المغرب يبدأ إجراءات تأمين كأس أفريقيا 2025 ومونديال 2030
تاريخ النشر: 14th, December 2025 GMT
بدأ المغرب تطبيق إجراءات مكثفة في الأسابيع الماضية سعيا لتأمين بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم بين 21 ديسمبر/كانون الأول الجاري و18 يناير/كانون الثاني المقبل.
وأجرت المملكة تدريبات، ونسقت أجهزتها الأمنية المعنية مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، وأنشأت مركزا للتعاون الشرطي يضم الدول الـ24 المشاركة في البطولة.
كما قامت السلطات بتركيب كاميرات مراقبة ذكية مزودة بتكنولوجيا متطورة، بينها التعرف على الوجوه، في مدن الدار البيضاء والرباط (غرب) وطنجة ومراكش وفاس (شمال) وأكادير (وسط).
تجهيزات متعددةوقال رئيس قسم شرطة الخيالة بالمديرية العامة للأمن الوطني محمد بحلوش إن أجهزة الأمن هيأت الظروف المناسبة ومستعدة للتظاهرات الرياضية التي تقام في 6 مدن.
وشدد على أن أجهزة الأمن على أتم الاستعداد، معربا عن ثقته بأن الوضع الأمني خلال البطولة سيكون مشرفا للمغرب.
وأضاف أن المملكة لديها شرطة خيالة في 15 مدينة، تابعة لفرقة الدعم المركزي التي توجد في مدينة القنيطرة (غرب) وستسهم في تأمين البطولة.
كما تتم توعية لرجال الأمن بشأن احترام حقوق الإنسان وكيفية التعامل مع الجماهير، وإعطاء الأولوية لرجال الشرطة الذين يتقنون لغات، بحسب بحلوش.
وزاد أن توفير كل مقومات الأمن من رهانات نجاح هذه البطولة، ضمن مسار تنظيم كأس العالم عام 2030، بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
وتابع أن المديرية العامة للأمن الوطني قامت بالتجهيزات كافة، سواء فيما يخص المعدات أو الخيول، متوقعا تغطية أمنية جد مشرفة.
واستفاد المغرب من تجارب سابقة في تنظيم تظاهرات رياضية مثل نسختي كأس أفريقيا لكرة القدم للسيدات عامي 2022 و2025، وكأس أفريقيا لكرة القدم تحت 23 عاما في 2023، وأمم أفريقيا للمحليين 2018، وكأس العالم للأندية 2023.
وضمن الاستعدادات لتأمين العرس الكروي الأفريقي، أطلق قسم السلامة والأمن التابع للاتحاد الأفريقي برنامجا تدريبيا يهدف إلى تعزيز السلامة والأمن وفقا لمعايير الكاف وأفضل الممارسات الدولية.
إعلانوقال الاتحاد الأفريقي (كاف)، عبر بيان في وقت سابق، إن هذا التدريب يتم بالتعاون مع لجنة التنظيم المغربية لكأس أمم أفريقيا تحضيرا لمباريات نهائيات البطولة.
وأوضح أنه يجمع كبار المسؤولين والقادة المكلفين بالأمن وعمليات الطوارئ في كل مدينة مستضيفة، وبينهم المشرفون على أمن وسلامة الملاعب وقوات الشرطة وفرق الإطفاء وأمن المطارات والمرور والقوات المساندة.
ويشمل التدريب، وفقا للبيان، القادة المسؤولين عن عمليات مواقع التدريب والمشرفين على الفنادق ومناطق المشجعين وخدمات الطوارئ، بالإضافة إلى كبار مسؤولي الأمن الآخرين المكلفين بضمان السلامة العامة لبيئة البطولة.
وقال رئيس قسم السلامة والأمن بالكاف كريستيان إيميرووا في البيان إن "نجاح كأس أمم أفريقيا لا يعتمد على روعة كرة القدم داخل الملعب فحسب، بل أيضا على السلامة والأمن خلف كل مباراة".
وأضاف "هذا التدريب المخصص لقادة السلامة والأمن في المدن المستضيفة يمثل خطوة جديدة في التزامنا الجماعي بحماية اللعبة والناس والشغف المرتبط بها".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت أمام البرلمان اتخاذ بلاده حزمة إجراءات استعدادا لتأمين بطولتي كأس الأمم الأفريقية 2025 ومونديال 2030.
وأفاد بأن وزارته أحدثت مركز التعاون الشرطي الأفريقي بمناسبة تنظيم كأس أمم أفريقيا 2025، وسيضم في عضويته ممثلين عن الأجهزة الأمنية للدول المشاركة في البطولة.
وأوضح أن المركز يهدف إلى تسهيل تبادل المعلومات الأمنية، بالإضافة إلى تقييم المخاطر الأمنية المرتبطة بالمباريات.
ويشارك في البطولة 24 منتخبا موزعين على 6 مجموعات هي:
المجموعة الأولى: المغرب ومالي وزامبيا وجزر القمر. المجموعة الثانية: مصر وجنوب أفريقيا وأنغولا وزيمبابوي. المجموعة الثالثة: تونس ونيجيريا وأوغندا وتنزانيا. المجموعة الرابعة: السنغال والكونغو الديمقراطية وبنين وبوتسوانا. المجموعة الخامسة: الجزائر وبوركينا فاسو وغينيا الاستوائية والسودان. المجموعة السادسة: كوت ديفوار (حامل اللقب) والكاميرون والغابون وموزمبيق.ويعد منتخب المغرب أحد أبرز المنتخبات المرشحة للفوز بالبطولة، مستفيدا من تنظيمها على أرضه ووسط جماهيره، بالإضافة إلى مستويات رائعة يقدمها منذ سنوات.
وحل "أسود الأطلس" في المركز الرابع بمونديال قطر 2022، في إنجاز تاريخي كأول منتخب عربي وأفريقي يبلغ الدور نصف النهائي في تاريخ كأس العالم الذي تهيمن على لقبه أوروبا وأميركا اللاتينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات كأس أمم أفريقيا 2025 کأس أمم أفریقیا السلامة والأمن کأس أفریقیا لکرة القدم
إقرأ أيضاً:
كأس أمم أفريقيا 2025.. أسود الأطلس أمام فرصة العمر لانتزاع النجمة الثانية
مع اقتراب موعد انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية 2025، تتصاعد حالة الترقب في الشارع الكروي الإفريقي، خصوصًا مع احتضان المغرب للنسخة المقبلة من البطولة، في ظرف رياضي استثنائي تعيشه الكرة المغربية منذ الإنجاز التاريخي في كأس العالم 2022، حين بلغ منتخب “أسود الأطلس” نصف النهائي وأعاد رسم مكانته على الساحة العالمية.
يدخل المنتخب المغربي كأس الأمم الأفريقية 2025 هذه المرة بثوب مختلف، ليس فقط كمرشح تقليدي للمنافسة، بل كعنوان لمشروع كروي متكامل بُني خلال السنوات الأخيرة على أسس واضحة، أبرزها الاستقرار الفني، والاعتماد على كوكبة من اللاعبين المحترفين في كبرى الدوريات الأوروبية، إلى جانب ترسيخ ذهنية تنافسية لا تعترف سوى بالنتائج الكبيرة.
تحت قيادة المدرب وليد الركراكي، نجح المنتخب في تشكيل منظومة متجانسة تجمع بين الانضباط التكتيكي وقوة الشخصية، حيث برزت أسماء مثل ياسين بونو بثباته في حراسة المرمى، وأشرف حكيمي بانطلاقاته الهجومية، وسفيان أمرابط بدوره المحوري في وسط الميدان، ليظهر الفريق بصورة أكثر نضجًا وقدرة على إدارة المباريات الكبرى.
وتستمد القوة الحالية للمنتخب المغربي من قاعدة صلبة قوامها لاعبون اعتادوا اللعب تحت الضغط العالي، ما منح “الأسود” عنصرًا كان غائبًا في نسخ سابقة، وهو الصلابة الذهنية والخبرة في اللحظات الحاسمة. غير أن هذا التفاؤل يصطدم ببعض الهواجس، في مقدمتها شبح الإصابات واحتمال غياب بعض الركائز الأساسية، في ظل ضغط المنافسات الأوروبية المتزايد.
هذا الوضع دفع الجهاز الفني إلى التحرك بحذر، مع إعداد خطط بديلة تحسبًا لأي طارئ، وتأجيل الحسم في القائمة النهائية إلى أقرب وقت ممكن، حفاظًا على التوازن التكتيكي والهوية الفنية للفريق.
ورغم امتلاك المغرب لكل هذه المقومات، فإن طريق التتويج لن يكون سهلًا، في ظل وجود منتخبات قوية مثل كوت ديفوار، ومصر، ونيجيريا، والكاميرون، وكلها تملك تاريخًا وخبرة في البطولة. ومع ذلك، يبقى عامل الأرض والجمهور أحد أهم الأسلحة، حيث يعوّل “أسود الأطلس” على الدعم الجماهيري الكبير الذي قد يصنع الفارق في المباريات الحاسمة.
ويمتلك المنتخب المغربي طموحًا مشروعًا لإضافة نجمة ثانية إلى خزائنه، بعد لقبه الوحيد عام 1976، مستفيدًا من زخم الإنجاز المونديالي الذي كسر حاجز الخوف ورفع سقف التطلعات. غير أن النجاح هذه المرة مرهون بقدرة الفريق على إدارة الضغط الجماهيري، وتحويله إلى حافز إيجابي، مع تفادي أخطاء الماضي التي حرمته طويلًا من العودة إلى العرش القاري.
ومع اقتراب صافرة البداية، تبدو الظروف مهيأة أمام المغرب لكتابة فصل جديد في تاريخه الكروي، يجمع بين طموح الحاضر وثقل التاريخ، في محاولة حقيقية لإنهاء انتظار دام قرابة نصف قرن، واستعادة مكانته بطلاً للقارة السمراء.