول بركلات الترجيح ويتوج بدرع المجتمع الإنجليزي 2025.

برشلونة يسحق كومو بخماسية في كأس خوان غامبر رغم غياب ليفاندوفسكي.

فالنسيا يضم أرناوت دانجوما بعقد حتى 2028.

مانشستر سيتي يهزم باليرمو بثلاثية وغوارديولا يمتدح الصفقات الجديدة

أخبار السوداناخبار الصحفصحف سودانية

مقالات مشابهة

  • حرارته كانت عالية.. إعلامي يكشف حالة زيزو قبل مباراة مودرن سبورت
  • الأرصاد الجوية السودانية تحذر من عاصفة متوقعة
  • احتجاجات على الحدود السودانية المصرية
  • عناوين الصحف السودانية الصادرة اليوم الإثنين 11 أغسطس 2025م
  • كيفية الاستعلام عن فاتورة الكهرباء لشهر أغسطس 2025
  • العنصرية والسياسة السودانية
  • عناوين الصحف السودانية الصادرة اليوم الأحد
  • الحكومة السودانية ترحب ببيان مجلس السلم والأمن الأفريقي
  • ???? وفاة مواطن سوداني داخل قسم شرطة مصري.. السلطات المصرية كانت تنوي ترحيله إلي السودان
  • خطوات دفع فاتورة المياه 2025 أون لاين